امتداد انتفاضة الشعب الإيراني ضد الحكومة في اليوم الخامس للإحتجاجات
سوق طهران ينضم إلى الإضراب
في اليوم الخامس للاحتجاجات بعد الموت الشنيع لمهسا أميني ينضم المزيد من المدن والجامعات إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وشهدت مدن كردستان في غرب إيران مقتل المزيد من الشباب بمن ومن بينهم نساء، والقوات القمعية للنظام الملالي تطلق النار بلا رحمة على المتظاهرين.
أثار قتل ووفاة مهسا أميني الشنيع سلسلة من الاحتجاجات الغاضبة في جميع أنحاء إيران، حيث تدفق الناس إلى الشوارع من أجل الحرية وإسقاط نظام الملالي اللاإنساني معبرين عن غضبهم وإحباطهم من نظام الملالي.
نساء بين القتلى والجرحى
تظهر الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وجود المزيد من القتلى والجرحى اللواتي تم استهدافهن بإطلاق النار من قبل قوات الشرطة القمعية وقوات الأمن.
وبحسب مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي فقد قُتلت امرأة مسنة تدعى هاجر عباسي 6٠ عاما في مهاباد بمحافظة كردستان إثر تعرضها لإطلاقة أدت إلى وفاتها، كما أصيبت شابة بإطلاقة في كرمان وعلى ما يبدو أنها توفيت.
أفادت وسائل إعلام كردية عن إصابة 43 إمرأة و 24 طفلا ومراهقا تقل أعمارهم عن 18 عاما خلال أحداث هذه الانتفاضة، وقُتل ثلاثة شبان على الأقل وأصيب 221 شخصا، وتم اعتقال ما لا يقل عن 250 مواطنا كرديا في 14 مدينة.
نساء وشبان الشجعان والجريئين
يتم إلقاء القبض على بعض الشابات بسبب تخليهن عن الحجاب تحت عنوان المشاركة في أحداث عنف لخلع الحجاب، ومع ذلك تعامل الشباب والنساء الإيرانيين مع قوات الشرطة ويواجهونها دون خوف أو إكتراث.
وشهد اليوم الخامس للاحتجاجات حرق المزيد من سيارات ودراجات قوات الشرطة النارية، وتعرض عناصر النظام للاعتداء والاندحار على يد الشبان الشجعان في طهران ورشت وكرمان ومدن أخرى.
سوق طهران المؤثر ينضم إلى الإضراب
كان إضراب أصحاب المحلات التجارية في سوق طهران من أهم التطورات في اليوم الخامس للإحتجاجات ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٢، وانضموا إلى الإضراب الاحتجاجي الذي بدأ في ١٩ سبتمبر في أسواق مدن مختلفة في كردستان إيران، وكان إضراب الباعة في طهران قد لعب دورا مهما في ثورة ١٩٧٩.
اتساع المظاهرات المناهضة للحكومة باليوم الخامس للاحتجاجات حيث انضمت:
مدن أراك، إيلام، تبريز، أردبيل، أورمية، كرمانشاه، خرم آباد، همدان، قزوين، زنجان، كرمان، رفسنجان، يزد، قم، ساري، كركان، بندر عباس، جزيرة كيش، شيراز، أصفهان، بيرجند، شهريار، سبزوار وفرديس إليها في اليوم الخامس للاحتجاجات في إيران
استمرت الاحتجاجات بقوة في طهران، سنندج، سقز، مريوان ، بيرانشهر، مشهد، رشت، كرج، كوهردشت، وغيرها، واندلعت في جميع المدن احتجاجات بأماكن ومناطق مختلفة من بينها محطة المترو في وسط طهران حيث كان النساء الشجعان في طليعة كل المظاهرات وفي كافة أعمال التحدي، وقيادة الشعارات، وحتى أنهن قمن بمواجهة قوات الأمن وبرشقها بالحجارة أو قلب سياراتهم وحرق دراجاتهم النارية، ويمكن سماع علو أصواتهن بوضوح وهن يرددون بحماس شعارات مناهضة للحكومة أو يواجهن عناصر شرطة الآداب في تلك الاحتجاجات التي بدأت في البداية بالقتل الشنيع لمهسا أميني، سرعان ما انتشرت وتضمنت العديد من الاحتجاجات، واستنادا إلى مقاطع الفيديو التي ينشرها المتظاهرون من إيران على مواقع التواصل الاجتماعي أنهن يطالبن بإنهاء ما تسمى بجمهورية الملالي الإسلامية.
