التقرير الشهري- ديسمبر 2022: سيناريوهات مزيفة للتستر على الجرائم
سيناريوهات مزيفة للتستر على دور الحكومة في عمليات القتل البشعة للمتظاهرين
وضعت الحكومة سيناريوهات مزيفة لتنسب بشكل رسمي العديد من حالات وفاة المتظاهرين التي حدثت خلال الأيام الـ 110 التي مرت على انتفاضة الشعب الإيراني؛ إلى الحوادث والانتحار والأمراض المزمنة والتسمم وما إلى ذلك.
نتطرق في آخر تقرير شهري لعام 2022 إلى الاستخدام الشائع لنظام الملالي لهذا الأسلوب فيما يتعلق بالنساء المحتجات. وبطبيعة الحال، هناك المزيد من الحالات المتعلقة بالشباب والرجال المحتجين غير مدرجة في طيات هذا التقرير.
ولابد من التأكيد على أن نظام الملالي يطالب عائلات المتوفين أثناء الاحتجاجات إما بالتزام الصمت حيال وفاة أبنائهم أو الظهور على شاشات التلفزيون الحكومي وتأكيد السيناريوهات المزيفة التي وضعتها الحكومة بشأن وفاة أبنائهم؛ وإلا فإن أبنائهم الآخرين أيضًا سيواجهون نفس المصير.
وتبادر الأجهزة الأمنية القمعية، في بعض الحالات، بممارسة ضغوط شديدة على عائلات المتوفين، وتُرهن تسليم جثمان أبنائهم بقبولهم للسيناريوهات المزيفة التي وضعتها الحكومة. أو أن الأجهزة المذكورة تسعى إلى إجبارهم على تسجيل أبنائهم القتلى في مؤسسة الشهيد مقابل المال، وبهذه الطريقة يتظاهرون زورًا وبهتانًا بأن الضحية كان أحد أتباع نظام الملالي وأنصاره.
كتبت منظمة العفو الدولي عن عائلتي نيكا شاكرمي، وسارينا إسماعيل زاده أن: ” ضباط الأمن والمخابرات أجبروا عائلتي هاتين الفتاتين على تسجيل إفادات مصورة، من خلال مضايقتهم بشكل مكثف وتهديدهم لتأكيد الرواية الرسمية بأن أبنائهم انتحروا بالقفز من فوق الأسطح.
كما استشهدت منظمة العفو الدولية مقتل أميرمهدي فرخي البالغ من العمر 17 عامًا، والذي قُتل برصاصة في صدره، في 28 سبتمبر 2022. وأجبر مسؤولو المخابرات والده بالتهديد بالقتل أو إلحاق الأذي ببناته؛ على تسجيل مقطع فيديو قال فيه إن ابنه قُتل في حادث سير.
ما تقرأه أدناه هو ملخص لحالات وضع سيناريوهات مزيفة حول قتل النساء والفتيات خلال الاحتجاجات.
![سيناريوهات مزيفة للتستر](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Sepideh-Ghalandari.jpg)
سبيده (بيكرد) قلندري تفقد حياتها تحت التعذيب
تتعلق أحدث حالة من حالات تلفيق الأكاذيب بالشابة الكردية سبيده (بيكرد) قلندري التي قُتلت تحت التعذيب.
القصة وما فيها هي أنه تم القبض على سبيده قلندري، في طهران، في شهر نوفمبر، وفي عاقبة الأمر فقدت حياتها تحت التعذيب. وسلَّموا جثمانها لأسرتها، في 1 يناير 2023، شريطة التزام الصمت. ودُفنت في مهاباد، صباح يوم الإثنين، 2 يناير.
أعلنت الأجهزة الأمنية للنظام الإيراني أن السبب في مقتل سبيده قلندري (بيكرد) هو المرض، وهدَّدوا والدها، وهو أحد السجناء السياسيين السابقين، وطالبوه بالامتناع عن تسريب كيفية قتل ابنته للصحافة. (موقع “كردستان ميديا” - 3 يناير 2023).
![سيناريوهات مزيفة](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Dr.-Ayda-Rostami.jpg)
سيناريو مزيف حول مقتل الطبيبة آيدا رستمي
كانت الطبيبة آيدا رستمي، البالغة من العمر 36 عامًا، أحد الأطباء الشرفاء الذين يترددون على المنازل بيتًا بيتًا لتقديم الرعاية الطبية للمتظاهرين المصابين.
