وعلى الرغم من تفشي فيروس كورنا في البلاد هذه الأيام، عانت العديد من الأسر من بعض الأضرار الاقتصادية والاجتماعية، وفي غضون ذلك، تضررت النساء المعيلات بكل ما في الكلمة من معنى من فيروس كورونا الفتاك، على الرغم من التمييز المؤسسي بين النوعين الاجتماعيين تحت وطأة نظام حكم الملالي.
وغالبًا ما تضطر النساء المعيلات لأسرهن إلى مغادرة المنزل تحت أي ظروف بسبب الفقر بحثًا عن الدخل. ومدخراتهن متدنية للغاية أو معدومة. لذلك، من غير الممكن أن يتحملن تكاليف حجرهن صحيًا ووقايتهن من الإصابة بفيروس كوفيد – 19.
علامَ تدل الإحصاءات؟
يفيد آخر إحصاء تم تسريبه من مصادر نظام الملالي غير الشفافة بشأن النساء المعيلات وربات البيوت أن عددهن يبلغ 4 ملايين سيدة.
وفي إشارته إلى ارتفاع معدل الطلاق الذي يسفر عن زيادة عدد النساء المعيلات، قال عالم الاجتماع، أمان الله باطني: إن «71 في المائة من النساء المطلقات لديهن أطفال و 90 في المائة منهن لا يتزوجن مرة أخرى».
ثم أشار ”باطني“ إلى المخاطر التي تواجه الأسر التي يتغيب عنها رب الأسرة بسبب الهجرة أو السجن أو الخدمة العسكرية، كاشفًا النقاب عن أن: «الملاحظات الاجتماعية وتقارير مراكز رعاية نساء الشوارع، تفيد أن حوالي ثلث نساء الشوارع متزوجات من سجناء، وأن الجزء الأكبر من الضرر الواقع على هذه الفئة من المجتمع يرجع إلى المشاكل المعيشية».
واستطرد قائلًا: ” إن حوالي 48,7 في المائة من النساء المعيلات تبلغ أعمارهن 60 عامًا أو أكثر، وأن الشيخوخة تجعل من الصعب عليهن كسب الرزق، وهذا الأمر يضاعف المشكلة الاقتصادية لهذه الفئة من النساء”. (وكالة “إيمنا” الحكومية للأنباء، 8 ديسمبر 2020).
وكشفت زهرا بنيانيان، مديرة جمعية خيرية تابعة لنظام الملالي؛ النقاب عن أنه يتم التحفظ على سرية المعلومات المتعلقة بالنساء المعيلات. (وكالة “إيمنا” الحكومية للأنباء، 8 ديسمبر 2020).
وتقول سمية قاسمي طوسي، المديرة العامة لشؤون المرأة والأسرة في محافظة مازندران: “لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد النساء المعيلات في المحافظة، لأن بعضهن لا تخضعن لرعاية مؤسسة خاصة” (وكالة “إيلنا” الحكومية للأنباء، 6 ديسمبر 2020).
![ما هي وظيفة النساء المعيلات وماذا حدث لمصدر دخلها؟](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2020/12/female-breadwinners-in-Iran-2.jpg)
ما هي وظيفة النساء المعيلات وماذا حدث لمصدر دخلها؟
تعمل العديد من النساء المعيلات لأسرهن في بعض المهن من قبيل إنتاج المواد الغذائية والحلويات والمخللات والتعبئة ونسج السجاد والخياطة، وتواجهن المزيد من المشاكل منذ تفشي فيروس كورونا. وقال مجتبى ناجي، مساعد مدير قسم الشؤون الاجتماعية في الإدارة العامة للرعاية الاجتماعية في أصفهان: “لقد ارتفعت التكاليف التي تتحملها النساء، وتحديدًا اللواتي يعملن في مجال المهن المنزلية أو إنتاج المواد الغذائية، والحرف اليدوية، وتراجع عدد المقبلين على شراء منتجاتهن بسبب البروتوكولات الصحية”. (وكالة “إيرنا” الرسمية للأنباء، 7 ديسمبر 2020).
وأشارت سمية قاسمي إلى تأثير وباء كورونا على المهن الأخرى التي تزاولها النساء المعيلات، قائلةً: ” تأثرت جميع الموظفات في رياض الأطفال وبعض الموظفات في المدارس وصالونات تصفيف الشعر والخياطة النسائية، وهلم جرا، تحت وطأة تفشي وباء كورونا”.
واستطردت قائلةً: “توجد في محافظة مازندران 800 روضة أطفال تمارس نشاطها، ويعمل فيها 8000 موظفة. وما يتراوح بين 30 إلى 40 في المائة من هؤلاء الموظفات معيلات لأسرهن وتأثرن من إغلاق رياض الأطفال”. (وكالة “إيلنا” الحكومية للأنباء، 6 ديسمبر 2020).
كما اعترفت زهرا بنيانيان بأن: ” مستوى تعليم معظم النساء المعيلات لأسرهن ومهارتهن الحرفية ضعيف، وتعملن في القطاع الاقتصادي غير الرسمي. وغالبًا ما يمارسن وظائفهن بدوام مؤقت بدون تأمين وبأقل المزايا، وهن أول فئة يتم تسريحهن من العمل عند حدوث أزمات في العمل”. (وكالة “إيمنا” الحكومية للأنباء، 8 ديسمبر 2020).
