انهضي يا جينا! لقد جاء الناس من أجلك! – والدة مهسا أميني؛ الثكلى

انهضي يا جينا! لقد جاء الناس من أجلك! - والدة مهسا أميني؛ الثكلى

مراسم تشييع جنازة مهسا أميني تتحول إلى مظاهرة مناهضة للحكومة

منظمة العفو الدولية: يجب تقديم جميع وكلاء ومسؤولي النظام إلى العدالة

منذ الصباح الباكر من يوم السبت، 17 سبتمبر 2022، تجمَّع حشد غفير من أهالي مدينة سقز للمشاركة في مراسم دفن جثة مهسا أميني (جينا) في مقبرة ”آيجي“بالمدينة.

وعلى الرغم من تواجد عدد كبير من عناصر وزارة المخابرات والشرطة، إلا أن مراسم تشييع الجنازة تحوَّلت إلى مظاهرة حاشدة ضد نظام الملالي وعلي خامنئي. وكانت قوات الأمن قد قامت بإغلاق مداخل مدينة سقز للحيلولة دون مشاركة المواطنين في مراسم الدفن، ولكن لم يؤتي هذا الإجراء أكله. 

حيث ردَّدت نساء وأهالي مدينة سقز الغاضبون هتافات مناهضة لنظام الملالي، من قبيل: “الموت للديكتاتور” و “عارعلينا  قائدنا الوغد” و “الموت لخامنئي” و “كفُّوا عن جرائمكم أيها المجرمون”.

حيث ردَّدت نساء وأهالي مدينة سقز الغاضبون هتافات مناهضة لنظام الملالي

كانت قوات الأمن تخطط لدفن مهسا أميني ليلًا للحيلولة دون مشاركة عدد كبير من المواطنين في مراسم الدفن. ومع ذلك، أصرَّت عائلة أميني على أن تتم مراسم الدفن وتشييع الجنازة في الساعة 10 صباحًا؛ حسب الوعد الذي قطعته للمواطنين.

حضر والد مهسا أميني مراسم الجنازة وهو في حالة غير مواتية. كما حضر جدها وخالها، وأعلنا أنهما لن يتركا الأمر يمر مرور الكرام. وقبَّلت والدتها التراب، وقالت: انهضي يا جينا! لقد جاء الناس من أجلك! “.

انهضي يا جينا! لقد جاء الناس من أجلك! – والدة مهسا أميني؛ الثكلى

بعد انتهاء مراسم الدفن، توجَّه المواطنون إلى أمانة العاصمة في مدينة سقز حيث اشتبكوا مع الشرطة، وشرطة مكافحة الشغب. وردَّدوا هتافات “سأقتل من قتل أختي“. وأطلقت القوات القمعية الغاز المسيل للدموع،  والبنادق ذات رصاصات كروية على المحتجين، مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 5 أفراد، يعيش أحدهم في حالة حرجة بين الحياة والموت.

فيما تدفق المواطنون في مدينة سنندج، مركزمحافظة كردستان ؛ في الشوارع ونظَّموا مظاهرات حاشدة، وردَّدوا هتافات مناهضة لنظام الملالي، ورشقوا صور خامنئي، وقاسم سليماني بالحجارة، وأضرموا النيران فيها.

واندلعت المظاهرات في مدينتي سقز وسنندج، في أعقاب الاحتجاجات الغاضبة التي اندلعت في الليلة السابقة في طهران بالقرب من مستشفى كسرى ومحيطه، حيث أمضت مهسا أميني الأيام واللحظات الأخيرة من حياتها.

وأطلق العديد من أهالي طهران أبواق سياراتهم احتجاجًا على جريمة الملالي. وردَّد الأهالي فوق أسطح المنازل في طهران هتاف “الموت للديكتاتور” .

وأغلقت عشرات النساء الشوارع وردَّدن هتافات مناهضة لقوات الأمن. وتجمَّع المواطنون في بعض المناطق وردَّدوا هتاف “سأقتل من قتل اختي”. وتجمَّع بعض المواطنين حول ساحة الأرجنتين بطهران وهتفوا “الموت لخامنئي”، وأغلقوا شارع الأرجنتين باتجاه شارع ألوند حيث يقع مستشفى كسرى. وتسبَّب وجود مجموعات كبيرة من المواطنين في إعاقة حركة المرور في ساحة الأرجنتين، وازدحام منتزة ”ساعي“.

الدعوة إلى إقامة الحداد العام وتنظيم الاحتجاجات على مستوى البلاد

أعلنت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قِبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الحداد العام معربةً عن تعاطفها العميق مع أسرة مهسا أميني.

ودعت السيدة رجوي الإيرانيات إلى تنظيم مظاهرة على مستوى البلاد ضد نظام الملالي الشرير المناهض للمرأة، وطالبت بحل دورية الإرشاد. وقالت إن: ” اضطهاد الملالي وحراس الجهل والجريمة سيتم تحطيمه بصمود ومقاومة المرأة الإيرانية ويجب القيام بذلك بكل قوة”.

والقصة وما فيها هي أنه تم اعتقال الشابة الكردية، مهسا أميني بمعية شقيقها، مساء الثلاثاء 13 سبتمبر 2022، أثناء مغادرة محطة مترو ”حقاني“.

وقالت النساء المعتقلات الأخريات اللواتي كن يستقلن نفس العربة التي كانت تستقلها مهسا؛ إنهم انهالوا على مهسا بالضرب في السيارة وأصابوها. وكانت مهسا في حالة حرجة عندما وصلوا إلى معتقل ”وزراء“ ولكنها كانت لا تزال في وعيها. بيد أن مسؤولي المعتقل لم يولوا اهتمامًا بحالتها. وقوبل احتجاج المعتقلات الأخريات اللواتي كن يطالبن برعاية مهسا صحيًا؛ بالعنف. 

قال أطباء وموظفو مستشفى كسرى: ” لم تظهر أي بوادر على أن مهسا أميني على قيد الحياة عندما دخلت إلى المستشفى، وأنها كانت ميتة دماغيًا.

البروفيسور جاويد رحمان

ردود الفعل الدولية على اعتقال مهسا أميني تعسفيًا ووفاتها

كتبت منظمة العفو الدولية على صفحتها على تويتر ردًا على قتل مهسا أميني بطريقة وحشية: ” يجب التحقيق في الملابسات التي أدت إلى وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا، أثناء الاعتقال، والتي تتضمن بعض التقارير عن تعرضها للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة. وكانت وحدة الشرطة المعروفة باسم “شرطة الأمن الأخلاقي” في طهران، والمعنية بتطبق قوانين الحجاب الإلزامي المهينة والتمييزية في إيران؛ قد اعتقلتها بشكل تعسفي قبل 3 أيام من وفاتها. وبناءً عليه، يجب تقديم جميع الوكلاء والمسؤولين الى العدالة”.

وأعرب البروفيسور جاويد رحمان، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بشؤون حقوق الإنسان في إيران، يوم الجمعة، عن أسفه العميق لمعاملة النظام الإيراني لـ مهسا أميني، واعتبر هذا الحادث علامة دامغة على انتهاك حقوق الإنسان في إيران على نطاق واسع.

وكتب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، على صفحته على تويتر: “نشعر بقلق بالغ إزاء وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا، والتي يُقال إن عناصر شرطة الأخلاق انهالوا عليها بالضرب والسب، في المعتقل. وإن التسبب في وفاة مهسا جريمة لا تُغتفر. وسنواصل تحميل السلطات الايرانية المسؤولية عن مثل هذه الانتهاكات لحقوق الانسان”.

Exit mobile version