الصيف وموجة جديدة لقمع واضطهاد النساء تحت مسمى الحجاب الإجباري
قمع واضطهاد النساء تحت مسمى الحجاب الإجباري هو أحد الأدوات الرئيسية للفاشية الدينية المتحكمة في إيران من أجل إسكات المجتمع بأسره وصرف العقول عن قضايا المجتمع الرئيسية والرغبة في الإطاحة بالنظام، كان فرض إلزامية الحجاب من أولى إجراءات خميني والتي تم تنفيذها بعد أيام قليلة فقط من الثورة على الملكية تحت شعار ”إمّا الحجاب إمّا العقاب“ كان هذا القانون موجودا خلال 40 عاما من حكم الملالي ولكن كلما زاد الإستياء في المجتمع إلى جانب زيادة الاعتقالات والإعدامات نشهد موجة جديدة من الاعتداءات واضطهاد النساء تحت مسمى الحجاب الإجباري.
في فصل الصيف الذي يحتاج الناس إلى الملابس الباردة المريحة للجسم وخاصة السنة الحالية التي أرهقت الناس بمشاكلها الإقتصادية بالإضافة إلى شدة الحر والجفاف قام النظام بخلق مبررات أكثر للمؤسسات الحكومية وعناصر الأمن ذوي الملابس الشخصية وتخويلهم بصلاحية إطلاق النار حسب تقديرهم وبهذه المبررات يجيز لهم المبادرة بالإعتداءات واستخدام العنف ضد النساء.
وتفيد التقارير والملفات المصورة التي تنشرها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي أن سيارات دوريات الإرشاد المنتشرة في مناطق متفرقة من المدينة تعتقل النساء والفتيات بعنف ويحملن عليهن بقسوة مفرطة لإجبارهن على الصعود إلى سيارات الدورية ويأخوذنهن معهم، كما أعطيت مطلق الحرية لذوي الملابس الشخصية التابعين للحكومة للتعامل مع النساء بوحشية وإهانة.
قام النظام بالبدء في إنشاء قواعد جديدة بالشهرين الماضيين بالإضافة إلى الموافقة على إصدار قانون جديد بشأن ما يسميه بالعفاف والحجاب، وأجبر جميع أجهزته والمسؤولين وأصحاب العمل على اضطهاد ومضايقة النساء تحت مسمى الحجاب الإجباري، وبعد ذلك دعى أئمة الجمعة والمسؤولون الحكوميون صغارا وكبارا كلٌ من جانبه إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد النساء.
محافظ فارس: “إذا لم تستطع التحرك في حدود هذا الإطار خذي إجازة بدون أجر”
أمر محافظ فارس محمد هادي إيمانيه في 4 يوليو 2022 المنظمات والإدارات بمضاعفة إجراءات القمع والإضطهاد ضد النساء تحت مسمى الحجاب الإجباري حتى نهاية شهر يوليو للوصول إلى المعايير التي أعلنها النظام بهذا الشأن.
وفي إطار إعادة إعلان إطلاق النار حسب تقديرات العناصر التابعة للحكومة لمواجهة الاستياء العام من هذا القانون القاسي طالب محافظ فارس المديرين أن يكونوا جديين وشجعان في استخدام “القوى الشابة والخط الثاني للثاني للثورة” لإظهار الجدية والشجاعة وعدم انتظار المركز.
ثم أضاف هذا المسؤول المجرم بعد تهديد النساء : “وليذهب أولئك الذين لا يستطيعون التحرك في حدود هذا الإطار للحصول على إجازة بدون أجر إلى ان يتمكنوا من احترام القواعد.” (موقع عصر إيران الحكومي 4 يوليو 2022)
ونُشِرَ في وقت سابق في 23 يونيو من هذا العام مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي أظهر عددا من الفتيان والفتيات المراهقين يسيرون في ساحة جمران في شيراز دون الامتثال لمعايير الحجاب الإلزامي ليتم بعد ذلك اعتقال 10 أشخاص ثم إغلاق حوالي 20 مقهى لتجمعات الشباب الشيرازي.
ووصف لطف الله شيباني محافظ شيراز هذا التجمع بـ “بالمخالف للأعراف” كما وصفه “بالمُعد له” أثناء إعلانه اعتقال 10 أشخاص بهذا الصدد وهدد بإتخاذ “الإجراءات القضائية”. (صحيفة مشرق الحكومية – 23 يونيو2022)
مشهد – زيادة سيارات دوريات الإرشاد، ومنع الدخول إلى المترو وعدم تقديم الخدمات المصرفية والإدارية
في ظل استمرار موجة اضطهاد النساء تحت مسمى الحجاب الإجباري طالب مدعي عام مشهد في رسالة إلى حاكم هذه المدينة بمنع النساء من دخول إلى مترو الأنفاق بحجة عدم الإلتزام بالحجاب.