ونظرَا لأن ضباط الأمن، ورجال الأمن المتنكرين في ملابس مدنية قاموا في كثير من الحالات باختطاف المصابين من أسِرّة المستشفيات ونقلهم إلى السجون، فإن المصابين في الاحتجاجات يُحجمون عن مراجعة المستشفيات لتلقي العلاج. والجدير بالذكر أن نظام الملالي أفرط في اللجوء إلى استخدام هذا الأسلوب، سواء في الانتفاضة الأخيرة أو في انتفاضة نوفمبر عام 2019 أو في عقد الثمانينيات.
لذلك، فضَّل المتظاهرون المصابون البقاء في منازلهم بدلًا من التوجُّه إلى المستشفيات، والاستعانة بالأطباء الموثوق بهم لعلاجهم في منازلهم. وكانت الدكتورة آيدا رستمي أيضًا طبيبة موثوقة بها، وكانت تعالج المصابين في منطقة إكباتان، وهي إحدى مراكز الاحتجاجات في طهران.
وأدركت عندما كانت منهمكة يوم الإثنين، 12 ديسمبر 2022، في زيارة مريض أن ما لديها من ضمادات وغاز قد نفذ. وخرجت لشراء هذه الأشياء من الصيدلية، إلا أنها لم تعود على الإطلاق. وأبلغ مركز الشرطة عائلة آيدا، في ظهر يوم الثلاثاء، أنها قُتلت ليلة أمس في حادث سير، وأنهم عليهم التوجُّه إلى مقبرة بهشت زهرا لاستلام الجثة.
وأمروا الطب الشرعي بأن يذكر في شهادة الوفاة أنها توفيت جراء “الاصطدام بجسم صلب” في “حادث”. ولم يرغبوا في إظهار الجثة للعائلة، بيد أن العائلة أصرت على الاطلاع على الجثة. وعندما كشفوا غطاء الجثة، صُدمت الأسرة من رؤية الدكتورة رستمي. حيث كان النصف الأيمن من وجهها مسحوقًا وأنفها محطمًا، وكانت يداها مكسورتين بشكل بشع، وكانت لديها عدة غرز في عينها اليسرى ومغلقة تمامًا، مما يعني أن عينها اليسرى كانت فارغة تمامًا. كما كانت لديها آثار للكدمات والإصابات في الجزء السفلي من جسدها، مما يشير إلى تعرضها للاعتداء الجنسي. ومن الواضح أنها قُتلت تحت التعذيب.
وعلى الرغم من إصرار عائلة آيدا رستمي، إلا أن الشرطة ما زالت تتملص من عرض موقع الحادث وسيارة آيدا على أسرتها. وأثارت ظروف وفاة الدكتورة رستمي الغضب العام والاشمئزاز. لهذا السبب، قدَّمت السلطة القضائية في نظام الملالي تفسيرًا حول هذا الأمر، مفاده أن الدكتورة آيدا رستمي ألقت بنفسها من فوق جسر علوي، بعد مشادة مع صديق نجلها. (وكالة “تسنيم” الحكومية للأنباء – 20 ديسمبر 2022).
![التقرير الشهري- ديسمبر 2022: سيناريوهات مزيفة للتستر على الجرائم](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Mahsa-Amini.jpg)
التذكير بما حدث لمهسا أميني
نتذكر أن المسؤولين الحكوميين أنكروا، في بداية الاحتجاجات، أي مسؤولية لهم عن مقتل مهسا أميني. والجدير بالذكر أنها ظلت في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام في المستشفى؛ نتيجة لتعرضها للضرب المبرح والسب، وتلقي ضربات على رأسها بالهراوات، وفقدت حياتها في نهاية المطاف؛ بسبب إصابتها بالموت الدماغي والنزيف الداخلي الناجم عن كسر الجمجمة. بيد أن المسؤولين الحكوميين ادعوا أنها توفيت بسبب مرض مزمن.
