التقرير الشهري (يوليو 2021) – الإيرانيات الشجعان يشاركن في انتفاضة خوزستان ويدعمنها على نطاق واسع

التقرير الشهري (يوليو 2021) - الإيرانيات الشجعان يشاركن في انتفاضة خوزستان ويدعمنها على نطاق واسع

أمهات الشهداء والنساء العضوات بوحدات المقاومة يشاركن بانتفاضة خوزستان ويدعمنها على نطاق واسع

كان شهر يوليو 2021 شهرًا حافلًا بالأحداث بالنسبة للإيرانيين. فقد شهدنا في بداية شهر يوليو إقامة التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية بنجاح منقطع النظير. وربط هذا المؤتمر الدولي أشرف الثالث عبر الإنترنت بأكثر من 50,000 موقع في 105 دولة حول العالم. وشارك في هذا التجمع الذي استمر 3 أيام 1029 شخصية بارزة من قارات العالم الـ 5، وتحدث العديد منهم في هذا المؤتمر وأعربوا عن دعمهم للبديل الديمقراطي، يتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ولانتفاضة الشعب الإيراني.

بيد أن ما أبهر أنظار العالم في تجمع هذا العام، بعد 17 عامًا متتالية من انعقاد التجمع السنوي العام للمقاومة الإيرانية، هو مشاركة أنصار مجاهدي خلق والنساء والرجال الأعضاء في وحدات المقاومة من داخل إيران. فقد أظهرت النساء العضوات في وحدات المقاومة في اتصالات مباشرة بالفيديو بهذا المؤتمر الدولي أنهن يُبقين على نور الأمل والإيمان بالنصر في قلوب الشعب المضطهد بقبولهن العديد من المخاطر كقائدات.

انفجار غضب المواطنين العطشى في انتفاضة خوزستان

بعد أيام قليلة من انتهاء المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية الذي استمر 3 أيام، أبهرت انتفاضة خوزستان العالم بأسره. حيث أن انتفاضة العطشي في خوزستان سرعان ما امتدت إلى جميع أرجاء المحافظة. ثم انضمت العديد من المدن إلى هذه الانتفاضة وأعلنت عن تضامنها مع المواطنين وانتفاضتهم. وكشفت انتفاضة خوزستان وانتشارها السريع بوضوح مرة أخرى عن أن المجتمع الإيراني لم يعد يطيق وجود الملالي في البلاد.

وشاركت المرأة مشاركة فعَّالة في جميع المدن المنتفضة. فقد أعدت النساء والشابات العديد من التقارير عن مسرح الأحداث، وتم نشرها على الإنترنت. هذا ورددت المرأة من الأهواز هتافات «الموت لخامنئي» و«الموت للديكتاتور» وتغلبت على جو الترويع البربري الذي خلقته قوات الأمن.

وربطت النساء والفتيات الشجعان قلب إيران، العاصمة طهران بشريانها الحيوي، أي خوزستان العطشانة، ورددن بأعلى أصواتهن هتافات مناهضة للملالي في محطة مترو صادقية، من قبيل «فليسقط مبدأ ولاية الفقيه» و«الموت لخامنئي» و«الموت للديكتاتور»،  وبهذا التحرك الاحتجاجي جعلن انتفاضة العطشى في خوزستان تدوي في قلب العاصمة طهران.

وكانت مشاركة أمهات الشهداء وإعلانهن عن دعمهن لانتفاضة خوزستان مشهدًا آخر من مشاهد مشاركة المرأة الإيرانية الفدائية الشجاعة، حيث أعربت أمهات شهداء انتفاضة نوفمبر 2019 عن تضامنهن مع انتفاضة خوزستان والمواطنين العطشى في هذه الديار من خلال نشر بعض مقاطع الفيديو بصورهن وأصواتهن، ثم نظمن احتجاج بطولي في ساحة “آزادي” بطهران.

انتفاضة خوزستان وانتشارها في جميع أنحاء إيران

بدأت انتفاضة خوزستان في 15 يوليو 2021 احتجاجًا على شُح المياه وانقطاعها المستمر، وامتدت إلى المدن الأخرى، وسرعان ما انتشرت في جميع أنحاء المحافظة، حيث اندلعت في جميع المدن، ومن بينها الأهواز وخرمشهر وبستان وحميدية وشادكان وسوسنكرد وماهشهر وإيذة وهويزة وأبوحميضة وكوت عبدالله وويس وشاوور وشوش وشوشتر وبهبهان وأنديمشك ودزفول ورامشير ومسجد سليمان وشوش دانيال وإلهائي وخورموسى وملاثاني ودارخوين.

