النشرة الشهرية للجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية – تشرين الأول – أكتوبر / 2015

تحميل PDF

المقدمة

في بداية شهر تشرين الأول – أكتوبرسجل نظام الملالي اسم شهر تشرين الأول – أكتوبر في عداد أشهر القمع والقتل وذلك بتنفيذه حكم الإعدام بحق امرأة شابة تدعى فاطمة سالبهي.

في هذا الشهر واجهت النساء السجينات المزيد من القمع والمضايقات حيث حالات مثل حالة نرجس محمدي أثارت ردود الفعل من جانب الأجهزة الدولية بما في ذلك الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب.

كما ممارسة اعتقال الناشطات السياسيات أو المنتسبات بالمجتمعات المدنية أو الأقليات الدينية الإيرانية مثل البهائيات والمسيحيات أيضا كانت أمثلة أخرى من الضغط والإهانة المفروضة على النساء في شهر تشرين الأول – أكتوبر. وعلى صعيد التمييز ضد النساء تم إنشاء جهاز قمعي موسوم بـ ” شرطة صالونات الحلاقة“ يرمي إلى تقييد النساء في جميع الجهات لحياتهن. الاعتقال والقمع ضد النساء.

وحسب قول مسؤولي وزارة الداخلية وبإصرار من ”خامنئي“ نفسه دخل مشروع ”صيانة الحجاب والعفاف“ حيز التنفيذ وفي هذا الإطار زاد عدد النساء الشرطيات.

وشهد الشهر المنصرم احتجاجات واسعة نظمتها أمهات السجناء واللواتي يقفن خلف جدران السجون للنظام الإيراني صارخات وصامدات يطالبن بالإفراج عن أبنائهن المسجونين.

 

انتهاكات منهجية للحق في الحياة

الإعدام وتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة

إعدام

في يوم 13 تشرين الأول – أكتوبر تم اعدام امرأة شابة تدعى فاطمة سالبهي في سجن ”عادل آباد“ بمدينة شيراز. كانت فاطمة 17عاما في وقت وقوع الجريمة المنسوبة لها. فاطمة لم تقبل أي اتهام في المحكمة، مع ذلك حكم القاضي عليها بالإعدام وبعد ذلك تم تأييد الحكم من قبل المحكمة العليا للنظام الإيراني. سبق وحذرت منظمة العفو الدولية من خطرالإعدام الوشيك لفاطمة في يوم قبل تنفيذ الحكم. ولدت فاطمة في تشرين الثاني – نوفمبر عام 1991، تزوجت قسريا عندما كانت 16 عاما من رجل عمره 30 عاما الذي لم تلتق به فاطمة قط قبل الزواج. وفي نيسان – إبريل2009 بعد أن تم العثور على جثة زوجها في منزلهما اعتقلت فاطمة وأخضعت للاستجواب باعتبارها هي متهمة رئيسية لهذه الجريمة. وحكم عليها بالإعدام على الرغم من كل الثغرات الموجودة في قضيتها. سبق وأن أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا في شباط – فبراير 2011 محذرة فيه عن تنفيذ هذ الحكم ومطالبة بإيقاف على إعدام فاطمة وكل حالات شابهت قضيتها. كما من خلال إصدار بيان أعرب بان كي مون عن تأثره وقلقه البالغ ازاء إعدام الفتاة القاصرة فاطمة سالبهي ووصف المقرر الخاص للأمم المتحدة في شؤون حقوق الإنسان أن هذه الإعدامات تعد نماذج مثيرة للقلق من تصاعد وتيرة الإعدامات في إيران معتبرا ذلك عملية جائرة. حسب ما جاء في بيان مكتب الأمين العام للأمم المتحدة تم تنفيذ أكثر من 600 حكم بالإعدام في إيران وفقط خلال العام الحالي40حالة منها نفذت في المرأى العام مؤكدا على أنه أعلى رقم مسجلة من الإعدامات في السنوات الـ 12 الماضية ( صحيفة الـ”غارديان“ 2015/20/ تشرين الأول- أكتوبر)

 

ومن تطورات أخرى لشهر تشرين الأول – أكتوبر هو مراسيم إحياء الذكرى الأولى لإعدام ”ريحانة جباري“ التي أقيمت يوم 25 تشرين الأول – أكتوبرعلى مقبرتها في ”بهشت زهراء“ بطهران حيث قام الحضوربوضع باقات من الزهورعلى قبرها مبدين تعاطفهم مع عائلتها. (الجدير بالذكر أن ”ريحانة جباري“اعتقلت في عام 2007 لقتلها عنصرا من وزارة المخابرات الإيرانية دفاعا عن نفسها لصد محاولة لاغتصابها من قبل هذا العنصر المخابراتي مما أدى إلى إعدامها دون تلقي أية محاكمة عادلة وبعد قضاء 7 سنوات من حياتها في سجون النظام الإيراني.

