العنف ضد المرأة الإيرانية يؤتي نتائج عكسية، مما يؤدي إلى قيام ثورة إيرانية

العنف ضد المرأة الإيرانية يؤتي نتائج عكسية، مما يؤدي إلى قيام ثورة إيرانية

كان العنف ضد النساء الإيرانيات لفرض الحجاب الإلزامي عليهن من أركان حكم الملالي منذ البداية، ومن خلال فعل ذلك  قاموا بتقييد المجتمع بأسره، وسحقوا كل المعارضة والاحتجاجات.

أدت هذه السياسة اللاإنسانية في النهاية إلى نتائج عكسية في سبتمبر بعد وفاة مهسا أميني في حجز شرطة الآداب، واليوم إيران على شفا التغيير، وتقود النساء ثورة من أجل الحرية والمساواة لأنفسهن وللأمة.

عشية اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة ، نلقي نظرة على ما حدث للنساء في إيران خلال العام الماضي منذ 25 نوفمبر 2021.

موجة متزايدة من جرائم الشرف وقتل الإناث

نظام الملالي القائم في إيران هو صاحب الرقم القياسي العالمي في العنف الأُسري ضد المرأة وأكبر منفذ لإعدام النساء في العالم.

مصير النساء الإيرانيات مرصع بوحشية متزايدة منذ 25 نوفمبر 2021.

بالإضافة إلى زواج الأطفال المتفشي في إيران بطبيعة الحال شهدت البلاد موجة متزايدة من جرائم الشرف وقتل الإناث، وقد لفت مقتل مونا حيدري المروع في 5 فبراير 2022 الانتباه الدولي إلى الظلم والعنف ضد المرأة الإيرانية.

كما لفت الانتباه إلى حقيقة أن الارتفاع الكارثي ​​بجرائم الشرف في إيران متجذر في كراهية النساء وأن الثقافة الذكورية مأسسة مثبتة في القوانين، وبالتالي في المجتمع، على الرغم من حمل الأب أو الأخ أو الزوج السكين أو المنجل أو البندقية إلا أن جرائم القتل متجذرة في قوانين نظام الملالي نظام القرون الوسطى التي تشير إلى النساء كمواطنات من الدرجة الثانية ومملوكات  لدى الرجال.

يمكنك التحقق من حالات جرائم الشرف على موقعنا على الإنترنت لمراجعة هذه المسألة.

الشكل الأكثر شيوعا للعنف ضد المرأة الإيرانية الذي ترعاه الدولة لسنوات في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتحدثنا عن أكثر أشكال العنف شيوعا والتي ترعاها الدولة ضد المرأة الإيرانية ألا وهو فرض الحجاب الإلزامي.

إليكم هنا بعضا من مئات المقالات التي نشرناها خلال السنوات القليلة الماضية:

إيران: الوجوه المتعددة للعنف ضد النساء

دعوة لوقف العنف الذي ترعاه الدولة ضد المرأة في إيران

تصاعد حاد في العنف ضد المرأة في إيران

أوقفوا العنف الذي ترعاه الدولة ضد المرأة في إيران

العنف ضد المرأة في إيران برعاية الدولة وإضفاء الطابع المؤسسي عليها

يثبت الحجاب الإلزامي أنه حاسم في حرب الملالي على النساء الإيرانيات

ضمان أمن المرأة ، بعيد كل البعد عن الديكتاتورية المعادية للمرأة

إيران تحمل الرقم القياسي العالمي في العنف الأُسري ضد المرأة – تقرير جديد

انتشار العنف ضد المرأة في إيران من حيل الملالي للسيطرة على المجتمع

تكثيف المحاولات القمعية لفرض الحجاب الإلزامي

لكن هذا العام وبفضل الضجة العامة والاحتجاجات التي أعقبت القتل التعسفي لمهسا أميني على يد دوريات الرذيلة بدأ العالم يتعرف على العنف الذي ترعاه الدولة ضد المرأة في إيران وما يعنيه حقا.

وبالإضافة إلى فورة الإعدام كانت السمة الرئيسية لرئاسة رئيسي هي قمع المرأة.

عمل ما لا يقل عن 27 وزارة ووكالة حكومية ومنظمة بالفعل في فرض الحجاب الإلزامي، لكن في الربيع والصيف الماضيين، أنشأ الملالي قاعدتين عسكريتين مكنوا من خلالهما 120 منظمة أخرى من بينها الهلال الأحمر (!)  لفرض الحجاب الإلزامي، وفرض قيود جديدة على النساء.

في 5 يوليو 2022 أمر إبراهيم رئيسي بإعادة تنفيذ خطة تم تبنيها سنة 2005 لفرض الحجاب الإجباري، وبذلك فقد بلغت حملة القمع ضد النساء ذروتها غير المسبوقة في أوائل يوليو مما أثر على جميع مجالات حياة المرأة.

وفي 27 يوليو عقد علي خامنئي اجتماعا مع أئمة صلاة جمعة السلطة وقال إنه يجب على النساء ارتداء الحجاب والشادور في جميع المحافل العلمية والاجتماعية والسياسية والإدارية والاقتصادية والثقافية.

كما زاد عدد دوريات الرذيلة المرئية وغير المرئية (من ذوي الملابس المدنية)، ومع إنشاء القواعد العسكرية مُنحت القوات الإذن بـ “إطلاق النار حسب الرغبة” لفرض الحجاب الإجباري.

كما وجهت الحكومة قطاع الخدمات العامة بما في ذلك البنوك والمستشفيات والخدمات الطبية ومحطات المترو والمطارات ومراكز التسوق بالامتناع عن تقديم الخدمات “للنساء المحجبات بشكل غير لائق”.

