وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية تؤكد الموت الدماغي لـ آرميتا كراوند، بينما عدم تؤكده عائلتها!

وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية تؤكد الموت الدماغي لـ آرميتا كراوند، بينما عدم تؤكده عائلتها!

وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية تؤكد الموت الدماغي لـ آرميتا كراوند، بينما عدم تؤكده عائلتها!

لا يزال المجتمع يمر بحالة من الإبهام؛ ذلك لأن النظام لا زال يواصل التستر وتقييد الوصول إلى أرميتا كراوند وعائلتها.

أعلنت يوم الأحد 22 أكتوبر 2023وسائل إعلام حكومية إيرانية من بينها وكالة أنباء تسنيم التابعة لفيلق القدس الإرهابي، والشبكة الإخبارية لإذاعة وتليفزيون النظام، ووكالة أنباء برنا، وغيرها أن الموت الدماغي لـ آرميتا كراوند يبدو مؤكداً.

وأعلنت شبكة أخبار النظام: أن المتابعات لمعرفة آخر الأوضاع الصحية لـ آرميتا كراوند تفيد بأن حالتها الصحية بكل أسف لا تسير على نحو يُبشر بالأمل، ورغم جهود الطاقم الطبي المعالج إلا أن الموت الدماغي لـ آرميتا كراوند يبدو مؤكداً.

وعقِب هذا الخبر نُشِرت تقارير متناقضة متضاربة من مصادر أخرى.

ونشرت مجموعة هنكاو ومقرها النرويج خبر آرميتا كراوند في أول نشر له استناداً لمقابلة مع والد آرميتا بهمن كراوند وكتبت: أخبرنا أطباء آرميتا أن دماغها قد فشل وليس بأيدينا أي شيء يمكننا القيام به، وليس لدينا أمل في بقائها على قيد الحياة.

وإلى ذلك نقل راديو ”فردا“ القسم الفارسي لراديو أوروبا الحرة / راديو الحرية (RFE/RL) الممول من قبل الحكومة الأمريكية عن اثنين من أفراد عائلة آرميتا في نفس اليوم 22 أكتوبر 2023 نفيهما أنها ماتت دماغياً، لكنهم أضافوا: ” وعلى الرغم من أنها على هذه الحالة من الناحية الطبية إلا أنهم لا يتلقون أي مساعدة منهم” و”كل شيء بيد الله”.

وقال كلا الفردين من عائلة كراوند إن هذه العائلة “تأمل في عودتها بشدة”، وقالوا إن الفريق الطبي أكد لهم أنه لو كانت آرميتا ميتةً دماغياً “لم تكن لتخضع تحت الرقابة إلى اليوم”.

وعلى هذا الحال تقول تقارير أخرى غير مؤكدة أنه في الساعة السابعة مساء يوم الأحد 22 أكتوبر تمت إزالة الأجهزة عن آرميتا وتم نقلها إلى المشرحة، وقد طُلب من عائلتها الاستعداد لدفنها، ويقال إن عناصر المخابرات أخضعوا عائلتها تحت الضغوط للحصول على معلومات حول محل الدفن.

بينما تصارع آرميتا كراوند 16 عاماً من أجل القاء على قيد الحياة انتشرت تفاصيل جديدة حول قضيتها.

ماذا حدث لـ آرميتا كراوند؟

وقال شهود عيان لصحيفة الغارديان إن آرميتا كراوند تعرضت لهجوم من قبل حارسات الحجاب في مترو طهران يوم الأحد 1 أكتوبر 2023.

كان رأس آرميتا ينزف عندما سحبها أصدقاؤها من عربة المترو، وبعد 45 دقيقة أخذتها سيارة الإسعاف إلى مستشفى فجر للقوات الجوية التي  كانت محاطةً بعدد كبير من القوات الأمنية وعناصر من الشبيحة.

هذا وقد تم احتجاز مريم لطفي مراسلة صحيفة شرق لعدة ساعات حيث كانت قد راجعت المستشفى لإعداد تقرير حول هذه الواقعة.

ونشر نظام الملالي فيديو من كاميرات المراقبة في محطة المترو؛ لكنه لم ينشر فيديو الكاميرا الموجودة داخل عربة مترو.

الرواية الرسمية حول الواقعة هي أن آرميتا فقدت وعيها في عربة المترو إثر انخفاض مفاجئ في ضغط الدم بسبب عدم تناول وجبة الإفطار، ويقول المسؤولون إنه لم تقع هناك أية مشاجرة مع أرميتا في محطة مترو.

وأجرت وكالة الأنباء الرسمية للنظام ايرنا مقابلات مع والدة ووالد آرميتا وأصدقاؤها وأكدوا أنها فقدت الوعي.

تم الكشف فيما بعد عن أن المرأة التي رافقت والدا أرميتا في المقابلة الأولى لم تكن من أقارب أرميتا بل كانت عضوةً في تعبئة الحرس (بسيج الحرس) والتي قامت بدور أحد أقاربها في المقابلة.

لم يُسمح لوالد ووالدة أرميتا بزيارتها وقد حاولت والدتها القيام بذلك ولكن تم اعتقالها بشكل مؤقت، ولم يُسمح لهم سوى بإلقاء نظرة سريعة على ابنتهم التي كانت في العناية المركزة.

ولا تزال آرميتا ترقد في مستشفى فجر بطهران تحت تدابير أمنية مشددة.

