التقرير الشهري، سبتمبر 2020: إيذاء وتعذيب السجينات السياسيات في إيران هدف الملالي الرئيسي

إيذاء وتعذيب السجينات السياسيات في إيران هدف الملالي الرئيسي

إيذاء وتعذيب السجينات السياسيات في إيران هدف الملالي الرئيسي

شهدنا خلال شهر أكتوبر انتهاكات للحقوق الأساسية للسجينات السياسيات في إيران. إذ حاك نظام الملالي جميع أنواع المؤامرات واتخذ كافة الإجراءات اللاإنسانية ضد السجناء، ولاسيما السجينات السياسيات.

هذا ولم يكتف نظام الملالي بعدم إطلاق سراح السجينات السياسيات، ولو مؤقتًا، بل إنه يبادر باعتقال المزيد من المعارضين يوميًا والزج بهم في السجون. كما يستخدم الملالي فيروس كورونا في إبادة السجناء.

ولم يقتصر الأمر على عدم مراعاة الفصل بين الجرائم في سجون النساء فحسب، بل إنهم غالبًا ما يتعمدون ألا يفصلوا المصابات بمرض كورونا وغيره من الأمراض المعدية عن السجينات الأخريات. وفيما يلي بعض ممارسات نظام الملالي اللاإنسانية في السجون ضد السجينات السياسيات في إيران:

الحرمان من إجراء الفحوصات الطبية والعلاج

من بين أساليب نظام الملالي المألوفة في تعذيب السجينات السياسيات وقتلهن بالبطيء وتعذيبهن معنويًا هو حرمانهن من الفحوصات الطبية والعلاج. فقد شهدنا خلال الشهر الماضي، حرمان العديد من السجينات في عنبر النساء في سجن إوين ممن يعانين من أمراض خطيرة أو أمراض عامة؛ من إجراء الفحوصات الطبية والعلاج أو إحالتهن إلى المستشفى وإعادتهن إلى السجن قبل إجراء الفحوصات الطبية. 

فاطمة مثنى، نجات أنور حميدي، معصومة صنوبري، صبا كردأفشاري و موجكان كاوسي

• أصيبت فاطمة مثنى بالتهاب معوي وتنزف منذ شهر وعاشت في حالة الطوارئ مرتين. وأعلنت عيادة سجن إوين أنها لا تستطيع فعل أي شيء لعلاجها. وأخيرًا تمت إحالة فاطمة مثنى إلى مستشفى طالقاني في 27 أكتوبر 2020، وهناك قرر الطبيب المعالج ضرورة بقائها في المستشفى تحت الرعاية الطبية، بيد أنه تمت إعادتها إلى السجن وهي تعاني من نفس حالتها الصحية الحرجة للغاية؛ تلبية لأوامر وزارة المخابرات سيئة السمعة والمدعي العام المشرف على السجينات السياسيات .

• حُرمت صبا كردأفشاري من إجراء الفحوصات الطبية على كاحل قدمهها بعد مرور أسبوعين من إصابتها. والجدير بالذكر أن كاحل قدمها قد تورم بدرجة كبيرة في الجبس وأصبح جلدها ضاربًا إلى الزرقة. ولذلك، اضطرت من شدة الألم إلى نزع الجبس بنفسها. 

• كما أن الكاتبة الكردية، موجكان كاوسي تحتاج إلى إجراء عملية جراحية، غير أن مسؤولي السجن لا يسمحون لها بإجراء العملية الجراحية في المستشفى الذي ترغبه.

• هذا وتقضي السجينة السياسية، معصومة صنوبري عقوبة بالسجن لمدة 8 سنوات في عنبر السجينات في سجن تبريز بتهمة علاقتها بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية. والجدير بالذكر أنها تتعرض لضغط شديد بسبب احتجازها بين السجناء العاديين. وتعاني السيدة معصومة صنوبري من عدم وضوح الرؤية وكسر في الساق اليمنى ومشاكل أخرى بسبب التعذيب أثناء الاعتقال. ومع ذلك، رفض مسؤولو السجن التصريح لها بتلقي العلاج الطبي.

• فيما أصيبت السجينة السياسية، نجات أنور حميدي التي تعاني من مرض العيون والغدة الدرقية والصداع المزمن؛ بوباء كورونا في عنبر النساء في سجن سبيدار بالأهواز. والجدير بالذكر أنه تم نقل هذه السجينة البالغة من العمر 62 عامًا إلى السجن المذكور في شهر مارس 2019 لقضاء عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات. وهي متهمة بالعضوية في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. ويرفض مسؤولو السجن إجراء الفحوصات الطبية عليها وعلاجها حتى الآن.

