النساء يحتفلن بيوم المرأة منذ ما يقرب من قرن من الزمان، في عام 1977دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى الاعتراف بيوم 8 مارس / آذار يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام العالمي.
يوم 8 مارس تتويج للجهود الدؤوبة التي بذلتها النساء عبر التاريخ في نضالهن من أجل المساواة. هذا اليوم هو تذكير بالجهود المبذولة لمكافحة التمييز بين الجنسين والجنساني.
على مدى السنوات الأربعين الماضية، تعرضت النساء الإيرانيات في ظل ديكتاتورية عدوة النساء للتمييز على أساس الجنس والقمع وعنف الحكومة الوحشية أكثر من أي حكومة أخرى. لكن على مدار سنوات من النضال ضد نظام الملالي، ظهرت أجيال من النساء تدرك أن المساواة في إيران مستحيلة دون إسقاط الديكتاتورية ومحو جميع قوانينها وتقاليدها وثقافاتها التمييزية. لقد أثبتن بروح المقاومة وشجاعتهن الرائعة أنهن يستطعن ويجب قبول المسؤولية والوقوف والتضحية من أجل الحرية والمساواة على أعلى المستويات. منذ الثمانينات ، عانت الآلاف من النساء الرائدات من أصعب الظروف وأعمال تعذيب قاسية على يد نظام الملالي..
وفي غضون ذلك أضاءت ” أشرف رجوي“الطريق في هذا النضال، وهي رمز للنساء المجاهدات، ملهمة الكثيرين في النضال من أجل الحرية.
فقدت آلاف من النساء المجاهدات حياتهن تحت التعذيب أو عند المشانق وأنشدن نشيد الحرية او بعض النساء المجاهدات مثل ”زهره قائمي“ و”كيتي كيوه جينيان“ و”صبا هفت برادران“ و”آسيه رخشاني“ بذلن حياتهن للحفاظ على راية النضال من أجل الحرية والمساواة.
اليوم ، يقود جيل جديد من النساء الإيرانيات الشجعان في إطار معاقل الانتفاضة او في الصفوف الأمامية للانتفاضة من أجل الإطاحة بالنظام الملالي المستبد وقامع النساء.
لعبت النساء دورًا نشطًا في انتفاضة نوفمبر 2019التي امتدت إلى 191 مدينة في غضون بضعة أيام. في طهران، الليلة الأولى من الانتفاضة ضد ارتفاع أسعار البنزينعلى طريق ”حكيم“ السريع ، حيث أطفأ الناس سياراتهم وأغلقوا الطريق السريع وهتفت شابة شجاعة شعار ”الموت للدكتاتور“ مما أدى إلى ضم المواطنين إلى الموقع . تكرر هذا المشهد مرارًا وتكرارًا في انتفاضة نوفمبر. عبر مسؤولو النظام وقوات الحرس ووسائل الإعلام الحكومية مرارًا وتكرارًا عن قلقهم إزاء دور الشابات القيادي في الانتفاضة.
كتبت صحيفة «مشرق» الحكومية عن الدور المحوري للنساء تقول: في أعمال الشغب الأخيرة كان للنساء حضور لافت حيث لعبن الدور القيادي في تحريض الجمهورعلى القيام بأعمال الشغب. (موقع «مشرق نيوز» الحكومي – 20 نوفمبر 2019)
وكتبت وكالة فارس الحكومية للأنباء التابعة لقوات الحرس: في نقاط عديدة خاصة في ضواحي طهران، كانت النساء بأعمار 30-35 عامًا يلعبن دورا خاصا في قيادة الاضطرابات وهن كن يلبسن زيًا موحدًا. ولكن كان لكل واحدة منهن واجب محدد وكانت واحدة منهن تصور من أعمال التمرد والأخرى كانت تمنع السيارات والثالثة كانت تحرض الناس على الانضمام لصفوف المشاغبين. (وكالة أنباء فارس الحكومية – 20 نوفمبر 2019)
وصرح وزير داخلية النظام، ”عبد الرضا رحماني فضلي “ قائلاً: «بعد مرورساعتين أو ثلاث ساعات بعد الغروب، واجهنا خلايا تتكون من 4 أو 5 أو 6 أشخاص، وعادة ما تكون برفقتهم امرأة تحرض الناس على الانضمام إلى صفوف الاحتجاجات.
