احتجاجات الإيرانيات تشهد ذروة جديدة برفع شعار مقاطعة الانتخابات
شهدت شوارع إيران، في شهر مايو احتجاجات الإيرانيات برفع شعار مقاطعة الانتخابات.
شهدت شوارع جميع المدن الإيرانية الكبرى احتجاجات الإيرانيات طوال شهر مايو، بترديد هتافات تدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية الوهمية المقبلة.
والجدير بالذكر أن احتجاجات مختلف الفئات في جميع المدن الإيرانية لم تتراجع تزامنًا مع القمع والتمادي في انتهاكات حقوق الإنسان وعمليات الإعدام في إيران؛ وعلى الرغم من الظروف الوبائية الخطيرة وتجاوز العدد الكارثي والمأساوي لضحايا وباء كورونا حد الـ 300,000 شخص فحسب، بل شهدت ذروة جديدة. فعلى سبيل المثال، احتجاجات الإيرانيات من مختلف فئات المجتمع في معظم المدن، بمن فيهن المعلمات والممرضات والصيدلانيات والطالبات والمتقاعدات والمتضررات أموالهن. كما نظمت النساء في القرى ومختلف المناطق تجمعات احتجاجية احتجاجًا على نقص المياه وانقطاع التيار الكهربائي وهدم المنازل. كما انضمت عائلات المزارعين والعمال الكادحين إلى الاحتجاجات.
“ويعتبر انتشار البطالة، وأشكال اللامساواة الاجتماعية – الاقتصادية غير المسبوقة، وامتلاك البعض لثروات فلكية، والفساد المتفشي غير المسبوق في الهيكل الإداري والثقافي والاجتماعي، واستمرار تراجع القوة الشرائية للمواطنين، والأزمة المعيشية التي يعاني منها عدد كبير من أفراد المجتمع، وإدمان الأفيون، وارتفاع معدل الجريمة والعنف والانتحار والبغايا وأطفال العمل، وهجرة الخبراء من البلاد، وسحب رؤوس الأموال إلى الخارج، … إلخ. جزءًا من المشاكل السائدة في المجتمع الإيراني التي أحصتها صحيفة “شرق” الحكومية، في عددها الصادر في 8 مايو 2021. ولكن الوجه الآخر لعملة الفقر وشظف العيش والمشاكل التي حلت بالمجتمع تحت وطأة سلطة الملالي، هو تصاعد الاحتجاجات ورْفْض أبناء الوطن المطحونين للملالي ومسرحية الانتخابات التي يخططون لإجرائها في 18 يونيو 2021 رفضًا قاطعًا لا تراجع عنه.
وكانت المطالبة بمقاطعة الانتخابات وترديد الهتاف المشترك “لن نصوت بعد اليوم” في جميع الاحتجاجات في الشوارع؛ تُعبر بوضوح عن عدم شرعية مسرحية انتخابات نظام الملالي بكل ما تحمل الكلمة من معنى والتي كانت تَرمز لها بالوجه القبيح للمرشح الرئيسي للولي الفقيه، ألا وهو رئيسي، جلاد مجزرة عام 1988. هذا وطالب المحتجون بمعاقبة قادة نظام الملالي رافعين شعارات، من بينها “الموت لروحاني”.
ويرى قادة نظام الملالي الذين شهدوا في السنوات الأخيرة مدى غضب واحتجاجات الإيرانيات والشباب وجماهير الشعب الإيراني في عدة انتفاضات متتالية؛ أن الطريقة الوحيدة لمواجة المطالب المشروعة للمواطين تكمن في قمع كل صوت معارض كما كان الحال على مدى الـ 42 عامًا الماضية. فعلى سبيل المثال، قال قاسم رضائي نائب قائد الشرطة في رده على سؤال يتعلق بالاحتجاجات ورفع المواطنين لشعار «لن نصوت بعد اليوم»: ” سنواجه بشدة أي فتنة ترمي إلى الإخلال باستقرار نظام الملالي” (موقع “انتخاب” الحكومي، 20 مايو 2021).
احتجاجات الإيرانيات من مختلف فئات المجتمع
بلغ عدد احتجاجات الإيرانيات خلال شهر مايو ما لا يقل عن 127 احتجاجًا. والجدير بالذكر أن المعلمات نظَّمنَّ ما لا يقل عن 29 حركة احتجاجية في شهر مايو.
