العثور على جثتي ضحيتين من ضحايا جرائم الشرف في سيستان وبلوشستان

العثور على جثتي ضحيتين من ضحايا جرائم الشرف في سيستان وبلوشستان

العثور على جثتي ضحيتين من ضحايا جرائم الشرف في سيستان وبلوشستان

تم العثور على جثتي فتاتين شابتين في محافظة سيستان وبلوشستان. وكانتا كلتاهما ضحيتين لجرائم الشرف.

قُتلت فتاتان شابتان على أيدي أفراد عائلتهما في قرية تركاني في منطقة دشتياري بمحافظة سيستان وبلوشستان.

يُظهر مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع الأهالي وهم يعثرون على جثتي فتاتين شابتين على طريق مهجور.

وتفيد مصادر موثوقة أن هذا الحادث وقع قبل ما يقرب من شهرين. وتبلغ هاتان الضحيتان لجرائم الشرف المشار إليهما بحروف مختصرة ب.ت.و.ي.ت 17 و 18 عامًا من العمر.

وأكد موقع “همشهري آنلاين” هاتين الجريمتين، على لسان العقيد، ”إبراهيم كوجكزائي“، قائد جهاز الشرطة في جابهار، حيث قال إنهما قُتلتا على أيدي أفراد عائلتهما بالقرب من قرية تركاني. وقال إن السبب وراء مقتل هاتين الفتاتين الشابتين على أيدي أقاربهما هو غضبهم واستيائهم من هروبهما من المنزل لبضعة أيام. والجدير بالذكر أن اثنين من أقاربهما قتلوهما وهما في طريق العودة قبل أن تصلان إلى المنزل، وهما الآن في الحجز.

ويُذكر أن ضحيتي جرائم الشرف المشار إليهما اتصلتا هاتفيًا بمنزلهما بعد بضعة أيام من الهروب، وقالتا معربتان عن ندمهما إنهما قررتا العودة إلى المنزل. ورحَّبت العائلة بعودتهما، بيد أن الفتاتان اصطدمتا في طريق العودة ببعض الأقارب الغاضبين الذين قتلوهما قبل أن تصلان إلى المنزل.

ويفيد تقرير موقع “همشري آنلاين”، الذي نُشر في 25 ديسمبر 2021، أن ضحيتي جرائم الشرف المشار إليهما كانتا قد قُتلتا قبل 50 يومًا.

معدل ضحايا جرائم الشرف في إيران يُقدَّر بالمئات كل عام

 ويفيد تقرير صحيفة “شرق” الحكومية، الصادر في عام 2019 أن معدل ضحايا جرائم الشرف في إيران يتراوح سنويًا ما بين 375 و 450 ضحية. وتزداد جرائم الشرف في بعض المحافظات، من قبيل خوزستان، وكردستان، وإيلام وسيستان وبلوشستان مقارنة بالمحفاظات الأخرى.

والغريب في الأمر هو أن قوانين النظام الإيراني المتعلقة بمعاقبة القتلة قوانين ضعيفة لا تُشفي غليلًا، ونظرًا لأن هذه القوانين المتخلفة تعتبر الأب صاحب دم نجله، فإنها لا تصدر العقوبة المناسبة على الآباء القتلة، في كثير من الحالات. وبهذه الطريقة، فإن هذه القوانين تسمح للآباء بقتل الأبناء، كما شهدنا في قتل رومينا أشرفي في يونيو 2020.

كما أن الشرطة والجهات القضائية في إيران يتقاعسون في أداء واجبهم، ويُكتفى بإيقاف ضباط الشرطة أمام باب المنزل دون أن يحركوا ساكنًا. حيث أنه لا يُسمح لضباط الشرطة، حسبما تنص عليه قوانين نظام الملالي، بدخول المنزل عندما يتم الإبلاغ عن حالة من حالات العنف المنزلي.

وأثبت البحث أن السبب الرئيسي لهذا الإحصاء المروع لجرائم الشرف في إيران يعود إلى مناهضة المرأة والثقافة الذكورية المؤسسة في القوانين والمجتمع الإيراني.

وعلى الرغم من نوعية آلة القتل التي يستخدمها الأب أو الأخ أو الزوج سواء كانت سكينًا أو منجلًا أو أية آلة أخرى، إلا أن هذا النوع من جرائم القتل متجذر في وجهة النظر القروسطية للحاكم في إيران، والتي تعتبر المرأة في جميع القوانين رسميًا مواطنةً من الدرجة الثانية وكائنًا مملوكَا للرجل.

إن عدم تجريم هذا النوع من جرائم القتل في إيران هو السبب الرئيسي في الزيادة الكارثية لجرائم الشرف في هذا البلد.

ويعتقد بعض نشطاء حقوق المرأة في إيران أنه يتم تبرير جرائم الشرف في إيران رسميًا بعبارة “الخلافات العائلية“.

وشكَّك رضوان مقدم، الذي انهمك في توثيق جرائم الشرف في إيران على مدى السنوت الـ 10 الماضية؛ في صحة هذا التبرير، حيث قال: “إن تبرير جرائم القتل تحت مسمى “الخلافات العائلية” ما هو إلا غطاء للتستر على “جرائم الشرف”؛ لأنه يهدف إلى التآمر … إلخ. إذ أنه ما هو وجه الاختلاف العائلي الذي يمكن أن يكون بين أب وفتاة تبلغ من العمر 13 عامًا؟ أو بين أخ وفتاة تبلغ من العر ما يتراواح بين 13 إلى 14 عامًا، أو بين أخ يبلغ من العمر 20 عامًا وأخت تبلغ من العمر 27 عامًا؟ بينما نرى وراء كواليس هذه الجرائم سببًا آخر خفي.

فعلى سبيل المثال، نجد أن بعض العائلات تعتبر طلب الطلاق وصمة عار، وتتجه نحو القتل للحفاظ على الهيبة. فقد صادفنا العديد من الحالات التي تقدمت فيها المرأة بطلب الطلاق، وعندما عادت إلى منزل والدها، قُتلت على أيدي شقيقها ووالدها، ويُقال إن السبب يرجع إلى “خلافات عائلية” … إلخ.

أو عندما يقتل شخص خطيبته بسبب رفضها لأمرٍ ما؛ نظرًا لأن القاتل يعتبر نفسه مالكًا لجسد المرأة، وليس لديه استعداد لقبول الرفض من جانبها، ويعتبر رفضها إهانة له وانتقاصًا لسمعته. نظرًا لأن جذور جرائم الشرف تعود إلى إحساس الرجل بتملك جسد المرأة وحياتها. وأرى أن أي جريمة قتل من هذا النوع نابعة من هذا الشعور بالتملك مرتبطة بجرائم الشرف”.

Exit mobile version