النساء النخبة یحترقن ویتحوّلن إلی رماد إثر تحطّم الطائرة الأوکرانیة

النساء النخبة یحترقن ویتحوّلن إلی رماد إثر تحطّم الطائرة الأوکرانیة

في الثامن من يناير 2020، تمّ استهداف طائرة رکاب أوكرانية وإسقاطها بصاروخي قوات الحرس بعد مرور 6 دقائق فقط علی إقلاعها من مدرج المطار مما أسفر عن مقتل جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 176 شخص، بینهم 28 إمرأة من فئة المتعلّمات اللواتي یحملن شهادات أكاديمية عالية.

العدید من الطالبات بین ضحایا الحادث

كانت معظم النساء اللاتي توفين في الحادث المأساوي طالبات من جامعة طهران وجامعة شريف التکنولوجیة وجامعة إیران للعلوم والتقنیة.

بونه كرجي“ البالغة من العمر 25 عاماً وزوجها ”آرش ضرابي“ وکلاهما خریجا بکالوریوس حوسبة من جامعة ألبرتا الکندیة، سافرا إلی إیران للإحتفال بزواجهما قبل ستة أیام من مصرعهما في الحادث.

نسيم رحماني فر“ طالبة هندسة ميكانيكية في جامعة ألبرتا بكندا، ”ندا صديقي“ جراحة وطبیبة عیون إيرانية في كندا، ”دلارام داداش نجاد“ البالغة من العمر 27 عاماً طالبة في كلية لانجارا في مدینة فانكوفر الكندیة، غنیمت اجدري طالبة دکتوراه جیولوجیا وجغرافیا في جامعة غویلف في كندا من مدینة شیراز، ”صدف حاجي آقاوند“ طالبة فرع العلوم الإنسانية في العام الثاني في جامعة يورك بكندا، ”آذر مماني “ و”سارا مماني“ خريجتا هندسة من جامعة كونكورديا في مونتریال الکندیة، ”مهسا أمير لیراووي البالغة 29 عاماً مع زوجها ”محسن صلاحي“ طالبا هندسة في جامعة رایرسون بمدینة تورونتو الکندیة، ”غزل نوريان“ طالبة الطاقة النانوية، ”حدیث حیات داوودي“ طالبة دکتوراه في مركز البحوث الكهروكيميائية في كندا، ”ساجده سرائیان“ طالبة بکالوریوس سنة أولی في جامعة ويسترن في فرع الهندسة الكيميائية، ”الناز نبي “ طالبة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة شریف ومقيمة في كندا، کلهن من النخبویات والمثقفات وجزء هام من الثروة الوطنية ممن أجبرن على مغادرة إیران بسبب نقص المرافق التعلیمیة وعدم توفّر فرص العمل ورحنَ ضحایا تحطّم الطائرة.

النخبویات اللواتي توفین مع أسرهن

”آیدا فرزانه“ طالبة دکتوراه في جامعة ETS کبیك الکندیة وزوجها الدکتور ”آروین مرتب“ خریج نفس الجامعة کانا من بین ضحایا تحطّم الطائرة.

کما توفیت في الحادث السیدة ”موجكان دانشمند“ وزوجها ”بدرام موسوي“ استاذا الهندسة في جامعة ألبرتا الکندیة برفقة بنتیهما ”دریا“ و”دورینا“.

وكانت ”شکوفه جوبان نجاد “ إخصائیة الأمراض النسائیة والتولید في أحدی العيادات في مدینة إدمونتون بكندا مع ابنتيها ”صبا سعادت“ البالغة 23 عاماً طالبة طب و”سارا سعادت“ البالغة 21 عاماً طالبة علم النفس الإكلينيكي،  من بین ضحایا إسقاط الطائرة الأوكرانية.

کما كانت ”آزاده كاوه“ وزوجها الدکتور ”سیاوش مقصودلو“ من طلاب جامعة ماکماستر وابنتهما بريا البالغة من العمر 15 عاماً من ضحايا هذه الكارثة الإنسانية.