بيد أن نظام الملالي رد على صرخات العطشى بإطلاق الرصاص. وتم حتى الآن الإعلان عن أسماء الـ 12 شابًا الذين استشهدوا جراء إطلاق القوات القمعية النار عليهم، والتأكيد على هذا الخبر.

وسرعان ما امتدت انتفاضة العطشى في خوزستان إلى المدن في جميع أنحاء إيران، حيث انتفض المواطنون والشباب في جميع المدن، ومن بينها لرستان وخراسان وكرمانشاه وأذربيجان الشرقية وطهران وأصفهان وكرج، وسيستان وبلوشستان، وفارس وقزوين وزنجان وبوشهر، وجهارمحال وبختياري، وكلستان وإيلام مرددين هتافات «الموت للديكتاتور» و«الموت لخامنئي» و«ليتحد أبناء إيران مع خوزستان» و«خوزستان ليست وحدها». وزلزل المتظاهرون الأرض تحت أقدام الملالي.

وتفيد تقارير المقاومة الإيرانية أن العناصر الأمنية والعسكرية والشرطية اعتقلت بحلول اليوم الـ 11 من انتفاضة خوزستان ما لا يقل عن 1000 مواطن. واعتقلوا عددًا كبيرًا من الشباب وانهالوا عليهم بالضرب والسب. فيما داهمت العناصر الأمنية والمخابراتية منازل المواطنين ليلًا أو في الصباح الباكر في بعض المدن وحتى القرى وانهالوا عليهم بالضرب والسب واقتادوهم من داخل منازلهم إلى أماكن مجهولة.

وتم اعتقال ما لا يقل عن 150 فردًا في مدينة أليكودرز الواقعة في شرق محافظة لرستان ونقلهم إلى محافظات أخرى، وليس لدينا أي معلومات عن مصيرهم. فيما تعرض عشرات الأفراد للضرب والسب في تبريز وتم نقلهم إلى مكان مجهول بعد اعتقالهم.

وتم نشر هذه الأخبار في ظل انقطاع الإنترنت في العديد من المدن، ولم يكن من الممكن الإبلاغ عن الأحداث بدقة.

وذكرت شبكة “نت بلاكس” المعنية بمراقبة انقطاع الإنترنت أنها يمكنها التأكيد على أن المستخدمين يعانون من انقطاع الإنترنت على نطاق واسع، وأن الهدف من الإنقطاع الإقليمي للإنترنت هو السيطرة على الاحتجاجات”.

والجدير بالذكر أن النظام الإيراني بادر بقطع الإنترنت أثناء انتفاضة نوفمبر 2019 ليحول دون قيام المحتجين بنشر مقاطع فيديو للانتفاضة وقمعها الدموي بواسطة نظام الملالي.

الفئات النسائية المختلفة تدعم انتفاضة خوزستان

دعَّمت الفئات النسائية المختلفة في المدن الإيرانية انتفاضة خوزستان ونهضت للاحتجاج.

فعلى سبيل المثال، نظمت النساء المتقاعدات في مدينتي طهران وكرج، والممرضات في أكبر مستشفى في كرج، والمعلمات بالحصة، وكذلك النساء في مجلس إدارة الأسرة وربات البيوت الثكلى بسبب فقدان أحبائهن في جائحة كورونا؛ وقفة احتجاجية أمام مجلس شورى الملالي في طهران، وربطن صوت احتجاجهن بانتفاضة خوزستان، وطالبن بالإطاحة بنظام الملالي الفاشي، ووصفن مسؤولي هذا النظام باللامبالاة، ووقفن في وجوههم بشجاعة أكثر من مرة وأعربن عن احتجاجهن بأعلى صوتهن. 

وصعدت النساء في مختلف مناطق كرج وطهران إلى أسطح المنازل ورددن هتافات «الموت للديكتاتور» و«الموت لخامنئي» و«خوزستان ليست وحدها». كما رددت مجموعة من الشابات في كوهردشت وكرج هتاف «إن هذا الوطن لن يكون وطنًا ما لم ندفن الملالي».