اتساع نطاق الاحتجاجات الطلابية بالجامعات
في اليوم الخامس للإحتجاجات في إيران نظم الطلاب في جامعة طهران للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة شريف التقنية، وجامعة تبريز، وكلية تبريز للعلوم الطبية، وجامعة يزد، وجامعة خوارزمي في كرج، وجامعة علوم الرعاية والتأهيل في كرج مسيرة وتجمع في اليوم الخامس للاحتجاجات.
وواصلت جامعات طهران الوطنية وأمير كبير وإعداد المعلم، وإعداد المدرس والعلامة في طهران احتجاجاتهم لليوم الثاني والثالث على التوالي.
وأعلن محمد مقيمي رئيس جامعة طهران ، خوفه من احتجاجات الطلاب، أن الفصول الدرسية لحضورية ستبدأ من الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر، وستُعقد الدورات في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر بشكل إفتراضي في، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (إيرنا) يوم 18 سبتمبرعنه قوله إن الدروس يجب أن تُعقد بشكل حضوري.
أكثر الشعارات شعبية استهدافا لنظام الملالي
كانت أكثر الشعارات التي ترددت في كل مدينة وجامعة وشارع باليوم الخامس للاحتجاجات هي شعارات “الموت للديكتاتور” و “الموت لخامنئي” و “سأقتل من قتل أختي!”.
كما هتف الناس بشعارات أخرى مثل “نقاتل ونموت ونستعيد إيران” و “الموت للظالم سواء كان الشاه أو الزعيم (خامنئي)“.
تكريم زعيمة المعارضة للشهداء وتقديرها للمحتجين
كتبت زعيمة المعارضة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة في تغريدة لها تقول:
التحية والمجد لشهداء انتفاضة # كردستان إيران، واسماء أولئك أسسوا طريق الحرية خالدة في إيران، وإنني أطالب الشباب الغيارى أن ينهضوا لتكريم الشهداء ومساندة ذويهم.
ويجب على الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة إن تُدين رئيسي السفاح في مجزره 1988 بخصوص أربعة عقود من مجازر الإبادة الجماعية.
وأطالب من الشباب الأعزاء الإسراع لمساعدة جرحى الانتفاضة، وأطالب الأطباء والممرضات الشرفاء الأحرار بعلاجهم بعيدا عن أعين القوى القمعية، وعدم السماح بوقوعهم في أيدي الحرس و عناصر الشرطة والمخابرات.
وأشارت السيدة رجوي في تغريدة أخرى قائلة:
أظهر صمود ومقاومة النساء والشبان المناضلين أن الشعب الإيراني لا يتخذ موقفا متفرجا، بل عقد العزم لإسقاط نظام الملالي الشرير.
وكتبت في تغريدة أخرى تقول فيها:
إيران قاطبة تنتفض من أجل الحرية ترتبط المدن الثائرة من العاصمة طهران، ومن الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب. صرخات “هذا الشهر هو شهر الدماء، وسيد علي (خامنئي) سيسقط” و”هذه هي الرسالة الأخيرة، وأصل النظام هو الهدف” زعزعت أركان نظام الملالي في شوارع طهران.
وكانت السيدة رجوي قد أعلنت الحداد العام فور مقتل مهسا أميني وموتها غير الشنيع، وطالبت النساء في جميع أنحاء إيران بالإحتجاج، وطالبت بحل دورية إرشاد نظام الملالي المشؤومة.