قال محامي عائلة أميني إن النزيف خلف العنق والأذنين نتج عن تأثير خارجي. قال أمجد أميني، والد مهسا، إن مهسا لم تكن تعاني من أي مرض مزمن على الإطلاق. وقال في حديث مع موقع “امتداد” الإخباري إن الفتيات اللواتي اعتقلن مع مهسا في ذلك اليوم اتصلن به عدة مرات وقلن إنهم “ضربوها”. وطالب السيد أميني بالإفراج عن المقطع المصور الذي التقطه الكاميرات لحظة الاعتقال كاملًا، والصور التي تم التقاطها داخل شاحنة دورية الإرشاد وفي معتقل الوزراء، إلا أن السلطات لم توافق على نشر هذه المقاطع المصورة، ولم تعرض سوى جزء من الصور الانتقائية من معتقل الوزراء.
وقال حسين رحيمي، قائد شرطة طهران الكبرى: “لا يمكن نشر المقطع المصور لمهسا أميني كاملًا؛ بسبب طول فترته الزمنية”. (موقع “شرق” الإخباري – 19 سبتمبر 2022).
وأضاف أمجد أميني أن المسؤولين الحكوميين لم يقدِّموا له أي إجابة عن سبب وفاة ابنته، وقاموا بمراوغته بتحويله من هيئة إلى هيئة أخرى.
ودائمًا ما تتعرض عائلة مهسا ووالدها وشقيقها وابن عمها وآخرين للضغوط والتهديد بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام عن وفاة مهسا.
كانت الحالتان الأخريان من الحالات الأولى لوضع سيناريو مزيف فيما يتعلق بقتل الفتيات المحتجات بالهراوات، بعد مهسا أميني؛ تتعلقان بـ سارينا إسماعيل زاده، ونيكا شاكرمي.
![سيناريو مزيف حول سارينا إسماعيل زاده](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Sarina-Esmailzadeh.jpg)
سيناريو مزيف حول سارينا إسماعيل زاده
إن العالم بأسره على دراية اليوم بوجه سارينا إسماعيل زاده وشخصيتها الخاصة. والجدير بالذكر أنها كانت فتاة ذكية ومفعمة بالحيوية إلى حد بعيد، إذ اعتادت على تسجيل جميع أعمالها ونشرها على اليوتيوب.
أشارت التقارير الأولى عن وفاة سارينا إسماعيل زاده إلى أنها قتلت في حي مهرشهر كرج، جراء تعرضها للعديد من الضربات بالهراوة على رأسها، أثناء احتجاجات 21 سبتمبر 2022. بيد أن المسؤولين الحكوميين أعلنوا أن سارينا انتحرت بإلقاء نفسها من الطابق الخامس من مبنى بالقرب من منزل جدتها. (صحيفة “انتخاب” الحكومية – 7 أكتوبر 2022).
أظهر الملالي امرأة على التلفزيون الحكومي، وأدعوا أنها والدة سارينا. امرأة، كانت هادئة للغاية وتتحكم في مشاعرها، على الرغم من فقدان مثل هذه الفتاة المحبوبة. وقالت إن سارينا لم تكن ضد الحجاب الإجباري، وكانت الدراسة شغلها الشاغل، ولم تشارك في الاحتجاجات، وهي تصريحات تتنافى وجميع مقاطع الفيديو التي تركتها سارينا لنفسها ومتاحة الآن على قناتها على اليوتيوب.
كما شكَّك مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في هوية المرأة التي ظهرت على شاشة التلفزيون بصفتها والدة سارينا؛ لأنه كانت هناك امرأة أخرى دائمًا ما ترافق سارينا في الصور ومقاطع الفيديو.
![مقتل نيكا شاكرمي و اختلاق سيناريو مزيف عن انتحارها](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Nika-Shakarami.jpg)
مقتل نيكا شاكرمي و اختلاق سيناريو مزيف عن انتحارها
أما فيما يتعلق بـ نيكا شاكرمي، البالغة من العمر 17 عامًا؛ أذاع التلفزيون الحكومي مقابلة مع خالة نيكا وخالها؛ قالا فيها إنها انتحرت بإلقاء نفسها من فوق مبنى في حيِّهم، على الرغم من أنهما كانا قد قالا، في وقت سابق، بعد رؤية جثة نيكا، إن حالتها لا تشير إلى إلقاء نفسها من فوق المبنى لا من قريب ولا من بعيد.
والحقيقة هي أن ضباط المخابرات اعتقلوا خالة نيكا وخالها وأجبروهما تحت التعذيب على الاعتراف المزيف وتأييد السيناريو الوهمي الذي وضعته الحكومة.
