المجاهدة الشهيدة فاطمة سيدي

فاطمة سيدي

كانت فاطمة سيدي من أهالي مدينة تبريز الجميلة وطالبة فرع علم الأدوية في جامعة تبريز.

بدأت الأنشطة السياسية منذ عهد الشاه وبالارتباط بشقيقها (المجاهد الشهيد صادق سيدي). بعد اعتقال شقيقها من قبل سافاك الشاه، قامت فاطمة، التي أصبحت مرتبطت بأسرة السجناء السياسيين، بتوسيع رقعة أنشطتها في الجامعة والمجتمع.

وبعد انتصار الثورة في عام 1979 وتأسيس حركة مجاهدي خلق في تبريز، واصلت فاطمة سيدي العمل كواحدة من مسؤوليها.

المحبة والعاطفة الشديدة التي لا حدود لها جعلت من فاطمة شخصية قوية وجذابة وعنصر موثوق بها في مناطق مختلفة من تبريز وأصبحت معتمدة لدى الأمهات والأسر التي كانت في تلك الأيام فلذات أكبادهن من بناتهن وأبناؤهن يتعرضون يوميًا لمداهمة عناصر الحرس والبلطجيين الأنذال من عناصر حزب اللهين بجريرة الدفاع عن الحرية ومن أجل الحراسة عن ثمرة ثورتهم وكانوا يصابون بجروح أو يعتقلون. وكانت فاطمة في كل مرة تواجه هؤلاء الأمهات والآباء المتألمين الذين كانوا يبحثون بعيون باكية عن أعزائهم الجرحى في المستشفيات أو معتقلات الكوميته أو السجن المركزي في تبريز وكانوا يسألون عن هذا الظلم والوحشية  من قبل خميني وأزلامه، وكان عزم فاطمة سيدي يزداد في النضال ضد هذا الوحش بمئة ضعف.

في سنة 1981، فاطمة الشجاعة، التي لم تتمكن من البقاء في تبريز، بسبب الكشف عن هويتها وخطر الاعتقال، ذهبت إلى طهران لمواصلة أنشطتها.

وهكذا، في 11 يونيو / حزيران 1982، وعقب الهجوم المسلح لعناصر الحرس على  مقر إقامتها وعدد من رفاقها من مجاهدي خلق، تم القبض عليها من قبل العدو بعد مقاومة بطولية ومعركة بينما كانت جريحة.

هذه المرة، يتم اختبار إرادة فاطمة البطلة في السجن.

الجلادون في سجن إيفين، مارسوا مختلف صنوف التعذيب الجسدي والنفسي ، بهدف تركيعها وكسر إرادتها، إلا أنها تحملت الآلام بصبر وعزم لا يلين، ولم تنبس بكلمة.

وحاول الحرس عدة مرات لاجبارها على الخيانة، غير أنها تحملت أصعب صنوف التعذيب ولم يسمعوا منها إلا «لا».

وقالت شقيقتها عن آخر اتصالها: «كانت نشطة ومبتهجة في المكالمة وكانت تمزح بحيث ظننا أنه ربما صدر حكم عليها بالسجن لعدة سنوات، ولم نكن نعلم أن هذه المكالمة كانت آخر مكالمة لها، وآخر مرة تحدثنا معها».

في غداة ذلك اليوم، تخبر العائلة مكالمة من السجن عن إعدام فاطمة سيدي، وإعطاء رقم قبر في مقبرة «بهشت زهراء» في طهران يدل على أن هناك قلبًا عاطفيًا متحمسًا للبوة من النساء المجاهدات من أجل حرية شعبها.

ونقرأ في رسالة أم متعاطفة مع مجاهدي خلق بعد استشهاد فاطمة سيدي:

يوم استشهاد فاطمة كنت في مقبرة بهشت زهراء ورأيت نقل بعض السجناء الذين أطلق عليهم النار لدفنهم هناك. ذهبت إلى مغسلة الأموات بعيداً عن أعين المرتزقة، وعرفت جثة فاطمة بين الجثث الموجودة هناك، وعندما اقتربت قليلاً منها فوجدت كتابة على قدميها! عندما نظرت إليها ، قرأت جملة: «كنا 50 شخصًا اغتصبونا جميعًا قبل الإعدام». ..

وهكذا استشهدت فاطمة سيدي البطلة في 29 اكتوبر 1982بعد تعرضها للتعذيب من قبل جلادي خميني على مدى عدة أشهر. إنها كانت من سلالة النساء اللواتي عقدن العزم على عدم الاستسلام وهن يتحدين الموت والتعذيب من أجل جلب الحرية والتحرير لجميع الشعب الإيراني.

Exit mobile version