التقرير الشهري لشهر يناير 2023 – الصحفيات في سجون إيران

التقرير الشهري لشهر يناير 2023 - الصحفيات في سجون إيران

التقرير الشهري لشهر يناير 2023 – الصحفيات في سجون إيران

عدد غير مسبوق من الصحفيات المسجونات في أكبر سجن للصحفيين

ستدخل انتفاضة الشعب الإيراني الوطنية الأسبوع المقبل شهرها الـ 6. والجدير بالذكر أن نظام الملالي حاول خلال الأشهر الـ 5 الماضية منع بث أخبار مفصَّلة عن حجم وكيفية قمع الاحتجاجات وأبعاد جرائمه، من خلال اعتقال المراسلين وقطع الإنترنت.

بسبب عدم شفافية النظام الإيراني، يتراوح عدد المراسلين والمصورين الصحفيين المعتقلين منذ بداية الانتفاضة حتى الآن ما بين 70 و 100 شخص.

قدَّر الاتحاد الدولي للصحفيين عدد الصحفيين المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات اعتبارًا من 16 سبتمبر 2022 حتى الآن بـ 71 صحفيًا، أُطلق سراح بعضهم مؤقتًا بكفالة، ولا يزال 28 شخصًا من بينهم 15 امرأة يقبعون في السجن حتى الآن.

وصفت منظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها السنوي؛ اعتقال المراسلين والصحفيين خلال أشهر الانتفاضة بأنه علامة على “القمع الكبير”. وأشارت المنظمة المذكورة إلى أنه تم حتى الآن اعتقال عدد غير مسبوق من الصحفيات في إيران والزج بهنّ في السجون.  

وضعت منظمة مراسلون بلا حدود إيران، في عام 2022، في المرتبة الـ 178 من بين 180 دولة، في مؤشر حرية الصحافة العالمية؛ بعد الصين وميانمار وتركمانستان، ويأتي وراءهم إريتريا وكوريا الشمالية فقط.

وضعت لجنة حماية الصحفيين؛ إيران على رأس البلدان المعروفة في عام 2022 بأنها أكبر سجن للصحفيين. وأُدرجت الصين وميانمار وتركيا وبيلاروسيا بعد إيران في قائمة لجنة حماية الصحفيين. ونظرًا لأن النساء يشكلن ما يقرب من نصف الصحفيين المعتقلين، ترى اللجنة المذكورة أن ذلك دليل على الدور البارز للمرأة في دعم الاحتجاجات الوطنية في إيران.

الصحفيات المسجونات في إيران – في اتجاه عقارب الساعة من الأعلى في المنتصف: نيلوفر حامدي، وإلهه محمدي، وويدا رباني، وماندانا صادقي، وفرزانه يحيى آبادي، وفرخنده آشوري، ونسرين حسني

الصحفيات المسجونات في إيران

وفيما يلي نبذة عن الصحفيات اللواتي ما زلن يقبعن في السجن بعد اعتقالهن. وتم القبض على بعضهن في الآونة الأخيرة:

  1. اعتُقلت نيلوفر حامدي، المصورة والصحفية بصحيفة “شرق”، في طهران، في 22 سبتمبر 2022.
  2. اعتُقلت إلهه محمدي، الصحفية بصحيفة “هم ميهن”، في طهران، في 23 سبتمبر 2022.
  3. اعتُقلت ويدا رباني، الصحفية بالقطعة، في طهران، في 23 سبتمبر 2022، وُحكم عليها في 31 ديسمبر 2022، بالسجن لمدة 7 سنوات و 3 أشهر.
  4. اعتُقلت نسرين حسني، مراسلة صحيفة “اتفاقية” المحلية، في 30 سبتمبر 2022، في محل عملها في بجنورد.
  5. اعتُقلت فرخنده آشوري، المراسلة المستقلة والمراسلة السابقة بوكالة “فارس” للأنباء، في شيراز، في 17 أكتوبر 2022.
  6. اعتُقلت فرزانة يحيى آبادي، المراسلة المحلية، في آبادان، في 19 أكتوبر 2022.
  7. اعتُقلت الصحفية، ماندانا صادقي، بمعية زوجها، في منزلهما في آبادان، في 19 أكتوبر 2022.
  8. اعتُقلت المصورة الصحفية، مليحة دركي؛ في شيراز، في 26 أكتوبر 2022، أثناء إعداد تقرير عن الاحتجاجات في آبادان.
  9. اعتُقلت مارال دارآفرين، مراسلة وسائل الإعلام المحلية في كيلان؛ في لاهيجان، في 1 نوفمبر 2022.
الصحفيات المسجونات في إيران – في اتجاه عقارب الساعة من الزاوية اليسرى العليا: مارال دارآفرين، ومليحة دركي، ومهرنوش زراعي، وسعيدة شفائي، ومليكا هاشمي، ونسيم سلطان بيكي، وفهيمة نظري، وزيبا أميدي فر

