اليوم العالمي للشباب – النساء والشباب الإيرانيون يغيرون المصير

اليوم العالمي للشباب - النساء والشباب الإيرانيون يغيرون المصير

حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 12 أغسطس يومًا عالميًا للشباب. تعمل معظم البلدان المتقدمة والحكومات الشعبية على تطوير الإمكانيات والتسهيلات لتعزيز جيل الشباب. النساء والشباب الإيرانيون هم طبقات المجتمع التي تلعب دورًا رئيسيًا في بناء عالم أفضل. لكن في ظل حكم الملالي، لم يسمع أحد إطلاقًا الفرصة لتحقيق أفكارهم ولا يوجد المناخ المناسب لذلك.

النساء والشباب الإيرانيون من الأجيال المتعاقبة  نهضوا ودفعوا ثمناً باهظاً خلال أكثر من 40 عاماً من حكم الملالي السالب لحقوق الشعب الإيراني، وتحويل كل فرصة لتحقيق مطالبهم المشروعة إلى نضال ضد الاستبداد الديني الحاكم.

كما لعبت الفتيات الإيرانيات دورًا رائدًا في تحقيق الأفكار الجديدة وفي النضال ضد النظام الحاكم. وأثبتن فعلًا خلال سنوات النضال ضد نظام الملالي المعادي للنساء، أنهن جيل متساوٍ ويلعبن دورًا مؤثرًا وتوجيهيًا ومنظمًا في جميع الحركات الاجتماعية.

النساء والشباب الإيرانيون يتحملون مسؤولية لتغيير المجتمع

النساء يتحملن مهمة لتحويل وضع المجتمعات الحالية نحو الحرية، إضافة إلى كفاحهن من أجل تحقيق المساواة. هذه المهمة هي حاجة ماسة للمجتمع الإيراني اليوم. حققت المرأة الإيرانية شعار حركة المساواة والجيل المتساوي من خلال مشاركتها النشطة في النضال من أجل الحرية.

النساء والشباب الإيرانيون دفعوا خلال انتفاضة نوفمبر 2019، ثمنًا باهظًا. نرى أن الشهيدة ”نيكتا“ البالغة من العمر 14 عامًا خرجت إلى الشوارع لاستمرار الابتسام وتقديم قلبها إلى الشعب الإيراني.

وفي الإطار ذاته أصيبت الشهيدة  ”آمنة“  برصاص قوات الحرس المجرمة بينما كانت تهرع  لمساعدة رجل جريح. كما كانت الشهيدة ”كلنار“ ​​واحدة من هؤلاء الشابات التي قالت بفكرة سامية، «لن يأتي يوم جيد تلقائيًا، يجب أن نجلبه!

في انتفاضة ديسمبر 2017-يناير2018 التي انطلقت في مدينة مشهد، كان الصوت العالي والحضور النشط للمرأة ملحوظًا. ولعبت الشابات دورًا مهمًا في الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران. ووفقًا للإحصاءات التي جمعتها لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تم اعتقال ما لا يقل عن 500 امرأة، العديد منهن شابات، خلال الانتفاضة. واعترف شهود العيان بدور المرأة وشجاعتها.

ومن المشاهد الجريئة في اليوم الثاني من الاحتجاجات، رسمتها امرأة في مدينة همدان حيث رفعت صوتها عاليًا وسط مجموعة من قوات الأمن «الموت لخامنئي». كانت هذه هي المرة الأولى التي يردد فيها شخص هذا الشعار وكررت مرتين أو ثلاث مرات أخرى أمام  قوات الأمن.

مسؤولون حكوميون يعترفون بالدور الريادي للشابات في إيران

أقر مسؤولون حكوميون ووسائل الإعلام بالدور البارز للشابات في الانتفاضات والاحتجاجات.

خلال الانتفاضة الإيرانية الواسعة النطاق في نوفمبر 2019، كتبت وسائل الإعلام الحكومية أن بعض النساء قدن خلايا مؤلفة من 4 أو 5 أشخاص. كنّ يرتدين الأقنعة، ولعبن دورًا محوريًا في قيادة الاحتجاجات وحثين الناس على الانضمام إلى صفوف المتظاهرين.

وفي الاطار ذاته كان الحرسي «رسول سنايي راد» المسؤول السياسي في المكتب السياسي والعقائدي للولي الفقيه قد اعترف مؤخرًا بأن 28٪ من النساء المعتقلات كن من المشاركات في احتجاجات مناهضة للحكومة.

في حين كانت «حالات اعتقال السيدات قبل ذلك بين 5 و7 بالمائة» (وكالة أنباء مهر – 15 أغسطس2018).

كما كتبت وكالة أنباء فارس في هذا الصدد يوم 5 أغسطس 2018: «أثناء أعمال الشغب بمدينة كرج تم تحديد 20 قائدا وتم اعتقالهم كان معظمهم من النساء. كما اعترفت الوكالة  «بالحضور البارز للمرأة على الساحة وأهمية هذا الحضور» ،

كما أشارت إلى أن «الدور البارز للمرأة  كان أيضًا ملحوظًا وواضحًا في الاحتجاجات في مدن أخرى».

في الآونة الأخيرة، اعترف أحد صانعي الأفلام الوثائقية في النظام الإيراني بدور النساء والفتيات المجاهدات في الثمانينات وفي مواجهة الديكتاتورية الدينية الجديدة في إيران، و أكد أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية نجحت في تقديم وجه جديد للمرأة الإيرانية واكتساب الجاذبية بين الجمهور.

وقال ”إيمان كودرزي“  إن العديد من الأكاديميين وحتى الطلاب والمراهقين انجذبوا إلى هذه المنظمة. وأضاف: «ما زلنا نشهد دورهم في الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد في الوقت الحالي». وأضاف أن «قسمًا هائلاً من المعتقلين في الثمانينيات من القرن الماضي كانوا طلابًا تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 عامًا فقط».

لا تتخلى عن أحلامك أبدا!

أكدت عالمة الأنثروبولوجيا والكاتبة الفرنسية الراحلة، ”فرانسواز هيريتير“، في رسالة إلى الشابات والفتيات الإيرانيات قائلة: «إلى الشابات والفتيات اللواتي لا يسعين إلى حياة حالمة، بل يبحثن عن حياة يحلمن بها وهذان شيئان مختلفان تمامًا أود أن أقول، عليكن ألا تتخلين عن أحلامكن أبدًا. (رسالة إلى مؤتمر التعهد من أجل المساواة.. النساء متحدات ضد التطرف باريس – 27 فبراير 2016).

الدور القيادي للمرأة في الاحتجاجات من شأنه أن يقوي الانتفاضات ويطيل استدامتها.

 النساء والشباب الإيرانيون وعلى مدى 40 عامًا، تراكمت فيهم طاقات هائلة في النضال ولديهم القدرة على القضاء على الديكتاتورية الدينية الحاكمة. عقد النساء والشباب الإيرانيون العزم على قلب صفحات تاريخ بلادهم في القرن الحادي والعشرين وهم جديرون بدعم جميع محبي الحرية في العالم.

Exit mobile version