خديجة أشتياني: لقد تغلبنا على الحصار الطبي بالعمل الجاد والتعاون

خديجة أشتياني: لقد تغلبنا على الحصار الطبي بالعمل الجاد والتعاون

خديجة أشتياني: لقد تغلبنا على الحصار الطبي بالعمل الجاد والتعاون.

بالنسبة للطبيب، هناك بعض اللحظات دومًا جعلها تستمرفي الذهن والضمير. لحظات ترافقها إعجابات لا تنساها. بالنسبة لي، أكثر اللحظات التي أتذكرها في فترة عملي، إنه مشهد من «صبا هفت برادران[1]».

أصيبت «صبا» بالرصاص من الشريان العلوي من الفخذ. بصفتي طبيبة، كان من المفهوم تمامًا لي أن هذه الاصابة كان لديها الكثير من الألم والمصاعب لمثل هذا الجسم الضعيف مثلها. لكن في ذروة الاستغراب  رفعت صوتها مرتين أو ثلاث مرات فقط، من شدة الألم، واعتذر مني بنفس المرات  في الوقت نفسه.

وبصفتي طبيبة لا أتذكرإلى أين شعرت بالخجل وفي وقت  نفسه الفخرالحقيقي أمام هكذا مشهد. لم أنسى هذا المشهد منذ ذلك الحين لحد هذا اليوم، ودائماً معي …

 

أنا «خديجه أشتياني»  لكن معظم صديقاتي ومرضاي يعرفونني بـ «عاطفه»

عمري 56 عامًا وأعمل كطبيبة في أشرف 3 في آلبانيا.

أنا تعرف المقاومة الإيرانية منذ فترة شبابية.

كنت في التاسعة عشرة من عمري واعتقلت عام1983 سجنت  بتهمة تعاطفي مع منظمة مجاهدي خلق

لقد سُجنت في سجني «قزلحصار» و«إيفين» حتى أواخر عام 1985، وجربت وفهمت معنى التعذيب والاستجواب والألم والسجن.

بعد الإفراج عن السجن، بهدف خدمة الناس والمقاومة ، دخلت في إمتحان القبول لدخول الجامعات لكي أدرس فرع الطب.

تم رفضني في الاختبار الأول الذي شاركت لأول مرة في طهران  وبعد فترة وجيزة من الإفراج عن سجني بسبب خلفيتي السياسية.  لكنني لم أتوقف عن السعي وأدخلت من جديد.

وفي نهاية المطاف وجدت فرصة للذهاب إلى الكلية في عام 1988.

منذ الطفولة، وعندما دخلت في الصف الأول الابتدائي، كنت أحب امتلاك عيادة وأقوم بمعالجة مواطنيني. اهتمامي الرئيسي كان في الطب النفسي.

في نفس عالم الطفولة، أحب الناس الفقراء  وكنت أفكر بهم دائمًا. وفي معرض رد أمام هذا السؤال، كيف تريد توفير تكاليف العيادة وكان في ذهني إجابة جاهزة حيث من خلال العمل في شمال العاصمة حيث يسكن فيه الناس المرفهون، أحصل أولاً على المال ثم أذهب إلى جنوب المدينة هناك أعمل مجانًا للمحتاجين.

درست في الجامعة لمدة 7 سنوات، ثم عملت  في عيادة أهلية على مدار الساعة في «آبيك» بمدينة قزوين خلال عامي 2000 – 2001 وقمت بمعالجة المواطنين.

هناك، كان فقر المواطنين يجرح ضميرى وذكرني بضرورة الإطاحة بالنظام الحاكم بكامله.

لم استلم أي أجر من أي من المرضى الذين جاءوا إلى العيادة لتلقي العلاج.

ومن أجل حل مشكلة أدويتهم، حصلت على بعض الحلول لمعالجة مشاكلهم بشكل سليم دون أي تكلفة مما يجعلهم خطوة بموازاة صحتهم وطول عمرهم.

توقف «خديجة آشتياني» قليلاً ثم تواصل:

لكن هذه لم تكن الاستجابة الرئيسية لنداء ضميري.

كنت أعلم أن الهدف الرئيسي كان في قلب المقاومة.

كنا ستة أولاد في المنزل.

من هؤلاء، أختي الأكبرمني وأخي الأصغرمني ، قد ضحا أرواحهما من أجل أنشطتهما وتعاطفهما مع منظمة مجاهدي خلق. وأعدم أخي الأصغر في سجن إيفين عام 1988، وكانت أختي على الطريق للانضمام إلى المقاومة.