تم تسجيل سبب الوفاة في شهادة وفاة نيكا أنها توفيت جراء تعرضها لضربات متعددة على الرأس بجسم صلب. وسمحت قوات الأمن لوالدة نيكا برؤية وجهها فقط دون جسدها. وقالت السيدة نسرين شاكرمي، والدة نيكا إن وجه نيكا وأنفها كانا محطَّمان، لكن جسدها كان سليمًا.
وصرحت السيدة شاكرمي علانية بأن المقاطع المصورة التي التقطتها الدوائر التلفزيونية المغلقة، والتي تم بثها على شاشة التلفزيون الحكومي لم تكن واضحة على الإطلاق، ولم تستطع التحقق من أن الفتاة التي دخلت المبنى كانت نيكا. ونفت والدة نيكا الرواية الحكومية حول انتحار ابنتها، وقالت: “نحن نطالب بتحقيق العدالة. وأريد أن يتم التحقيق في ملابسات قضية نجلتي، وأن يتحمل المسؤولون عن هذا الحادث المأساوي مسؤوليتهم. أريد أن يتم التحقيق في ملابسات قضية نيكا بشفافية دون ضغوط”.
قالت نسرين شاكرمي إن نيكا كانت “جريئة وشجاعة جدًا”، وكانت ضد دورية الإرشاد. وكانت ترغب في المشاركة في المظاهرات والتعبير عن آلام جيلها في الاحتجاجات. لقد تحدثت نيكا مع والدتها عدة مرات خلال يوم الحادث، وكانت تخبرها بأنها تشارك في الاحتجاجات. وقالت والدتها يبدوا أنها في أحد الاتصالات الهاتفية كانت تفر وأصدقاؤها من قبضة الضباط. وقالت السيدة شاكرمي إن نيكا لم تكن فتاة مكتئبة حتى تميل إلى الانتحار. كل ما فيها هي أنها كانت تسعى إلى تغيير الوضع في البلاد.
![سيناريو مزيف حول مقتل دريا نظم ده تحت التعذيب](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Darya-Nazmdeh.jpg)
سيناريو مزيف حول مقتل دريا نظم ده تحت التعذيب
خرجت دريا نظم ده، الفتاة المفعمة بالحيوية والبالغة من العمر 27 عامًا، وهي من أهالي كوهسار؛ من المنزل بمعية صديقاتها، في 3 نوفمبر 2022، للمشاركة في مراسم الأربعين لـ حديث نجفي.
وواجهن في طريق عودتهن من المراسم ضباط فيلق ثأرالله. وأطلق الضباط القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، وحدث اشتباك بين المتظاهرين وقوات الأمن. وهربت جميع صديقات دريا، ولكنها أبت ألا تفر واشتبكت مع الضباط. وشهدت إحدى صديقاتها بأنهم أجبروا دريا بالضرب والسب والعنف المفرط على ركوب سيارة دورية ثأرالله واقتادوها معهم.
واستمرت عائلة دريا في السؤال عن وضع ابنتهم لمدة أسبوعين، في جميع مراكز الشرطة والأجهزة الشرطية والأمنية. وبحثوا عنها في جميع السجون والعيادات والمستشفيات، وعندما يئسوا توجهوا للبحث عنها في المشارح، إلى أن تعرَّفوا في نهاية المطاف على جسد دريا نظم ده الهامد في مشرحة بهشت سكينه بمدينة كرج.
رأت والدة دريا على جسدها آثارًا للكدمات والضرب والإصابات. وتكدَّم وجهها ووجنتيها من الضربات، بيد أنه كان من الممكن التعرف عليها، ولم تكن هناك إصابات أخرى، من قبيل كسر العظام أو أشياء من هذا القبيل.
بعد التعرف على جثة دريا، بدأت الأجهزة الأمنية في وضع سيناريوهات مزيفة، والضغط على الأسرة لقبولها. واشترطوا على الأسرة ضرورة التأكيد أمام الكاميرات على أن نجلتهم قُتلت في حادث سير، وهددوهم بأنهم سوف يلقوا مصير دريا أيضًا إذا تحدثوا عن مقتلها وعن قصة اعتقالها بواسطة قوات الأمن؛ بعد تسليم جثتها وإقامة مراسم العزاء.
