حظر حضور النساء للملاعب ترتفع نبرته في شهر حزيران/ يونيو
شهد شهر حزيران/ يونيو ارتفاع النبرة لحظر دخول النساء للملاعب لمشاهدة المباريات الرياضية حيث لفت الأنظار إلى التمميز الجنسي ضد النساء الإيرانيات.
وخلال مباريات الدوري العالمي لكرة الطائرة المقامة في طهران، أعلن موقع بيع التذاكر في 6حزيران/ يونيو 2017 أن تذاكر النساء «تم بيعها» وذلك خلال الساعات الأولى للبيع.
ومنذ اللحظات الأولى لبيع التذاكر، تلقى طالبو الشراء ممن راجعوا الموقع رسالة تقول: «للأسف، لقد تم بيع حصة النساء».
وفي نفس الوقت كان موقع بيع التذاكر يرسل تحذيرات إلى طالبي الشراء قبل بيع التذاكر منها رسالة تقول: «حصة النساء منفصلة عن الرجال جملة وتفصيلا ولا يمكن تبديل الحصص إطلاقا ويتم حظر دخول المشجعين الملعب ممن اشتروا التذاكر من حصة الجنس المقابل».
وقالت مراسلة للصحف الرياضية: «لقد اطلعنا على أنه تم السماح لعدد من النساء دخول الملعب على غرار العام المنصرم وذلك بشكل صوري ليتمكنوا من أن يزعموا أنهم لا يحظرون النساء لدخول الملعب بينما كانت منظومة بيع التذاكر ومنذ اللحظات الأولى للبيع ترسل رسالة قاضية بانتهاء حصة النساء وذلك عند اختيار الجنس».
وأبدت النساء الإيرانيات معارضتهن بشتى الطرق.
وأعلن عدد من النساء المحتجات على حظر النساء لدخول ملعب آزادي في طهران عن مطلبهن حاملات لافتة مكتوبة عليها: «من حقي أن أدخل ملعب آزادي».
واستخدم مستخدمو شبكة تويتر للتواصل الاجتماعي والنساء منهم على وجه التحديد هاشتاق «#حق لـ 49بالمائة» ليعلنوا عن احتجاجهم على حظر دخول النساء للملاعب الرياضية.
وتلقت هذه الاحتجاجات تهديدات من قبل «أنصار حزب الله».
كما حذر المجلس التنسيقي لأنصار حزب الله في إيران النساء من حضور الملاعب مؤكدا على أنه سوف ينفذ أمر خامنئي القاضي بـ«الرمي الحر» (وكالة أنباء إيلنا الحكومية ـ 17حزيران/ يونيو 2017).
ونشر حسين الله كرم رئيس المجلس التنسيقي لحزب الله بيانا أصدره المجلس على صفحته الشخصية في موقع إنستغرام وكتب: «يرفع هذا الكيان شكوى ضد وزارة الشباب والرياضة حيث دفعت مئات المشجعين من الفتيات والنساء إلى مباريات كرة الطائرة للرجال المقامة أخيرا وذلك بشكل مخالف للقانون والشرع».
كما أعلن بدورهم طلاب حزب الله بيانا موجها للاريجاني رئيس البرلمان خلال صلاة الجمعة في 16حزيران/ يونيو مطالبين فيه بحظر النساء لدخول الملاعب لمشاهدة مباريات الدوري العالمي للكرة الطائرة المقامة في طهران. ودعا الطلاب في بيانهم إلى منع النساء دخول الملعب لمشاهدة مباريات دوري الكرة الطائرة في طهران. وجاء في جانب آخر من البيان: «يرجى إصدار الأمر بالمتابعة وإلا نكون مرغمين على الوقوف… بناء على للرمي الحر (أمر خامنئي)».[1]
ويأتي احتجاج أنصار حزب الله ضد دخول النساء الملاعب في وقت لم يحدث ذلك الأمر على أرض الواقع للنساء حيث تمكن عدد ضئيل من النساء من مشاهدة المباراة الأولى للمنتخب الإيراني للكرة الطائرة من داخل الملعب.