أعلن النظام عن عقوبات لأصحاب العمل ومديري المستشفيات ومديري المكاتب وأصحاب الأعمال إذا لم تلتزم الموظفات بقواعد اللباس الرسمية الإلزامية، وستُغلق متاجرهم، وسيُطردون من وظائفهم.

كتبت صحيفة ”همشهري“ شبه الرسمية أن 15 مليون إمرأة على الأقل و 20 مليون إمرأة على الأكثر يجب أن يتلقين إنذارات شفوية، وتعني هذه الأرقام أن ما يسمى بدوريات التوجيه التابعة للنظام تستهدف 60 إلى 80 بالمئة من النساء في المدن. (موقع اقتصاد نيوز.كوم الحكومي 27 يوليو 2022)

تصعيد الضغط يؤدى إلى النساء الإيرانيات أيضا أكثر تحديا

إحدى الحوادث التي ترمز إلى التحدي الاجتماعي لقواعد الحجاب الإلزامية كانت في تجمع الفتيان والفتيات المراهقين في شيراز حيث قامت الفتيات بإزالة شال الرأس، واعتقلت السلطات عشرة مراهقين وتعهدت “باتخاذ إجراءات قضائية.” (صحيفة ”مشرق“ الحكومية – 23 يونيو 2022).

في الأيام الأخيرة من شهر يوليو الماضي ارتكبت الدوريات الرذيلة في طهران عملا غير إنساني أثار حفيظة المجتمع الإيراني حيث أخذوا شابة قالت والدتها إنها مريضة، وعندما حاولت الأم منع السيارة من التحرك بكت وقالت: “ابنتي مريضة!” وقد حاولت إيقاف السيارة بالوقوف أمامها.

وفي وقت لاحق تم الكشف عن مقتل شابة بعد إطلاق سراحها من معتقل شرطة الآخلاق.

سبيده رشنو 28 عاما فنانة وكاتبة ومحررة  قُبض عليها أيضا في 18 يوليو لخلعها الحجاب في حافلة النقل السريع، وتم نقلها إلى الحبس الانفرادي في سجن إيفين واستجوابها دون السماح لها بمقابلة محام أو الاتصال بأسرتها، وبحسب ما ورد نُقِلت  سبيده إلى مستشفى بطهران في 21 يوليو بسبب نزيف داخلي، ورآها الشهود مرتجفة وغير قادرة على المشي.

وبث التلفزيون الرسمي الإيراني “اعتراف” رشنو في 31 يوليو وقد بدا عليها أنها في حالة بدنية سيئة، وظهرت كدمات حول عينيها وهو ما يُستنتج منه بوضوح أنها تعرضت للتعذيب للإدلاء باعترافات متلفزة كاذبة.

الأمثلة المذكورة أعلاه هي بعضا من مئات الحالات التي سبقت اعتقال وموت مهسا أميني، بينما تتحدت الشابات من أن  تحذيرات الدورية أصبحت الدوريات قاسية عنيفة بشكل متزايد في التعامل مع الشابات والفتيات اللواتي وقفن في وجههن ولم يقبلن الإذلال.

صعد مقتل  مهسا أميني المأساوية من إشتعال الثورة

أوقفت الدوريات الرذيلة مهسا أميني وشقيقها بأحد شوارع طهران في 13 سبتمبر 2022.

قاومت مهسا تحذير شرطة الآخلاق  ولم تتعاون، واستدعت الدوريات مسؤولها ودفعوها بقوة غاشمة إلى داخل السيارة.

يقول البعض إن قائد الشرطة صفعها بقوة لدرجة أنها سقطت على الأرض وارتطم رأسها بحجر الرصيف، ويقول آخرون إنها تعرضت للعنف في السيارة بضربات متكررة بالهراوات على رأسها، وقد دخلت في غيبوبة بعد ساعتين ونُقِلَت إلى مستشفى كسرى، وأظهرت فحوصات التصوير المقطعي التي كشفها طاقم المستشفى لاحقا أن جمجمتها قد كُسِرَت وأنها عانت من نزيف في المخ.

توفيت مهسا بشكل مأساوي بالـ 16 من سبتمبر 2022، ومع ذلك أصبح اسمها رمزا للنساء والشباب الإيرانيين من أجل الدعوة إلى الإطاحة بالنظام المعادي للنساء.

تُواجه النساء اللوائي يقاومن نظام الملالي القمعي ويقدن الاحتجاجات في شوارع إيران بقسوة جبارة، وقُتِلَت عشرات الشابات بضربات الهراوات خلال المظاهرات، وسيكون هذا العدد موضوعا لإحدى مقالاتنا المستقبلية في أيام النضال من أجل القضاء على العنف ضد النساء.

الوقوف إلى جانب النساء الإيرانيات من خلال دعم نضالهن

في هذه الأثناء يمكنك دعم المرأة الإيرانية في كفاحها من أجل المساواة في الحقوق والحريات من خلال دعم الثورة التي تقودها في إيران.

قف إلى جانب الشعب الإيراني من خلال دعوة حكومتك إلى إزالة النظام الإيراني من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة (CSW)، فمثل هذا النظام المعادي للمرأة الذي يقتل النساء والأطفال لا يستحق الجلوس في لجنة شؤون المرأة (CSW).

أيضا حث حكوماتكم على الضغط من أجل بعثة مستقلة لتقصي الحقائق للسفر إلى إيران.

حث حكومتكم بإلزام النظام الإيراني بكل الوسائل الممكنة بالإفراج عن المعتقلين وخاصة الشابات والفتيات، وإسقاط التهم الموجهة إليهم.

يمكنكم متابعة كافة المقالات والبيانات ذات الصلة على موقع لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على الرابط التالي /

Exit mobile version