نقل السجينات السياسيات من سجن إوين

ومن بين أساليب الملالي لزيادة الضغط على السجينات السياسيات في إيران هو إرسالهن إلى سجون عادية والتحفظ عليهن بين السجينات العاديات والمجرمات الخطيرات. وفي هذا الإطار، تم خلال الشهر الماضي نقل ما لا يقل عن 7 سجينات من سجن إوين إلى سجون مختلفة لا يُراعى فيها الفصل بين الجرائم.

• وتم نقل المواطنة البهائية سجينة الرأي، إلهام برمكي التي كان من المفترض إطلاق سراحها بناءً على أمر الإفراج المشروط الصادر عن المحكمة؛ من عنبر النساء في سجن إوين إلى سجن قرجك في 5 أكتوبر 2020.

• وتم نقل المحامية، نسرين ستوده، إلى سجن قرجك في 20 أكتوبر 2020. وفي حيلة خامنئية أخرجها مسؤولو السجن من العنبر بحجة إحالتها إلى المستشفى، بيد أنهم زجوا بها في سجن قرتشك.

• تم نقل ياسمن آريائي ووالدتها، منيرة عربشاهي إلى سجن كجوئي بكرج في 21 أكتوبر 2020. حيث قام مسؤولو السجن بإخراجها من العنبر بحجة مقابلة المحامي، بيد أنهم نقلوها إلى مستشفى آخر، ولا غرابة في ذلك لأنهم هم من رضعوا الحيل الخامنئية. والتهمة الموجهة إليهما هي انتهاك الحجاب الإجباري، وحكم على كل منهما بالسجن لمدة 9 سنوات و 7 أشهر، وكأن الزمن لاقيمة له عند الملالي حتى على توافه الأمور.

• بعد استكمال استجوابها وتعذيبها في الحبس الانفرادي، نُقلت مريم نصيري من العنبر رقم 209 في سجن إوين إلى سجن قرجك المرعب في 22 أكتوبر 2020. وتبلغ هذه السجينة السياسية 62 عامًا من العمر وتعمل محامية ولديها 4 أبناء. والجدير بالذكر أنه حكم عليها بالسجن لمد 3 سنوات في عقد الثمانينيات بتهمة مناصرة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

• تم نقل السجينة السياسية الكردية، سكينة بروانه من عنبر النساء في سجن إوين إلى سجن قرتشك في 27 أكتوبر 2020. وقضت فترة في سجن قرتشك، وأُعيدت إلى سجن إوين مضربة عن الطعام.

• هذا وتم نقل ما يقرب من 300 سجينة سياسية وعادية من كافة سجون محافظة أذربيجان الغربية إلى سجن أورمية المركزي تلبية لأوامر السلطة القضائية. وجاء هذا الانتقال في 23 أكتوبر 2020، بينما كان هناك 200 سجينة محتجزة بالفعل في عنبر النساء في سجن أورمية المركزي.

وتشير بعض التقارير الواردة من عنبر النساء في سجن إوين إلى تكثيف المراقبة الأمنية في هذا العنبر بعد البدء في نقل السجينات السياسيات. وبادر مسؤولوا السجن بتقليص الاتصالات الهاتفية بحجة وجود أعطال في الخطوط الهاتفية. كما تشير هذه التقارير إلى أنه لم يُسمح للسجينات المنقولات من سجن إوين حتى بأخذ مستلزماتهن الضرورية والصحية.

ويقال إن الهدف من عمليات النقل هذه هو إخلاء المكان لاستقبال معتقلات جدد أثناء الاحتجاجات المتوقعة مستقبلًا، فضلًا عن زيادة الضغط على السجينات السياسيات في إيران. ويعتقد بعض المراقبين أن نظام الملالي بصدد إغلاق عنبر النساء في سجن إوين. والجدير بالذكر أن عنبر النساء في سجن إوين هو العنبر الوحيد المخصص لاحتجاز السجينات السياسيات من منطلق مراعاة الفصل بين الجرائم. 

تهديد السجينات السياسيات وإيذائهن في سجن قرجك

بادر المسؤولون في سجن قرجك المروع بجمع توقيعات ضد السجينات السياسيات  المحبوسات في هذا السجن بهدف الحيلولة دون مشاركتهن في ورشة العمل وتوعية السجينات العاديات.

