ديشموك هي إحدى القرى الصغيرة والنائية في محافظة كهكيلويه وبوير أحمد. تم ذكر اسم هذه القرية بسبب ارتفاع حالات الانتحار ووفيات النساء في ديشموك. في كل عام، تُضرم النساء الشابات، المُتعبات من العنف المنزلي النار في أجسامهن. إنهن يشعرن ليس لديهن خيارا آخر سوى إشعال النار في أجسادهن.
الزواج القسري والمبكر يفتح الطريق للانتحار
يعتبر الزواج القسري وزواج القاصرات أحد الأسباب الرئيسية للانتحار وحرق النفس بين النساء في هذه المناطق، وخاصة النساء في ديشموك.
نادرا ما تصل دراسة الفتيات في ديشموك إلى الصف السادس. رغم موهبتهن الأكاديمية العالية، يتم خطبهن في الصف الرابع من المدرسة الابتدائية، ويتزوجن في الصف الخامس أو السادس، ويصبحن حوامل على الفور. الحمل المتكرر والعديد من الأطفال شائع بين النساء في ديشموك. تقع مدينة دهدشت على بُعد ساعة ونصف تقريبًا من ديشموك، لكن معظم الفتيات في ديشموك لم يرين دهدشت أبدًا.
“في كل عام، في مدن وقرى هذه المحافظة ومدينة دهدشت، في أماكن مثل ”تامرادي“ و”زيلايي“ و”بناري“ و”برم شير“، تتزوج الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 10 و 13 عامًا من رجال كبار السن دون حتى تسجيل زواجهن. كما تتزوج الفتيات البالغات من العمر 14 عامًا من رجال تتراوح أعمارهم بين 60 و 70 عامًا مقابل مبالغ ضئيلة.
«ووفقا لمكتب السجل المدني في كهكيلويه وبوير أحمد، في عام 2017 وحده، تزوجت تسع فتيات دون سن العاشرة و 458 فتيات تحت سن 15 عامًا في هذه المحافظة». (موقع ”ديدار نيوز“ – 3 سبتمبر 2019)
العنف المنزلي هو أحد الأسباب الرئيسية لحرق النساء في ديشموك
أكدت ”طيبة سياوشي“ عضوة سابقة في مجلس شورى الملالي نقلا عن أشخاص مطلعين قائلة: في عام 2019، انتحرت 24 سيدة في المنطقة الصغيرة والنائية تدعى ديشموك. ثمانية منهن أنهين حياتهن بالحبال والأوشحة والشالات أو الحبوب والأدوية. ومن بين حالات الانتحار الـ 24، كانت هناك ثلاث نساء عازبات لكن البقية متزوجات. كان هناك أيضًا ثلاث حالات من حرق النفس غير ناجحة، وعددها لا يحسب بين هؤلاء الأشخاص الـ 24.
قدم ”صاحب ديوان مقدم“، وهو طبيب نفساني شاب يعمل في مركز حديث للصحة النفسية في ديشموك، إحصائيات موثقة بهذا الشأن: ”انتحر 34 شخصًا بين عامي 2018 و 2019. وتتراوح أعمارهم بين 16 و 23 سنة، ومعظمهم من النساء المتزوجات. (موقع ”تابناك“ – 19 يوليو 2020)
فيما يلي بعض تلك حالات الانتحار التي وردت في هوامش الأخبار بعد مرورعام:
كانت ثريا، البالغة من العمر 11 عامًا، والتي تزوجت صبيًا يبلغ من العمر 12 عامًا، تعيش في ظروف مروعة لدرجة أنها أحرقت نفسها في النهاية بسكب النفط على نفسها.
وفي الإطار ذاته ”معصومة“، امرأة فقيرة أنقذت مرتين من الانتحار، كانت أم لطفلين صغيرين.
وفي سياق ذي صلة أقدمت ”كافى“ بإحراق نفسها و توفيت بعد دخول المستشفى لمدة 20 يومًا. ذلك بسبب ضربها مستمر على أيدي زوجها وعائلته بشكل متكرر.
وفي السياق نفسها أحرقت ”زيبا“ نفسها وفقدت حياتها والجدير بالذكر أنها كانت حامل ولم يبق سوى 7 أيام على وضع حملها. وكانت لها طفلان تتراوح أعمارهما بين 4 و 7 سنوات. كانا كلاهما في المنزل عندما أضرمت والدتها النار في جسمها.
وفي سياق متصل أضرمت فتاتان في الرابعة عشرة والسابعة عشرة من العمر بالنار في نفسيهما في مايو 2019 وكذلك أشعلت فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا النار في جسمها في يوليو 2019 في ديشموك.
مصير النساء المنقذات من الانتحار
لا تزال بعض نساء ديشموك على قيد الحياة بعد عدة حالات انتحار، لكنهن يعشن بمفردهن وحيدات. وانتحرت بعضهن ثلاث مرات. في كثير من الحالات، إن الأشخاص القريبين من الزوج الذين أنقذوا هؤلاء النساء اعتدوا عليهن بالضرب وحبسوهن في غرفة.
وقد أرغمت هؤلاء النساء على العيش في منازل أزواجهن.
وبهذا الشأن قال ”سالار كسرايي“ عالم اجتماع: «في العقدين الماضيين، تغير معدل الانتحار في إيران، والذي تضاعف أربع مرات وفقًا للإحصاءات من عام 1982 إلى 2005، كما تضاعف هذا الرقم بين النساء أيضًا». (وكالة أنباء إيلنا – 5 نوفمبر 2019)
يوم 19 أغسطس 2018 أعلن ”محمد مهدي تند كويان“، نائب شؤون الشباب في وزارة الرياضة والشباب، عن الأرقام المتعلقة بالانتحار في إيران ، وقال إن 4992 شخصًا قد انتحروا في إيران مضيفًا بهذا الشأن: «في جميع أنحاء البلاد، يبلغ معدل الانتحار بين النساء حوالي ثلثي الحالات وفي الرجال الثلث».
وتشهد محافظات إيلام وكهكيلويه وبوير أحمد وكرمانشاه ولرستان معدلات انتحار عالية في البلاد على التوالي.
وأصبح الانتحار في إيران الرازحة تحت حكم الملالي من أكثر الأمراض الاجتماعية انتشارًا وهو في ازدياد. وأحرزت إيران أعلى معدل انتحار للنساء في الشرق الأوسط.