ثلاث رياضيات إيرانيات يغادرن البلاد بنية عدم العودة

ثلاث رياضيات إيرانيات يغادرن البلاد بنية عدم العودة

خلال شهري ديسمبر ويناير، غادرت ثلاث رياضيات إيرانيات بارزات البلاد في مختلف الألعاب الرياضية  بهدف عدم العودة.

ففي تغريدتها على تويتر، وصفت ”بروانه سلحشوري“، عضوة مجلس شورى الملالي، هجرة الرياضيات بأنها تحذير خطير، قائلة: “هذا تحذير خطير للمسؤولين، إلى متى يتجاهلون الناس؟” (صحيفة “همشهري” الحكومية، 30 ديسمير 2019)

تنحي النساء الرياضيات وطردهن من المنتخبات الوطنية

فعلى سبيل المثال، لجأت لاعبة التايكوندو،  ”كيميا علي زاده،“ الفائزة بعدة ميداليات عالمية ، إلى هولندا في ديسمبر 2019 ، وكتبت رسالة على صفحتها الشخصية على انستغرام  أشارت فيها إلى الأسباب الرئيسية لهجرة الرياضيين، قائلةً: ”أنا واحدة من ملايين النساء اللاتي تم قمعهن في إيران، حيث أنهم خدعونا لسنوات عديدة بأي طريقة أرادوا. فأنا بالنسبة لهم لا شيء ولا أهمية لهم، وكل منّا لا قيمة له لديهم، ونحن أدوات بالنسبة لهم .

”كيميا علي زاده“ تتنافس في أولمبياد ريو 2016

ولإهانتنا يقولون: ”براعة المرأة ليست في أن تمد ساقها“. ومضت قائلةً: ” أنتم دائمًا ما تفكرون في أذهانكم الذكورية ومقارعة النساء ترون أن ”كيميا“ هي امرأة ليس لها الحق في التعبير عن رأيها. وكانوا يحتجزونني وقتما أرادوا.  وأجبروني على ارتداء الحجاب وإخفاء ميدالياتي.

وإلى جانب ذلك، أعلنت حكمة الشطرنج الإيرانية في بطولة العالم للسيدات، ”شهره بيات“أنها لا تنوي العودة لإيران احتجاجًا على فرض الحجاب  القسري على السيدات . ( وكالة “إيسنا ” الحكومية للأنباء ، 10 يناير 2020)

”شهره بيات“ في بطولات العالم للشطرنج 2020

يوم17 يناير 2020 قالت الحكمة المذكورة البالغة من العمر 32 عامًا لوكالة “رويترز ” للأنباء: ”إذا حصلت على تعهد خطي بعدم التعرض والحفاظ على حياتي سأعود إلى إيران“، وتابعت قائلةً: ”إن الاتحاد الإيراني للشطرنج طلب منها الاعتذار، لكنها رفضت لأنها لا ترغب في تأييد فرض الحجاب بالإجبار“.

هذا وتم طرد اتحاد الشطرنج في نظام الملالي بطلة لعبة الشطرنج للنساء في إيران، ”ميترا حجازي بور“ ، من المنتخب الوطني للشطرنج  يوم 2 يناير 2020 ، بسبب مشاركتها بدون حجاب أثناء بطولة العالم للشطرنج.

وكتبت ميترا حجازي بور في صفحتها على انستغرام: ”هذه هي أبسط حقوق الإنسان“… ثم أشارت إلى جملة على لسان مارتن لوثر كينغ‎ ، وقالت:  ”حياتنا تنتهي عندما نلتزم بالصمت بشأن القضايا ذات الأهمية“.

”ميترا حجازي بور“ (يسار) وسارا خادم الشريعة

والجدير بالذكر أن ”سارا خادم الشريعة“ أستاذة لعبة الشطرنج في إيران، أعلنت في رسالتها على انستغرام يوم 12 يناير 2020، عن اقالتها من المنتخب الوطني للشطرنج. وحول اقالتها وهجرتها من البلاد كتبت  سارا خادم الشريعة الحاصلة على المركز 13 في بطولة العالم للشطرنج :  ” أريد أن أركز في عملي في أجواء هادئة، ولم يسمحوا لي بذلك، فهم لا يفهمون ولن يفهموا أن لا أحد له الحق في أن يجبرني على البقاء أو الرحيل“.

وفي لعبة الركبي، أعلنت ”فاطمة نوري“، أول حكمة دولية إيرانية في هذه الرياضة، في صفحتها على انستغرام عن اقالتها من منصبها رسميًا. وحول السبب في اقالتها من هذا المنصب أشارت إلى ” توجيه الإهانة إلى معتقدات الآخرين“.

وفي وقت سابق، في شهر سبتمبر 2018، سافرت ”شيوا ياري“، حكمة كرة القدم إلى النرويج للتحكيم في الدوري النرويجي. ووصف ”علي خسروي“، خبير التحكيم في كرة القدم ، ما حدث بأنه ”هجرة الأدمغة  في التحكيم في كرة القدم هذه المرة “. (موقع ”بارس فوتبال“ الحكومي ، 24 أغسطس 2018)

وفي حين أن البطلات الرياضيات الإيرانيات أحرزن مراتب متقدمة حتى على المستوى الدولي، إلا أنهن محرومات من الحد الأدنى من الدعم، وعلى الرغم من تجاوزهن جميع العوائق ووصولهن لهذه المراتب اصطدمن بجدار الديكتاتورية الدينية وحالات مقارعة للنساء من قبل نظام الملالي وبات الاستمرار في حياتهن المهنية في إيران أمرًا مستحيلًا. وفي نهاية المطاف، يفضلن هجرة الوطن عن البقاء في منصبهن الوظيفي والمهني في ظل حكم الملالي.

Exit mobile version