التقرير الشهري لـ أغسطس 2020 – السجينات السياسيات معرضات لخطر الموت في السجون الإيرانية

السجينات السياسيات معرضات لخطر الموت

تدعو المقاومة الإيرانية إلى التحرك الفوري لإنقاذ حياة السجناء السياسيين في إيران وإيفاد بعثة دولية لتقصي الحقائق لزيارة السجون والتحدث مع السجناء السياسيين وخاصة السجينات السياسيات

السجينات السياسيات معرضات لخطر الموت في السجون الإيرانية

تحميلPDF

شهد شهر أغسطس / آب زيادة في التهديدات والضغوط القاسية على السجينات السياسيات والسجناء السياسيين في السجون في جميع أنحاء إيران، وموجة من الأحكام الثقلية على المشاركين في الانتفاضات والمحتجات بالحجاب القسري، واستدعاء واحتجاز نشطاء المجتمع المدني وحتى الجمعيات الخيرية على نطاق واسع. .

ويحاول نظام الملالي إلى ترهيب الشعب الإيراني بإصدار أحكام بالإعدام وأحكام طويلة الأمد بالسجن بحق المتظاهرين والانتقام من عائلاتهم والناجين منهم  للحيلولة دون وقوع  اعتراضات.

في هذا الصدد، يسعى النظام إنهاء حياة السجناء السياسيين والسجينات السياسيات في السجن بتوظيف سجناء خطرين أو سجينات خطيرات أو حرمانهم  من العلاج الطبي، دون محاسبته بشأن إعدامهم. لهذا السبب تتعرض السجينات السياسيات لخطر الموت.

وإضافة إلى ذلك، استمر نظام الملالي في إعدام المدنيين في أغسطس، بينهم امرأتان تم شنقهما. النساء اللواتي قبعن سنوات عديدة من شبابهن في السجن تحت حكم الإعدام.

إعدام سيدتين في سجن مشهد المركزي

تم شنق امرأة تبلغ من العمر 32 عامًا تدعى ”مهري“ في سجن مشهد المركزي يوم 2 أغسطس / آب 2020، بعد أن قضت ست سنوات في السجن.

وبعد مرورأكثر من أسبوعين، تم إعدام ”فرشتة حيدري إبراهيم بور“، يوم 18 أغسطس 2020 والتي كانت بانتظار تنفيذ حكم الإعدام لمدة 11 عامًا، في  السجن نفسه.

وبذلك بلغ عدد النساء اللواتي تم إعدامهن في عهد روحاني 107 نساء.

السجينات السياسيات معرضات لخطر الموت في سجن قرجك

من اليسار ، برستو معيني ، زهراء صفائي ، فروغ تقي بور ، الذين تتعرض حياتهم للخطر في سجن قرجك

أشارت تقارير عديدة في أغسطس / آب إلى أن نظام الملالي كان يتآمر لاغتيال سجينات سياسيات في سجن قرجك.

 وبهذا الشأن تعرضت السيدة زهراء صفائي، إلى جانب ابنتها برستو معيني وسجينة سياسية أخرى تدعى فروغ تقي بور، لاعتداءات وتهديدات من قبل سجينات خطيرات وظفهن مدير السجن ووزارة المخابرات.

وأفاد تقرير موثوق بتاريخ  31 أغسطس 2020، يحاول ”مهدي محمدي“، مدير سجن قرجك، ونائبته، امرأة تدعى ”ميرزائي“، توظيف سجينات عاديات لارتكاب جرائم خطيرة من خلال خلق مشاهد من الصراع والاعتداءات الجماعية على السجينات السياسيات زهراء صفائي وبرستو معيني وفروغ تقي بور بضربهن أو قتلهن.

سجينتان خطيرتان متهمتان بسرقة وتهريب المخدرات  إحداهما ”زينب قنبر نجاد“ 44 عامًا، من طهران، والأخرى ”نركس أمير علي“، 42 عامًا، من طهران اعتدتا على السيدة صفائي. في يوم 26 أغسطس تم إرسال الاثنتين إلى غرفة حيث تقبع فيها زهراء صفائي وبرستو معيني وفروغ تقي بور. ويوم 27 أغسطس  السجينتان المذكورتان هاجمتا زهراء صفائي وحاولتا جرحها بضربها على رأسها ووجهها. وتوسطت السجينات الآخريات وأوقفن الهجوم على زهراء صفائي.