ففي الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر، قدَّم كل من مساعد مدير السجن، وعسكري، مدير الورشة رسالة إلى مدير السجن، موقعة من 13 سجينة من السجينات العاديات، ضد السجينات السياسيات، وتحديدًا ضد زهراء صفائي. وبموجب هذه الرسالة منع مدير السجن السجينات السياسيات من الذهاب إلى ورشة السجن وأغلق الباب في وجوههن. ومن جانبهن قامت السجينات السياسيات بترديد هتاف “الموت للديكتاتور” والطرق على الأبواب احتجاجًا على هذا القيد.

کولرخ ایرایي، برستو معيني، زهراء صفائي و فروغ تقي بور

فيما أصيبت السجينة السياسية، زهراء صفائي بنوبة قلبية في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر بسبب تعرضها للإيذاء من قبل مسؤولي سجن قرتشك. بيد أن عيادة السجن أعطتها بعض الحبوب وأعادوها إلى العنبر.

وتم الزج بزهراء صفائي وابنتها، برستو معيني بمعية الأخت المجاهدة فروغ تقي بور في سجن قرجك بتهمة نصرة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والدعاية ضد الولي الفقيه. والجدير بالذكر أنهن تعرضن عدة مرات لمؤامرات مسؤولي السجن، وحياتهن في خطر.

شبنم آشوري، عالیة مطلب زاده، إلهام صميمي، أشرف نفرية، خدیجة مهدي بور، ندا بيرخضرانيان، بهارة سليماني و ناهيد تقوي

الاعتقالات الجديدة

تم اعتقال الناشطات التالية في شهر أكتوبر:

• اعتقلت عناصر استخبارات قوات الحرس  في إيلام غرب خديجة مهدي بور، في 5 أكتوبر 2020. والجدير بالذكر أنها ناشطة على شبكة التواصل الاجتماعي إنستجرام. 

• اعتقلت قوات الأمن شبنم آشوري في منزلها في 6 أكتوبر 2020 . وهي سيدة متزوجة ومقيمة في طهران، وهي مديرة مسؤولة وصحفية في المجلة العمالية المعلوماتية.

 • كما اعتقلت قوات الأمن الناشطة الاجتماعية، ندا بيرخضرانيان في 6 اكتوبر 2020، في طهران.

• تم نقل عالية مطلب زاده، نائب رئيس جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، إلى سجن إيفين في 11 أكتوبر / تشرين الأول 2020 لقضاء فترة حكمها الجائر. كما تم نقل  الطالبة الناشطة ”أشرف نفرية “إلى سجن إيفين في نفس التاريخ لقضاء فترة حكمها.

• وتم اعتقال كل من إلهام صميمي، الطالبة في قسم الأنثربولوجيا بجامعة طهران، و الناشطة المدنية الكردية، سمية كاركر، الطالبة في قسم الفلسفة بجامعة تبريز، في 16 أكتوبر 2020، في طهران.

• واعتقلت بهارة سليماني، عضو الهيئة الطبية، في 16 أكتوبر 2020، في كرج، وزج بها في الحبس الانفرادي في قطاع الأمن.

• واعتقلت قوات الأمن ناهيد تقوي، البالغة من العمر 66 عامًا، في منزلها في 16 أكتوبر 2020، وهي محتجزة في الحبس الانفرادي في سجن إوين. وخضعت لعملية جراحية في الآونة الأخيرة، كما تعاني من ضغط الدم المرتفع، وهي ممنوعة من الحصول على أدويتها الخاصة منذ اعتقالها. 

حراس السجن يهاجمون السجينات في كرمنشاه

نظمت السجينات في مركز الإصلاح والتهذيب في كرمانشاه وقفة احتجاجية في 21 أكتوبر 2020، احتجاجًا على الظروف القاسية التي فرضها عليهن مدير السجن. وقوبلت هذه الوقفة الاحتجاجية السلمية بهجوم الحرس الخاص للسجن.

والجدير بالذكر أن الحرس الخاص للسجن قام بضرب السجينات بالهراوات وإلقاء الغاز المسيل للدموع عليهن. وأثناء هذا الهجوم تعرضت كل من شنو رحمتي وفاطمة رحيمي إلى الضرب البربري المبرح وسيل من السباب والشتائم. ثم قام الحرس الخاص بسحل هاتين المرأتين ونقلهما إلى الحبس الانفرادي. فيما تعرض عدد من السجينات إلى ضيق التنفس بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل. وبعد أيام قليلة من هذا الهجوم، قالت أسرة إحدى السجينات: بادر مسؤولو السجن باستدعاء بعض السجينات وهددوهن بترحيلهن إلى سجون نائية. كما تم منع أدوية السجينات المرضى كنوع من العقاب، وتم تقييد الاتصالات الهاتفية للسجينات”.

Exit mobile version