انتفاضة نوفمبر 2019 ومجموعة من جرائم نظام الملالي الصادمة ضد المرأة

انتفاضة نوفمبر 2019 ومجموعة من جرائم نظام الملالي الصادمة ضد المرأة

انتفاضة نوفمبر 2019 ومجموعة من جرائم نظام الملالي الصادمة ضد المرأة

يشير عدد النساء اللواتي يفقدن حياتهن في كل مواجهة إلى مشاركتهن على نطاق واسع ودورهن الفعال في هذه المعركة. إذ قتل أكثر من 400 امرأة من بين الـ 1500 شهيد الذين قتلتهم قوات نظام الملالي القمعية أثناء احتجاجات وانتفاضة نوفمبر 2019. وكانت هذه الانتفاضة التي اندلعت فجأة في أكثر من 200 مدينة في 29 محافظة، في حد ذاتها أكثر اللحظات إبهارًا في تاريخ إيران المعاصر.

وقال عضو في مجلس شورى الملالي إن ما لا يقل عن 719 منطقة في جميع أنحاء إيران شاركت في هذه الاحتجاجات.

فسرعان ما اندلعت الانتفاضة وسرعان ما تطرفت الشعارات المناهضة للولي الفقيه، واستُهدفت المئات من المراكز الحكومية والعسكرية التابعة لنظام الملالي . وكان الشباب النواة الرئيسية للانتفاضة، وكان دور المرأة كقوة رائدة في هذه الانتفاضة رائعًا ومؤثرًا للغاية لدرجة أن الجميع اعترف بذلك حتى وسائل الإعلام التابعة لنظام الملالي.

هذا و استهدف قناصة نظام الملالي السيدة كلنار صمصامي عندما كانت واقفة في الشارع انتظارًا لسيارة أجرة

400 امرأة من بين 1500 شهيد

انتفاضة نوفمبر 2019 ومجموعة من جرائم نظام الملالي الصادمة ضد المرأة

تمكنت المقاومة الإيرانية من جمع أسماء 828 شخصًا من الذين قتلوا على أيدي عناصر أمن نظام الملالي خلال انتفاضة نوفمبر 2019 ونشرها. ولو أن نظام الملالي ما زال يرفض الإعلان عن أسماء القتلى وأعدادهم حتى الآن.

وأكدت وكالة ” رويترز ” للأنباء في 23 ديسمبر 2019، استشهادًا بقول المسؤولين بوزارة الداخلية، أن 400 امرأة و 17 مراهقًا كانوا من بين الـ 1500 متظاهر الذين قُتلوا خلال انتفاضة نوفمبر.

بدءًا من نيكتا إسفنداني البالغة من العمر 14 عامًا وصولًا إلى مينا شيخي البالغة من العمر 59 عامًا والأم لـ 6 أبناء، وكانت هناك مجموعة من الممرضات بين الشهداء. وهذا دليل على قسوة ووحشية نظام الملالي الجامحة وعلى مشاركة المرأة في الاحتجاجات على نطاق واسع.

كانت قوات نظام الملالي القمعية همجية لدرجة أنها استهدفت الأطفال الصغار بين ذراعي أمهاتهم، بدءًا من حسناء بامري البالغة من العمر 3 سنوات إلى فتاة صغيرة أخرى تدعى جنعاني في ماهشهر.

شاهد ضريح الطفلة حسناء بامري البالغة من العمر 3 سنوات التي أصيبت برصاص قتلة الملالي وهي في حضن والدتها.

تم القبض على 12000 فرد وتعذيبهم في السجون

وتقدر المقاومة الإيرانية عدد المعتقلين بما لا يقل عن 12000 فرد.

وأعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي بمجلس شورى الملالي في 25 نوفمبر 2019 أنه تم اعتقال 7000 فرد خلال احتجاجات نوفمبر 2019.

وتسلمت العديد من الشابات خلال العام الماضي أحكامًا بالسجن بسبب مشاركتهن في الانتفاضة، ومعظمهن يقضين عقوبتهن في سجني إوين وقرجك.