وأفاد تقرير حديث، اشتكت زهراء صفائي لمسؤولي السجن قائلة: «لا نشعر بالأمان هنا ولا نشعر بالأمان في الليل في الغرفة أو عند الذهاب إلى المرافق الصحية».

سبق أن تعرضت زهراء صفائي للتهديد بالاعتداء والقتل في سجن قرجك بورامين في 13 يونيو 2020 من قبل عدد من مرتزقات وزارة المخابرات.

إن قتل السجناء السياسيين على أيدي مجرمين خطرين هو أحد الأساليب المعروفة في نظام الملالي. بعد إرسال سجينتين خطيرتين إلى غرفة حيث توجد فيها زهراء صفائي وبرستو معيني وفروغ تقي بور، حياة هؤلاء السجينات السياسيات باتت مهددة بخطر الموت.

ضغوط هائلة على السجينات السياسيات في سجن إيفين

من اليسار فاطمة مثنى ، ناهيد فتح عليان ، نسرين ستوده المعتقلون في سجن إيفين.

في جناح النساء في سجن إيفين، حياة السجينات السياسيات مهددة بخطر الموت

تم نقل السجينة السياسية فاطمة مثنى إلى مستشفى طالقاني في طهران يوم الأربعاء 19 أغسطس 2020، بسبب إصابتها بحمى وقشعريرة.  من المحتمل أن تكون السيدة المثنى مصابة بمرض كورونا وتم ربط  يديها ورجليها بسرير وتم حرمانها من اللقاء بأقاربها.

وتم إعادة  السجينة السياسية فاطمة مثنى  إلى عنبر الحجر الصحي بسجن إيفين دون استكمال علاجها بأمر من أمين وزيري، المحقق العدلي الخاص لشؤون السجناء السياسيين في حين عارض طبيبها عودتها لأن نتائج فحوصاتها لم تكن جاهزة بعد وعلاجها غير مكتمل.

والسيدة مثنى محتجزة حاليا في زنزانة الحجر الصحي على الرغم من حالتها الصحية الحرجة. وهي تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي  ولا تستطيع تناول أي شيء.

وحُكم على السيدة مثنى بالسجن 15 عاماً بسبب عقد مراسيم تأبين لوالد زوجها الذي كان من منظمة مجاهدي خلق.

 وفي الإطار ذاته خاضت نسرين ستودة محامية حقوق الإنسان المحتجزة  في عنبر النساء في سجن إيفين إضرابًا  مفتوحًا عن الطعام منذ يوم 11 أغسطس 2020.  وحالتها الصحية متدهورة للغاية وقد فقدت 7 كيلوغرامات من وزنها. ويعود سبب الإضراب إلى  تجاهل مطالب السجينات السياسيات والمطالبة بالإفراج عنهن، وعدم الاهتمام بانتشار فيروس كورونا في السجون.

يوم 17 أغسطس 2020، ألقى نظام الملالي القبض على ابنتها مهراوه خندان في منزلها واحتجزها لعدة ساعات في نيابة أمن سجن إيفين بهدف إحباط السيدة ستوده. واحتجت نسرين ستوده على العمل اللاإنساني لنظام الملالي وأعلنت أنها لن تزور عائلتها مرة أخرى.

وفي سياق متصل تقبع المعلمة المتقاعدة ”ناهيد فتح عليان“ في السجن وفي حالة غير محسومة بعد مرور أكثر من أربعة أشهرمن اعتقالها. تم اعتقال ناهيد فتح عليان يوم 14 أبريل 2020، واقتيدت إلى عنبر النساء في سجن إيفين بعد مرورعدة أيام من الاستجواب. وكانت ناهيد فتح عليان من بين الناشطين في نقابة المعلمين ممن هرعوا إلى مساعدة المواطنين المنكوبين بالفيضات والسيول في منتصف عام 2019  برزمة المساعدات التي تم جمعها كل يوم ولعبت دوراً فعالاً في إيصال المساعدات.

تشكيل ملف كيدي جديد لتمديد فترة الحبس

من اليسار ، آتنا دائمي ، مريم أكبري منفرد ، معصومة صنوبری ، فاطمة داوند

فتحت استخبارات قوات الحرس ملفًا جديدًا على السجينتين السياسيتين الصامدتين ”مريم أكبري منفرد“ و”أتنا دائمي“.

