دامونا تعاونی: كنت السجينة الوحيدة التي ماكانت عيونها معصوبة

لحد أتذكر قلما تحدث حالات أتمكن من زيارة أبوي خارج السجن

أتذكر عندما كنت في السادس من العمر انهالوا العملاء يوماً في بيتنا

في الساعة الرابعة صباحاً وكان أبوي آنذاك في السجن وطلبت أمي من العملاء المجال لتودعني عند جدتي وجدي غير ما قبل العملاء ونقلوني بكل شقاوة إلى سجن إيفين الرهيب. وفي فترة نقلنا إلى السجن وبعدها كنت السجينة الوحيدة التي ماكانت عيونها معصوبة والآخرين كانوا معصوبة العيون حيث كنت أستطيع أشاهد كل المراقبات و الجرائم وما يقع

شاهدة صغيرة تحمل ألام كبيرة في صدره ، ألم حبس الأم وألم الاستجواب منها وألم السجين الذي قاعد في ردهة السجن الضيق والكثير من الآلام الأخرى..

كان السجن للطفل مثلي عبارة عن عالم البرودة والظلام الذي يهديني الحزن بدلاً عن مختلف تمنيات منوعة .

ومن حسن الحظ تم الإفراج عني حيث نُقلت إلى جدي وجدتي إذ كان أمي وأبي في السجن..

 

كنت تلميذه في الصف الثاني الإبتدائي عند إطلاق سراح أبي من السجن حيث جاء مباشرة إلىّ وقال لن نبق بعد هذا في إيران فغادرنا إيران غداة ذاك اليوم.

هذا و بعد سنة من مغادرتنا عاد أبوي إلى إيران حيث وبعد فترة وجيزة وصلنا خبر اعتقاله.

تقريباً كنت على يقين أنني لن أراه ولكن كان صعب جداً علي أن أقبل هذا.

وبعد فترة أخبرتني أمي خبرتنفيذ حكم إعدامه وأنا لم أصدق وما كنت استطيع .كان تنفيذ حكم إعدام أبي خلال مجزرة عام 1988

… وبعد سنين وأنا كبرت روى أحد زملاء أبي الذي كان صاحبه في السجن آخر أيام حياته وقال :”كنت أرصد من مزغل باب الزنزانة عندما أخذوا أبي إلى المحكمة لمقاضاته وبعد دقائق قصيرة رأيت يجرونه عميلين إلى ردهة الموت والتي تنتهي إلى الشنق! فويل للقاسية قلوبهم..

لقد بقى لي من أبوي من ذكريات عطرة ، نظرة أبية وقلب حنون وصوت مفعم من العزم واليقين

كل عام في الذكرى السنوية من مجزرة 1988 أنظر إلى صورة أبوي  عدة مرات.

هو باقي في  نفسي حياً ونامي بدرجة لا أشعر غيابه أبداً

إنه يضحك علينا وينظرنا عن كثب..

Exit mobile version