ونظمت المعلمات الشابات الحاصلات على شهادة الدبلوم حركة احتجاجية استمرت لمدة 4 أيام متتالية. والجدير بالذكر أن معظم هؤلاء المعلمات من الخريجات والحاصلات على شهادتي الماجستير والدكتوراه، ويطالبن بالحصول على وظيفة رسمية، بيد أن نظام الملالي عدو الوطن لا يمنحهم هذه الفرصة.
واحتجت معلمات محو الأمية أيضًا لمدة 3 أيام متتالية.
هذا وتطالب النساء المتقاعدات من وزارة الصحة والعلاج بمساواة رواتبهن مع الموظفين الرسميين. واعترضن في شعاراتهن على خلو موائد السفرة واضطهاد الحكام.
وشاركت الطالبات الشابات مشاركة فعالة فيما لا يقل عن 42 تجمعًا احتجاجيًا خلال شهر مايو. ويطالبن بإجراء الامتحانات عبر الإنترنت، واعترضن على أداء الامتحانات حضوريًا.
كما ثار ثائر الممرضات والعاملون في المسشفيات الذين لم يتقاضين رواتبهن وعلاواتهن المستحقة خلال فترة تفشي وباء كورونا، وقمن بتنظيم حركات احتجاجية في أيام مختلفة.
أنشطة المرأة في معاقل الانتفاضة
تحافظ المرأة الإيرانية الشجاعة الجسورة عضوة في معاقل الانتفاضة كل يوم على استمرار شعلة الاحتجاج والمقاومة ومقاطعة الانتخابات متقدة في المدن الإيرانية.
عضوات بالمعاقل الانتفاضة في طهران، مشهد، أصفهان، شيراز، إيلام، كرمانشاه، همدان، لاهيجان، كركان، نيشابور، سقز ومدن رئيسية أخرى في البلاد عن طريق نصب اللافتات اللافتات والكتابة على الجدران في جميع المدن الإيرانية أن المقاطعة الشاملة للانتخابات بمثابة رد على قتلة 1500 شهيد أثناء انتفاضة نوفمبر 2019.
وقامت نساء وشباب معاقل الانتفاضة في الفترة الزمنية الممتدة من 8 إلى 12 بتوزيع منشورات يؤكدن فيها على أن مقاطعة مسرحية الانتخابات واجب وطني، وزيَّنَّ جدران المدن بشعار «أصوت للإطاحة».
وتقوم النساء والفتيات الأعضاء في معاقل الانتفاضة بتصوير مقاطع فيديو لأنشطتهن ونشرها في الفضاء الإلكتروني. والجدير بالذكر أن هؤلاء النساء يبثون نور الأمل في قلوب أبناء الوطن بعملهن الثوري ويحطمن حاجز الخوف والقمع في جميع المدن الإيرانية.
أمهات شهداء انتفاضة نوفمبر 2019
كانت أمهات شهداء انتفاضة نوفمبر 2019 أيضًا رائدات في احتجاجات الإيرانيات. حيث انتهزن كل فرصة للإعلان عن تصويتهن الحاسم، وهو بالتأكيد الإطاحة بنظام الملالي الفاسد المتعطش للدماء. والجدير بالذكر أن هؤلاء الأمهات الشجاعات نشرن في الفضاء الإلكتروني العشرات من مقاطع الفيديو والرسائل والتطلعات والرسائل الاحتجاجية. كما يطالبن بالتقاضي على دماء الشهداء بتنظيم تجمعات احتجاجية وحمل صور أبنائهن الشهداء، وأقسمن على أن يكنَّ صوت أبنائهن حتى آخر نفس في حياتهن. وأعلنت أمهات شهداء انتفاضة نوفمبر 2019 بشكل جماعي في تجمعاتهن أنهن جميعًا يطالبن بالإطاحة بهذه السلطة الفاشية، وأنهن يصوتن للإطاحة”.
وقالت إحدى الأمهات: ” إن إثم من يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لا يقل بشاعة عن إثم مَن قتلوا أبنائنا، ونحن لن نسامح على الإطلاق. وإذا توجه بعض المواطنين إلى صناديق الاقتراع وشاركوا في هذه الانتخابات، فإن هذا يعني أنهم ارتكبوا جريمة بقدر جريمة من قتلوا أبنائنا ؛ وخانوا الوطن”.
