تم تهديد أسر شهداء انتفاضة نوفمبر، بما في ذلك أسر”شبنم دياني“ و”آزاده ضربي“ و”فرزاد انصاري“ بالصمت بشأن استشهاد أبنائها على أيدي قوات الأمن والاعلان عن أن سبب الاستشهاد يعود إلى حادث مروري وموت طبيعي.
وبهذا الشأن راجع مسؤولو النظام العديد من أسر شهداء انتفاضة نوفمبرطلبوا منهم قبول أسرة الشهيد مقابل دفع المال والمزايا، التزام الصمت حيال استشهاد أبنائهم.
وكانت ”شبنم دياني“ إحدى الشهداء في انتفاضة نوفمبر 2019، التي هي و12 آخرين دهست سيارات أفراد للباسيج المجرمين عليهم من خلال المواجهات بمدينة شيراز. ثم أطلق أفراد للبسيج النار على جميع الجرحى.
وضغط النظام على أسرة ”شبنم دياني“ مهددًا بالقول إن سبب القتل كان حادثًا مروريًا والتزام بالصمت تجاه استشهاد ابنتها المروع على أيدي قوات الأمن.
وفي الإطار ذاته وصفت أسرة ”آزاده ضربي“ الأيام التي أعقبت استشهاد ”آزاده“ بما يلي: ”في اليوم الأول في المستشفى، أمام أعيننا، عدنا إلى المنزل في منتصف الليل. في اليوم التالي قالوا إنهم سلموا الجثة إلى الطب العدلي في طهران. أنكروا ذلك لمدة يومين وقالوا إنه ليس لدينا مثل هذا الشخص. ثم أرسلونا إلى الطب العدلي في ”كهريزك“ وقالوا مرة أخرى إن مثل هذا الشخص ليس هنا. من هناك، أرسلونا إلى الطب العدلي في ”قلعة حسن خان “، لكنهم قالوا أيضًا إنه لم يكن هناك مثل هذا الشخص. وجدنا أخيرا أحد معارف في الطب العدلي الذي قال إن الجثة نُقلت إلى الطب العدلي بمدينة شهريار.
وتؤكد أسرة ”آزاده ضربي“ أنها لم تدفع المال مقابل إطلاق الرصاصات على ابنتها بسبب معارفهم، لكن اضطررت كتابة الكثير من الرسائل والالتزامات بتسليم الجثة: التزمنا بالصمت وعدم إقامة مراسيم تأبين وعدم ارتباط بأسر الشهداء ووسائل الإعلام. وبعد هذه الالتزامات سُمح لنا بحضور ستة أو سبعة أشخاص في مراسيم دفن، لكنهم اختاروا المقبرة بأنفسهم في أبعد نقطة من ”كمال شهر“ واختاروا القطعة بأنفسهم. وخلال المراسيم، حضر رجال الأمن المتنكرين بالزي المدني وذكروا باستمرار بالسيطرة على أنفسكم. حتى عندما تم تسليم الجثة في مغتسل أموات جاءت شرطيتان وجلستا بجانب والدة ”أزاده“، ولم تسمح لأي شخص بالتحدث ولا أحد يتحدث إليها.
كما ذهبت أسرة آزاده ضربي إلى مركز الشرطة للشكوى، لكن تم إخبارها في مركز الشرطة أن أفراد الشرطة لم يطلقوا النارعليها. وأخذوا تعهدًا بعدم التحدث لأي شخص بشأن هذا الموضوع.
كما أعلنت ”فرزانة أنصاري فر“ عن تهديدها بالصمت حيال استشهاد شقيقها خلال انتفاضة نوفمبر 2019. وقالت بهذا الشأن: بعد الذكرى الأربعين يوما لاستشهاد ”فرزاد“، بينما كان إعلان النعي لا يزال على الحائط، أضرم مجهولون النار على منزلي وسيارتي في الليل.
و فرزاد أنصاري فر من خلال عمله وجهوده كان يدعم أسرته. وكان يقول: ”أنا أعمل بجد لتحقيق أحلامي في النهاية“. أم فرزاد تمضي كل ليلة في المقبرة في جوار قبر ابنها منذ استشهاده.