طالبت منظمة العفو الدولية قائلة: احترموا حق العائلات في إحياء ذكرى أحبائها الذين قتلوا خلال الانتفاضة في الذكرى السنوية الأولى دون التعرض للأعمال الانتقامية.
اعتقلت قوات نظام الملالي الأمنية في أصفهان نسرين علي زاده اليوم الأربعاء الأول من شهر شهريور 1402الموافق لـ 23 من شهر أغسطس 2023 واقتادتها إلى مكان مجهول.
نسرين علي زاده هي شقيقة شيرين علي زاده التي قُتِلت على يد القوات الأمنية في رامسر شمال إيران في الأيام الأولى من الانتفاضة الوطنية للشعب الإيراني العام الماضي.
واعتُقِلت نسرين علي زاده بعد أن داهمت القوات الأمنية لمنزلها، ولا تتوفر معلومات عن مكان وسبب اعتقالها، وكان زوج شيرين علي زاده السيد كورش وزيري قد أُعتُقِلَ قبل ذلك من قبل القوات الأمنية في تاريخ 17 أغسطس 2023 ونُقِل إلى سجن دستکرد إصفهان.
![اعتقال نسرين علي زاده، وعوائل ضحايا الانتفاضة تُواجه بمزيد من الظلم والقمع والإستبداد](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/08/Kourosh-Vaziri-and-his-son-Daryoush-visit-Shirin-Alizadehs-grave-min.jpg)
وتم اعتقال السيد وزيري أمام أعين ابنه بعد أن احتفل مع عدة أشخاص من أصدقائه بعيد ميلاد زوجته على قبرها.
كانت شيرين علي زاده البالغة من العمر 35 عاما أماً لطفل يبلغ من العمر 7 سنوات واسمه داريوش، وقد تعرضت للإصابة برصاص القوات الأمنية من ناحية الرأس وقُتِلت في 22 سبتمبر 2022 أثناء مرورها بالسيارة مع زوجها وابنها في رامسر.
واعتُقِلت يوم أمس 22 أغسطس 2023 السيدة مهسا يزداني والدة محمد جواد زاهدي الذي قُتِل في أحداث احتجاجات العام الماضي في ساري على يد القوات الأمنية، ولا تتوفر معلومات عن مكان وسبب اعتقالها.
وقد قتلت القوات الأمنية في ساري محمد جواد زاهدي في 22 سبتمبر 2022.
![اعتقال نسرين علي زاده](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/08/Mahsa-Yazdani-and-her-son-Mohammad-Javad-Zahedi-min.jpg)
هذا وقد أقدمت قوات النظام الاستخبارية والأمنية على اعتقال ذوي المحتجين الشهداء عشية الذكرى السنوية للانتفاضة الإيرانية في 16 سبتمبر 2022.
منظمة العفو الدولية: يجب وضع حد لاذية واضطهاد عوائل الضحايا الذين قُتِلوا بشكل غير قانوني خلال أحداث الاحتجاجات
و نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً يوم 21 أغسطس 2023 الموافق لـ (30 من شهر مرداد سنة 1402) يتضمن تفاصيل كيفية الاعتقال والاحتجاز التعسفي لعائلات الضحايا من قبل سلطات النظام الإيراني وفرض قيود قاسية على التجمعات السلمية في المقابر، وتدمير رخام شواهد قبور الضحايا.
وقالت منظمة العفو الدولية في بيانها: إنه يجب السماح لعائلات ضحايا الانتفاضة الوطنية والذين قُتِلوا بشكل غير قانوني على يد القوات الأمنية بإقامة مراسيم إحياء الذكرى السنوية لأحبائهم.
كتبت منظمة العفو الدولية: ولم يُحاسب أي مسؤول على الاطلاق على القتل غير المشروع لمئات الرجال والنساء والأطفال على أيدي قوات الأمن خلال حملة القمع الوحشية التي شنتها السلطات على الانتفاضة الشعبية التي اجتاحت إيران بعد وفاة مهسا/جينا أميني في الحجز في 16 سبتمبر/أيلول 2022.
وقالت ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، “إن قسوة السلطات الإيرانية لا حدود لها. في محاولة شريرة للتستر على جرائمها، إن السلطات تفاقم عذاب عائلات الضحايا ومعاناتها من خلال منعها من المطالبة بإرساء العدالة والكشف عن الحقيقة، والحصول على التعويض، أو حتى من زرع الزهور على قبور أحبائها. مع اقتراب الذكرى السنوية للانتفاضة، تخشى عائلات الضحايا أن تستخدم السلطات أساليبها القمعية المعتادة لمنعها من إحياء ذكرى أحبائها”.
“يجب على المجتمع الدولي دعم أسر الضحايا من خلال الضغط على السلطات الإيرانية على نطاق خاص وعام لكي تحترم حق الأسر في حرية التعبير، وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، والتجمع السلمي. يجب حماية العائلات من الاعتقال التعسفي والتهديدات وغيرها من الأعمال الانتقامية. كما يجب على الدول أن تطالب السلطات الإيرانية بالإفراج عن جميع المحتجزين بسبب مطالبتهم بالكشف عن الحقيقة وإرساء العدالة فيما يتعلق بحالات الوفاة، وإلغاء جميع الإدانات والأحكام الجائرة بحقهم، وإسقاط جميع التهم الموجهة ضد أولئك الذين يواجهون أعمالًا انتقامية بسبب التعبير عن رأيهم الصريح علنًا”.
لقد وثقت منظمة العفو الدولية في أحدث منشوراتها حالات 36 من أسر الضحايا من 10 محافظات في جميع أنحاء البلاد تعرضت لانتهاكات لحقوق الإنسان في الأشهر الأخيرة. ومن بينها عائلات 33 فردًا قُتلوا بشكل غير مشروع على أيدي قوات الأمن أثناء الاحتجاجات؛ وأسرتا شخصين تم إعدامهما تعسفيًا فيما يتعلّق بالاحتجاجات؛ وأسرة ضحية تعذيب انتحرت بعد إطلاق سراحها من الحجز.
في يوليو 2023 كتبت والدة أرتين رحماني البالغ من العمر 16 عاما والذي قُتل بإطلاق رصاص القوات الأمنية في 16 نوفمبر 2022 في مدينة إيذه بمحافظة خوزستان على حسابها على تويتر: “لقد قتلت حكومة الجمهورية الإسلامية إبني البريء وسجنت أخي وأقاربي واستدعتني إلى القضاء بجريمة المطالبة بدماء ابني التي أُريقت ظلماً ليجبرونني على الصمت، ولا يعترون بأي حق للمواطنين في الاحتجاج، ويقمعون أي حركة منادية بالحرية الحركة بعنف كبير.”
وحاولت السلطات أيضا منع عائلات الضحايا من إقامة المراسيم عند قبور أحبائهم ومن بينها مراسيم أعياد ميلادهم، وأفاد الأهالي الذين خالفوا وأقاموا التجمعات عن حضور قوي للقوات الأمنية التي أطاحت بالمراسيم بعنف، والتقطت صورا للحاضرين، واعتدت على أفراد الأسرة بالضرب والتنكيل أو اعتقلتهم بشكل تعسفي.