وقالت أم أخرى: ” إن التصويت خيانة لأجيالنا القادمة. خيانةٌ لن يتم تعويضها على الإطلاق.
وقالت أم ثكلى أخرى: ” ندعو الله ألا يرى أب وأم مكروه في ولدهما لا قدر الله . لا تصوتوا أيها المواطنون، فالتصويت لن يسفر سوى عن ضياع مستقبل أبنائكم”.
وتم اعتقال السيدة بدرية حميداوي، إحدى أمهات شهداء انتفاضة نوفمبر 2019، خلال الشهر الماضي، وتحديدًا في 16 مايو 2021. وكانت هذه السيدة الشجاعة قد خرجت من منزلها للترحيب بالشباب الذين كانوا يقيمون مراسم الاحتفال وهوسة العرب خارج منزلها تكريمًا لشهداء انتفاضة نوفمبر 2019. وأثناء هجوم قوات نظام الملالي القمعية على هذا الاحتفال تم اعتقال عدد من الأفراد يتراوح ما بين 10 إلى 15 فردًا. والسيدة حميداوي هي والدة شهيد انتفاضة نوفمبر 2019، على تميمي الذي قتلته القوات القمعية أثناء هذه الانتفاضة الشاملة.
أمهات شهداء مجزرة 1988
تجمعت مجموعة من أسر ضحايا مجزرة 1988 في مقبرة خاوران (مقبرة أبطال مجزرة 1988) ووضعن أغصان الزهور على مزار الشهداء وهن يحملن صورهم. والجدير بالذكر أن إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية المرشح المفضل لخامنئي في الانتخابات الرئاسية والذي كان عضوًا في فرقة الموت في طهران أثناء مجزرة عام 1988 لعب دورًا رئيسيًا وخطيرًا في مجزرة الـ 30,000 سجين سياسي، وتم إدراجه في قائمة عقوبات حقوق الإنسان الأمريكية بتهمة تورطه في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إيران.
وكتبت أسر وأمهات الشهداء على إحدى اللافتات: “إن مقبرة خاوران وثيقة دائمة لجريمة مجزرة 1988 المناهضة للإنسانية في إيران، ولن نسامح ولن ننسى حتى تتم محاكمة المجرمين وإنزال أشد العقوبات بهم”.
وضع السجينات والظروف المزرية في عنابر النساء في عدة مدن إيرانية
ونلقي نظرة سريعة في هذا الجزء على أوضاع بعض السجينات السياسيات والاعتقال التعسفية للمواطنات البهائيات في مختلف المدن الإيرانية، بالإضافة إلى بعض التقارير الموجزة عن عنبر النساء في سجون تبريز وسبيدار والأهواز، وسجن قرجك ورامين:
السجينة السياسية المرَحَّلة، مريم أكبري منفرد
لا تزال وزارة المخابرات تمارس أقصى قدر من الضغط على السجينة السياسية مريم أكبري منفرد بعد ثلاثة أشهرتقريبًا من ترحيلها إلى سجن سمنان المركزي. وتتابع وزارة المخابرات قضيتها مباشرة. ولا يُسمح لأحد، ولا حتى المدعي العام المسؤول عن السجينات السياسيات بالتدخل في قضيتها. كما لا تسمح وزارة المخابرات بأعادة النظر في طلباتها بأي شكل من الأشكال. وتم حرمانها من الحقوق الأساسية للسجين، من قبيل قراءة الصحف والحق في العلاج الطبي والحصول على إجازات.
والجدير بالذكر أنه تم ترحيل السجينة السياسية، مريم أكبري منفرد، بالإكراه من سجن إيفين إلى سجن سمنان المركزي في 9 مارس 2021. والسيدة مريم أكبري منفرد أمٌ لـ 3 بنات وتقضي العام الـ 12 من فترة سجنها الجائرة. وتم اعتقالها بعد انتفاضة عاشوراء في عام 2009، وتحديدًا في 31 ديسمبر 2009، وحُكم عليها في يونيو 2010 بالسجن التنفيذي لمدة 15 عامًا. والجدير بالذكر أنها متهمة بالنضال ضد نظام الملالي من خلال عضويتها في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وهو اتهام لم تنكره على الإطلاق. وتعاني من مرض الغدة الدرقية والتهاب المفاصل الروماتويدي، ولم تقم بإجازة حتى ولو ليوم واحد حتى الآن.