كما حصلت المقاومة الإيرانية خلال العام الماضي على وثائق من المصابين أثناء الانتفاضة الذين تم نقلهم بسيارات الإسعاف في طهران إلى المستشفيات. ومن بين المصابين نساء تتراوح أعمارهن ما بين 18 و 60 عامًا، وإما أنهن تعرضن للضرب والسب أو ضُربن بالرصاص في الرأس واليد والذراع والفخد والنصف العلوي من أجسادهن.

كما وردت تقارير عديدة عن سوء المعاملة والعنف ضد المحتجين المحتجزين، ومن بينها التعذيب لانتزاع اعترافات قسرية. وبث تلفزيون نظام الملالي الحكومي العديد من الاعترافات القسرية للمحتجين يدعون أنهم من بين قادة الاحتجاجات وينتمون لجماعات المعارضين. وحُرم المتظاهرون المحتجزون من الاتصال بمحامٍ ومن المحاكمة العادلة.

منظمة العفو الدولية تؤكد حدوث جائحة التعذيب

 ونشرت منظمة العفو الدولية تقريرًا صادمًا في 2 سبتمبر 2020 تؤكد فيه على لجوء النظام الفاشي إلى التعذيب على نطاق واسع، بما في ذلك الضرب والجلد والصعق بالصدمات الكهربائية وإجبار المعتقلين على الجلوس في أوضاع جسمانية مؤلمة، وتعليقهم في السقف وضربهم بالهراوات وصعقهم بالصدمات الكهربائية فيما يسمى بالإعدام المزيف، وإحداث شعور بالاختناق والعنف الجنسي والحقن أو التغذية القسرية بالمواد الكيميائية والحرمان من الرعاية الطبية”.

كما أشارت منظمة العفو الدولية إلى أن “مئات الأشخاص خضعوا لمحاكمات بالغة الجور بتهمة الإخلال بالأمن الوطني وحكم عليهم بالإعدام بناءً على اعترفات قسرية انتزعت منهم تحت وطأة التعذيب”.

وأجرت منظمة العفو الدولية تحقيقاتها من خلال مقابلات مفصلة مع 60 ضحية من ضحايا الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، أو مع أقربائهم والمعارف المقربين منهم، واثنين من المحتجين اللذان كانا مختبئان و 14 شخصًا ممن هم على علم ببواطن الأمور. كما تلقت منظمة العفو الدولية رسائل نصية من عدة مئات من الأشخاص الآخرين داخل إيران. وتم إجراء الجزء الآخر من هذه التحقيقات من خلال الخبرة وتحليل مقاطع الفيديو وتصريحات المسؤولين ووثائق المحكمة.

ويفيد تقرير منظمة العفو الدولية أن الشرطة الإيرانية وقوات الأمن ومسؤولي السجون ارتكبوا بالتعاون مع القضاة والمدعين العامين مجموعة من الجرائم الصادمة التي تتنافى وحقوق الإنسان في حق المعتقلين أثناء الاحتجاجات الشاملة في انتفاضة نوفمبر 2019، ومن بينها الاعتقالات التعسفية وحالات الاختفاء القسري، والتعذيب وغير ذلك من ضروب المعاملة السيئة”.

تم اعتقال العديد من الذين كانوا يشاهدون انتفاضة نوفمبر 2019 وزج بهم في السجون

وفي تقرير تحت عنوان “مدمر الإنسانية” تم توثيق عمليات الاعتقال الواسعة النطاق والاختفاء القسري والتعذيب في أعقاب احتجاجات نوفمبر 2019 في إيران استنادًا إلى روايات تقشعر لها الأبدان لعشرات المتظاهرين والمشاهدين وغيرهم ممن تم اعتقالهم بالقوة واختفائهم قسرًا أو تم احتجازهم دون أي اتصال بالعالم الخارجي. وحُرموا بشكل ممنهج من الاتصال بمحامٍ أثناء الاستجواب وتعرضوا للتعذيب بشكل متكرر لانتزاع اعترافات قسرية“.

