منع مؤسسة المستضعفين من تركيب أعمدة الكهرباء جعل الحياة لنساء وأطفال قرية أبو الفضل الصعبة في حرارة الطقس في الأهواز التي لا تطاق
شهدت قرية أبو الفضل جنوب غرب إيران قرب الأهواز، يوم الأربعاء، 26 أغسطس 2020، مواجهات بين سكان هذه القرية المحرومين وقوات النظام الأمنية التي كانت تتصرف نيابة عن مؤسسة المستضعفين لهدم منازلهم.
استخدمت قوات الأمن القمعية بنادق ذات الرصاصات الكروية والغاز المسيل للدموع ضد المحتجين، مما أسفر عن أصيب ما لا يقل عن عشرة مواطنين، بينهم عدد من الأطفال، واعتقل العشرات.
وفي وقت سابق، تم نشرصور على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 24 أغسطس 2020 تُظهر تدمير منازل في قرية أبو الفضل. نشرت وكالة مهر للأنباء في 20 أغسطس تقريراً عن سعي المؤسسة لتدمير منازل 300 عائلة ريفية في قرية أبو الفضل وتركهم بلا مأوى.
مشاكل النساء والأطفال
تحدثت أم في منتصف العمر عن المشاكل التي كانت تواجهها قائلة: «منازلنا تتعرض للدمار هنا. لديّ خمسة أولاد معاقين، توفي أحدهم. أتمنى أن ينظروا إلينا بمزيد من التعاطف حتى لا نعاني كثيرًا خوفًا من فقدان ملجأنا».
لا يمكن لنساء وأطفال هذه القرية مغادرة منازلهم بسبب الحرارة الشديدة. تضاءل التيار الكهربائي للقرية لأن مؤسسة المستضعفين طلبت من دائرة الكهرباء التوقف عن تركيب أعمدة الكهرباء. مع ضعف الكهرباء، لا يمكن تشغيل مكيفات الهواء. في الطقس القائظ والمرطوب في الأهواز، يكون الوضع لا يطاق على وجه الخصوص بالنسبة للنساء والأطفال.
موقع قرية حضرة ابو الفضل (ع)
تقع قرية حضرة أبو الفضل بين بلدة زردشت وكيانشهر في الأهواز، مركز محافظة خوزستان الغنية بالنفط في جنوب غرب إيران. وأفادت وسائل الإعلام الحكومية أن حوالي 300 عائلة تقيم في هذه القرية منذ أربعة عقود.
وكتبت صحيفة شرق الحكومية بهذا الصدد: «لدى سكان قرية أبو الفضل التي تبلغ مساحتها الإجمالية 25 هكتارا وثائق تظهر أنه في الفترة من 1985 إلى 1991 كان لدى جزء من سكان القرية من خلال مشروع سلمان، مياه زراعية لزراعة القمح والشعير والخضروات والمحاصيل الصيفية. ولكن بعد هدم القناة الفرعية لبناء بلدة زردشت، توقف تزويد المياه لهم. تُظهر هذه الوثيقة أن القرويين لديهم تاريخ يقارب 40 عامًا من العيش في المنطقة، لكن مؤسسة المستضعفين تعلن نفسها مالكة أراضيهم وتمنع توفير الخدمات والقوانين الريفية لمكان إقامتهم».
وكانت الأرض التي بنيت عليها هذه القرية منذ سنوات أراضٍ زراعية وقليلة القيمة. مع توسع مدينة الأهواز، ارتفعت أسعار العقارات في هذه المنطقة.
منذ حوالي عام الآن، تطالب مؤسسة المستضعفين، التي تعمل تحت الإشراف المباشر لعلي خامنئي المجرم بملكية الأراضي في هذه القرية وتسعى إلى طرد سكانها. وتم اعتقال الأهالي الذين قاوموا هدم منازلهم بناء على طلب المؤسسة.
ووعد مسؤولو محافظة خوزستان بالمتابعة فقط استجابة لشكاوى القرويين لكنهم لم يتخذوا أي إجراء.
مؤسسة المستضعفين باسم الفقراء لصالح الأغنياء
تعد مؤسسة المستضعفين هي إحدى المراكز الرئيسية للفساد ونهب ممتلكات الشعب الإيراني. وكتبت صحيفة مملوكة للدولة، تقول : «تأسست مؤسسة المستضعفين عام 1979 لخدمة الطبقات الاجتماعية المحتاجة والمحرومة والقضاء على الحرمان. لكن إلقاء نظرة على بعض أنشطة المؤسسة يعطي انطباعًا بأن هذه المؤسسة الضخمة أصبحت أداة لبناء الثروة بين بعض أغنى أفراد المجتمع. إن نقل ملكية العقارات والمباني التي يبلغ ارتفاعها عدة آلاف من الأمتار إلى أصحاب النفوذ في المناطق العليا من العاصمة هو مجرد مثال واحد على كيفية انتهاك المؤسسة لأهدافها الأساسية». (صحيفة همدلي – 22أغسطس 2020).
في عام 1997، قال المدير آنذاك «محسن رفيق دوست “إن المؤسسة تمتلك حوالي 400 شركة تجارية وتنتج 28٪ من المنسوجات الإيرانية، و 22٪ من الأسمنت، وحوالي 45٪ من المشروبات الغازية، و 28٪ من المطاط، و 25٪. من السكر. في عام 2019، بلغ صافي أرباح هذه المؤسسة 36 ألف مليار تومان.
سيدات قرية ابو الفضل
يقول إمام مسجد قرية أبو الفضل: «إذا كانت المؤسسة حقًا هي مؤسسة المستضعفين، فهو ليس مستضعفًا أكثر من هؤلاء الناس».
الآن، بعد مرور 40 عامًا، الأيام التي كان فيها تفشي فيروس كورونا، من ناحية، والطقس القاسي، والحرارة التي لا تطاق، والوضع الاقتصادي المتدهور، من ناحية أخرى، ضيقت حياة الناس، عليهم إخلاء منازلهم بالقوة. هذه العائلات المحرومة الـ 300 لا تملك القدرة على شراء أو حتى استئجار منزل في ضواحي أخرى من الأهواز.
إنه لأمر مؤلم ولا يطاق أن يتخيل أي ضمير بشري كيف تريد نساء قرية أبو الفضل رعاية أولادهن بعد إخلاء منازلهن وتلبية احتياجات أسرهن دون مأوى؛ لكن المسؤولين الحكوميين الفاسدين لم يفكروا إطلاقا في الحقوق الأساسية لحياة كريمة لهؤلاء القرويين المحرومين، وهم السبب الرئيسي لتشردهم.