  1. اعتُقلت فهيمة نظري، الصحفية بموقع “انتخاب”، في 13 نوفمبر 2022، في محل عملها في طهران.
  2. اعتُقلت زيبا أميدي فر، المراسلة بموقع ” كردبرس” الإخباري؛ في قروه، في 8 ديسمبر 2022. وتعرَّضت لكافة أنواع التعذيب الشديد والاضطهاد، في معتقل استخبارات قوات حرس نظام الملالي، لدرجة أنهم نقلوها إلى مستشفى كوثر في سنندج، بعد أسبوع واحد.
  3. اعتقلت استخبارات قوات حرس نظام الملالي، نسيم سلطان بيكي، الصحفية بالقطعة؛ في أحد مطارات طهران، في 11 يناير 2023، وتم نقلها إلى الحبس الانفرادي في سجن إيفين.
  4. اعتُقلت مليكا هاشمي، الصحفية بالقطعة؛ في 21 يناير 2023، بعد استدعائها إلى مكتب المدعي العام في إيفين في طهران.
  5. اعتُقلت مهرنوش زارعي هنزكي، الصحفية في المجال الاجتماعي بوكالات أنباء “أيلنا” و”إيسكا” و”آنا”، في طهران، في 22 يناير 2023.
  6. اعتُقلت سعيدة شفيعي، الصحفية المستقلة، في منزلها بطهران، في 22 يناير 2023.
يلدا معيري والصورة الفائزة بالجائزة

أسماء الصحفيات اللواتي تم الإفراج عنهن مؤقتًا بكفالة

فيما يلي بعض الصحفيات اللواتي أُفرج عنهن مؤقتا بكفالة لحين انعقاد المحاكمة:

  1. اعتُقلت يلدا معيري، المصورة الصحفية، في طهران، في 21 سبتمبر 2022، وتم إطلاق سراحها بكفالة، في 20 ديسمبر 2022.
  2. اعتُقلت بتول بلالي المراسلة المحلية لمدينة سيرجان بمحافظة كرمان؛ في سيرجان، في 22 سبتمبر 2022، وتم إطلاق سراحها من السجن بكفالة، في 1 أكتوبر 2022.
  3. اعتُقلت فاطمة رجبي، الصحفية بصحيفة “هفت صبح” وموقع “بورسان” الإخباري؛ في طهران، في 22 سبتمبر 2022، وتم إطلاق سراحها بكفالة، في 19 أكتوبر 2022.
  4. اعتُقلت سميرا علي نجاد، المراسلة المحلية لمدينة سيرجان؛ في سيرجان، في 22 سبتمبر 2022، وتم إطلاق سراحها بكفالة، في 12 أكتوبر 2022.
  5. اعتُقلت بهار أصلاني، المصورة والناشطة في مجال حقوق المرأة؛ في طهران، في 26 سبتمبر 2022، وتم إطلاق سراحها بكفالة، في 6 أكتوبر 2022.
  6. اعتُقلت مهرنوش طافيان، الصحفية المحلية لمحافظة خوزستان؛ في الأهواز، في 28 سبتمبر 2022، وتم إطلاق سراحها بكفالة، في 8 أكتوبر 2022.
  7. اعتُقلت صفية قره باغي، الصحفية بالقطعة؛ في زنجان، في 1 أكتوبر 2022، وتم إطلاق سراحها بكفالة، في 8 أكتوبر 2022.
  8. اعتُقلت مريم مزروعي، المصورة الصحفية؛ في طهران، في 5 أكتوبر 2022، وتم إطلاق سراحها في 24 أكتوبر 2022.
  9. اعتُقلت سمية مسرور، مراسلة وكالة “إيلنا” للأنباء؛ في أصفهان، في 8 أكتوبر 2022، وأُفرج عنها بعد أيام قليلة.
  10. اعتُقلت سعيدة فتحي، الصحفية الرياضية؛ في منزلها بطهران، في 16 أكتوبر 2022، بعد حريق اندلع في سجن إيفين، وأُفرج عنها مؤقتًا بكفالة، في 9 ديسمبر 2022، حتى انتهاء مراحل المحاكمة.
الصحفيات المسجونات في إيران – في اتجاه عقارب الساعة من الزاوية اليسرى العليا: مهرنوش طافيان، وبهار أصلاني، وفاطمة رجبي، وصفية قره باغي، وسعيدة فتحي، ومريم مزروعي، وبتول بلالي، وسميرا علي نجاد، وسمية مسرور
  1.  اعتُقلت نازيلا معروفيان، الصحفية بموقع “ديده بان إيران” و موقع “رويداد 24” الحكومي؛ في منزل إحدى صديقاتها في طهران، في 30 أكتوبر 2022، وتم إطلاق سراحها بكفالة، في 9 يناير 2023.
  2. اعتُقلت نكار مسعودي، المصورة والموثِّقة؛ في 30 أكتوبر 2022. وتم إطلاق سراحها مؤقتًا بكفالة قدرها 2,5 مليار تومان؛ في 10 يناير 2023، حتى انتهاء مراحل المحاكمة.
الصحفيات اللواتي تم إطلاق سراحهن مؤقتًا – في اتجاه عقارب الساعة من الزاوية اليسرى العليا: مريم قناد، ومريم وحيديان، ونازيلا معروفيان، ومرضية أميري، ونكار مسعودي، ونركس بهياري، ونسترن فرخه