وتم تسليم شهادة الوفاة للأسرة بعد أسبوعين. وسجلوا تاريخ الوفاة قبل أسبوع من اعتقال دريا، في حين أن والدة دريا لديها قائمة بالاتصالات التي أجرتها مع دريا تفيد بأنها اتصلت بها في 3 نوفمبر 2022 وتحدثت معها. وتم تسجيل سبب وفاتها في شهادة الوفاة على أنها اصطدمت بجسم صلب وتعرضت لصدمة ناجمة عن الاصطدام، بيد أنهم كتبوا أن الجسم الصلب عبارة عن حادث، أي أن سيارة صدمتها، وليست الضربات بالهراوة على رأسها ووجهها هي التي تسببت في قتلها.
![تحريف حديث والد سارينا ساعدي](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Sarina-Saedi.jpg)
تحريف حديث والد سارينا ساعدي
أصيبت سارينا ساعدي، البالغة من العمر 16 عامًا بنزيف في المخ أثناء احتجاجات الـ 26 من شهر أكتوبر 2022، في سنندج، جراء تعرضها للضرب والسب وضربها بالهراوة على رأسها. وتوفيت بعد يوم واحد من الاستشفاء في المستشفى، وتحديدًا في الـ 27 من شهر أكتوبر.
وكشف والد سارينا، هاشم ساعدي في منشور على إنستغرام بتاريخ 29 نوفمبر 2022 ؛ النقاب عن أنه أُجبر بالقوة على تسجيل مقطع الفيديو الذي بثوه له على شاشة التلفزيون الحكومي. وأضاف أنه خلافًا لتصريحات محافظ سنندج، الذي أعلن أن وفاة سارينا نتجت عن تعاطي المخدرات؛ كُتب في شهادة الوفاة أن السبب غير معروف. واحتج على تشويه سمعة ابنته وأسرته بهذه الطريقة. كما قال إن أمن المدرسة عرض عليه المال مقابل التزام الصمت تجاه وفاة ابنته. (وكالة “كوردبا” للأنباء – 30 ديسمبر 2022).
![قضية بهناز أفشاري وانتحارها في الفندق](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Behnaz-Afshari.jpg)
قضية بهناز أفشاري وانتحارها في الفندق
خرجت بهناز أفشاري، الطالبة من أهالي باكدشت؛ من منزلها، في 26 أكتوبر 2022، للمشاركة في الاحتجاجات في طهران. وعُثر على جثتها بعد 5 أيام في الطب الشرعي. وقال ضباط الأمن لأسرتها إنها انتحرت في أحد الفنادق. بينما يقول أقاربها إنها كانت فتاة سعيدة ومفعمة بالحيوية، ولم تظهر عليها أي علامات للاكتئاب والرغبة في الانتحار، فضلًا عن أنها شاركت بفعالية في الاحتجاجات الأخيرة. ويسعى ضباط الأمن من خلال الضغط على الأسرة إلى التظاهر بأن جريمة القتل هذه ما هي إلا انتحار.
![قتل غزالة قاسمي على إثر ضربها على رأسها، بيد أنهم يعلنون أنها توفيت في حادث](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Ghazaleh-Ghassemi.jpg)
قتل غزالة قاسمي على إثر ضربها على رأسها، بيد أنهم يعلنون أنها توفيت في حادث
كانت غزالة قاسمي تبلغ من العمر 26 عامًا، وحاصلة على درجة البكالوريوس في علم الأحياء، وكانت تعمل في عيادة للحيوانات.
قتل الجلاوزة الحكوميون غزالة قاسمي، في الساعة العاشرة من مساء يوم السبت، 1 أكتوبر 2022، بتوجيه ضربة قوية على رأسها. وفسَّر الجلاوزة الحكوميون وفاة غزالة قاسمي على أنها جاءت نتيجة لحادث، فيما تنص شهادة الوفاة على أنها قُتلت بضربة قوية على رأسها.
القتل العشوائي للمواطنين – كبري شيخة سقا، وفرشتة أحمدي
أسفرت مراسم تشييع جنازة إسماعيل مولودي (سمكو)، أحد شهداء الانتفاضة، في 27 أكتوبر 2022، في مهاباد، إلى إنطلاق احتجاجات واسعة النطاق على صعيد المدينة. وفتحت القوات الحكومية النار على المتظاهرين، مما أسفر عن فقدان 4 أشخاص آخرين لحياتهم. وكانت كلٌ من كبرى شيخة سقا، وفرشتة أحمدي من بين هؤلاء الأشخاص.