أعرب إسماعيل رحماني في الأيام من شهر تير الإيراني المصادف لـ 22 من يونيو 2022 عن هذا المطلب في رسالة إلى حاكم ورئيس بلدية مشهد معترفا ضمنيا بعدم رغبة حتى المسؤولين الحكوميين في تنفيذ مثل هذه الأوامر، لجأ إلى خطاب التهديد وأضاف أن “القصور لدى مسؤولو المترو “في التقرير عن هذه المسألة، ويعد هذا “تقاعسا” وإذا لم يتم تنفيذ هذا الأمر حتى حلول يوم 4 يوليو 2022 سيتم اتخاذ إجراء قضائي بحق العناصر المتقاعسة.” (موقع دنياي إقتصاد الحكومي 5 يوليو 2022)
واستجابة لرسالة هذا المسؤول القضائي أصدر رئيس بلدية مشهد الأمر بالتنفيذ بسبب إصرار هذا المسؤول القضائي مع إقراره شخصيا بعدم قانونية هذا الأمر. (موقع تابناك الحكومي – 5 يوليو 2022)
لكن هذا القرار لم يكن كافيا لمسؤولي البلدية حيث أعلن عضو مجلس مدينة مشهد نقلا عن رئيس بلدية النظام: “جاهزون للتذكير شفهيا كناصحين من قبل الأفراد الذين اجتازوا دورات الوعظ التخصصية من دواوين الأمر بالمعروف كطلائع للآمرين بالمعروف مع تقديم بطاقات تعريفهم كآمرين بالمعروف واستخدام جميع خدمات المترو مجانا.”( موقع انتخاب الحكومي 5 يوليو 2022)
وفي إجراء آخر أعلن مهدي رضائي أمين ديوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في خراسان رضوي أن 108 فرق مرئية كل فريق من ثلاثة أشخاص قد زاروا في الأسبوعين الماضيين 760 مكانا في مشهد ولاحظوا وأبلغوا في تقريرا لهم عن حوالي 35 حالة “مخالفة”
وبحسب قول رضائي فإن دوريات غير مرئية أيضا تقوم بدورها في قمع واضطهاد النساء على مستوى مدينة مشهد تحت مسمى الحجاب الإجباري. (وكالة الأنباء الحكومية إيسنا2 يوليو 2022)
وفي دليل ملابس ورداء الموظفين والذي تم إخطار الإدارات الحكومية به من لدن القائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحكومة الملالي فإنه حتى استخدام العطور والكولونيا ذات الروائح النفاذة محظو، ويقوم مديرو هذه الأجهزة والدوريات غير المرئية بفحص أشياء مثل “ضيق أو اتساع الملابس، وحجم الملابس، والأحذية ذات الكعب العالي، وطلاء الأظافر والمكياج النسائي”
ووفقا لذلك يجب أن يكون سكرتير ومدير مكتب الرجال رجلا، وللنساء إمرأة، ولا يسمح للرجال والنساء بنشر صور في الفضاء الإلكتروني “بدون غطاء إسلامي”
بالإضافة إلى هذه القضايا بعث إسماعيل رحماني مدعي عام مشهد برسالة إلى محافظ مشهد طالبه فيها بالامتناع عن تقديم الخدمات للنساء سيئات الحجاب في “الإدارات والبنوك”. (موقع انتخاب الحكومي 4 يوليو 2022)
وتفيد تقارير الناس إلى ازدياد بشكل ملحوظ لحالات إهانة ومضايقة النساء تحت مسمى الحجاب الإلزامي من قبل دوريات الإرشاد في جميع المدن الرئيسية في إيران خلال الأسابيع الأخيرة.
ومع ذلك فإن ذي الوعي من الشعب والنساء في إيران لا ينخدعون بنهج إسلام الملالي، ومطلعون على النظام ويعلمون أنه يهدف إلى الظلم والفساد في كل تجمعاته.
وفي لقاء له مع مسؤولين بسلطة الملالي القضائية المجرمين في يوم 28 يونيو 2022 إعترف علي خامنئي ضمنيا بالإستفادة من الحجاب الإجباري في السيطرة على المجتمع وقال:” إذا غفلنا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فسيتعرض النظام إلى نكبة”.( موقع خامنئي الشخصي 28 يونيو 2022)
من جانبها دعت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في أيام 7، 8 و 10 يوليو 2022 الشباب وأصحاب المتاجر والكسبه (الباعة)الشرفاء في إيران للاحتجاج على إهانة واضطهاد النساء تحت مسمى الحجاب الإجباري مهما كان الثمن.
وقالت السيدة رجوي: إن “الحجاب الإلزامي” ونقيضه، “السفور الإلزامي“، هو أسلوب معروف للدكتاتوريات السالبة للحريات من رضا شاه إلى خميني، والتي يجب الاحتجاج عليه والانتفاض ضده.
أكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في خطة الحريات وحقوق المرأة في أبريل 1988 على “حق حرية اختيار الملبس” لجميع الإيرانيات، والتزم بها جميع أعضاء وقوى المقاومة. نحن أعلنا باستمرار: “لا للحجاب الإجباري ولا للدين القسري ولا للحكومة القهرية