حرمان السجينة السياسية مريم أكبري منفرد من الزيارة لمدة 3 أشهر
بينما تُحرم مريم أكبري من الزيارة، تعاني من قيود فرضت عليها من قبل على المكالمات الهاتفية
حُرِمت السجينة السياسية مريم أكبري منفرد من الزيارة لمدة 3 أشهر؛ بسبب احتجاجها على الضغط على ابنتيها لارتداء الحجاب أثناء الزيارة.
والجدير بالذكر أن أحد مسؤولي سجن سمنان انهال على مريم أكبري بالضرب والسب، في 24 أغسطس 2022.
ورفض كردي، مساعد مدير سجن سمنان، بطريقة غير محترمة، زيارة ابنتي السجينة السياسية مريم أكبري منفرد؛ بسبب عدم ارتدائهما الحجاب. كما أنه اعتزم إعادة مريم أكبري إلى العنبر.
فيما اعتدى حسين بور، مدير قاعة الزيارات في سجن سمنان على السيدة أكبري وأمسك بحلقها وضغط عليه إلى حد الاختناق. ونتيجة لهذا الاعتداء بالضرب والسب، أُصيبت السيدة أكبري برضوض في يديها ورقبتها. والتقت السيدة أكبري منفرد بابنتيها، في نهاية المطاف، بعد مقاومتها وتدخُّل مدير السجن.
وتم إخطار السيدة أكبري منفرد، في يوم الثلاثاء، 30 أغسطس 2022، بقرار حرمانها من الزيارة في سجن سمنان لمدة 3 أشهر. وأُشير في هذا القرار إلى أحداث يوم الأربعاء، 24 أغسطس 2022، التي تعرَّضت فيها السيدة أكبري منفرد للضرب والسب، بعد أن اعترضت ابنتيها على ارتداء الحجاب لزيارة والدتهما.
وقال مصدر مطلع إنه تم حرمان السجينة السياسية، مريم أكبري منفرد من الزيارة دون تشكيل مجلس تأديبي لها، ودون توضيح المخالفة التي ارتكبتها. والجدير بالذكر أن السجينة السياسية مريم أكبري منفرد كانت محرومة من إجراء المكالمات الهاتفية العادية مع أسرتها مثل غيرها من السجينات؛ قبل أن يتم حرمانها من الزيارة، حيث كان مفروض عليها أن تجري المكالمة الهاتفية مع أسرتها في حضور حرَّاس السجن.
فيما تواجه السجينة السياسية مريم أكبري منفرد قضية أخرى ملفَّقة لها، بعد 13 عامًا من السَجن. وسوف تُحقق محكمة الثورة في سمنان، في 18 سبتمبر 2022، في هذه القضية الملفَّقة؛ نيابة عن محكمة طهران. وتجدر الإشارة إلى أن عائلة مريم أكبري منفرد ومحاميها لا يعلمون حتى الآن مضمون هذه القضية الملفَّقة.
مواجهة شتى أنواع الضغوط في السجن
تواجه مريم أكبري منفرد ضغوطًا مختلفة في سجن سمنان. فعلى سبيل المثال، رفضت نيابة سجن سمنان طلبها بالانتقال من سجن سمنان إلى سجن إيفين. وتعيش السيدة أكبري منفرد في سجن سمنان دون مراعاة لمبدأ الفصل بين الجرائم.
فيما تعاني السجينة السياسية، مريم أكبري منفرد، من أمراض الكبد، منذ أكثر من 15 شهرًا. بيد أنه لم يُسمح لها بمراجعة طبيب خارج السجن؛ بأمر من وزارة المخابرات.
وقد أوصى طبيب السجن بتقديم الطعام الخاص بمرضى الكبد للسيدة أكبري منفرد، إلا أنه لم يتم تلبية رغبتها في إعداد الطعام المناسب لها، ولا السماح لها بمراجعة طبيب متخصص خارج السجن، منذ 15 شهرًا.
ونتج عن ذلك تدهور الحالة الجسدية للسجينة السياسية مريم أكبري منفرد تدهورًا حادًا؛ بسبب عدم توفير الطعام المناسب، وعدم تمتعها بالرعاية الصحية.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم نقل مريم أكبري منفرد فجأة، في 9 مارس 2021، من عنبر النساء بسجن إيفين إلى سجن سمنان. فيما لم تُقرُّ أي من الهيئات القضائية بمسؤوليتها عن هذا الترحيل، ويرفضون حتى الآن توضيح سبب الترحيل، ولا يخضعون للمساءلة.
والجدير بالذكر أن ظروف مريم أكبري في السجن لا تُرضي عدوًا ولا حبيبًا. فيما تعاني هذه السيدة وأسرتها من قيود أكثر مما كانت عليه في الماضي، وليس هناك أي مبرر قانوني لهذا الوضع.
وبناء عليه، تُحمِّل لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المسؤولين في سجن سمنان ومصلحة السجون المسؤولية عن الحالة الصحية للسجينة السياسية مريم أكبري منفرد؛ محذرةً من تدهور حالتها الصحية.
من هي مريم أكبري منفرد؟
ولدت مريم أكبري منفرد في عام 1975، وهي أم لـ 3 بنات. واعتُقلت مريم أكبري منفرد في منزلها في منتصف الليل، في 30 ديسمبر 2009، عندما كانت تنوِّم ابنتها سارا البالغة من العمر 4 سنوات.
وحكمت عليها محكمة الثورة بطهران، في يونيو 2010، بالسجن 15 عامًا بتهمة النضال من خلال “العضوية في منظمة مجاهدي خلق“. وهي تهمة لم تنكرها السيدة أكبري منفرد قط. وتعيش في السجن دون أن تحصل على إجازة حتى ولو ليوم واحد أو ساعة واحدة منذ اعتقالها. وتعاني من خلل في أداء الغدة الدرقية، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
إن مريم أكبري منفرد سجينة سياسية مناضلة وصامدة في الدفاع عن قضية حرية الشعب الإيراني. حيث قالت في رسالة بعثت بها من سجن إيفين :”نحن نشم برائحة الربيع في سجن إيفين، ونحن على يقين من أن هذا الربيع الجميل سوف ينبت يومًا ما، ويغطي ربوع بلادنا بالجمال. إن ربيع الحرية يلوح في الأفق … إلخ. وسوف يأتي الربيع لا محالة. وسوف يمر من بين الأسلاك الشائكة ويهبط في وطننا”.
وتصف السجينة السياسية السابقة، آتنا فرقداني نضال مريم أكبري منفرد بأنه كان “قوس قزح الأمل لجميع السجناء”.
وتم إعدام شقيقة مريم أكبري منفرد وشقيقها أثناء الإبادة الجماعية لمجزرة السجناء السياسيين، في صيف عام 1988. وتم إعدام شقيقيها الآخرين أثناء عمليات الإعدام الجماعي، خلال الفترة الممتدة من عام 1981 إلى عام 1984.