والجدير بالذكر أننا وجدنا من بين الـ  7000 رجل وامرأة وطفل الذين اعتقلتهم السلطات الإيرانية خلال أيام القمع الوحشي للانتفاضة؛ ضحايا من بينهم أطفال في الـ 10 من العمر ومتظاهرين مصابين وبعض المشاهدين الذين اعتقلوا عندما ذهبوا إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية بسبب إصابتهم بأعيرة نارية. ومن بين هؤلاء الأفراد مدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء حقوق الأقليات والصحفيين وأولئك الذين حضروا لإحياء ذكرى ضحايا الانتفاضة. ومنذ ذلك الحين فصاعدا، حُكم على مئات الأشخاص بالسجن والجلد وإعدام بعض الأشخاص تحت وطأة محاكمات جائرة للغاية. والجدير بالذكر أن هذه المحاكمات أجريت برئاسة قضاة منحازون خلف الأبواب المغلقة، واستغرقت أغلبها أقل من ساعة اعتمادًا على اعترافات انتُزعت قسرًا تحت وطأة التعذيب.

وقالت السيدة دايانا التهاوي، مساعدة مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: ” إن مقاطع الفيديو التي أظهرت قوات الأمن الإيرانية وهي تقتل المتظاهرين والمشاهدين غير المسلحين وتصيبهم عن عمد مع سبق الإصرار والترصد، في الأيام التي أعقبت الاحتجاجات الجماهيرية، صدمت العالم بأسره. وما هو أقل وضوحًا هو مجموعة من الممارسات البربرية التي أجازتها السلطات الإيرانية في حق المعتقلين وأسرهم بعيدًا عن أعين الناس”. 

وتفيد تحقيقات المنظمة المشار إليها أنهم كانوا يعصبون أعين الضحايا بشكل متكرر أو يضعون أكياسًا على رؤوسهم ثم يبدأون في لكمهم وركلهم وجلدهم أو ضربهم بالعصي والخراطيم والسكاكين والهراوات والأسلاك. وكانو يعلقونهم لفترة طويلة أو يجبرونهم على الجلوس في أوضاع جسمانية مؤلمة. وحرموهم من الطعام ومياه الشرب، واحتُجزوهم في الحبس الانفرادي لفترات طويلة تمتد أحيانًا لأسابيع أو حتى بضعة شهور. أو أنهم حرموهم من الرعاية الطبية لعلاج الإصابات التي تعرضوا لها أثناء الاحتجاجات أو تحت وطأة التعذيب.

ومن بين أشكال التعذيب الأخرى، تجريد المعتقلين من ملابسهم ورشهم بالماء البارد على أجسادهم العارية، وتعريضهم للحرارة أو البرودة الشديدة، أو تسليط عليهم بضوء ساطع وقوي وبث أصواتًا صاخبة، وشد أظافر اليد أو القدم بغية انتزاع اعترافات قسرية، واستخدام رذاذ الفلفل، والحقن بالمواد الكيميائية أو إجبارهم على ابتلاعها، واستخدام صاعق الصدمات الكهربائية، وإحداث شعور بالاختناق وتعليقهم في السقف وضربهم بالهراوات وصعقهم بالصدمات الكهربائية فيما يسمى بالإعدام المزيف.

صور لبعض شهداء انتفاضة نوفمبر 2019 – من قسم مراقبة حقوق الإنسان في إيران

ماذا يجب على المجتمع الدولي أن يفعل؟

كانت انتفاضة نوفمبر 2019 وعواقبها الاجتماعية والسياسية تتحرك مثل موجة قوية طوال العام الماضي.

ألقت انتفاضة نوفمبر 2019 الضوء على الحرب بين الشعب الإيراني واستبداد ولاية الفقيه. وأصبحت هذه الحرب أكثر ضراوة وانتشارًا.

لقد حان الوقت ليقف المجتمع الدولي وحكومات العالم إلى جانب الإيرانيين، وليس إلى جانب جلاديهم وقاتليهم.

Exit mobile version