رسالة مريم رجوي الى مؤتمر النساء الرائدات في النضال ضد التطرف في ايطاليا

أيها البرلمانيون الأعزاء،
أيها السيدات والسادة!

أحييكم بمناسبة مؤتمركم وأتمنى لكم النجاح والموفقية. ينبغي أن أقدم شكري مرة أخرى على التضامن السخي الذي أبداه المنتخبون والشعب الايطالي مع المقاومة الايرانية والشعب الايراني وأن أقدر الجهود المبذولة من قبلكم للدفاع عن حقوق الانسان في ايران والتأكيد على توفير الحماية لمجاهدي ليبرتي.

لقد شهدت المدن الايرانية قبل أقل من شهر موجة من الجرائم البشعة التي تمثلت في رش الأسيد على وجوه النساء من قبل العصابات الحكومية بذريعة عدم الالتزام بالتحجب المتوخاه من قبل الملالي الحاكمين في ايران، تلك الجريمة النكراء التي أثارت مشاعر الغضب والنفور لدى أبناء الشعب الايراني الذين خرجوا في مظاهرات واسعة في مختلف المدن الايرانية رغم حملات القمع الواسعة ومنع الحركات الاحتجاجية من قبل النظام. المواطنون الذين خرجوا في هذه التظاهرة دفاعا عن النساء اللاتي أصبحن ضحيات رش الأسيد كانون يصرخون:  ماذا حل بعيون بناتي؟ مطالبين بمعاقبة منفذي هذه الجرائم.

وكان النظام قد مهد الأجواء لهذه الجريمة الشنيعة قبل مدة حينما تبنى برلمان الملالي قانونا بهذا الصدد وأدلى الخامنئي ذاته بتصريح في هذا الشأن بالاضافة الى ما أطلقته عصابات النظام القمعية من تهديدات بحيث أرسلت العصابات المجرمة رسائل هاتفية الى النساء في مدينة اصفهان مهددة اياهن برش الأسيد عليهن.
الغاية من هذه التمهيدات هي نشر أجواء الرعب والخوف في الشارع الايراني لارتكاب المزيد من القمع ولاخماد لهيب النقمات الشعبية كون الديكتاتورية الدينية الحاكمة في ايران تواجه أزمات دولية وداخلية خانقة. انها منشغلة في ملفها النووي من جهة كونها لا تريد أن تتخلى عن صناعة التسلح النووي ومن جهة أخرى تسعى بكل ما لديها من قوة الاحتفاظ بموقعها في كل من العراق وسوريا. ولكن الحرب الأهم بالنسبة للنظام هي الحرب ضد الشعب الايراني الذي ضاق ذرعا من القمع وأجواء الكبت والجوع ويستغل كل فرصة لابداء معارضته ضد النظام عبر الانتفاضة والاحتجاج ضد الاستبداد الديني وهذا ما يشكل مصدرا ثابتا لزعزعة الاستقرار لحكم الملالي.  

أيها الأصدقاء الأعزاء!
ان الديكتاتورية الدينية الحاكمة في ايران هي نظام متطرف بطبيعة متخلفة تعود الى القرون الوسطى ظهر في القرن العشرين ولهذا السبب فانه ومن أجل بقاء حياته بحاجة قبل كل شيء الى تكريس آلية القمع داخل البلاد وتصدير الارهاب والتطرف الى خارج حدودها. وأبرز وجه لقمعية النظام يتبلور في مقارعته للنساء. ان آراء وتصريحات قادته وقوانينه ومؤسساته وتعامله مع الشعب الايراني حافلة بسياسته لمقارعة النساء، كون هذه الصفة تمثل جوهر ايدئولوجية التطرف والرجعية. حيث تعاملت عصاباته البغيضة ومنذ الأيام الأولى من تأسيس هذا الحكم مع النساء بالاعتداء عليهن تحت شعار «اما التحجب أو القمع» في محاولة لدفع النساء الايرانيات الى الوراء والتخلف من خلال فرض الحجاب القسري عليهن وتحقيرهن وطردهن على نطاق واسع من المشاغل الحكومية وفرض الحظر عليهن في ساحة القضاء واصدار تشريعات ذات طابع تمييزي لكي يفرض من خلال قمع النساء وترويعهن سيطرته على كل المجتمع واخضاعه للاستسلام.

وأدخل النظام في السنوات الأخيرة حيز التنفيذ قوانين جديدة  لمناهضة النساء منها : مشروع مستهجن للسماح للرجل بالزواج من الفتاة التي يتبناها والتقنين وفصل الذكور عن الاناث في الجامعات وفرض الحظر على طالبات الجامعات في الدراسة بخصوص ۷۷ فرعا جامعيا وغيرها من المحظورات.
ولكن المرأة الايرانية ليست لم تأبَ فقط عن الاقصاء وقبول الموت التدريجي ولزوم البيت كما يحلو للملالي وانما على عكس ذلك أقدمت على أن تكون رائدة في رفع راية المقاومة ومصدرا للالهام في الصمود والنضال والمقاومة أمام بقية الشرائح والطبقات الاجتماعية في ايران.

فتصدرت المرأة الايرانية الصف الأمامي للنضال ضد نظام الملالي المقارع للنساء وها نحن نجدها اليوم تلعب دورا متميزا وقياديا في المظاهرات والحراك الاجتماعي المناهض للنظام.
طبعا النساء المجاهدات والمناضلات اللاتي هن رائدات في هذا النضال لم يقطعن هذا الدرب بسهولة بل قدمن أغلى الأثمان في كل مرحلة من هذه المعركة بدءا من مشاركتهن في النضال السياسي في السنوات الأولى من حكم الملالي ووصولا الى مقاومتهن الرائعة في سجون ومعتقلات التعذيب للنظام وكانت ومازلت النساء الأشرفيات قدوة ومثالا ومصدرا للالهام في كل ميادين المعركة التحررية للنساء في ايران.

اولئك النساء المقدامات اللاتي قدن النضال من أجل اسقاط الاستبداد الديني الحاكم في ايران وهن تعرضن لأعنف هجمات على أشرف وليبرتي منها ۲۷هجمة طيلة السنوات الـ8 الماضية بما فيها ۶ مجازر وها هن اليوم يقدمن وينتخبن المجلس المركزي لمجاهدي خلق المكون من ألف امرأة بطلة ليسطرن مثالا للنساء الباسلات في وطننا في نضالهن ضد نظام ولاية الفقيه المناهض للمرأة.

أجل هؤلاء النساء هن رائدات النضال ضد التطرف وعلى هذا الأساس فان دعم النساء المجاهدات في ليبرتي يفوق الجانب الانساني ويمثل الدعم لأفق الانتصار على غول التطرف الذي لم يسلط قبضته على مصير الشعب الايراني فحسب وانما على مصير شعوب المنطقة. وانها معركة أدعوكم الى دعمها.
اذا كان التطرف والرجعية قد جعل المرأة الايرانية هدفا أوليا له ويريد اخضاعها للاستسلام فعليه أن يعلم أن هؤلاء النساء في نهاية المطاف يحاربن في الصف الأمامي من النضال ضد الرجعية والتطرف ويقلعن جذوره من ايران والمنطقة. اننا نريد نظما جديدا وعازمون على أن نقلب الوضع المتخلف القديم رأسا على عقب ونتقوى في هذا المضمار بتضافركم أنتم النساء والرجال الأحرار في كل العالم معنا.
أشكركم جميعا.

Exit mobile version