السجينة السياسية المرَحَّلة، زينب جلاليان
إن السجينة السياسية الكردية، زينب جلاليان مسجونة منذ 14 عامًا بموجب الحكم عليها بالسجن المؤبد. وتعاني من وضعها الصحي المتدهور في سجن يزد المركزي. وأصيبت بوباء كورونا في سجن قرجك. وتسبب مرض الربو الذي أصابها من قبل في زيادة تدهور حالتها الصحية بعد إصابتها بوباء كورونا، وتعاني من ضيق في التنفس والسعال الحاد. ولا تسمح وزارة المخابرات لزينب جلاليان بتلقي العلاج في المستشفى، والأنكي من ذلك هو أن المخابرات لا تسمح بتقديم الخدمات الطبية الأساسية لها. وقال أطباء المركز الصحي في سجن يزد لزينب جلاليان إنهم لا قدرة لهم على علاجها بسبب محدودية الإمكانيات، ونصحوا بضرورة نقلها إلى أحد المستشفيات خارج السجن في أسرع وقت . وبموجب أمر وزارة المخابرات، فإن الاتصالات الهاتفية التي تجريها مع أسرتها أحيانًا تكون قصيرة جدًا، ومسموح لها بالتحدث باللغة الفارسية فقط. وتم نقل زينب جلاليان في نهاية المطاف إلى سجن يزد المركزي انتهاكًا للقانون، في 9 نوفمبر 2020. ومنذ ذلك الحين وهي تتعرض لضغوط مكثفة من أجل الرضوخ للتعاون مع وزارة المخابرات.
هذا وتعرضت السجينة السياسية المناضلة زينب جلاليان، البالعة من العمر 38 عامًا، لأشد أنواع التعذيب بعد اعتقالها في عام 2007 للإدلاء باعترافات كاذبة ضد نفسها. وكان من بين أنواع التعذيب ضرب رأسها في الجدار ومحاولة المحقق الاعتداء عليها. وتعرضت نتيجة لهذا التعذيب إلى ضبابية الرؤية والتهديد بالعمى. هذا فضلًا عن أنها تعاني من أمراض متعددة أخرى.
ترحيل السجينة السياسية آتنا دائمي
نشر السيد حسين دائمي، والد آتنا دائمي، رسالة ابنته في 21 مايو 2021 على صفحته الشخصية على تويتر . واتضح بموجب هذه التغريدة أن نظام الملالي اقترح على آتنا أن تطلب العفو، بيد أن هذه السجينة السياسية المناضلة صدمت هذا النظام الفاشي برفضها هذا الاقتراح، وقالت: ” إنني أعتبر الإفراج بدون قيد أو شرط حق لسجناء الرأي السياسيين، … إلخ. وأنتم من يجب عليكم أن تطلبوا العفو والمغفرة من الشعب، … إلخ.”.
وكان من المفترض إطلاق سراح آتنا دائمي، البالغة من العمر 32 عامًا، من السجن في 4 يوليو 2020 بعد قضاء فترة عقوبتها لمدة 5 سنوات، بيد أنه نظرًا لأن وزارت المخابرات وقوات حرس نظام الملالي لفَّقا لها قضايا جديدة حُكم عليها في محاكمتين أخريين بالسجن بما مجموعه 5 سنوات و 74 جلدة.
وقام مسؤولو سجن إيفين فجأة بترحيل آتنا دائمي قسرًا عشية العام الجديد، وتحديدًا في 16 مارس 2021 إلى سجن لاكان في رشت.
السجينة السياسية سمية قريشي
رفض المسؤولون في سجن أورمية المركزي العلاج الفوري للسجينة السياسية سمية قريشي.
يفيد التقرير الوارد من سجن أرومية المركزي في 9 مايو 2021 أن الحالة الصحية لـ “سمية قريشي” متدهورة بسبب معاناتها من مشاكل صحية في القلب، وهي في حاجة ماسة إلى تلقي العلاج فورًا. والجدير بالذكر أن رفيقاتها في العنبر حاولن نقلها إلى المركز الصحي في السجن، بيد أن ضابط الحراسة منعهن من الخروج من العنبر.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ أن نُقلت سمية قريشي إلى السجن في شهر يناير 2021 لقضاء عقوبتها باءت مطالبها المتكررة للحصول على إجازة مرضية بسبب معاناتها من مشاكل صحية في القلب؛ بالفشل.