 ورددت النساء الشجعان في محطة مترو صادقية في طهران، صباح يوم الثلاثاء، 20 يوليو 2021 هتافات «الموت لخامنئي» و«لتسقط الجمهورية الإسلامية» و«ليسقط مبدأ ولاية الفقيه» احتجاجًا على الازدحام في هذه المحطة. 

وبهذا عبَّرت الفتيات والنساء الشجعان في محطة مترو صادقية بطهران عن غضب المواطنين من خامنئي ونظامه المكروه بترديد هتافاتهن الساحقة في وضح النهار بين جماهير الشعب.

فيما نظمت مجموعة من النساء في مدينة برازجان حركة احتجاجية يوم الخميس، 22 يوليو 2021 احتجاجًا على شُح المياه. كما نظمت مجموعة من النساء من أهل الأهواز وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة ورددن هتافات «أرادوا إذلالنا، ولكن هيهات أن نذل» و«بالروح بالدم نفديك يا نهر كارون».

هذا وتدفق أهالي تبريز في الشوارع في 24 يوليو 2021 ونظموا مظاهرات واسعة النطاق تضامنًا مع مظاهرات خوزستان احتجاجًا على شُح المياه. وتدخلت القوات القمعية واعتقلت عددًا من المتظاهرين، ومن بينهم نساء.

والجدير بالذكر أن النساء في تبريز لعبن دورًا فعَّالًا، حيث أنهن أقحمن أنفسهن بشجاعة وسط القوات القمعية. وتشير تقارير غير مؤكدة إلى أن هتافات إحدى النساء أشعلت شرارة الاحتجاجات في تبريز.

كما نظمت الممرضات والعاملون في مستشفى كرج مسيرة احتجاجية في 26 يوليو 2021 ورددن هتاف «الموت للديكتاتور». وطالبن بحقوقهم المتأخرة، ورددن هتافات «اذا انخفضت حالة واحدة من الاختلاس  ستحل مشكلتنا» و«يا حجة ابن الحسن اقتلع الظلم من جذوره».

وتدفق أهالي فرديس كرج أيضًا في الشوارع، في مساء اليوم نفسه، ورددوا هتافات «الموت للديكتاتور» و«ليتحد بدءًا من كرج وصولًا إلى خوزستان» و «الايراني يموت ولا يقبل الذل». ولعبت المرأة دورًا فعَّالًا وبارزًا في كل من المظاهرتين في كرج.

فيما تظاهرت مجموعة من أمهات شهدا انتفاضة نوفمبر 2019 ظهر يوم الجمعة 30 يوليو 2021 في ساحة “آزادي” بطهران تضامنًا مع أهالي خوزستان، ورددن هتاف «نحن مستمرون في المطالبة بحقوقنا، ونحن يد واحدة للإطاحة بنظام الملالي». وصاحت إحدى أمهات الشهداء: «كفى عبودية، لقد خلقتنا أمهاتنا أحرارًا ولن نُستعبد بعد اليوم».

وبينما كانت الأمهات الثكلى تحمل صور شهداء انتفاضة نوفمبر 2019 نظَّمن مسيرة احتجاجية في شارع “آزادي”.

فيما تجمعت أمهات شهداء انتفاضة نوفمبر 2019 في محطة مترو صادقية بطهران في الساعة 14:30، حيث قامت عناصر قوات الشرطة باعتقالهن والانهيال عليهن بالضرب والسب واحتجزوهن جميعًا في الطابق الأرضي في محطة المترو المذكورة.

وكانت والدة كل من ميلاد محققي وإبراهيم كتابدار وبجمان قلي بور وفرهاد مجدم ووحيد دامور، وخالة سجاد رضائي، وشقيقة حميد رسولي من بين المعتقلات. 

وتجمع الشبان والشابات في طهران مساء يوم السبت 31 يوليو 2021 في حديقة مسرح المدينة تضامنًا مع انتفاضة خوزستان، ورددوا هتافات «الإيراني يموت ولا يقبل الذل» و«ليتحد أبناء الوطن بدءًا من خوزستان وصولًا إلى طهران» و«ايها المواطن قم ودعم» و«الموت للديكتاتور» … إلخ. وبادرت قوات الأمن بإطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وانهالوا على بعض المواطنين بالضرب والسب وحاولوا اعتقالهم. بيد أن المشاركين في هذا الاحتجاج بادروا بمقاومة القوات القمعية ودافعوا بنخوة الأبطال عمَّن كانوا على وشك الاعتقال. ويُظهر أحد مقاطع الفيديو التي تم نشرها عن هذا التجمع سيدة في منتصف العمر وهي تقاوم رجل الأمن لمنعه من اعتقال إحدى الشابات والمحتشدون يصرخون «اتركها، اتركها».