وجرت محاكمتهما في 31 أغسطس 2020. والتهمة الموجهة إلى السجينتين هي «الإخلال في نظم السجن» من خلال ترديد شعارات مناهضة للنظام.

وحكمت على مريم أكبري منفرد بالسجن لمدة 15 عاما بسبب اتصالها بأقاربها من أعضاء منظمة مجاهدي خلق حيث أمضت 11 عاما  لحد الان دون إجازة.

وكانت السجينة السيا سية آتنا دائمي الناشطة في مجال حقوق الأطفال على وشك الانتهاء من فترة سجنها، حُكم عليها بالسجن ثلاث سنوات وسبعة أشهر في ملف جديد. وهذا الملف الثالث الذي شكلته وزارة المخابرات وقوات الحرس ضدها.

تشكيل ملفات كيدية متكررة هو أحد أساليب النظام في رفض الإفراج عن السجناء السياسيين المقاومين وزيادة الضغط على السجينات.

السجينات السياسيات معرضات لخطر الموت في السجون الإيرانية

السجينات السياسيات في السجون الأخرى

حُكم على السجينة السياسية ”معصومة صنوبري“ بالسجن التنفيذي لمدة 5 سنوات بتهمة الانتماء إلى منظمة مجاهدي خلق والسجن لمدة عامين بتهمة توجيه الإهانة لخامنئي. وولدت عام 1988 وهي أم لطفل واحد. وهي محتجزة حاليًا في جناح النساء في سجن تبريز.

وفي الإطارذاته أخبرت السجينة السياسية الكردية زينب جلاليان، بعد شهرين من عدم إطلاع على وضعها، عائلتهاعلمت أخيرًا في 28 يوليو 2020  بأنها محتجزة في زنزانة منفصلة في سجن كرمان. وأصيبت بفيروس كورونا في سجن قرجك وحالتها غير مرضية بسبب إصابتها بالربو. كما أضربت هذه السجينة السياسية عن الطعام احتجاجًا على نقلها المفاجئ إلى سجني قرجك وكرمان وهي تعاني من أمراض كثيرة.

وفي سياق ذي صلة تم اعتقال ”فاطمة داوند“ إحدى المشاركات في انتفاضة نوفمبر 2019 في مدينة بوكان يوم 6 أغسطس 2020 وتم نقلها إلى سجن أورمية المركزي لقضاء فترة حكمها الجائر. وحُكم عليها بالسجن 5 سنوات و 5 أشهر و 30 جلدة لمشاركتها في انتفاضة نوفمبر 2019 احتجاجًا على ارتفاع أسعار البنزين ثلاث مرات.

أحكام ثقيله بحق الناشطات المدنيات والمحتجات على الحجاب القسري

سعى نظام الملالي أيضًا إلى زيادة الضغط القمعي على الناشطات المدنيات والمحتجات على الحجاب القسريبإصدار أحكام بالسجن والغرامات النقدية  ومنعهن من الأنشطة السياسية والمدنية.

فيما يلي بعض الأمثلة التي تناولتها وسائل الإعلام الشهر الماضي:

استمرار الاعتقالات التعسفية  وإصابة سجينات بكورونا

خلال شهر أغسطس، واصل نظام الملالي اعتقال الناشطات المدنيات والناشطات في مجال حقوق الإنسان. هذه الاعتقالات التعسفية تجري في جميع السجون رغم الانتشار الكارثي لفيروس كورونا.

وفي هذا الصدد، نشرت منظمة العفو الدولية في 31 يوليو 2020 مراسلات بين منظمة سجون النظام ومسؤولين في وزارة الصحة، كشفت أن النظام فشل في إرسال معدات وإمدادات طبية إلى سجون البلاد للسيطرة على فيروس كورونا.

وفي مثال آخر، أفادت السجينة السياسية والناشطة في مجال حقوق الإنسان نرجس محمدي، المحتجزة في المنفى بسجن زنجان، بأنها أصيبت مع 11 سجينة أخرى من زميلاتها بفيروس كورونا.

فيما يلي أسماء المعتقلات خلال الشهر الماضي:

الانتقام من أسرالمحتجين في الانتفاضة ومعاناة أمهات السجناء السياسيين

تسبب نظام الملالي بإصدار أحكام الإعدام والسجن بحق الشباب، في خلق معاناة كبيرة لأمهاتهم وأسرهم. وفي بعض الحالات انتقم النظام من والدة سجين سياسي أو زوجته وعائلته.