وحكم عليها في شهر فبراير 2020 بالسجن بما مجموعه 5 سنوات بتهمتي «العمل ضد الأمن القومي» و«الدعاية ضد خامنئي» من خلال التعاون مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
السيدة قريشي من أهالي أرومية، وتم اعتقالها في شهر ديسمبر 2019، وخضعت للاستجواب لمدة 17 يومًا في معتقل وزارة المخابرات في أرومية. وبعد ذلك تم نقلها إلى سجن أرومية المركزي.
السجينات السياسيات يُضربن عن الطعام
تفيد التقارير الواردة من داخل السجن، أن 5 أفراد من السجينات السياسيات أضربن عن الطعام خلال شهر مايو احتجاجًا على الضغوط المستمرة وانتهاك حقوق الإنسان في السجن، وهنَّ: صبا كردأفشاري، وراحلة أحمدي، وكيتي بورفاضل، ومجكان كاوسي، وسكينة بروانة.
وأضربت السجينة السياسية صبا كردأفشاري، المسجونة في سجن قرجك، عن الطعام والأدوية في 8 مايو 2021، حيث أنها تطالب برفع الضغط عن أسر السجينات السياسيات، وتطالب على وجه الخصوص بإطلاق سراح والدتها من سجن إيفين. وبدأت صبا إضرابها عن الطعام والأدوية، على الرغم من معاناتها من نزيف في المعدة وإصابتها بوباء كورونا في السجن أيضًا. واضطرت إلى إنهاء إضرابها عن الطعام والأدوية بعد 10 أيام، وتحديدًا في 17 مايو 2021 بسبب تدهور حالتها الصحية، بيد أنها أعلنت أنها سوف تواصل متابعة مطالبها. وكتبت صبا كردأفشاري في 11 مايو 2021 رسالة تنويرية في هذا الصدد، كشفت فيها النقاب عن الجرائم التي يرتكبها نظام الملالي في السجن في حقها وفي حق السجينات السياسيات الأخريات.
والجدير بالذكر أنه حُكم على صبا كردأفشاري بالسجن التنفيذي لمدة 24 عامًا بتهمة احتجاجها على الحجاب الإجباري. وتم ترحيلها إلى سجن قرجك ورامين في 8 ديسمبر 2020.
وأضربت كل من كيتي بورفاضل، وراحلة أحمدي، والدة صبا كردأفشاري، عن الطعام اعتبارًا من 17 مايو 2021، تضامنًا مع صبا كردأفشاري. وقالت السيدة كيتي بورفاضل في هذا الصدد، في اتصال هاتفي قصير مع حفيدها: ” أنا في مكانة جدة صبا كردأفشاري، ولا يمكنني أن أراهم يدمرون حياة فتاة، والحالة الصحية لوالدتها حرجة للغاية، وهناك الكثير من أشكال التمييز بين السجينات ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي، ويجب علينا أن نفعل شيئًا”.
وتبلغ السيدة المحامية كيتي بورفاضل 79 عامًا من العمر. والجدير بالذكر أنهم زجوا بها في السجن في صيف عام 2019 بتهمة توقيع رسالة موجهة إلى الولي الفقيه تطالبه فيها بتقديم استقالته، وحُكم عليها بالسجن لمدة عامين و 3 أشهر.
وكانت راحلة أحمدي، والدة صبا كردأفشاري، قد كتبت رسالة مفتوحة في وقت سابق إلى صبا تعرب لها فيها عن أسفها عن عدم قدرتها على التضامن معها في الإضراب عن الطعام بسب تدهور حالتها الصحية. إذ إنها مضطرة إلى تناول الأدوية بسبب معاناتها من تمزق في القرص القطني. وعلى الرغم من كل ذلك، أضربت عن الطعام تضامنًا مع ابنتها البالغة من العمر 22 عامًا. وتجدر الإشارة إلى أن راحلة أحمدي مسجونة منذ 15 فبراير 2020، حيث تم اعتقالها بتهمة احتجاجها على ممارسة الضغط على ابنتها صبا كردأفشاري وإجبارها على الإدلاء باعترافات قسرية؛ وحُكم عليها بالسجن 31 شهرًا.