وكتبت شقايق يزداني زوجة طبيب المنتخب الإيراني للكرة الطائرة على صفحتها الشخصية في موقع إنستغرام بهذا الشأن قائلة: «مع الأسف لا يزال دخول الملاعب غير مسموح للنساء ويقتصر السماح للدخول على زوجات أعضاء المنتخب الوطني وأفراد عوائلهم ممن سجلت أسماؤهن في الاتحاد وذلك بعرض بطاقة الهوية فقط».
علم الهدي، نماينده خامنه اي در مشهد روز ۲۱خرداد نسبت به حضور زنان در ويوم 11حزيران/ يونيو أبدى علم الهدى ممثل خامنئي في مدينة مشهد ردود أفعاله تجاه دخول النساء الملاعب وأكد يقول: «وإن كان من المقرر أن يجتمع وتزامنا مع البرامج الرياضية البطولية عدد من الفتيان والفتيات، عدد من الفتيات والنساء ويمرحون ويصفقون ويصفرون ويقفذون، فيعتبر ذلك ابتذالا! والابتذال يعتبر مظهرا للذنوب…» (موقع آبارات الحكومي ـ 11حزيران/ يونيو 2017).
ولم تسمح للنساء مشاهدة مباراة الكرة الطائرة بين المنتخبين الباكستاني والإيراني والتي أقيمت في 1أيار/ مايو في ملعب رضازاده بمدينة أردبيل التابعة لمحافظة آذربايجان الشرقية. وأعلنت النساء عن احتجاجهن على هكذا تمييز. وجاء منع النساء لحضور الملعب في وقت كان قد أعلن فيه من قبل وذلك خلال رسالة رسمية أن إمكانية حضورهن الملعب مسموح بها.
وفي يوم 12شباط/ فبراير 2017 اعتقلت ثمان فتيات ممن كن يحاولن التسلل إلى ملعب آزادي لمشاهدة مباريات بين فريقي برسبوليس واستقلال في طهران وذلك أثناء التفتيش عند مدخل الملعب (وكالة أنباء إيسنا الحكومية ـ 13شباط/ فبراير 2017).
ولم تفلح المراسلات في دخول الملعب لالتقاط الصور عن المباراة كرة الصالات بين المنتخبين الايراني والروسي للسيدات.
ونشرت وكالة أنباء إيسنا الحكومية مقالا تحت عنوان «المراسلات لا تدخلن، لاتلتزمن الروسيات بالحجاب!» وكتبت تقول: « بينما يستضيف المنتخب الإيراني لكرة القدم داخل القاعة للسيدات وصيف بطولة كأس العالم، كان اتحاد كرة القدم وخلال حادث عجيب ومدهش أعلن عن حظر المراسلات والمراسلات المصورات لدخول قاعة المباراة أيضا (وكالة أنباء إيسنا الحكومية ـ 17تشرين الأول/ أكتوبر 2016).
وفي إيلول/ سبتمبر 2016 اعتبرت شهيندخت مولاوردي مساعدة روحاني لشوؤن المرأة والعائلة في مؤتمر صحفي قضية المرأة بأنها «قضية سياسية».
كما دافعت مولاوردي حظر النساء لدخول الملاعب في إيران وأكدت: «نحن لم نرغب أبدا في أن تكون أبواب كل الملاعب مفتوحة أمام النساء! وذلك بشكل غير منتظم. بل أننا نعتقد أن حضور النساء الملاعب لا بد من أن يتطابق مع مراعاة الأصول الدينية والشرعية والحقوقية في بعض الفروع!».
الحيثيات
تم فرض المضايقة على حضور النساء الإيرانيات الملاعب في إيران خلال سنوات بعد ثورة عام 1979 وذلك جراء تنفيذ السياسات الحكومية للجمهورية الإسلامية والقاضية بالفصل بين المرأة والرجل ووجهات النظر للمراجع بهذا الشأن.
