الممرضات الإيرانيات يسرن على نظام مدمر!

الممرضات الإيرانيات يسرن على نظام مدمر!

التمريض هو مهنة اختصاصية وخدمات التمريض هي واحدة من مواضيع الخدمات الاجتماعية. الممرضة يعني من تقوم بالخدمات الاجتماعية والشخص الذي يقضي ساعات عمله طوال الوقت بجانب المرضى وينفذ أوامر الطبيب، ومراقبة عملية علاج المريض، ويرفع تقريرًا للطبيب وفقًا لملاحظاتها بشأن الحالة الصحية والقرار الخاص بكيفية مواصلة العلاج.

تعتبر الممرضات شرايين حيوية بين الأطباء والمرضى، وفي جميع الأحوال، يجب أن يكن قادرات، لكن الممرضات في إيران هن بحاجة إلى العناية من قبل ممرضات أخريات لأنهن يعانين من النظام المدمر والاستغلالي وحبيسات مشاكل مختلفة وأضرار اجتماعية واقتصادية بلا نهاية بسبب حكم النظام الاستبدادي الديني طيلة 40 سنة وكل عام يواجهن ظروفاً غير إنسانية أكثر بالمقارنة بالعام المنصرم.

ويكون78.5٪ من الممرضين في مستشفيات إيران من النساء الممرضات اللواتي يعانين من العديد من المشاكل: نقص في عدد القوة العاملة، ونوبات الدوام وخاصة النوبات الليلية والحالة الصعبة للنساء الممرضات لمتابعة شؤون الأسرة وفقدان روضة الأطفال في عدد من المراكز الصحية وخاصة في النوبات الليلية، والدخل المنخفض بالمقارنة بالخدمات المقدمة وصعوبة العمل للممرضات الحوامل، وصعوبة التقاعد، وأمراض العضلات والعظام، وتأخرات في دفع المستحقات، وعدم تنفيذ خطة التعريفة لخدمات التمريض، وحالة غير طبيعية في المستشفيات في البلاد بسبب الخصخصة …

وحتى نهاية أيلول / سبتمبر، عام 2018 كان مجموع الموظفين العاملين في التمريض في جامعات العلوم  الطبية في البلاد، بما في ذلك غرفة العمليات الجراحية والتخدير وحالات الطوارئ الطبية، يشمل 117639 ممرضًا، وموظفة تمريض 92442 ممرضة. ويبلغ متوسط الدخل الإجمالي للنساء الممرضات حاليًا ما يقارب 2.4 مليون تومان، لكن العديد منهن يعملن براتب 500 ألف تومان وحتى ليس لديهن مستحقات التأمين.

وأفاد «أصغر دالوندي» ، رئيس منظمة التمريض عن تكثيف التمييز والظلم ضد مجتمع التمريض في السنوات الخمس الماضية معترفًا بأن وضع كوادر التمريض في إيران أقل مما هو عليه في كينيا والعراق. وأكد قائلًا: نحتاج إلى 150 ألف ممرض على الأقل. يبلغ عدد الممرضات لكل سرير في المعيار العالمي 1.8 وهذا المعيار في بلادنا 7% حاليًا مما يشير إلى أننا بعيدون عن الوصول إلى المعايير. (وكالة أنباء «مهر» الحكومية – 12يناير 2019).

وأفادت وكالة أنباء «إيلنا» الحكومية – 12يناير 2019: خلال الشهر الماضي، أكد الأمين العام لدارالتمريض الإيراني أن 30،000 من الممرضات العاطلات عن العمل في إيران بسبب القيود المالية وعدم منح تراخيص العمل لهن: « من أجل الحصول على خدمات التمريض المناسبة، فإن نسبة السكان إلى الممرض هي 4، فإن متوسط العالم لكل ألف هو 6 ممرضات، وإذا أردنا الحصول على قوة ممرضة على الأقل لنحو 80 مليون نسمة ، فسيتم توظيف 240،000 ممرضة في جميع أنحاء إيران. لكن الآن ، فقط حوالي 160،000 ممرضة تقدم الخدمات الصحية ».

وقد زاد النقص في طاقم التمريض من ظاهرة وجود المرافق مع المريض وهو واحد من أهم التحديات مما أدى إلى ساعات العمل الإضافي والنوبات القسرية للنساء الممرضات.

وأخبر عباس اسكندري، رئيس قسم التمريض بمدينة أصفهان من نقص في عدد قوة التمريض وأكد قائلًا: النقص في عدد الممرضات إضافة إلى ضغط العمل سيؤدي إلى التهالك الوظيفي وزيادة أخطاء التمريض وبالنتيجة زيادة معدلات الوفيات في المستشفيات.” (وكالة أنباء «إيلنا» الحكومية – 12يناير 2019).

وكثيراً ما تتعرض الممرضات الإيرانيات إضافة إلى الحرمان من حقوقهن وتحمل أقصى قدر من ضغوط العمل مرارًا للإهانة والإيذاء وحتى الاعتداء عليهن بالضرب المبرح، لأنها لا تستطيع في نهاية المطاف تلبية االحتياجات ويصبحن الجهة المرجعية المباشرة.

وفي عام 2018 ، تعرضت 28 ممرضة للضرب الجسدي وفقدت 20 ممرضة  حياتهن أثناء ضغط العمل خلال السنوات الثلاث الماضية.

وكانت آخر التطورات فيما يتعلق بوضع الممرضات هي رفض الائتمان لتوظيف الممرضات في ميزانية عام 2019.

ويتم تقاذف مسؤولية توظيف كوادر التمريض بين مسؤولي النظام في حين أن نصف خريجي التمريض عاطلون عن العمل. في بعض المحافظات، تخرج 2500 شخص خلال هذه السنوات  ولكن تم تعيين 450 خريجًا فقط.

في صيف عام 2008 ، أعلن مجلس شورى النظام أن «قانون التعريفات لخدمات التمريض وتعديل عمولات التمريض قد تمت الموافقة عليه، ولكن منذ أكثر من 11 عامًا لم يكن هناك أخبار عن تنفيذه. وهذا أحد أسباب انخفاض رواتب الممرضات ويؤدي إلى إجبارهن على العمل في نوبات متكررة وتنفيذ أعمال ثقيلة. وهكذا، فإن أولئك الذين يديرون أكثر من 80٪ من الرعاية الصحية في المستشفيات، بدون تعريفات، ينهب تكاليف خدماتهن من قبل مسؤولي الحكومة. 

وقد أدى هذا الوضع المتردي إلى زيادة الهجرة وعدم الرضا الشديد والاحتجاجات المتكررة وغير المستجابة من قبل الممرضات.

وأكد «محمد شريفي مقدم »، مدير عام دار التمريض في إيران قائلًا: « إيران في حاجة ماسة إلى خدمات التمريض وينبغي على الحكومة اجتذاب خريجين في  هذا الفرع في القطاعين الخاص والعام ».

عندما تكون رواتب ومزايا الممرضات وساعات عملهن متطابقة مع المعايير العالمية، لن يضطر ممرضو بلدنا أبداً إلى مغادرة وطنهم والعمل في بلدان مثل ألمانيا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة وحتى منطقة الخليج ». (وكالة أنباء إيلنا الحكومية – 12 يناير2019)

وكانت رواتب الممرضات في هذه البلدان في المتوسط ثلاث مرات رواتب الممرضين في إيران، قبل الارتفاع الحاد في سعر الدولار.

Exit mobile version