  

إجراءات لا إنسانية وعقوبات قاسية

البتر والجلد والتعذيب والإهانة والشتائم

 

شهدنا في الشهر الماضي إصدار حكم على شاعرين منهما الشاعرة والملحنة الإيرانية ” فاطمة اختصاري“ لمدة 5/11 عاما و99 جلدة والذي أثار احتجاج اتحاد الكتاب الإيراني. كانت التهمة الموجهة إليها ” الدعاية ضد النظام الإيراني“ .  

 

اعتقالات تعسفية

خلال مداهمة شنها رجال مخابرات الملالي منزل عائلة ”كبيري“في 11 تشرين الأول – أكتوبر تم اعتقال السيدة فاطمة ضيائي وزوجها محمود عظيمي. وكانت السيدة ضيائي تبلغ من العمر 58 عام من ضمن السجينات في الثمانينات من القرن الماضي لمدة 5 سنوات. رغم أن فاطمة تعاني من مشكلات صحية عديدة مع ذلك اقتادتها عناصر المخابرات إلى السجن السيدة ” ضيائي“ تعاني من مرض التصلب العصبي المتعدد التي أصيبت بها بسبب وطأة تعذيبات خضعت لها خلال احتجازها لفترات مختلفة في السجون الإيرانية. (لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية – 2015/ 15/ تشرين الأول – أكتوبر)

 

السجن

ظروف السجن

كانت الظروف التي تعيشها السجينات والضغوط المفروضة عليهن في سجون نظام الملالي دوما إحدى الجوانب الرئيسية من الإجراءات القمعية ضد النساء والتي كانت مستمرة أيضا في شهر تشرين الأول – أكتوبر.

الناشطة السياسية نرجس محمدي التي تشير التقارير الواردة إلى تدهور حالتها الصحية أثناء رقودها في المستشفى عندما توجه عدد من نشطاء المجتمع المدني إلى المستشفى لزيارتها هي غابت عن الوعي. هذه الناشطة السياسية المعتقلة تقضي حاليا فترة حكمها بالسجن في جناح النساء في سجن إيفين. نقلت السيدة نرجس محمدي في 11 تشرين الأول – أكتوبر إلى المستشفى على إثر التشنج وغيابها عن الوعي ولزمت الفراش هناك تحت مراقبة أمنية شديدة من قبل عناصر المخابرات على مدار الساعة يشار إلى أن السيدة ”محمدي“ قد أصيبت بمرضي التهاب الرئة والشلل العضلي. أثارت هذه الممارسات القمعية لنظام الملالي حيال هذه الناشطة المحتجزة وتقييدها في السجن العديد من الاحتجاجات من قبل المنظمات المعنية لحقوق الإنسان مثل الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب.

 

السجينة السياسية زينب جلاليان هي الأخرى التي مسجونة حاليا في سجن بمدينة ”خوي“ والتي عشية موسم الشتاء تعاني أكثر من أي وقت مضى من مشاكل خطيرة في العين . ومصادر مقربة من هذه السجينة قد أبلغت من احتمال فقدان بصرها. اعتقلت ” زينب جلاليان “ في عام 2007 بتهمة ”محاربة الله“ وإدينت في البداية بالإعدام ثم بالحبس المؤبد.

 

 وحالة أخرى هي قضية الناشطة والفنانة ”أتينا فرقداني“والتي أثارت محاكمتها احتجاجات من قبل منظمة العفو الدولية بسبب إساءة المعاملة بحق هذه الناشطة وانتهاك حقوقها من قبل السلطات القضائية الإيرانية. وفقا لمنظمة العفو الدولية :” اضطرت ” أتينا للخضوع لبعض اختبارات الحمل وسائرالاختبارات الجنسية لتهمة العلاقات الجنسية غير الشرعية الموجهة إليها بسبب مصافحة محاميها ما تعتبر صمة عار أخرى على سجل نظام الملالي المشين على صعيد العنف ضد المرأة.

(منظمة العفو الدولية – 2015/9/ تشرين الأول – اكتوبر)

 انتهاكات للحقوق الأساسية

وأما فيما يتعلق بانتهاك الحقوق الأساسية للمرأة تم إنشاء دوريات مسماة بـ”دوريات صالونات الحلاقة“ لفرض المزيد من القمع والاعتقال والضغط على النساء حيث بأمر وتأكيد من خامنئي نفسه أدخلت وزارة الداخلية للنظام الإيراني خطة العفاف والحجاب القسرى في حيزالتنفيذ حتى في روضات الأطفال والمتنزهات. وفي هذا السياق أكد المساعد الإداري لوزارة العلوم والبحوث ”إن تمرير وتعزيز خطة الفصل بين الجنسين هو اولوية قصوى لهذه الوزارة في الحكومة الـ11للنظام الإيراني. (وكالة الـ”إيرنا“ للأنباء الحكومية – 2015/ 4/ تشرين الأول – أكتوبر).