وبدأت السجينة السياسية الكردية، سكينة بروانة إضرابها عن الطعام في 22 مايو 2021، في سجن وكيل آباد في مشهد. وتجدر الإشارة إلى أن ترحيلها إلى سجن مشهد المركزي (وكيل آباد) من بين أسباب إضرابها عن الطعام، وأنها أضربت عن الطعام عدة مرات حتى الآن. لذا تعرضت لانخفاض ضغط الدم واضطرابات في الجهاز الهضمي. وعلى الرغم من توصية أطباء المركز الصحي في السجن بسرعة تحويلها إلى مستشفى خارج السجن، بيد أن مكتب المخابرات رفض ذلك.
كما أضربت الكاتبة والباحثة الكردية، موجكان كاوسي، عن الطعام في سجن إيفين في 16 مايو 2021، احتجاجًا على انتهاك قواعد منح إجازات للسجينات في ظل تفشي وباء كورونا. وأضربت عن الطعام لمدة 10 أيام، على الرغم من معاناتها من أمراض متعددة، ومن بينها مرض السكري وعدم انتظام ضربات القلب، وفي نهاية المطاف أنهت إضرابها عن الطعام في مساء 25 مايو 2021.
الضغط على الطائفة البهائية واعتقالات واسعة النطاق للنساء
كثَّف نظام الملالي من الضغط على النحلة البهائية في شهر مايو، واعتقل عددًا كبيرًا من المواطنات البهائيات وحُكم على بعضهن بأحكام مغلَّظة.
فعلى سبيل المثال، حكمت محكمة الثورة في طهران على آتسا أحمدآيي رفسنجاني بالسجن 8 سنوات بتهمة تشكيل مجموعة لتمكين المرأة.
واعتقلت قوات الأمن شعلة آشوري، من سكان هنديجان الواقعة في محافظة خوزستان، في 5 مايو 2021، واقتيدت إلى مكان مجهول. والجدير بالذكر أن عناصر القمع اقتحمت منزلها من خلال الجدار عندما كان زوجها غير موجود بالمنزل واعتقلوها. وبناءً عليه، جاء اعتقال السيدة آشوري امتدادًا لاعتقال المواطنات البهائيات في بهارستان خلال يومي 25 و 30 أبريل 2021 . وكانت السيدات شورانكيز هامين، ورويا آزاد خوش، ومريم خورسندي، وسارا شكيب، وفيروزه راستي نجاد، وساناز راسته، وآزيتا رضواني، ومجكان بورشفيع، ونسرين خادمي، ونوشين همت من بين من تم اعتقالهن في بهارستان في أصفهان. واقتحمت عناصر الأمن منازل ما لا يقل عن 29 أسرة خلال هذه الاعتقالات التعسفية، بتهمة أنهم بهائيين. وغالبًا ما كانت هذه الاعتقالات مصحوبة بالعنف وأحيانًا بالضرب والسب.
والجدير بالذكر أن السيدة مريم خورسندي كانت تُعالَج كيميائيًا أثناء اعتقالها، ولم تسمح لها قوات الأمن بحمل أدويتها معها. وكانت السيدة آزيتا رضواني أيضًا مصابة بفيروس كورونا أثناء اعتقالها وتتلقى العلاج في المنزل.
وبالإضافة إلى ذلك، حكمت محكمة الثورة في مدينة برازجان على 5 مواطنات بهائيات في 19 مايو 2021 بالسجن التنفيذي بما مجموعه 61 عامًا و 6 أشهر. وحُكم على السيدات مريم بشير، وفرانك شيخي، وهايده رام، ومينو بشير، ودرنا إسماعيلي، من سكان شيراز وبرازجان، بالسجن التنفيذي لمدة 12 عامًا وستة أشهر لكل واحدة منهن.
تقرير عن الوضع في عنبر النساء في تبريز والأهواز وورامين
الأوضاع في عنبر النساء الجديد في سجن تبريز
تم نقل عنبر النساء في سجن تبريز المركزي إلى موقع جديد في 3 أبريل 2021. ويتكون هذا العنبر الجديد من طابقين. الطابق العلوي عبارة عن قاعة صغيرة تضم 4 غرف كبيرة نسبيًا وصالة صغيرة. ويتراوح عدد السجناء في كل غرفة ما بين 57 إلى 68 سجينة. ونظرًا لضيق مساحة العنبر وعدم وجود الإمكانيات الكافية تنشأ صراعات بين السجينات بشكل متكرر. والسبب في 80 في المائة من الصراعات بينهن يتعلق باستخدام الهاتف.