كان السيد واحد سلطاني متواجدًا في شرفة منزله عندما رأي بعض الأشخاص يرتدون الزي العسكري الأخضر وهم يستهدفون زقاقهم ومنزلهم بوابل من الرصاص الحربي. ونزل بعد الضجيج ورأى أن إحدى الرصاصات أصابت عنق زوجته، كبري شيخة سقا وفقدت حياتها في الحال.
![كبري شيخة سقا](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Kobra-Sheikheh-Saqqa.jpg)
اتصلت السلطات الحكومية بالسيد سلطاني في نفس الليلة وضغطت عليه لإبلاغ الرأي العام بأن سيارة مجهولة الهوية بدون رقم مرَّت أمام الباب وأطلقت النار على زوجته. بيد أن السيد سلطاني أجاب قائلًا: “لقد رأيت بأم عيني من الشرفة أشخاصًا يرتدون الزي العسكري وهم يستهدفون زقاقنا ومنزلنا بوابل من الرصاص الحربي، وأعلم مَن هم قتلة زوجتي.
بعد ذلك، ضغط والي مهاباد (أمير قادري) والمسؤولون الأمنيون مرارًا وتكرارًا على السيد سلطاني عبر الاتصالات الهاتفية لتسليم المستندات والوثائق اللازمة للأجهزة المعنية لتسجيل السيدة شيخة سقا كشهيدة للجمهورية الإسلامية، ورفض السيد سلطاني ذلك رفضًا باتًا.
وبعد ذلك توجَّهت هيئة الإذاعة والتلفزة بمحافظة أذربيجان الغربية برفقة المدعي العام في مهاباد (مهراب بوراكبر)، و 40-50 شخصًا آخرين؛ إلى منزل السيد سلطاني دون إشعار مسبق وقاموا بالتقاط مقاطع فيديو لمنزلهم وإجراء مقابلة مع السيد سلطاني. وقامت هيئة الإذاعة والتلفزة في مركز أورمية، في وقت لاحق، بمراقبة جزء كبير من حديث السيد سلطاني وتحريف جزء منه إلى جانب تصريحات المدعي العام في مهاباد؛ حسب رغبتهم وبثوه. (وكالة “كوردبا” للأنباء – 5 نوفمبر 2022).
![فرشتة أحمدي](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Fereshteh-Ahmadi.jpg)
استهدفت القوات الحكومية فرشتة أحمدي 32عاما وهي من أهالي سردشت باطلاق النار عليها من فوق سطح منزلها السكني وأصابتها في صدرها، أثناء احتجاجات يوم الخميس 27 أكتوبر2022 في مهاباد وفقدت حياتها. واستدعت أجهزة المخابرات أفراد أسرة فرشتة أحمدي وأقاربها ومارست ضغوطًا عليهم.
ادعى ناصر عتباتي، الرئيس العام للمحكمة في أذربيجان الغربية، أن الرصاصة أُطلقت من داخل منزل فرشتة أحمدي. لكن شقيق فرشتة، إبراهيم أحمدي، نفى ادعاء رئيس المحكمة وأكد أن عائلتهم لا تتهم أحد، وأنهم على يقين من أن قوات النظام الإيراني هم مَن قتلوا ابنتهم. (وكالة أنباء “هيه نجاو لحقوق الإنسان” – 2 نوفمبر 2022).
![اختلاق سيناريو مزيف عن التسمم - نكين عبد الملكي، ونسرين قادري](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Negin-Abdolmaleki.jpg)
اختلاق سيناريو مزيف عن التسمم – نكين عبد الملكي، ونسرين قادري
كانت نكين عبدالملكي طالبة في قسم الهندسة الطبية بجامعة همدان للتكنولوجيا.
يفيد تقرير وسائل الإعلام الكردية أن قوات الأمن قتلت نكين عبدالملكى، البالغة من العمر 21 عاما ومن أهالي قروه؛ أثناء مظاهرات يوم 11 أكتوبر 2022، في همدان. والجدير بالذكر أن القوات المذكورة ضربوها بالهروات على رأسها عدة مرات. وعادت نكين إلى المدينة الجامعية لجامعة همدان للتكنولوجيا مصابة بجروح خطيرة، حيث فقدت حياتها متأثرة بنزيف حاد.