من اليسار: السيدة افكاري ، وفرنغیس مظلوم ، وفاطمة وكيلي (صفحة داخلية) ، وشراره صادقي

أمضت فرنغيس مظلوم بعض الوقت في الحبس الانفرادي تحت تعذيب المحققين بسبب دفاعها عن ابنها السجين السياسي سهيل عربي. في 25 أغسطس 2020 حكمت عليها محكمة الثورة في طهران بالسجن  لمدة ست سنوات. وستُعقد محاكمتها المقبلة في 28 سبتمبر 2020.

وفي الإطار ذاته تم استدعاء زوجة مصطفى صالحي، شهيد الانتفاضة، أحد المشاركين في انتفاضة يناير 2018، والذي تم إعدامه في 5 أغسطس 2020، إلى المحكمة، بدفع 425 مليون تومان ”دية“. ووفقًا لهذا الحكم اللاإنساني والمعادي للمرأة الصادر عن قضاء الملالي، إذا لم تدفع هذه المرأة، باعتبارها رب الأسرة وأم للطفلين اليتيمين – نازنين، 4 أعوام، وأمير حسين، 6 أعوام – هذا المبلغ الباهظ، فسيتم مصادرة منزلها الوحيد والمأوى لطفليها اليتيمين كما سيصادرون بستان عائلة مصطفى صالحي.

وفي سياق متصل طلبت السيدة افكاري (بهية نامجو) مساعدة الشعب الإيراني والعالم واحتجت على التعذيب الوحشي وأحكام الإعدام الجائرة والسجن طويل  الأمد لأبنائها الثلاثة بتهمة مشاركتهم في التظاهرات. واعتقل اثنان من أبنائها وهما وحيد ونويد أفكاري في أيلول / سبتمبر 2018. بعد مرورفترة، تم اعتقال زوجها وصهرها. بعد مرورثلاثة أشهر، تم اعتقال ابنها الثالث حبيب.

نويد افكاري، 27 عاما، بطل مصارعة، حكم عليه بالإعدام مرتين،  والسجن لمدة ست سنوات وستة أشهرو 74 جلدة.

وحكم على شقيقه وحيد افكاري (35 عاما) بالسجن لمدة  54 عاما وستة أشهر و 74 جلدة.

وحُكم على حبيب أفكاري، 29 عامًا، بالسجن لمدة  27 عامًا وثلاثة أشهر و 74 جلدة.

قالت فاطمة وكيلي، والدة السجين السياسي مجيد أسدي  في مقابلة يوم 30 يوليو2020، إن القضاء أرسل لها رسالة يبلغها بأنه سيطلق سراحه في 20 يوليو بعد قضاء 3.5 سنوات من فترة سجنه. لكن وزارة المخابرات  شكلت له ملفًا كيديًا جديدًا وتم نقله بدلاً من الإفراج عنه من سجن جوهردشت في كرج إلى العنبر 209 في سجن إيفين. كما طالبت والدة هذا السجين السياسي كافة المراجع المعنية  والمنظمات المدافعة لحقوق الإنسان باتخاذ عمل عاجل لإطلاق سراح ابنها دون قيد أو شرط.

وفي سياق موازٍ احتجت «شراره صادقي»، زوجة السجين السياسي الكردي حيدر قرباني، على حكم الإعدام الصادر بحقه.

ونشرت شراره صادقي مقطع فيديو يدعو الشعب الإيراني والمسؤولين والمؤسسات الدولية إلى اتخاذ إجراءات لإنقاذ زوجها من الإعدام.

السجينات السياسيات معرضات لخطر الموت

أطفال أيتام مصطفى صالحي أمام ملصق إعلان وفاته

دعوة المجتمع الدولي لإنقاذ حياة السجينات السياسيات

تدعو المقاومة الإيرانية مجلس الأمن والأمين العام  للأمم المتحدة والمفوضة السامية لحقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ حياة السجناء السياسيين في إيران.

في مثل هذه الظروف، لا بد من تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق لزيارة سجون النظام الإيراني واللقاء بالسجناء، وخاصة  السجناء السياسيين والسجينات.

الصمت والتقاعس تجاه التعذيب والجرائم ضد الإنسانية من قبل نظام الملالي هو سحق للقيم التي حققها المجتمع البشري بدفع عشرات الملايين من الضحايا.

Exit mobile version