  1. اعتُقلت مرضية أميري، الصحفية الاقتصادي بصحيفة “شرق”، في 1 نوفمبر 2022، وأُفرج عنها بكفالة، في 17 ديسمبر 2022. والجدير بالذكر أنها مُنعت من الاتصال هاتفيًا لمدة 16 يومًا، وكانت تخضع للاستجواب رغم إصابتها بالصرع.
  2. اعتُقلت نسترن فرخه، الصحفية التي تعمل في صحيفة “شرق”؛ في 27 نوفمبر 2022، وأُفرج عنها بكفالة، في 5 ديسمبر 2022.
  3. اعتُقلت مريم وحيديان، الصحفية العاملة في المجال العمالي بوكالة “إيلنا” للأنباء؛ في طهران، في 27 نوفمبر 2022، وتم إطلاق سراحها من سجن إيفين، في 28 ديسمبر 2022.
  4. اعتُقلت نركس بهياري، المصورة الصحفية والمصورة السينمائية؛ للمرة الثانية، في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر على خلفية الاحتجاجات الوطنية في طهران. والقصة وما فيها هي أن رجال الأمن ألقوا القبض عليها، في 9 نوفمبر 2022؛ بسبب مبادرتها بالحيلولة دون الانهيال على فتاة شابة بالضرب والسب، أثناء التجمعات العامة. وتم نقلها إلى العنبر الـ 209 بسجن إيفين. والجدير بالذكر أنها أُصيبت في ذراعها الأيسر أثناء الاشتباك مع الضباط، وتم الإفراج عنها من سجن إيفين دون سابق إنذار؛ بعد مرور 3 أسابيع وانتهاء مراحل الاستجواب.
  5. اعتُقلت مريم قناد، الصحفية ومراسلة وكالة “إيرنا” للأنباء؛ في طهران، في 11 ديسمبر 2022، وأُطلق سراحها بكفالة، في 11 يناير 2023.
  6. تم الإفراج مؤقتًا بكفالة عن الصحفيتين هدى وزهرا توحيدي، بعد 87 يومًا من الحبس، وتحديدًا في 17 ديسمبر 2022، حتى انتهاء مراحل المحاكمة.
الشقيقتان الصحفيتان، زهرا وهدى توحيدي

الحكم بالسجن على الصحفيات اللواتي نقلن الحقيقة

في ظل استمرار النظام الإيراني في قمع الاحتجاجات التي بدأت في 16 سبتمبر 2022 بوفاة مهسا أميني، نجد أن النساء يشكلن تقريبًا نصف الصحفيين المعتقلين حديثًا، ومن بينهن صحفيتان تواجهان عقوبة الإعدام.