 

 وأكد ممثل خامنئي في مدينة اصفهان الملا طباطبائي نجاد :”إن الفصل بين الجنسين هو ضرورة للمجتمع الإسلامي وعلى مسؤولي الجامعات في أنحاء البلاد أن يأخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار.( وكالة الـ”إيرنا“ للأنباء الحكومية –2015/ 10 / تشرين الأول – أكتوبر)

 

وفيما يتعلق بالزام النساء بالحجاب القسري أفاد علي ملازاده وهو نائب وزارة الداخلية ورئيس هيئة صيانة ”الأمن القومي وحقوق المواطنين“ بتنفيذ خطة ”العفاف والحجاب“ وقال ”جاء تشكيل هذه الهيئة من منطلق قلق يشعره سماحة المرشد الأعلى (أي خامنئي ) وتهدف إلى ترويج ثقافة ”الحجاب والعفاف وصيانة حقوق المواطنين وهما أمران مثيران للقلق لدى زعيمنا وأنهما يجب أن يؤخذا بعين الإعتبار“ وأضاف هذا المسؤول الحكومي:” بعد صياغة هذا المرسوم الذي يتضمن 310 بنودا تم تعميمه على 27 جهازا حكوميا لتطبيقها في المؤسسات والدوائر التابعة لها “. استطرد ملازاده بالقول:”إن اتخاذ هذه الإجراءات يتماشى مع اتساع ثقافة العفاف والحجاب اللائقة“. (وكالة ”مهر“ للأنباء الحكومية – 2015/ 21/تشرين الثاني – نوفمبر)

 

 انتهاكات حقوق الأقليات الدينية والقومية

 

واستمرت انتهاكات حقوق الأقليات الدينية والقومية في إيران في الشهر الماضي .

وفي نموذج اعتقلت نسيم باقري وهي استاذة لجامعة البهائيين على الانترنت وحكم عليها بالسجن لمدة 4 سنوات بتهمة ”الدعاية ضد النظام الإيراني“ والتواطؤ ضد الأمن القومي.

وفي حالة أخرى تم اعتقال امرأة مسيحية تدعى ”مهتاب محمدي“ في طهران. سبق وأن استدعى رجال الأمن عائلة السيدة مهتاب محمدي وشقيقتها وأخضعوهم لاستجوابات عنيفة

 

احتجاجات النساء

 كانت احتجاجات واعتصامات النساء والفتيات في جميع أنحاء البلد مستمرة في شهر تشرين الثاني – نوفمبر وأكبرها وأهمها كان تجمعا واسعا نظمته المعلمات في مدينة ”رشت“ شمال إيران أمام مبنى وزارة التعليم والتربية مطالبات بتلبية مستحقاتهن.

 

وفي تجمع آخر عقد في مدينة ”آبادان“ جنوب غرب إيران اشتبكت الطالبات مع عناصر الأمن التي كانت تنوي مضايقتهن مما أدى إلى تنظيم تجمع احتجاجي كبير من قبل هؤلاء الطالبات لمواجهة هذه العناصر القمعية.

 

”على المرء أن ينطق بالحق“ هذه هي صرخة لأم تبحث أمام سجن ”إيفين“ بطهران عن مكان وجود ابنها المعتقل. في تجمع احتجاجي نظمته أمهات الشهداء والسجناء السياسيين في 7 تشرين الأول – أكتوبر أمام سجن إيفين في طهران بدأت أم السجين السياسي ”أمين أنواري“ تصرخ في هذا التجمع تظلما من قوات الحرس ومن قام باعتقال ابنها قائلة إن ابنها اعتقل بسبب الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان وكانت تصرخ بملء فمها :”يجب أن تكون قوات الحرس تخاف مني ولا من ابني لأنني كنت من ربيته حتى أصبح رجلا كأسد. يا عزيزي يا ابني ”أمين“ وأنا سأواصل طريقك حتى اللحظة الأخيرة. سأدعم ولدي حتى آخرقطرة من دمي سأسوّي سجن إيفين بالأرض لكي أخلص ابني العزيز منه “ . هذه التجمعات الاحتجاجية التي نظمتها هذه الأم وغيرها من الأمهات لا تزال مستمرة أمام مبنى سجن إيفين.

Exit mobile version