![ما هو وضع الخدمات الاجتماعية التي يقدمها نظام حكم الملالي؟](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2020/12/female-breadwinners-in-Iran-3.jpg)
ما هو وضع الخدمات الاجتماعية التي يقدمها نظام حكم الملالي؟
يفيد تقرير موقع “عصر إيران” الصادر في 25 نوفمبر 2020 أن خط الفقر في إيران لأسرة مكونة من 4 أفراد وصل إلى10 ملايين تومان. وصرح مجتبى ناجي بأن: “هيئة الرعاية الاجتماعية تقدم إعانة لهذه الفئة قدرها 65000 تومان للفرد الواحد، و 400,000 تومان للأسرة المكونة من 5 أفراد”.
والجدير بالذكر أن هذه التبرعات الضئيلة، التي لا تعالج بطبيعة الحال آلام النساء المعيلات، لا يستفيد منها سوى 250,000 امرأة معيلة ممن هن مشمولات بالرعاية الاجتماعية. (موقع “هيئة الرعاية الاجتماعية”، 30 مارس 2020). كما أن بقية النساء المعيلات اللاتي لا يقل عددهن عن 3,750,000 امرأة معيلة محرومات من هذه الإعانات الضئيلة وتصارعن الفقر القاتل.
ولا شك في أن الحديث عن انعدام دعم أجهزة نظام حكم الملالي لهؤلاء النساء المعيلات هو الأمر الذي يجب تسليط الضوء عليه في هذه القضية، نظرًا لأن جُل اهتمام هذه الأجهزة ينصب هذه الأيام على سرقة الثروات الضئيلة لهؤلاء النساء وتخريب معيشتهن.
المشاكل النفسية والجسدية التي حلت بالنساء المعيلات ضمن عواقب تفشي وباء كورونا
فيما يتعلق بالنساء المعيلات، تقول عالمة النفس، بهار توكلي: ” إن هؤلاء النساء يعملن تحت وطأة ظروف نفسية مرهقة، فضلًا عن أنهن دائمًا ما يشعرون بالقلق على صحة أسرهن. ولهذا السبب تتعرضن نتيجة للحساسية المفرطة إلى المزيد من القلق والاكتئاب وازدياد الِاضْطِرَابُ الوَسْوَاسِيُّ القَهْرِيُّ. واستطردت قائلةً: ” يُعتبر انعدام الأمن الاقتصادي والوضع الوظيفي غير المواتي وتدني مستوى التعليم، وضغوط الأدوار الوظيفية والأسرية وسوء الحالة الصحية الجسدية والعقلية وانعدام الأمن والصحة الاجتماعية وانعدام الصحة النفسية للأطفال، والإقصاء الاجتماعي؛ من بين العوامل التي تؤثر على تراجع المعيشة المنشودة للنساء المعيلات لأسرهن”. (وكالة “إيمنا” الحكومية للأنباء، 8 ديسمبر 2020).
ويوضح مجتبى ناجي الأمر قائلًا: ” إن جهاز المناعة والدفاع عن جسم الإنسان يضعف بسبب هذه الضغوط النفسية والعقلية، ويصبح الإنسان عرضة للأمراض الجسدية والنفسية”. (وكالة “إيرنا” الرسمية للأنباء، 7 ديسمبر 2020).
![المشاكل النفسية والجسدية التي حلت بالنساء المعيلات ضمن عواقب تفشي وباء كورونا](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2020/12/female-breadwinners-in-Iran-4.jpg)
شجون النساء المعيلات
قالت مهري، وهي إحدى النساء المعيلات التي تروي قصة حياتها بعد أن أصبحت عاطلة عن العمل: ” كان زوجي مدمنًا وانفصلت عنه وتكفلت بتربية طفليَّ. وكنت قبل ظهور فيروس كورونا أحصل على دخل متدني يكفي للبقاء على قيد الحياة. وسلبني وباء كورونا كل شيء باستثناء الروح، لأنه عندما أعجز عن العمل، فإنه ما لم يقتلني الجوع فسوف تقتلني تهديدات صاحب المنزل بإلقاء متعلقاتي في الشارع “.
وتقول زيبا، وهي شابة لديها 3 أطفال وزوج معاق، ” أُصيب زوجي بالشلل السفلي بسبب سقوطه من على السقالة، ومنذ 3 سنوات وأنا معيلة للأسرة. ونحن نعيش في منزل والد زوجي. وأعمل في مطعم ويهددوني كل يوم بالتسريح من العمل. وقصمت ظهري تكاليف دواء زوجي ومشاكل التعليم الافتراضي لأطفالي. وإنني لا أخشى الموت، ولا أخشى سوى من تعرض أبنائي للجوع في غيابي بعد الموت.
وقالت زهرا نيك كار، التي انضمت إلى فئة النساء المعيلات منذ 3 سنوات بسبب سجن زوجها: ” كنت قبل ظهور فيروس كورونا أحصل على قرض ضئيل وأشتري الملابس من سوق الجملة في اصفهان، وهلم جرا. بيد أن قيود وباء كورونا أدت إلى الإغلاق المتتالي لسوق الجملة وتكدس البضائع في الأسواق المحلية”.
وقالت سمية عزيزي، وهي أم لـ 3 أطفال وتعمل في تنظيف الأماكن العامة كموظفة في شركة للخدمات العامة: ” كنت أعمل في هذه الشركة منذ عامين، وكان دخلي ليس سيئًا. ومنذ شهر مارس 2020، أصبحت ومن هن مثلي عاطلات عن العمل عندما تفشي وباء كورونا بين أبناء الوطن”. (وكالة “إيرنا” الرسمية للأنباء، 7 ديسمبر 2020).