زهرة قائمي

امرأة مقدامة في قبول الأخطار

 

مواليد: 1964

مسقط الرأس: طهران

الدراسة: السنة الأخيرة للثانوية

سوابق النضال المحترف: 35 عاما

السجن في نظام خميني: 5 سنوات

 

ولدت زهرة في عائلة متوسطة في طهران. انها ترعرت في بيئة سياسية بسبب ارتباط عائلية بأحد مؤسسي منظمة مجاهدي خلق الايرانية سعيد محسن. وفي الثانية عشرة من عمرها تعرفت من خلال قراءة السيرة الذاتية لطلائع طريق الحرية على المسائل السياسية ثم على منظمة مجاهدي خلق وقضيتها وأهدافها. وفي الثورة المضادة للملكية في العام 1979 ورغم صغر سنها شاركت في جميع المسيرات والتظاهرات بكل نشاط. انها وفي العام 1979 وبصفة عضو ناشط انخرط في نشاطات شعبية واسعة مع طلاب مدرستها.

زهرة البطلة اعتقلت قبل 20 حزيران 1981 وخلال تظاهرة احتجاجية ضد سلب الحريات من قبل خميني ورغم أنها قد دخلت السنة السابعة عشرة من عمرها الا أنه قد تم زجها في السجن وقضت أصعب الظروف القاسية في العنبر العقابي رقم 8 في سجن قزل حصار وسجن ايفين. انها قضت 9 أشهر في العنبر العقابي رقم 8 في قزل حصار.[1] وفي العام 1984 كان من المفروض أن يطلق سراحها من السجن غير أنها وبسبب امتناعها عن اجراء المقابلة ضد منظمة مجاهدي خلق أبقاها النظام في السجن حتى عام 1986. 

وبعد اطلاق سراحها، بذلت كل جهدها للارتباط من جديد بالمنظمة ومواصلة نضالها وفي مارس ذلك العام تمكنت من الارتباط بالمنظمة وخرجت من البلاد للالتحاق بصفوف المقاومة وذهبت الى معسكر أشرف.

وكانت زهرة قد بدأت النضال بحبها لحرية شعبها ووطنها، وفي أشرف تمكنت بجدارة قل نظيرها من قطع مراحل متقدمة من قبول المسؤوليات في النضال وتولت مسؤوليات في ادارة وتطوير المعركة ضد الملالي المعادين للمرأة بصفتها عضوة في مجلس قيادة مجاهدي خلق وأحد القادة الكبار في جيش التحرير الوطني الايراني.

ان الصمود الرائع لمجاهدي خلق حيال الحصار والهجمات المتكررة والتعذيب النفسي المستمر على طول عقد من الزمن، جاء بفضل قيادة وتحمل المسؤوليات من قبل نساء من أمثال زهرة قائمي في أشرف. وهذه القيادة لم تكن في الخلف وانما في الميدان وفي الصف الأمامي للمواجهات مع عوامل القمع. ولهذا السبب تعرضت زهرة البطلة في هجوم القتلة المؤتمرين بإمرة خامنئي والمالكي في يوم 28 و 29 يوليو 2009 للاصابة برصاص مباشر في الرجل عندما كانت في الصف الأمامي للمجاهدين في أشرف وخضعت لعملية جراحية وفترة للعلاج.

من القيم التي كانت تتحلى بها زهرة وكانت بارزة ولافتة، في جميع محطات النضال الصعبة والضغوطات والمنعطفات، هي الشجاعة مع الصبر والرصانة وابتسامة لم تفارق وجهها انعكاسا للأمل بالمستقبل الواضح حيث حولتها الى قدوة لكل زميلاتها في النضال.

هذه الكفاءة الشاملة لدى زهرة قد أهلتها ليتم انتخابها مرادفة للأمينة العامة لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية في سبتمبر 2011. تكفي في الأهلية والجدارة التي كانت تتحلى بها هذه اللبوة البطلة آن نقول إنها كانت تتولى قيادة 100 امرأة ورجل أبطال بقوا في أشرف خلال 2012 و 2013. انها ومع سائر زملائها في النضال كان عليهم أن يقضوا في كل لحظة مستعدين للفداء والأسر والتعذيب مجددين العهد للصمود.

