يتفشى اكتئاب الشباب في إيران. والمشاكل الاقتصادية الحادة، والفجوة الطبقية والاجتماعية من بين أسباب تفشي الاكتئاب بين الشباب في إيران وتضاعفه خلال جائحة كورونا.
البطالة وضياع مستقبل الشباب
تعد البطالة وضياع مستقبل جيل الشباب، أحد الأسباب الرئيسة لتفشي اكتئاب الشباب في إيران. بالإضافة إلى ذلك، تعاني الفتيات والنساء من قوانين التمييز والقمع بشكل مفرط في جميع المجالات. والأنكي من ذلك هو أنه تم إضفاء الطابع المؤسسي على هذه القوانين في مجال العمل والتوظيف والتعليم والأسرة والأنشطة الاجتماعية والملبس.
ويشير وجود 4,000,000 فرد عاطلين تمامًا عن العمل في إيران، وغالبيتهم من الشباب؛ إلى المستقبل المظلم الذي يواجهه شباب إيران. (وكالة “ركنا” الحكومية للأنباء، 25 سبتمبر 2021).
وكان خبير اقتصادي، يدعى إبراهيم رزاقي، قد أعلن في وقت سابق عن وجود 30,000,000 مليون عاطل عن العمل في إيران. (موقع “تابناك” الحكومي، 20 سبتمبر 2020).
![انتحار الفتيات](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2021/11/2-Depression-among-youth-in-Iran-min.jpg)
انتحار الفتيات
وتجدر الإشارة إلى أن 15 فتاة في المتوسط ممَن يُقبلن على الانتحار بإلقاء أنفسهن من المصاعد أو من فوق الجسور أو من فوق أسطح المنازل يفقدن حياتهن.
وتنتشر ظاهرة الانتحار في الغالب بين ممَن تتراوح أعمارهن ما بين 12 إلى 18 عامًا. والجدير بالذكر أن عدد الفتيات اللواتي ينتحرن أكثر من عدد الفتيان. هذا وقد ازداد عدد الفتيات اللواتي يهربن من أسرهن، خلال العامين الماضيين. (صحيفة “جهان صنعت” الحكومية – 4 أكتوبر 2021).
الفقر
ويفيد التقرير الرسمي لوزارة العمل أن: أكثر من ثلث الإيرانيين لا يعيشون في فقر، بل في فقر مدقع. وبلغ عدد الأشخاص الذين كانوا يعيشون تحت خط الفقر المدقع حتى عام مضى 26,000,000 شخص. وانحدر 4,000,000 شخص آخرين تحت خط الفقر المدقع، خلال عام مضى. مما يعني أن أكثر من 7,5 شخص ينحدرون تحت خط الفقر المدقع كل دقيقة. (صحيفة “روزكار” الحكومية – 26أكتوبر 2021).
وتجدر الإشارة إلى أن الموقع الرسمي لمجلس شورى الملالي كان قد أعلن في وقت سابق أن الطبقة المتوسطة في إيران قد اختفت، وأن 80 في المائة من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر. (الموقع الرسمي لمجلس شورى الملالي “إيكانا” – 13 مارس 2018).
طهران واحدة من أكثر مدن العالم تعاسة
سلَّط تقرير الرضا العالمي لعام 2021، الصادر في 7 أكتوبر 2021، الضوء على وجه آخر من وجوه مغامرات نظام الملالي، خلال الـ 40 عامًا الماضية.
وأفاد هذا التقرير أن طهران تحتل المرتبة الـ 155 من بين 186 مدينة عالمية، لتكون واحدة من المدن الأكثر تعاسة في العالم. ويشير هذا الرقم إلى مقدار قليل مما يعانيه الإيرانيين من تعاسة، وإلى ما يحدث في إيران.
وأخذ هذا التقرير آثار فيروس كوفيد – 19 ومدى نجاح البلدان في الحد من الوفيات بهذا الفيروس، والمحافظة على صحة المجتماعات وبقائها في عام 2021، بعين الاعتبار. وأفاد هذا التقرير أن مدينة مشهد تأتي بين المدن الأكثر تعاسة، حيث احتلت المرتبة 156 في هذا التصنيف، بعد طهران.
![أزمة كورونا تزيد من الاكتئاب](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2021/11/3-Depression-among-youth-in-Iran-min.jpg)
أزمة كورونا تزيد من الاكتئاب
يُعد غياب الإجراءات العملية للتطعيم الشامل ضد فيروس كورونا في إيران أحد الأسباب الرئيسة لزيادة الاكتئاب.
ويفيد إعلان منظمة الرعاية الاجتماعية في إيران أن اضطرابات الاكتئاب والقلق قد ازدادت بنسبة 16 في المائة، بعد تفشي وباء كورونا في البلاد.
وأعلن محمد حاتمي، رئيس هيئة منظومة علم النفس وتبادل وجهات النظر، في الآونة الأخيرة، أن مرض كورونا يهدد الصحة النفسية لـ 50 في المائة من السكان في المجتمع. كما أكد على أن تداعيات مرض كورونا سوف تستمر لفترة طويلة بوصفها أزمة تؤثر على جميع أبعاد الحياة الاجتماعية والثقافية والنفسية، والأبعاد المتعلقة بالاتصالات للإنسان. (وكالة “إيرنا” الرسمية للأنباء – 13 أكتوبر 2021).
وتم الإبلاغ عن أن المشكلات النفسية للنساء تجاوزت الـ 60 في المائة، جراء تفشي وباء كورونا في إيران. (صحيفة “مستقل” الحكومية – 19 أكتوبر 2021).
إن وباء كورونا أزمة دولية. بيد أن هذا الوباء الفتَّاك أسفر عن آثار مدمرة على حياة أبناء الوطن في إيران، أكثر من أي مكان آخر في العالم، بسبب تسييس نظام الملالي لهذه القضية، وإساءة استخدامه لهذه الجائحة لشل حركة المواطنين، للحيلولة دون تنظيم الاحتجاجات. والجدير بالذكر أن كل العوامل التي تساهم في الاكتئاب ناجمة عن سياسات نظام الملالي الهدامة في جميع مناحي الحياة الاجتماعية للإيرانيين، وخاصة النساء.