سجينات اسياسيات يدعمن انتفاضة خوزستان

كتبت السجينة السياسية آتنا دائمي التي تم ترحيلها إلى سجن لاكان في رشت؛ في رسالتها لدعم انتفاضة خوزستان: “خوزستان تضحي بروحها للحصول على المياه، ومن واجب الحكومة توفير المياه. والحقيقة هي أن اضطهاد القوميات والتمييز والقمع من السمات البارزة لهذه الحكومة ولا تزال ترد على أي احتجاج عليها بعنف لا مثيل له … إلخ. كما كان الحال على مدى الـ 42 عامًا الماضية. ويمكننا بمزيد من الاتحاد الأكثر شمولية أن نسعى إلى استرداد حقوقنا ونحبط أي نوع من الاستبداد وترويع الحاكم للمجتمع. وإنني أقف إلى جانبكم، على الرغم من أنني مسجونة ومنفية”.

كما بعثت السجينة السياسية، مريم أكبري منفرد برسالة من سجن سمنان عبَّرت فيها عن تضامنها مع انتفاضة خوزستان، قالت فيها: ” إن دماء السجناء السياسيين الذين أُعدموا في مجزرة عام 1988 اختلطت بدماء الشباب الذين قُتلوا في شوارع خوزستان ولرستان بدءًا من انتفاضة نوفمبر 2019 حتى شهر يوليو 2021، أي خلال فترة زمنية تمتد إلى 33 عامًا في نفس المنطقة الجغرافية، وأثبتت أنه من غير الممكن أن يتمتع أي جيل بالإحساس بالأمان طالما لم يمثل الآمرين بارتكاب الإبادة الجماعية في عام 1988 ومنفذيها أمام العدالة. ونحن قد عقدنا العزم على وضع حد لاستمرار سفك الدماء وارتكاب الجرائم، وعقدنا العزم على التقاضي للقصاص من أجل الشهداء. 

وأرفع صوتي مرة أخرى للتقاضي مرسلةً السلام والتحية للشباب المتحمس في المدن المنتفضة ولا أعتبر نفسي سجينة بين الجدران هذه الأيام، وأرى نفسي واقفة إلى جانبهم كتفًا بكتف وينبض قلبي بإيقاع خطواتهم في الشوارع معربةً عن احترامي وتقديري للشهداء العطشي في خوزستان”.

أمهات شهداء انتفاضة نوفمبر 2019 يدعمن انتفاضة خوزستان وأمهات شهداء خوزستان

أعربت أمهات شهداء انتفاضة نوفمبر 2019، نويد بهبودي ومهرداد معيني وبجمان قلي بور وميلاد محققي وأمير حسين زارعي، وكذلك السيدة شهين مهين فر، ووالدة أميرارشد تاجمير، من شهداء عاشوراء عام 2009 في رسالة في مقطع فيديو نشرنها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ عن تعاطفهن مع أمهات خوزستان الثكلى وأعلنّ عن دعمهن لانتفاضة خوزستان. 

وقالت السيدة مهين فر التي دهست سيارتين من سيارات الشرطة على نجلها 3 مرات أثناء انتفاضة عاشوراء عام 2009 وسحقتا جسده؛ في رسالتها: “أود أن أقول اليوم أنني خوزستانية. وأرجو أن تقبلوا اعتذاري وتعلموا أن قلبي دائمًا ما ينبض على انفراد بسبب اضطهادكم يا أبناء وطني”.

وقالت والدة مهرداد معين فر، شهيد انتفاضة نوفمبر 2019: ” لا يجوز الرد على العطش بالرصاص. فخوزستان في حاجة ماسة إلى المياه. ونحن الأمهات الثكلى المتقاضيات نقف إلى جانب الأمهات اللاتي للأسف فقدن فلذات أكبادهن مؤخرًا وانضممن إلينا، وهنَّ لسن وحدهن، فنحن بجانبهن ما حيينا”. 

كما قالت والدة شهيد انتفاضة نوفمبر 2019 الخالد، نويد بهبودي في رسالتها الموجهة للملالي مرسلةً السلام والتحية للمواطنين والشباب المنتفض: “يا مَن تردون بالرصاص على أبناء الوطن أنتم حقًا أسوأ من يزيد وشمر. ونحن أمهات انتفاضة نوفمبر 2019 ندعم بكل ما أوتينا من قوة أهالي خوزستان”.