وأخيرا استشهدت القائدة زهرة في مجزرة الأول من سبتمبر 2013 خلال هجوم شنه عملاء خامنئي والمالكي على أشرف وأوفت بذلك بعهدها في الصمود والدفاع عن قضية تحرير الشعب والوطن من براثن وحش التطرف الديني الحاكم حتى الرمق الأخير والتحقت بكوكبة شهداء المجاهدين الشامخين في نضالهم ضد نظام ولاية الفقيه البالغ عددهم 120 ألف شهيد. 

 

وفي مراسيم تخليد لهذه المجزرة التي اقيمت بواشنطن يوم 14 سبتمبر 2013، قالت البروفيسورة دانا هيوز استاذ جامعة رودآيلند الآمريكية بشأن زهرة قائمي و52 شهيدا في ملحمة أشرف باللون الأحمر القاني: أود أن أخلد لحظات وبشكل خاص نستذكر خلالها زهرة قائمي مرادفة الأمينة العامة لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية. انها كانت تتولى قيادة مخيم أشرف في يوم المجزرة. كانت زهرة قائمي مشهورة بالرصانة والثقة بالنفس والصبر وصواب الرأي… وكنات زهرة احدى النساء الصامدات التي قد عقدت العزم لوضع حد لقمع النساء في ايران. ومن آجل نيل الهدف جعلت نفسها كفوءة لتبوء مكانة بصفة قائدة. ومن أجل وصف تحرير الذات والأخطار التي تكمن في مواجهة نظام مقارع للنساء ونظام فاشستي ديني، أفضل أن أقتبس من كلمة مريم رجوي في اليوم العالمي للمرأة حيث ألقتها في العام 2001 تحت عنوان ثمن الحرية.

«على النساء أن ينتزعن حقوقهن بأنفسهن ولا يقدم أحد لهن الحرية والخلاص.

على النساء أن يقاومن لكي يفتح الطريق الحر ويتم تمهيده…

أول خطوة تكمن في الاعتقاد بأننا نستطيع. نستطيع ويجب أن نناضل لكي نتتحرر ونحرّر الآخرين. وهذه حقيقة جدية ونفسية تجري في عروق هذه الحركة والمقاومة وعروق كل رجال ونسائها. … علينا ألا ننسى أبدا أنه يجب أن ندفع الثمن من أجل الحرية».

اليوم نحن اجتمعنا هنا لكي نتذكر بأن هذا الثمن غال جدا في أغلب الأوقات.

هؤلاء الـ52 من النساء والرجال من آعضاء المقاومة قتلوا، وآلاف الايرانيين المطالبين بالحرية قتلوا على يد الولي الفقيه. ولكن لا يمكن قتل حلم الحرية. وهذه الرؤية تبقى خالدة لدى كل ايراني حر. هؤلاء الـرجال والنساء الـ52 أثبتوا للعالم وبشكل  خاص لملايين الشباب في ايران أن كل انسان يستطيع أن يختار حياة مشرفة بحرية وبشجاعة.

هؤلاء الطلائع ذهبوا، ولكن يوما ما في ايران وربما في هذه الغرفة يقوم مَن يحذو حذوهم. وهذه الرؤية تبقى خالدة حتى تحقيقها.

 

[1] – العنبر العقابي رقم 8 كان يشمل زنزانات انفرادية وكانت كل زنزانة تسع لسجين واحد غير أن لاجوردي (كبير الجلادين لخميني) و حاج داوود (محترف التعذيب سيئ الصيت) قد أدخلا في هذه الزنازين لحد 25 سجينا بحيث كان السجناء مضطرين أن يناوبوا في النوم وفي الجلوس وفي الوقوف.

Exit mobile version