النشرة الشهریة للجنة‌ المرأة‌ فی المجلس الوطني للمقاومة‌ الإیراینة تموز – یولیو / 2016

تحميل PDF

المقدمه

إن تصريحات خامنئي شديد اللهجة حول الحجاب القسري كانت من أهم أحداث وقعت في شهر تموز – يوليو. صرح خامنئي في هذه التصريحات أصلا في  تاريخ 9 أيار- مايو عام2016  في اجتماعه مع ما يسمى بمجلس الجبهة الوطنية للـعفاف والحجاب.

ولكن تم كشف عنها خلال جلسة عقدت يوم 21 تموز – يوليو الجاري بمدينة مشهد. كان خامنئي قد رفض في هذه التصريحات  إبداء أي مرونة على قوانين الحجاب قائلا: “هناك لا مجال للنقاشات المنحرفة في الجمهورية الإسلامية بخصوص مسألة الحجاب والتساءل بأنها هل هي فريضة أو شيئ حسب الخيار…….”. ولغرض إبرام ضرورة تشديد الأجراءات في هذا المجال تابع خامنئي بالقول: ” هذا يشبه بأننا  نبيح المشروبات الكحولية ونقول أيها الناس لا تشربوا! هناك وضع الشارع المقدس تعزيرا لهذا الموضوع . يعني لا يكتفي بمجرد كلمة “لا تشربوا”..

وهكذا أصبح واضحا أن تصريحات خامنئي هذه  كانت محرضة على فرض المزيد من القمع والاضطهاد ضد النساء ولارتفاع وتيرة الجلد والاعتقال خلال الأشهر الأخيرة. كما تورطه في هذه المسألة يدل على أهميتها الحيوية لبقاء النظام على السلطة. كما تبين أن نظام الملالي وبعد فشله في إنشاء دوريات ما تسمى بـ”الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر “و26 جهازا قمعيا وإجراءات قمعية لها وإنشاء الدوريات السرية قام بتشكيل جبهة بعنوان “الجبهة الوطنية الشعبية للعفاف والحجاب” تشكل من 301 مؤسسة فعالة وبمختلف السعة في هذا النطاق والتي تحاول لفرض المزيد من القمع على النساء. وفي هذا السياق أمر روحاني ولكي لا يتأخر عن الموكب أمر لوزارة الداخلية لتنظيم تقرير شامل بمساعدة المجلس الاجتماعي لمدينة طهران حول وضعية العفاف في البلد ورفعه للمجلس الأعلى للثورة الثقافية للبحث حول الحلول تجاه الحجاب. (وكالة “فارس” الحكومية 13 تموز- يوليو 2016). وبالتالي إن دراسة الأحداث وما وقع في الشهر الماضي سيكون لها مناخ جديد.

الانتهاكات المنهجية للحق في الحياة

الإعدام وتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة

تم إعدام امرأة ضمن عملية إعدام جماعية في سجن قزل  حصار بمدينة كرج دون إعلان عن هويتها. بإعدام هذه المرأة ارتفع عدد النساء اللاتي تم إعدامهن خلال رئاسة روحاني الى 69 امرأة

الإجراءات اللا انسانية والعقوبات القاسية

البتر والجلد والتعذيب والإهانة والشتائم

أصدرت السلطة القضائية الإيرانية حكما على عشر نساء على الانفراد بالسجن لمدة ثلاثة شهور وعشر جلدات بتهمة الإخلال بالنظام العام. كانت هؤلاء النساء من مؤيدي “محمدعلى طاهري” مؤسس مذهب”حلقة عرفان”. كان من المقرر أن يقام تجمع سلمي في يوم 23 تشرين الثاني/ نوفمبر احتجاجا على تواصل احتجاز محمد علي طاهري ولكن تم إلقاء القبض عليهن قبل أن يبدأ التجمع.

هذا وفي حين إزالة الأطباق اللاقطة من أسطح المنازل في مدينة “مهاباد” قام عناصر في  قوي الأمن الداخلي بإلقاء امرأة كردية من سطح منزلها الى الأرض مما أدى الى كسور في رجلها.