وقالت والدة الشهيد ميلاد محققي مرسلةً السلام والتحية لعطشى انتفاضة خوزستان: ” أعرب عن دعمي للمواطنين الأبطال الذين لا ملاذ لهم في خوزستان وغيرها من المدن المنتفضة. كما أقول للأمهات الخوزستانيات قول إن آلامنا مشتركة ولا يجب أن نتوقف عن الصراخ للقصاص لأبنائنا”.

وقالت والدة الشهيد الخالد، أمير حسين زارعي في رسالتها: ” لقد قتلوا آلاف الشباب الأبرياء في انتفاضة نوفمبر 2019 بسبب احتجاجهم على رفع أسعار البنزين، والآن أيضًا يتمادون في جرائمهم ويقتلون الشباب الأبرياء بسبب مطالبهم المشروعة في الحصول على المياه. ولا يجوز الرد على العطشى بالرصاص”.

وقالت السيدة محبوبة رمضاني، والدة شهيد انتفاضة نوفمبر 2019 بجمان قلي بور في رسالتها المزلزلة: ” إن أبناء وطني يُقتلون بسبب مطالبتهم بالحصول على المياه. وقُتلوا فيما سبق بسبب احتجاجهم على رفع أسعار البنزين. كفى أيها الملالي الأوغاد، فقد قتلتم الكثيرين من أبناء سراوان يا برابرة العصر. لا أود أن أرى أمًا أخرى ثلكى مثلي، فقد فاض بنا الكيل من أفعالكم التي يستحي منها الشيطان”. 

وقالت السيدة بتول حسيني في جزء من رسالتها: أنا بتول حسيني، والدة الشهيد الدرويش، بهنام محجوبي، أعرب عن دعمي لأمهات خوزستان الثكلى اللاتي أرسلن أطفالهن الأحباء اللاتي يتمتعن بجمال خارق للبحث عن الماء من نهر الفرات ونلن شرف الشهادة الرفيعة برصاص الطغاة. وقد تمزق قلبي حزنًا مرة أخرى وأصبحت ثكلى بسبب فقدان ذوي السمعة الطيبة من أهل وطني. ووجَّهت في جزء آخر من رسالتها كلمة للحكومة، قالت فيها: “أحذركم من أننا صامدون وسوف ندافع عن حقوقنا. أوقفوا آلة الإبادة الجماعية أيها الشياطين، فالرد على المطالبة بالمياه ليس بإطلاق الرصاص الحارق يا عديمي الإنسانية”. 

إدانة قمع انتفاضة خوزستان

أدانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة قمع النظام الإيراني للمحتجين في خوزستان، ودعت المسؤولين إلى إيجاد حل لقضية شح المياه بدلًا من القمع. وقالت في البيان الصادر من جنيف:  “عندما تسمعون أنباءً عن رفض المتظاهرين المصابين مراجعة المستشفيات خوفًا من الاعتقال، فهذا يدل على مدى تردي الأوضاع”. ووصفت السيدة ميشيل باشليه هذا الوضع بأنه كارثي.

وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ” إن الحصول على الماء حق مكتسب لكل مواطن، بيد أن المسؤولين ركزوا من حيث المبدأ على قمع من يطالبون بهذا الحق بدلًا من الاهتمام بالدعوات المشروعة للمواطنين للحفاظ على هذا الحق . والجدير بالذكر أن الوضع كارثي، وتراكمت المشاكل على مدى سنوات عديدة. ويجب على المسؤولين الاعتراف رسميًا بهذه الدعوات المشروعة واتخاذ الإجراءات المناسبة، حيث أن إطلاق الرصاص على المواطنين واعتقالهم لن يسفر سوى عن تفاقم غضبهم وإحباطهم”.

كما أعلنت منظمة العفو الدولية في بيانها أنه تم قتل ما لا يقل عن 8 أفراد خلال أسبوع واحد من القمع. وورد في بيان المنظمة المذكورة: ” إن مقاطع الفيديو … إلخ. التي أيدتها المنظمة تنطبق على أرض الواقع مع الرويات الواردة، حيث تُظهر قوات الأمن وهي تستخدم الأسلحة الآلية الفتاكة وبنادق القذائف العنقودية والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين”.