وهي اختفت في عام 1992 على طريق الخروج من إيران نحو مخيم أشرف في العراق. ما وضع الأسرة في الحزن والقلق للغاية. أتذكر أن أمي، كانت تراجع خلف أبواب السجن والمؤسسات الحكومية بشكل منتظم كل أسبوع  من يوم السبت إلى يوم الأربعاء لمدة 11 شهراً للبحث عن حالة شقيقتي ، لكنه لم تلق أي إجابة.

في نهاية المطاف، بعد 11 شهرًا، أخبرها «ناصري» محقق عدلي في سجن إيفين أن ابنتك كانت تذهب إلى مجاهدي خلق، أخذناها وقتلناها!

أكدت هكذا «خديجة آشتياني» على قرارها للانضمام إلى المقاومة قائلة:

بعد شقيقتي، كان هناك طريقين،  الطريق الأول خوف وهلع من الاعتقال، والطريقة الأخرى قبول المجازفة  والمخاطرات وخوض في الطريق.

لقد قررت لإيصال نفسي إلى المقاومة بأي شكل من الأشكال، وفي النهاية، حققت هذا القرار في عام 2002 وتمكنت من إيصال إلى مجاهدي خلق، وأكون بجانب جميع  زملائي في خضم كل 14 سنة من الصمود والمقاومة في مخيمي أشرف وليبرتي في العراق.

بصفتي طبيبة يمكنني أن أشهد على ذلك بأن الحصار الطبي كان أحد أكثر أنواع الحصار الظالم والقاتل حيث يمكن أن يقوم بها العدو على مقاتلي درب الحرية. لأنه مستهدف روح وحياة كل مجاهد. لكن الصبر والمبادرات الفريدة من نوعها بين مجلس الأطباء والقسم الطبي في منظمة مجاهدي خلق في مخيمي أشرف وليبرتي حققت خطوة رائعة بالضبط أمام مؤمرات العدو.

بحيث أنا بصفتي طبيبة عامة قمت بتدريب مختلف الفروع والأقسام التخصصية، وفي غياب أطباء متخصصين، تمكنت من العمل إلى ما هو أبعد من ما يطلق عادة على طبيب عام في مجال الاستشارات وتنسيق  عبرالإنترنت مع سائر الأطباء من اجزاء اخرى من العالم.

من اكتشاف وكشف عينات سرطان محددة ، حتى تنفيذ مهام مثل الموجات فوق الصوتية وغيرها من المواضيع.

 وكان نحن الأطباء الذين نعمل في أشرف وليبرتي لدينا هدف واحد: الحفاظ على حياة مقاتلينا بأي ثمن!

وفي هذا الطريق بمثل هذا الهدف كسرنا حاجزالحصار.

لقد تصورالعدو أنه كان يقيدنا ويحصرنا و يأخذ منا ضحايا كثيرة، لكن شيئًا في العالم الإنساني والإرادة  العالية للمقاومة حيال العدو أخبرتنا أن هناك طريقة!

لقد وجدنا هذه الطريقة في كل مجال من مجالات الطب، بالتعاون والتعاضد والمرافقة بين بعضنا البعض وبالتشاورمع المتخصصين المتاحين.

وفي هذه الأيام وعند المشي في شوارع أشرف 3، أشعر بلحظات من النخوة والفخر بما يريده العدو وأين وصلنا … مسافة من الموت إلى البقاء.

 

[1] استشهدت «صبا هفت برادران» أثناء هجوم قوات «نوري المالكي» على مخيم أشرف في العراق يوم 8 أبريل2011. في هذا اليوم  قامت القوات البرية التابعة للجيش العراقي بغزو مخيم أشرف بناء على طلب خامنئي وكانت تنوي إبادة سكان أشرف العزل. وأثناء الهجوم دهست عجلات الهامفي 22من سكان المخيم، وأُصيب 180 منهم بالرصاصات المباشرة، وأصيب 300 شخص بجروح ، واستشهد 36 من سكان المخيم، من بينهم 8 نساء. لم تسمح القوات العراقية بالحقن بالدم إلى «صبا» إلا إذا وعد والدها بالتعاون مع النظام الإيراني، فهو هدف مرفوض من قبل «صبا» ووالدها بشدة.

Exit mobile version