العائلة الأخری التي راحت ضحیة الحادث المأساوي كانت عائلة ”فريدة غلامي“ الإمرأة الحامل. وکان برفقتها زوجها ”رازكرد رحيمي“ أستاذ في الجامعة الكندية للتكنولوجيا وابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات.

المسؤول عن هذه الجريمة المأساوية وقتل النخبة الإيرانية والنساء الإیرانیات المتعلمات هو قوات الحرس الذي استهدف طائرة الركاب بصاروخي دفاعه الجوي. وقد أثارت هذه الجريمة النکراء التي راح ضحیتها 176 شخص موجة من الحزن والاشمئزاز في جميع أنحاء إيران والعالم بأسره. جریمة لن تذهب في طي النسیان ولن یغفر لمرتکیبها أبداً مهما طال الزمن.

غضب الجامعات الإیرانیة من خامنئي وقوات الحرس التابعة له

عقب حادث إسقاط الطائرة عمّ الغضب معظم الجامعات الإيرانية. في 11 يناير المنصرم تظاهر الطلاب في الجامعات و الشوارع ضد ولي فقیه النظام علي خامنئي مؤکّدین أنه مصدر جمیع المصائب التي تحلّ بالشعب الإیراني.

طلاب جامعة طهران کانوا یهتفون بـ: «الموت للدیکتاتور سواء کان الشاه أو القائد (خامنئي)»، «قتلانا في نوفمبر، 1500 شخص».

وصرخ الطلاب الغاضبون بشعارات ضد خامنئي وقوات الحرس منها: «لیستقیل القائد العام للقوات المسلحة (إشارة إلی خامنئي)»، «قتلوا صفوتنا واستبدلوها بالمعممین» و«قوات الحرس ترتکب الجرائم والقائد یبرّر» أمام جامعة أمير كبير وجامعة شريف للتكنولوجيا.

کما اندلعت احتجاجات مشابهة في جامعة شیراز وجامعة بوعلی سینا بهمدان وجامعة نوشیرواني في مدینة بابل.

وقد أثار الصاروخان اللذان أطلقهما الحرس على طائرة الرکاب الأوكرانية في ینایر المنصرم، موجة جديدة من الاحتجاجات في جميع أنحاء إیران مما أشعل نیران انتفاضة نوفمبر الشعبیة من جدید کما کان متوقعا. وقد لعبت النساء والفتيات دوراً هاماً وبارزاً في هذه الاحتجاجات.

في بيان صحفي على موقعها على الإنترنت تحدّثت صحيفة الجارديان البریطانیة عن تعرّض النساء للإصابة أثناء التجمعات المناهضة للحكومة في إيران وکتبت نقلاً عن شاهد عیان:

«أطلقوا الغاز المسيل للدموع مرات عدیدة. لم نکن نری أي شيء وكنا نصرخ. کدنا نفقد بصرنا. تم إطلاق النار على ساق شابة کانت بجانبي».

إثر هذه الجریمة البشعة فقدت الكثير من العائلات أحبائها مما أصابها بموجة حزن وأسی شدیدة، لكن النظام الفاشي الدیني الحاکم في إیران اعتقل بعض أفراد الأسر المنکوبة واقتادهم إلی أماکن مجهولة بدل مواساتهم وتقدیم الدعم لهم.

وفقاً لموقع زيتون الحکومي احتجّت بعض عوائل الضحایا في 12 ینایر أمام المبنی الرئیسي لقوات الحرس في مدینة آمل، لکن الحرس عاملهم بعنف وقام باعتقال 14 شخص منهم بینهم خمسة نساء. في أعقاب هذه الضغوط تعامل محقق القضية ”رحيم رستمي“ مع أسر السجناء بأسلوب فضّ ووصفهم بالمنافقين ورفض تزودیهم بأیة معلومات.

Exit mobile version