سوف تمنح الرابطة الكندية للصحفيين من أجل حرية التعبيرCJFE) )؛ الجائزة الدولية لعام 2023، في 15 فبراير، لكل من نيلوفر حامدي، وإلهه محمدي، وهما الصحفيتان المسجونتان في إيران.

كانت نيلوفر حامدي، مراسلة صحيفة “شرق” تُرسل التقارير من المستشفى التي كانت مهسا أميني تعيش فيها في غيبوبة. وتم اعتقالها في 22 سبتمبر 2022. والجدير بالذكر أنه كان قد تم تكليف إلهه محمدي، المراسلة بصحيفة “هم ميهن”؛ من جانب هذه الصحيفة؛ بالسفر إلى سقز لتغطية وقائع موكب جنازة مهسا أميني. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجنازة تحوَّلت إلى احتجاج كبير مناهض للحكومة. وتم اعتقال إلهه محمدي، في 23 سبتمبر 2022.

كما تم في نفس السياق اعتقال نازيلا معروفيان، في 30 أكتوبر 2022؛ بسبب إدراج مقابلة مع والد مهسا أميني؛ ينفي فيها مزاعم نظام الملالي حول مرض ابنته. وهي صحفية أخرى من الصحفيات اللواتي تم الإفراج عنهن في الوقت الراهن، واقتيدت إلى سجن إيفين.

واتهمت قوات حرس نظام الملالي ووزارة المخابرات، في بيان مشترك صادر بتاريخ 28 أكتوبر 2022؛ كلًا من صحيفتي “شرق” و”هم وطن” بنشر أخبار موجَّهة تتعلق بوفاة مهساء أميني. واتهمتا اثنتين من الصحفيات العاملات في هاتين الصحيفتين بنشر الصورة الأولى لـ “مهسا أميني” وهي قابعة على سرير المستشفى، وبنشر أخبار موجَّهة تتعلق بمراسم تشييع الجنازة والدفن والتجمعات الأولى. مع العلم أن الأنشطة المذكورة لهاتين المؤسستين الإعلاميتين هي من بين المهام الأساسية والبديهية للصحافة.

وردًا على هذا البيان، قال رئيس تحرير “هم ميهن”: “إنهما توجَّهتا لموكب الجنازة لإعداد تقرير للصحيفة، وتم إعداد تقرير مماثل بمزيد من التفصيل في وكالة “فارس” للأنباء، وفي غيرها من وكالات الأنباء”.  

وقال: “إن إلهه محمدي، مراسلة صحيفة “هم ميهن” توجَّهت إلى كردستان بالتنسيق مع مسؤولي وسيلة الإعلام المذكورة لتغطية وقائع موكب تشييع جنازة مهسا أميني”.

كما أكد رئيس تحرير صحيفة “شرق” أن نيلوفر حامدي، الصحفية لدى وسيلة الإعلام المذكورة نسَّقت معه في جميع مراحل تغطية وفاة مهسا أميني، وأنها أنجزت مهمتها الصحفية. ونفى الاتهام بتدريب مراسلة صحيفة” شرق ” خارج البلاد لنشر صورة مهسا أميني وإعداد تقرير عن وفاتها.

ووصفت نقابة الصحفيين بطهران كلًا من إلهه محمدي، ونيلوفر حامدي بأنهما من أكثر الصحفيين احترافًا في البلاد”.

حُكم على العديد من الصحفيين بما يتجاوز الحدود القانونية القصوى، بما في ذلك حكم عليهم بفترات سجن إضافية، والجلد، وحظر العمل أو مغادرة البلاد، أو العمل في الخدمات الاجتماعية الإلزامية، فضلًا عن أن الكفالة المحددة للصحفيين مرتفعة للغاية.

وبإصدار السلطات أحكامًا قاسية على الصحفيين، تشير هذه الأحكام في بعض الحالات إلى مدى استعداد السلطات للمضي قدمًا في تجاوز ما هو منصوص عليه في القانون لإسكات الصحافة.

وتشير هذه الاعتقالات إلى رغبة السلطات الإيرانية في إسكات المرأة بشكل منهجي. ويتعرض هؤلاء الصحفيون لدفع الثمن باهظًا، بما في ذلك عقوبة الإعدام؛ بسبب شجاعتهم في كشف النقاب عن الحقيقة التي تسعى السلطات الإيرانية إلى التستر عليها. لذا، يجب الإفراج عنهم فورًا دون قيد أو شرط.

Exit mobile version