الاعتقالات التعسفية

استدعت عناصر مخابرات نظام الملالي يوم 24 تموز – يوليو السيدة “مريم ألنكي” زوجة المرحوم “محسن دوكمتشي” وابنها “نويد” إلى مكتب المدعي العام. عقب ذلك تم اعتقال السيدة “ألنكي” ونقلها إلى سجن إيفين. الجدير بالذكر كان السيد محسن دوكمتشي من السجناء السياسيين الذي توفي في مارس 2011 إثر حرمانه من علاج مرض السرطان المصاب به. ابنة السيدة مريم ألنكي من أعضاء المجاهدين المعارضين لنظام الملالي.

هذا وفي سياق متصل اعتقلت السيدة ستودة فاضلي وهي أم المجاهدين الاثنين باسمين “بيجمان وبيمان تقي بور” ( وهي أم المجاهدين الاثنين اسميهما بيجمان وبيمان تقي بور). السيدة فاضلي هي إحدى المعلمات حسن السمعة في المدراس النسائية والمتقاعدة حاليا.

وفي نموذج آخر من الاعتقالات التعسفية اعتقلت السيدة رقيه عليزاده وهي زوجة الناشط العمالي “عباس لساني” في أذربيجان. تم إلقاء القبض  عليها عندما كانت تلتقط صورا لمشاهد الاحتجاجات  يوم 26 تموز – يوليو في مدينة تبريز.

الاعتقالات الاجتماعية

اعتقلت قوات الشرطة ثمانية شابا وشابة في يوم 29/ حزيران – يونيو في بينالود بمدينة خراسان رضوي.

وفي صعيد آخر اعتقل رجال الأمن أكثر من 50 فتاة وفتى يوم 22 تموز – يوليو في قضاء دماوند.   

هذا وفي 26 تموز – يوليو تم إلقاء القبض على 150 فتاة وفتى خلال مشاركتهم في حفلة عيد ميلاد في غرب طهران

السجن

ظروف السجن

نشرت منظمة العفو الدولي تقريرا تحت عنوان “رهان الصحة” في يوم 18 تموز – يوليو وعرضت من خلاها صورة مدهشة من وضعية الصحة في السجن. حسب هذا التقرير هناك تمنع الأجهزة القضائية بالذات من الرعايات الصحية الكافية وفي الكثير من الأحيان يتم هذه الأعمال الشنيعة عمدا بهدف التهديد أو فرض العقوبات أو استهانة  السجينات أو لانتزاع الاعترافات أو التوبة قسرا. وفقا لتقرير منظمة العفو الدولي تتواجه السجينات السياسيات وفي أقل تقدير في سجن إيفين بطهران والذي يدار مستوصفه من قبل الأطباء والممرضين من الرجال بعراقيل أكثر للحصول على الخدمات الطبية.

هذا وفي الكثير من الحالات حرمت السجينات السياسيات من العلاج والسبب الوحيد كان يكمن في وجود كوادر غير مناسبة من الرجال في المراكز الطبية حيث حرمت السجينات من الاختبارات الطارئة أو سائر الخدمات الطبية بذريعة أن الكوادر الطبية من الرجال لا يرون هذه الاختبارات ضروريا لهن. كما قد تعرضت السجينات لتهم جنسية أو الأعمال التعجيزية وما شابه ذلك بذريعة أنهن لا يراعين الحجاب المناسب حسب قولهم. وتشير التقرير أيضا إلى حالة السجينة السياسية الكردية “زينب جلاليان” وهي تمضي بحبسها المؤبد بتهمة العضوية في مجموعة معارضة كردية مهددة بضياع البصر.

هذا وفي صعيد آخر نشر محام تقريرا قصيرا وكشف فيه عن شتى أساليب التعذيب تعرضت لها السجينات البهائيات كونهن من الطائفة البهائية ومنها: التعليق في السقف من كلتي اليدين، السحب على الأرض مكبلات الأيدى، إبقائهن تحت المطر لفترة طويلة، الاستجوابات أثناء الليل، تهديد الفتيات والشابات بالإيذاء والتحرش الجنسي وتوجيه اتهامات إليهن حول العلاقات غير الأخلاقية. التفتيش الجسدي المهين في حين نقلهن إلى المعتقلات والإنهال عليهن بالضرب المبرح والشتائم.

