إضراب صبا كردأفشاري عن الطعام والدواء للإفراج عن والدتها

إضراب صبا كردأفشاري عن الطعام والدواء للإفراج عن والدتها

صبا كردأفشاري ووالدتها في إجازة قصيرة من السجن

الإضراب عن الطعام  والدواء من قبل صبا كردأفشاري لمدة 10 أيام، رغم معاناتها من نزيف في المعدة؛ لرفع الضغط عن أسر السجينات السياسيات

والجدير بالذكر أن السجينة السياسية صبا كردأفشاري المحتجزة حاليًا في سجن قرجك أضربت عن الطعام والدواء في 8 مايو 2021. وكانت السيدة كردأفشاري تطالب برفع الضغط عن أسر السجينات السياسيات، وعلى وجه التحديد، إطلاق سراح والدتها من سجن إيفين.

وتجدر الإشارة إلى أن السيدة راحلة أصل أحمدي، والدة صبا كردأفشاري، محتجزة في سجن إيفين، على الرغم من أنها في أمسِ الحاجة إلى الرعاية الطبية والعلاج. وبعد إخراج صبا بعنف من سجن إيفين وترحيلها إلى سجن قرجك ورامين، أصيبت السيدة أحمدي بصدمة عصبية، ونتيجة لإصابتها في العمود الفقري، أصيبت ساقها اليسرى بالشلل. 

وتعاني صبا كردأفشاري من قرحة في المعدة وغيرها من مشاكل الجهاز الهضمي، وتعرضت عدة مرات حتى الآن إلى نزيف في المعدة. ومع كل هذه المعاناة، أضربت عن الطعام والدواء لتوصيل صوتها للجميع. واضطرت إلى إنهاء إضرابها عن الطعام في 17 مايو 2021 بسبب تدهور حالتها الصحية، بيد أنها أعلنت أنها سوف تواصل متابعة مطالبها.

وفيما يلي مقتطفات من رسالتيها، إحداهما في 11 مايو 2021، أي بعد 3 أيام من بدء الإضراب عن الطعام والدواء، والأخرى في 17 مايو 2021، أي في نهاية الإضراب عن الطعام. وقد أوضحت صبا كردأفشاري في هاتين الرسالتين سبب اعتقالها والزج بها في السجون، وأنها تصر على مواصلة النضال من أجل الحرية.

صبا ووالدتها قبل الاعتقال والسجن، وبعد ذلك في إجازة قصيرة من السجن

الإضراب عن الطعام والدواء

قالت صبا : شاركت في تجمع سلمي في 2 أغسطس 2018، في أعقاب الأزمات والركود الاقتصادي وتعرض الوضع المعيشي لأبناء الوطن للخطر.

لكن بما أن نظام حكم الجمهورية الإسلامية ليس لديه نهج بعد 42 عامًا من الحكم سوى القمع ولا يتحمل أي نوع من الاحتجاج؛ بادر باعتقال جميع المحتجين – وكنت جزءًا صغيرًا منهم – الذين كانوا يطالبون في الشوارع بحقوقهم المسلوبة.

وقضيت 3 أشهر في مركز التعذيب في قرجك دون البت في أمري، ثم حكم عليّ القاضي محمد مقيسه بالسجن لمدة عام ونُقلت إلى سجن إيفين. ورأيت في سجن إيفين سجينات لم يلتزمن الصمت أمام الاضطهاد والظلم وصرخن بشجاعة وحرية للمطالبة بحقوقهن.

ونظرًا لأنني أوصلت للجميع صوت عدد من سجينات الرأي السياسيات بعد الإفراج عني، وكنت الوحيدة التي صرخت وقالت “لا”، ورفضت أن أغرق، وكنت صوتًا لأبناء الوطن المضطهدين و شكلًا من أشكال التمرد على السلطة، وأدركت السريرة” (أحمد شاملو)، ولأنني تحدثت عن الوضع المؤسف في غرف التعذيب في إيران، ومن بينها سجن قرجك، واعترضت على الأعمال البربرية، من قبيل الإعدام وبتر الأعضاء، وحاولت أن أشرح للنساء أنهن لسن عبيدات العصور الوسطى وأن لهن حقوقًا متساوية مع الرجال وأن عصر سلطة الرجال قد ولَّى بلا رجعة، ولأنني أردت أن يتمتع أبناء بلادي بالحق في حرية التعبير وحرية الرأي وحرية ارتداء الحجاب من عدمه وحرية الحياة في القرن الـ 21؛ اعتقلتني قوات الأمن مرة أخرى في 1 يونيو 2019. وحكم عليَّ القاضي إيمان أفشاري بالسجن 24 عامًا، واتُهمتُ بالفساد والدعارة. 

ولم تتحمل والدتي راحلة أحمدي، مثل غيرها من الأمهات المدعيات، الانتهاك والظلم في حق ابنتها البالغة من العمر 21 عامًا وكسرت صمتها وثار ثائرها وصرخت معبرة عن احتجاجها. ولم تحتج من أجل صبا فقط، بل من أجل جميع الرجال والنساء المناضلين في طريق طلب الحرية ؛ بيد أن الرد على هذا الاحتجاج والمطالبة بالحقوق تجسد في الاعتقال أيضًا.