وطالبت منظمة المادة 19 في بيانها الصادر في 28 يوليو 2021 أثناء انتقادها الحاد لرد الفعل القمعي الذي تبناه نظام الملالي لانتفاضة المواطنين في خوزستان؛ باحترام “الحق في الاحتجاج” والإفراج “غير المشروط” عن المعتقلين والكف عن قطع الإنترنت.

وضع المرأة في أزمة شُح المياه في خوزستان

إن خوزستان محافظة مهمة ولديها العديد من الموارد، من قبيل الغاز والموانئ الرئيسية في الخليج. وتحتل خوزستان المرتبة الـ 5 بين المحافظات الإيرانية من حيث الكثافة السكانية، حيث يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، وتوفر 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وتأتي في هذا الصدد في المرتبة الثانية بعد طهران.

والجدير بالذكر أن أهالي محافظة خوزستان الغنية بالنفط يعانون من العطش، على الرغم من أنه يجري في هذه المحافظة نهر كارون الكبير، وهو النهر الوحيد الصالح للملاحة في إيران، فضلًا عن نهر كرخة، حيث أنهم ليس لديهم مياه صالحة للشرب. وتعاني النساء والأطفال الأمرين بسبب نقص المياه. وليس لدى المزارعين مياهًا لري أراضيهم وسقي مواشيهم، ونفقت العديد من مواشيهم. 

وقدمت لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية العديد من التقارير في وقت سابق حول مشكلة شُح المياه في بعض المحافظات، ومن بينها خوزستان، وتطرقت فيها على وجه التحديد إلى المشاكل التي تعاني منها المرأة والطفل في هذا الصدد. والجدير بالذكر أن هذا الوضع المتردي تضاعف تحت وطأة تفشي أزمة كورونا. والحقيقة هي أن مياه الشرب في خوزستان ذات مذاق سيء وغير صحية على الإطلاق، وأدى هذا الأمر إلى اندلاع احتجاجات أهالي هذه المحافظة أكثر من مرة في وقت سابق. 

والحقيقة هي أن صحة المرأة من صحة المجتمع. بيد أن المرأة في خوزستان تعاني تحت وطأة غياب المياه الصالحة للشرب والانقطاع المتكرر للمياه من مشاكل متعددة سواء من حيث الصحة وسلامة الفرد أو من حيث رعاية أطفالها.

هذا وتضطر المرأة في خوزستان إلى حمل المياه في ظل انعدام خطوط أنابيب المياه في هذه المحافظة. ويتسبب هذا الأمر في إلحاق أضرار جسدية كثيرة بالمرأة الخوزستانية. إذا أن المرأة الخوزستانية تضطر إلى الوقوف في الطابور لساعات عديدة للحصول على قارورة واحدة من المياه الصالحة للشرب لأسرتها.

وقال قاسم ساعدي، عضو مجلس مدينة دشت آزادكان: “إن المواطنين في بعض مدن محافظة خوزستان، من قبيل هويزة ودشت آزادكان يقفون في طوابير بيع المياه لشرائها، وهذا الأمر يشكل مأساة حقيقة”. (وكالة “إيسنا” الحكومية للأنباء، 5 يوليو 2021).

الدور الذي تلعبه قوات حرس نظام الملالي بشكل خاص في أزمة شُح المياه في خوزستان

إن شُح المياه في خوزستان يعود إلى إهمال المسؤولين وفساد قوات حرس نظام الملالي. والجدير بالذكر أن قوات حرس نظام الملالي هي جهاز القمع الرئيسي في نظام الملالي. وتستأثر هذه القوات القمعية لنفسها بصناعة مستمرة لكسب المال ومصدر ثابت للدخل من خلال بناء السدود. والحقيقة هي أن جفاف بحيرة هامون يرجع إلى الآثار السلبية لبناء السدود في خوزستان.

ونهر كارون هو النهر الرئيسي في خوزستان الذي بنت عليه قوات حرس نظام الملالي 24 سدًا ويتفرع منه روافد متعددة لتوصيل المياه إلى مصانعها الخاصة، وتسبب ذلك في نقص حاد في المياه.

وبلغت تكلفة بناء سد كتوند 3 مليارات دولار، وهو أحد السدود التي تسببت في تدمير نهر كارون المليء بالمياه. والجدير بالذكر أن قوات حرس نظام الملالي هي التي بنت هذا السد.