هذا ومنعت سلطات سجن “وكيل آباد” بمدينة مشهد نقل السجينة السياسية “ناهيد جورجي” إلى المستشفى خارج السجن لتلقي العلاج. تعاني ناهيد من مضاعفات أمراض السكري وأمراض القلب. كانت عائلة هذه السجينة أعلنت سابقا أن مسؤولي السجن لم يسمحوا لهم بإعطاء ابنتهم الأدوية الخاصة لها.

الجدير بالذكر ناهيد جورجي البالغة من العمر 50 عاما محتجزة حاليا في سجن وكيل آباد بمدينة مشهد لنشاطاتها على شبكات التواصل الاجتماعية.

انتهاك الحقوق الأساسية

مع بداية موسم الصيف وتعزيز حملات متعددة تحت عنوان “العفاف والحجاب” وخطط “سلطة الشواطئ” أخذ قمع النساء ترتفع وتيرتها بمضاعفات

كما شكل المجلس الثقافي للنظام في 10نقاط في طهران و400 نقطة في سائر مدن البلاد تجمعات لإرغام التحجب القسري على النساء. حيث من خلالها أكد مسؤولو النظام على ضرورة فرض المزيد من الضغط على النساء بذريعة سوء التحجب.

وفي هذا الصدد أفاد قائد القوى الانتظامية في يوم 5 تموز – يوليو بإجراء 95 مناورة “الدور الثاني من رحلات أيام العطل الصيفية” وقال: سيتم انتشار فعال لـ 780 دورية بالدراجات النارية والسيارات في جميع أنحاء المحافظة.

وفی صعید آخر سيتم تطبيق خطة قمعية مسماة بخطة “جيلان مطهر” في 48 نقطة من المتنزهات والشواطئ والمناطق السياحية محافظة “جيلان”. أكد نائب قائد الشرطة لهذه المحافطة في يوم 22 تموز – يوليو  في هذا الصدد: ” قد تم استخدام رجال الدين وقوات “الباسيج” التابعة لقوات الحرس نساءا ورجالا والمشاركين المتطوعين لتطبيق هذه الخطة”.   

وفي هذا السياق تم تزويد الدوريات المسماة بالأمن الأخلاقي بالقوارب في مدينة دزفول الجنوبية. وقال قائد الشرطة لهذه المدينة” من الآن فصاعدا سيتم انتشار رجال الشرطة على امتداد الشواطئ الداخلية لهذه المدينة للتعامل مع أي مسائل غير شرعية. وسيستمر تنفيذ هذه الخطة والتعامل مع ظاهرة سوء التحجب والانعدام الأمني حتى نهاية العطلة الصيفية.

احتجاجات المرأة

على الرغم من الاحتجازات والاعتقالات الواسعة وشتى الضغوط والمضايقات على النساء والفتيات والأمهات الإيرانيات ولكنهن لم يتخلين عن الاحتجاجات واغتنمن اية فرصة لإظهار معارضتهن.

 وفي سياق متصل اقتحمت عناصر الأمن مصلى أهل السنة وألقت القبض على امرأة كردية. في المقابل اشتبكت عدد من النساء المتواجدة في الموقع معهم وأجبرن قوات الأمن على إخلاء سبيلها.

وفي نموذج آخر من احتجاجات النساء عقدت وفود مختلفة من المعلمات لنهضة مكافحة الأمية من مختلف المحافظات الإيرانيات تجمعات واعتصامات احتجاجية أمام برلمان نظام الملالي. كانت هؤلاء المعلمات جئن من محافظات:أردبيل، أذربيجان الشرقية، وأذربيجان الغربية، وزنجان وغيرها من المحافظات.

وفي صعيد آخر حضرت أمهات شهداء انتفاضتي 1999 و2009 مقبرة خاوران تضامنا مع أمهات شهداء مجزرة عام 1988 الكبرى تخليدا لشهداء الحرية.

Exit mobile version