وتم تركيب كاميرتين للمراقبة في كل غرفة في زاويتين بالقرب من السقف ويتم مراقبة كل من في الغرفة.
وفي كل غرفة في هذا العنبر نافذة واحدة صغيرة بالقرب من السقف بحيث لا يمكن للسجينات فتحها للسماح بدخول الهواء النقي. وبما أن الحراس يغلقون باب الممر الضيق أيضًا، فلا يوجد بالفعل أي كمية من الهواء للتنفس. ويقوم حراس السجن كل ليلة بإدخال السجينات في الغرف لإحصائهن ويغلقون الباب ولا يطفئون الأنوار لدرجة أنهن لا يتمكن من الاستراحة حتى الصباح بسبب نقص الهواء.
وتم تخصيص غرفة صغيرة للمركز الصحي في عنبر النساء في الطابق السفلي. ويعطي هذا المركز أقراص البرد والمسكنات والأعصاب والحبوب المنومة فقط للسجينات في أوقات محددة على مدار الساعة. وإذا تعرضت السجينة للمرض أو شعرت بالألم خارج نطاق الأوقات المحددة عليها أن تنتظر حتى يفتح المركز الصحي. هذا ويتجاهل مسؤولو السجن العديد من السجينات اللاتي يطالبن بمراجعة طبيب خارج السجن حتى على نفقتهن الخاصة.
سجن قرجك ورامين
النساء المحبوسات في سجن قرجك يتضورن جوعًا. ويعتبر تجويع السجينات نوعًا من أنواع التعذيب.
والجدير بالذكر أن ما يقرب من 2000 امرأة محتجزات في سجن قرجك. وكمية الطعام التي يقدمونها للسجينات في الوجبات قليلة جدًا، فضلًا عن أن نوعية الطعام رديئة للغاية وغير صالحة للأكل.
ولا يُسمح للسجينات السياسيات في سجن قرجك بالتحدث مع السجينات الأخريات، ويجب أن يكون بصحبتهن أحد الضباط في كل مرة يترددن فيها على العنابر الأخرى والمكتبة وحتى عند ذهابهن لاستنشاق الهواء الطلق.
وأصدرت المسؤولة الجديدة لسجن قرجك، صغرى خدادادي التعليمات لمساعديها بضرورة أن تكون أوضاع السجينات السياسيات على نحوٍ يشعرن فيه بأنهن في سجن انفرادي، ولا ينبغي السماح لهن برؤية السجينات الأخريات أو التحدث إليهن.
سجن سبيدار بالأهواز
اجتاحت موجة جديدة من فيروس كورونا عنبر النساء في سجن سبيدار بالأهواز خلال شهر مايو. وبادر مسؤولو السجن بقطع اتصالات السجينات بأسرهن بدلًا من تقديم الرعاية الطبية للمصابات ونقلهن إلى المستشفيات، ورفضوا السماح للسجينات بالقيام بإجازة. ولم يُجرى اختبار وباء كورونا للسجينات، على الرغم من تفشي الموجة الجديدة، واحتجزوهن جميعًا مكدسات إلى جانب بعضهن البعض في مكان صغير يفتقر إلى المرافق الصحية الكافية. فضلًا عن أن المكان الذي تم تخصيصه للمصابات بوباء كورونا مفصول عن العنبر الأصلي بعدة قضبان حديدية، وما يزيد الطين بله هو أن السجينات المريضات والأصحاء يستنشقن الهواء الطلق في مكان واحد فقط.
وتجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من 50 سجينة في عنبر النساء في سجن سبيدار بالأهواز أصبن بفيروس كورونا في مثل هذه الأيام من العام الماضي. ووضع السجينات السياسيات في هذا السجن أكثر صعوبة بمراحل بسبب انتهاك مبدأ الفصل بين الجرائم. ويلجأ مسؤولو السجن إلى هذا النهج كوسيلة لتعذيب السجينات السياسيات وتكثيف الضغط عليهن.