ورداً على هذه الاحتجاجات، استخدمت الديكتاتورية الدينية أكثر أساليب القمع وحشية ، من استخدام الذخيرة الحية، إلى الدبابات والمروحيات، وقتل الأشخاص العزل ممن لجأوا إلى مزارع قصب السكر. ونتيجة للقمع الوحشي، استشهد 1500 شخص من بينهم 400 امرأة.
ووفقًا لتقرير صدر مؤخراً عن منظمة العفو الدولية قُتل ما لا يقل عن 23 طفلاً برصاص قوات الأمن الإيرانية التي أطلقت الذخيرة الحية بصورة عشوائية على المتظاهرين العزل والمارة.
وكان من بين الضحايا فتيات صغيرات تتراوح أعمارهن بين 3 و 8 سنوات، وشابة تبلغ من العمر 14 عامًا، وإضافة إلى العديد من الأمهات اللاتي لهن عدة أولاد حتى النساء بعمر 60 عامًا. وتم اعتقال كثيرين وتعرضوا لأقسى حالات التعذيب والظروف اللاإنسانية في سجون نظام الملالي.
على الرغم من هذا القمع البربري، أنتفض الشعب الإيراني مرة أخرى في أقل من شهرين، في سلسلة من الاحتجاجات على قتل ركاب أبرياء على متن طائرة أوكرانية بصواريخ قوات الحرس. وكان دور المرأة في قيادة هذه الاحتجاجات واضحا مرة أخرى وواحد من أكثر العوامل المؤثرة والحاسمة.
وفي إشارة إلى الدور القيادي للمرأة ، قال أحد الشهود لصحيفة الغارديان إن المجموعات، التي تقودها نساء كثيرات اجتمعن في ساحة الحرية (آزادي) بوسط طهران مساء الأحد يرتدين الأقنعة والأوشحة لإخفاء هوياتهن، ويقاومن شرطة مكافحة الشغب ورجال الأمن المتنكرين بالزي المدني.
يمكن تلخيص ما تضحي به هؤلاء النساء بأرواحهن في هذه الكلمات الأربع: الحرية والمساواة والديمقراطية والتحرر.
لقد أدركن أنه يجب أن يحررن أنفسهن من الدين الإجباري والديكتاتورية والحجاب القسري. إنهن يعتقدن أنه من أجل القضاء على الجنس، والطبقة وعدم المساواة والقمع المنهجي، عليهن الوقوف والنضال من أجل ذلك.
لا تقاتل النساء الإيرانيات الشجعان فقط من أجل تحريرهن، بل أيضًا من أجل حرية كل الإيرانيين فردًا فردًا. كلامهن وأهدافهن هي أن النساء من جميع الجنسيات والأديان والطبقات الاجتماعية يجب أن يتمتعن بحقوق متساوية مع الرجال في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. سوف تتحقق هذه الرؤية الواضحة من خلال إرادة الشعب ومقاومته وإرادة المرأة الإيرانية المنتفضة. وهكذا، في الثامن من مارس عندما تسعى النساء في جميع أنحاء العالم لتحقيق المساواة، فإن اليوم العالمي للنساء الإيرانيات المنتفاضت من أجل الحرية والديمقراطية يزدان بأسماء النساء اللاتي ضحّين بحياتهن في انتفاضة إيران في نوفمبر 2019 ، وهؤلاء النساء الشهيدات يرمزن إلى جيل جديد من النساء الرائدات اللاتي يكافحن من أجل المساواة الاجتماعية وتحرير وطنهن من الثيوقراطية. النساء اللواتي أثبتن ”جيل المساواة“ في الممارسة العملية وفي أصعب المشاهد الاجتماعية في المعركة من أجل الإطاحة بالدكتاتورية الأصولية الدينية وتولين قيادة الانتفاضة من أجل الحرية.