التضامن مع الاحتجاجات الوطنية العامة ضد الغلاء من وراء قضبان السجون

السجينة السياسية مريم أكبري منفرد تواجه مصادرة ممتلكاتها مع اقتراب انتهاء محكوميتها

بالتزامن مع الانتفاضات الشعبية والاحتجاجات ضد الغلاء في مختلف المدن أرسلت السجينة السياسية مريم أكبري منفرد رسالة من خلف قضبان سجن سمنان تضامنا مع “احتجاجات وصراخ الشعب الإيراني من أجل الماء والخبز” إلى خارج السجن.

فيما يلي توضيحا لنص رسالة السجينة السياسية مريم أكبري منفرد من سجن سمنان، والتي نُشِرت في 13 مايو:

نضحي بأرواحنا منذ سنوات من أجل الماء والخبز، من “العِتالة” إلى ناقلي الوقود ويجري كل ذلك الآن في جميع إيران، يجري كل هذا حتى في بلد غني كإيران! إيران التي ذهبت وأضحت أرضها وسماؤها  للنهب.

هذا هو صوتنا جميعا المتصاعد من إيذه وشادكان والأهواز وسيعم إيران بأكملها قريبا.

أصبح الخبز والجبن القوت السائد لدينا أنا وهؤلاء النسوة المضطهدات رفيقاتي السجينات في العنبر بسجن سمنان ومع بساطته أصبح هذا القوت صغيرا وأصغر مع هذه الأسعار، لكننا نشعر بالمرارة لأجل شعبنا…. ولكن بمجرد سماعنا لصرخات مواطنونا الإحتجاجية في إيذه ومدن الجنوب باتت قلوبنا سعيدة وظهورنا دافئة… فأفراد شعبناعلى الرغم من عدم بقاء كسرة خبز على موائدهم إلا أن الغيرة والشرف والكرامة محفورة على صدورهم، وقد قاموا من جديد من بين جراح السنين الدامية لأحبائهم.

إنني أجد نفسي بجانبكم ويدا بأيدي هؤلاء النسوة السجينات المضطهدات من داخل سجن سمنان وبأيديكم جميعا حيث لم يتبق لنا خبزا ولا ماء، إننا إلى جانبكم جميعا ونصرخ بصوت عالٍ:‌ نحن الجياع منزوعي الإبتسامة خلال المعاناة، ستعود الابتسامة إلى شفاهنا، وسيكون الغد لنا!

مريم أكبري منفرد – مايو 2022 / سجن سمنان

احتجاجات ضد الغلاء في مدن مختلفة

تصاعد الاحتجاجات على الارتفاع الفلكي في أسعار الخبز وغيره من ضروريات الحياة الأساسية مثل اللحوم والدجاج والبيض ومنتجات الألبان والزيت منذ الأربعاء 11 مايو2022.

وترددت أصداء شعارات الموت لخامنئي والموت لرئيسي في أجواء المدن، وفي كثير من الأماكن وقعت  مقرات  البسيج تحت سيطرة الشباب وضربوا عناصر الشرطة وقوات الحرس واشتبكوا معهم.

السجينة السياسية المقاومة مريم أكبري منفرد

تقضي السجينة السياسية المقاومة مريم أكبري عامها الثالث عشر في السجن دون يوم عطلة واحد.

مريم أكبري أُم لثلاث بنات، تم إعتقالها في 30 ديسمبر 2009 بعد انتفاضة 27 من ديسمبر العظيمة التي هزت أركان نظام الملالي، وحكمت عليها ما تسمى بـ محكمة الثورة في طهران بالسجن 15 عاما بتهمتي “العضوية في منظمة مجاهدي خلق” والمحاربة في يونيو 2010، ولم ترفض السيدة أكبري منفرد اتهام الإنتماء لمجاهدي خلق قط، لكنها عاجزة بالطبع عن رد تهمة الحِرابة التي يلصقها الملالي المجرمون بخصومهم السياسيين، وبقيت في السجن منذ اعتقالها دون يوم عطلة واحد أو حتى  ساعة، وتعاني من خلل في الغدة الدرقية والتهاب المفاصل الروماتويدي.

تم إعدام أخت مريم أكبري منفرد وشقيقها خلال مجزرة الإبادة الجماعية للسجناء السياسيين في صيف عام 1988، وتم إعدام شقيقين آخرين لها خلال عمليات إعدام جماعية في بداية عقد الثمانينيات “1981”.

تم نفي مريم أكبري منفرد من عنبر النساء في سجن إيفين إلى سجن سمنان في 9 مارس 2021، ومحتجزة في سجن سمنان بين السجينات العاديات وذلك إنتهاكٌ لمبدأ الفصل بين الجرائم، هذا وقد حُرِمَت مريم أكبري منذ يوم نقلها إلى سجن سمنان من الحصول على بطاقة هاتف، وعند تمكنها من الإتصال بعائلتها يجب أن يتم ذلك بحضور الضباط، كما أنها تواجه قيودا كثيرة ومحرومة من الحصول على الأدوية والرعاية اللازمة بسبب مرضها.

تعاني السجينة السياسية مريم أكبري من مرض الكبد منذ أكثر من 11 شهرا وعلى الرغم من معاناتها لم يُسمح لها بمراجعة  طبيب خارج السجن بأمر من وزارة المخابرات.

خصص طبيب السجن طعاما خاصا بمرضى الكبد لهذه السجينة السياسية، لكنه لم تتم الاستجابة لطلبات السيدة أكبري منذ 11 شهرا للسماح بتوفير واعداد طعام مناسب ومراجعة طبيب أخصائي.

مع تفاقم مرض الكبد لدى مريم أكبري بسبب عدم الحصول على الغذاء المناسب لحالتها حيث كان الطعام الرئيسي لهذه السجينة هو الخبز والجبن، كما طلبت مرارا وتكرارا تمكينها من شراء وتوفير المواد اللازمة من متجر السجن بمالها الشخصي لكنها لم تتلقى إجابة محددة حتى الآن.

تأزمت الحالة الجسدية للسجينة السياسية مريم أكبري للغاية وأصبحت فوق المزمنة بسبب عدم وجود التغذية المناسبة وعدم الحصول على العلاج ، وتعاني من آلام وأعراض جانبية كثيرة.

ولم يتم الرد على ملاحقات ومتابعات عائلة هذه السجينة السياسية المستمرة لنقلها إلى سجن إيفين، ولا تقبل السلطة القضائية في النظام ولا أي من الأجهزة القضائية تحمل المسؤولية عن هذا النفي، وقد رفضوا حتى الآن شرح أسباب النفي، كما أنهم لا يخضعون للمسائلة.

Exit mobile version