ورغم ذلك بذلت النساء والفتيات الإيرانيات جهودهن للحصول على الحقوق المتساوية. وتعتقد النساء والفتيات الإيرانيات أن إمكانية حضور الملاعب الرياضية تعتبر خطوة في درب نيل الحقوق المتساوية من أجل الحد من اللامساواة والتمييز الجنسي حيث عقدن العزم لمواصلة هذه الجهود الهادفة إلى ذلك المأرب.
وفي العقدين 1990 ـ 2000 طالب النساء بمشاهدة المباريات الرياضية حيث بدأت الكنفدراليات الرياضية في آسيا والعالم تمارس الضغوط على النظام لوضع الحد من حظر النساء لحضور الملاعب.
وفي عام 2004 حاولت النساء حضور الملعب لمشاهدة مباراة كرة القدم بين المنتخبين الإيراني والألماني.
وفي إيلول/ سبتمبر 2012 حالت قوى الأمن الداخلي دون دخول 1000 مشجعة لمشاهدة مباراة الكرة الطائرة بين المنتخبين الإيراني والياباني.
وفي حزيران/ يونيو 2014 وعلى هامش مباراة الكرة الطائرة بين المنتخبين الإيراني والإيطالي حال رجال قوى الأمن الداخلي دون دخول النساء ملعب آزادي. ويفيد هذا التقرير أنه «تم منع حتى المراسلات اللاتي كن يحملن مهنة المراسلة من دخول الملعب» (صحيفة اعتماد الحكومية ـ 20حزيران/ يونيو 2014).
وفي تموز/ يوليو 2016 وخلال مباريات الكرة الطائرة، رغم أن الاتحاد الإيراني للكرة الطائرة كان قد أعلن أنه تم بيع 466تذكرة للنساء، عندما راجعت طالبات شراء التذكرة الموقع الإنترنتي لشراء تذاكر المباراة وذلك خلال الدقائق الأولى لبيع التذاكر، تلقين رسالة تقول: «بسبب المساحة الصغيرة للأقسام الخاصة للنساء وعدم وجود سعات فارغة لن يتم بيع تذاكر النساء إلى أجل غير مسمى».
وعقب ذلك بث التلفزيون الحكومي صورا عن النساء المشجعات في مباراة المنتخب الإيراني والصربي. وما ظهر كنقطة مشتركة بين هؤلاء النساء الحاضرات في الملعب هو ارتداؤهن غطاء الرأس والزي الأسودين حيث لم تظهر الصور المنتشرة بينهن حماسا يذكر.
وأفادت التقارير أن النساء الحاضرات في الملعب هن من أفراد عوائل اللاعبين والموظفين المنتسبين لوزارة الرياضة والشباب ممن تم توجيههن وتأكيدهن على تشجيع اللاعبين «بشكل متعارف عليه وفي إطار محدد». وكان عددهن أقل مما تم الإعلان عنه حيث لم يتجاوز عددهن 200شخص.
وعقب هذا الإجراء وفي 13تشرين الأول/ أكتوبر 2016 وجهت منظمة مراقبة حقوق الإنسان رسالة لرئيس الاتحاد الرياضي «إيري غارسيه» أكدت خلالها: لطالما لا تضمن إيران حضور المشجعات لمشاهدة مباريات الكرة الطائرة بشكل حر في هذه البلاد، لا بد للاتحاد الدولي للكرة الطائرة أن تمنع إيران لاستضافة بطولات يعقدها الاتحاد.
[1] استخدم خامنئي مصطلح «الرمي الحر» في يوم تم فيه الهجوم على برلمان النظام وقبر خميني عندما خاطب الشباب ممن وصفهم بضباط الحرب الناعمة مؤكدا على أنهم ومن أجل نقد ما تتخذه الحكومة من السياسات في الشؤون الثقافية يحق لهم «الرمي الحر» (وكالة أنباء إيلنا الحكومية ـ 17حزيران/ يونيو 2017).