لقد طالبنا فقط بحقوقنا الاجتماعية وحرياتنا المدنية التي حُرمنا منها لسنوات عديدة. بيد أن السلطة أظهرت أن الرد على المطالبة يتجسد في دفع تكاليف باهظة.

ترحيب راحلة أحمدي بـ “صبا” عندما جاءت في إجازة قصيرة لمدة أسبوع

الترحيل إلى سجن قرجك ومرض الأم

وقاموا بترحيلي إلى سجن قرجك ورامين في 8 ديسمبر 2020 بذرائع كاذبة. والجدير بالذكر أنهم قيدوا الأم وابنتها في السجن وفصلوهما عن بعضهما. فكم من أمهات وبنات وآباء وأبناء وعائلات يقضون عمرهم في منافي إيران. 

وأصيبت والدتي بصدمة عصبية نتيجة لاستمرار الممارسات اللاإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان والترحيل وفصلي ووالدتي عن بعضنا البعض، مما أدى إلى إصابتها إصابة خطيرة في العمود الفقري، وتسبب ذلك في إصابة ساقها اليسرى بالشلل.

ولم يكتفوا بهذه الممارسات من الضغوط، حيث أنهم تمادوا في تضييق الخناق علينا بشكل أكبر مرة أخرى وحرمونا من الزيارة من سجن إلى آخر، ولا يلتزمون بإرسال والدتي لتلقي الرعاية الطبية، على الرغم من حالتها الصحية الخطيرة، ويرفضون الإفراج المشروط ومنحها إجازة مرضية للاستشفاء، وهو حق لكل سجين. ويرسلون مرتزقتهم لتهديدنا بنداءات مختلفة. 

فما الذي يجب أن تخشاه فتاة تبلغ من العمر 23 عامًا ضيعتم شبابها ودمرتم حياتها كلها؟

لقد ذقت مرارة كل قسوتكم وشعرت بها. فهل تركتم شيئًا آخر من القسوة لم أعيشه؟

وما يشغل فكري هو ما حدث لي وللسجناء الآخرين، أفكر وأمضي قدمًا في طريقي أكثر صلابة وصمودًا من أي وقت مضى، … إلخ.

والآن، أعلن عن الإضراب عن الطعام والدواء اعتبارًا من 8 من مايو 2021 بسبب كل عمليات القتل والتعذيب والمحن والمضايقات والتهديدات التي لا تمارسونها على السجينات السياسيات  فحسب، بل على أسرهم أيضًا. وأطالب بالكف عن ممارسة الضغوط على أسر السجينات السياسيات  والإفراج عن والدتي راحلة أصل أحمدي.

صبا كردأفشاري، 11 مايو 2021، سجن قرجك ورامين

صبا ووالدتها راحلة أحمدي على شاطئ البحر قبل الاعتقال

الإضراب عن الطعام هو الوسيلة الوحيدة للسجين لمواصلة النضال

وكتبت صبا كردأفشاري في بعض الأجزاء من الرسالة التي أعلنت فيها انتهاء الإضراب عن الطعام والدواء، ما يلي:

يتجسد الرد على الاحتجاجات والإضرابات لسنوات عديدة في الضرب والسب وإطلاق النار، … إلخ.

لكنهم لم ولن يتمكنوا على الإطلاق من حقننا بما يدور في عقولهم المريضة الصدئة. نعم، لن يتمكنوا من إملاء الأفكار المريضة التي هم أنفسهم غير مقتنعين بها؛ على الآخرين. ويقابلون احتجاجنا بالمدافع والقنابل، كما لايتسامحون مع الأقلام التي تعبر عن أفكارنا وطموحاتنا ويقضون عليها.

ويتكرر هذا الأسلوب في السجون. ويجبرون السجينة التي لا وسيلة لها للنضال سوى الإضراب عن الطعام والاعتصام ؛ على السكوت بشتى الطرق. ويردون بالعنف على مطالبة السجينات بحقوقهن.

لقد دمرتم أجسادنا وأقلامنا. ولكن كيف يمكنكم أن تدمروا ما نزرعه في أفكارنا ولا نخشى الإفصاح عنه؟

إن النضال في طريق الحرية لا ينتهي بالضغوط أو بالتهديد، بل يجد طريقه في بيئة عاصفة وسيحقق الهدف المنشود لا محالة، … إلخ.

ومما يدعو للأسف هو أنني لا أتمتع بوضع صحي جيد، وأدرك تمامًا أن الأرواح البشرية لا قيمة لها بالنسبة للجمهورية الإسلامية. لذلك، فإنني مضطرة إلى أن أنهي إضرابي عن الطعام، بيد أنني ما زلت أسعى إلى تحقيق مطالبي.

والحقيقة المؤكدة هي أن الاضطهاد لم ولن يدوم على الإطلاق.

صبا كردأفشاري، 17 مايو 2021، سجن قرجك ورامين

Exit mobile version