وبعد نشر صورة لها على سرير المستشفى، وربما كان ذلك من قبل أحد العاملين قام النظام بتغيير غرفتها وحتى الطاقم الطبي الذي يرعاها بأكمله.

نظام الملالي فيلم فيديو قصير تم تقطيعه لدخول آرميتا كراوند وأصدقائها قطار الأنفاق ثم خروجهم من القطار

هبوط المؤشرات الحيوية يوم 11 أكتوبر

أعلن موقع رسمي تابع لوزارة الرياضة والشباب في النظام الملالي يوم الأربعاء 11 أكتوبر 2023 أن العلامات الحيوية لـ آرميتا كراوند والتي كانت مستقرة نسبياً قد تغيرت خلال الأيام القليلة الماضية وتدهورت حالتها إلى حد ما.

ويفيد تقرير وكالة الأنباء الحكومية ”برنا“ الذي تم حذفه بعد نشره بأن جهود الفريق الطبي لمساعدة الطالبة البالغ من العمر 16 عاماً على التعافي مستمرة.

وعلى الرغم من حذف هذا التقرير إلا أن بعض وسائل الإعلام الحكومية من بينها ”همشهري أونلاين“ و”خبر أونلاين“ قد نشرت هذا الخبر نقلاً عن برنا.

واستناداً لتقارير وسائل التواصل الاجتماعي أن فريق أطباء آرميتا كراوند أخبر القوات الأمنية في مستشفى فجر أنه بما أنها لم تعد تستجيب بأي رد فعل أو علامات حيوية فهي مؤكداً ميتةً دماغياً، وقالوا إن استمرار اتصالها بأجهزة طبية أخرى لا داعي له، وينبغي إبلاغ عائلتها بموته الدماغي وهو ما يعني وفاتها من الناحية الطبية.

وقالت السيدة سروناز جيت ساز مسؤولة لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة في هذا الصدد: تتحدث المواقع الحكومية عن تدهور حالة آرميتا كراوند، وهو ما يمكن أن يكون تمهيداً للإعلان عن وفاتها، ومن المثير للدهشة أن النظام لم يقدم أي معلومات محددة بشكل رسمي عن حالة آرميتا البالغة من العمر 16 عاماً حتى مساء الأربعاء بينما قالوا بأنها كانت قبل أسبوع في حالة غيبوبة، ومن الواضح أن لدى النظام سيناريو محدد لإخفاء حقيقة الأمر المتعلقة بـ آرميتا بالنظر إلى تجربة جينا(مهسا أميني) خاصة وأن النظام يتهرب ولا يعطي إجابة واضحة حتى لممثلي ومسؤولي الأمم المتحدة.

بهمن كراوند وشهين أحمدي والدا آرميتا

أدلة متزايدة على تستر النظام

طلبت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية 4 أكتوبر 2023 من المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالعنف ضد النساء الاستفسار الفوري عن وضع آرميتا وإرسال وفد لرؤية الفتاة المظلومة البريئة والتحقق من حالتها قبل فوات الأوان.

وأضافت: “إذا لم يكن لدى نظام الجلادين ليس ما يخفيه في قضية آرميتا البالغة من العمر 16 عاماً فلماذا يحاصر المستشفى ويمنع تواجد الصحفيين المستقلين؟”

دعت أيضاً منظمة العفو الدولية يوم الجمعة 6 أكتوبر 2023 إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن الواقعة التي حدثت لـ آرميتا كراوند قائلة إن هناك “أدلة متزايدة على تستر السلطات”.

وأعلنت منظمة العفو الدولية إنها قامت بتحليل الأفلام التي نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية والتي زعمت أنها لا تظهر أي اشتباك، ووجدت أن اللقطات قد تم تحريرها، وهناك تسريع في مسار اللقطات وفقدان أكثر من ثلاث دقائق من الفيلم.

وقالت منظمة العفو الدولية إن هناك “مخاوف جدية” من أن تكون عائلة كراوند وأصدقائها قد أُجبِرت تحت الضغوط والتهديد بالإنتقام على الظهور في أفلام دعائية وتكرار الرواية الحكومية.

النظام الإيراني يتخوف من تفجر الاحتجاجات بعد موت آرميتا

لم تخضع آرميتا كراوند لأي عملية جراحية منذ رقودها في مستشفى فجر في تاريخ 1 أكتوبر 2023، وربما كان ذلك بسبب التشخيص بأن حالتها هشة للغاية.

تفيد التكهنات بأنها كانت ميتة دماغياً منذ البداية، وإلا لماذا تمنع السلطات الوالدين أو الأصدقاء أو المراسلين من الوصول إلى آرميتا؟ لماذا يوضع المستشفى تحت الحصار الأمني الشديد؟

ويشعر النظام الإيراني بالقلق من أن يتسبب خبر الموت الدماغي لـ آرميتا كراوند في احتجاجات على مستوى البلاد مماثلة للاحتجاجات التي اندلعت بعد مقتل مهسا أميني(جينا أميني) أثناء احتجازها في معتقل دورية الإرشاد في سبتمبر من العام الماضي واستمرت لعدة أشهر.

ومن خلال نشر تقارير متضاربة ومتناقضة يحاول النظام التقليل من حساسية المجتمع تجاه هذه القضية ومنع انفجار الغضب الشعبي.

تؤكد لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مرة أخرى على طلب المقاومة الإيرانية القيام بإجراء تحقيق مستقل من قبل المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعني بالعنف ضد النساء لكشف الحقيقة.

Exit mobile version