وقال صادق حقيقي بور، المدير التنفيذي لشركة المياه والصرف الصحي في خوزستان : ” إن ما يقرب من 700 قرية في محافظة خوزستان تعاني من مشاكل خطيرة تتعلق بتوفير المياه وتوزيعها”. (وكالة “إيسنا” الحكومية للأنباء، 14 يونيو 2021).

وقال محافظ خوزستان، قاسم سليماني دشتكي: “ليس لدينا مياه صالحة للشرب في أي مكان في خوزستان، ولا توجد مياه صحية في أي مكان في محافظة خوزستان بأكملها في ظل ظروف ارتفاع المياه ونقصانها”. (وكالة “إيسنا” الحكومية للأنباء، 3 يوليو 2021).

وقال مساعد وزیر البیئة البحریة بجهاز حمایة البیئة: ” لقد تم تجفيف الأراضي الرطبة في هور العظيم لصالح شركة النفط الصينية بموجب تصريح من مجلس الأمن الأعلى”. (موقع “آفتاب نيوز” الحكومي، 24 يوليو 2021).

وقررت قوات حرس نظام الملالي تجفيف هور العظيم، وهو أحد أكبر الأراضي الرطبة في خوزستان لأن عقد هذا المشروع أرخص، وهدفها من ذلك هو التمادي في إبرام صفقاتها المتعلقة بنهب النفط الإيراني.

وقال قاسم ساعدي، عضو مجلس شورى الملالي حول الهور العظيم: ” إن ما حدث في الهور العظيم من أكثر الكوارث البيئية ترويعًا في التاريخ، حيث انقرض العديد من أنواع الأسماك، ونفقت مواشي سكان ضواحي الأراضي الرطبة، وهذه الأراضي الرطبة ليست في حالة جيدة”. (وكالة “إيسنا” الحكومية للأنباء، 5 يوليو 2021).

ضرورة المحافظة على حصة الإيرانيين من المياه وحريتهم

كما ذكرنا بإيجاز أعلاه، فإن أزمة شُح المياه ناجمة عن السياسات المناهضة للشعب التي يتبناها نظام الملالي الحاكم وعن المشاريع المناهضة للوطنية التي تضطلع بها قوات حرس نظام الملالي. وأدى شُح المياه المفرط في سهل خوزستان، وجفاف الأنهار والأراضي الرطبة، والعواصف الرملية الناتجة عن ذلك إلى تعريض حياة أهالي محافظة خوزستان وصحتهم إلى مخاطر جسيمة.

وبناءً عليه، فإن نظام الملالي اللاإنساني الحاكم لا يعتزم حل مشكلة نقص المياه الناجمة عن سياساته الخاصة ولا يمكنه حلها. ولذلك، نجد أن رده الوحيد على مواطني خوزستان المنتفضين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يطالبون بحقهم المشروع في الحصول على المياه الصالحة للشرب؛ ينحصر في قمع أبناء الوطن واعتقالهم وإطلاق النار عليهم. 

ومن هذا المنطلق، بات النضال للإطاحة بالديكتاتورية الدينية الحاكمة حق مشروع لأهالي خوزستان وجميع المواطنين في جميع بقاع إيران.

والجدير بالذكر أن النظام الذي عيَّن أكثر عناصره إجرامًا في أعلى المناصب في السلطات الثلاث للسيطرة على شؤون المواطنين، مثلما عيَّن خامنئي الجلاد رئيسي رئيسًا للجمهورية؛ هو رمز للطبيعة الحقيقية لنظام الملالي. والحقيقة هي أن مجزرة صيف عام 1988 ليست سوى واحدة من جرائم نظام الملالي في السجل المشؤوم لرئيسي السفاح، حيث تم إعدام 30,000 سجين سياسي بشكل جماعي دون أن يُحكم على شخص واحد منهم بالإعدام بموجب قوانين نظام الملالي.

ودق المواطنون والإيرانيات الشجعان اليوم نفير الانتفاضة للإطاحة، على الرغم من أن معدل وفيات وباء كورونا وصل إلى 350,000 شخص. ويتعين على جميع الأحرار في العالم دعم النساء والرجال والشباب الإيرانيين في الحصول على حقهم الأساسي في الحياة والمياه والحرية، وتحرير إيران والعالم من شيطان الأصولية الدينية من خلال الاعتراف رسميًا بمقاومتهم الباسلة من أجل الإطاحة بنظام الملالي.

Exit mobile version