وهددت قوات الأمن في الجامعة شهود العيان وعائلتها، وأمرتهم بالقول إن نكين توفيت نتيجة للتسمم الناجم عن أكل أسماك معلبة منتهية الصلاحية.
![نسرين قادري](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Nasrin-Qaderi.jpg)
دخلت نسرین قادری، البالغة من العمر ۳۸ عامًا، وطالبة الدكتوراه في الفلسفة بجامعة طهران؛ في غيبوبة، أثناء احتجاجات 4 نوفمبر 2022، بعد تلقيها ضربات متعددة على رأسها، وتوفيت في المستشفى، في 5 نوفمبر.
وقام ضباط الأمن بنقلها سرًا خوفا من غضب المواطنين، ودفنوها في الصباح الباكر في مقبرة أهلية في مريوان.
ويفيد تقرير المصادر الكردية أن إمام الجمعة في مريوان، ومحافظ مريوان، ورئيس إدارة المخابرات وقائد مخابرات قوات حرس نظام الملالي في مريوان؛ توجهوا إلى منزل والدي نسرين، وأجبروا أقارب هذه العائلة على مغادرة المكان. وحاصر عدد كبير من الضباط المنزل، وأكدوا على وجوب دفن جثمان هذه الطالبة ليلًا دون إقامة أي مراسم لتشييع الجنازة. ولم تسمح قوات الأمن حتى لأسرة نسرين قادري بمرافقة جثمان ابنتهم أثناء الانتقال من طهران إلى مريوان. وضغطوا على أسرة نسرين قادري لدفن جثتها بدون حضور المواطنين. (شبكة حقوق الإنسان في كردستان – 6 نوفمبر 2022).
بعد ساعات من نشر بعض التقارير عن وفاة نسرين قادري، ادعت وكالة “إيرنا” الرسمية للأنباء التابعة لنظام الملالي أن هذه الشابة توفيت بسبب إصابتها بـ “مرض مزمن” وأنها كانت “تعيش حياة طبيعية” خلال الفترة التي انقطع فيها التواصل مع أسرتها. (وكالة “إيرنا” الرسمية للأنباء – 6 نوفمبر 2022).
بيد أن المركز الإعلامي للسلطة القضائية ادعى مرة أخرى، في 10 نوفمبر، على لسان المدعي العام لشهريار، عسكري بور، أن التقرير النهائي للطب الشرعي يفيد بأن سبب وفاة السيدة نسرين قادري هو استهلاك الميثانول (الكحول غير الصالح للأكل)، والتسمم الناجم عنه. (موقع “اعتماد آنلاين” الإخباري التحليلي – 10 نوفمبر 2022).
![قتل دنيا فرهادي وإلقاء جثتها في النهر](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Donya-Farhadi.jpg)
قتل دنيا فرهادي وإلقاء جثتها في النهر
تم العثور على الجثة الهامدة لدنيا فرهادي 22عامًا وهي من أهالي إيذه في 15 ديسمير 2022على ضفاف نهر كارون في الأهواز.
كانت دنيا فرهادي مشغولة بالدراسة في قسم الهندسة المعمارية بالجامعة الحرة بالأهواز، مركزمحافظة خوزستان، وكانت طالبة محتجة. والجدير بالذكر أنها كانت في عداد المفقودين منذ 7 ديسمبر (يوم الطالب).
وأعلنت وسائل الإعلام الرسمية أن سبب مقتل دنيا فرهادي هو ” القفز الطوعي من فوق الجسر والغرق في نهر كارون”. (موقع “خرداد” الاخباري – 17 ديسمبر 2022).
![آرنيكا قائم مقامي تعيش في غيبوبة لمدة 10 أيام، وسيناريو القفز من الشرفة](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Arnika-Qaem-Maghami.jpg)
آرنيكا قائم مقامي تعيش في غيبوبة لمدة 10 أيام، وسيناريو القفز من الشرفة
تعرضت آرنيكا قائم مقامي، البالغة من العمر 17 عامًا؛ للموت الدماغي أثناء الاحتجاجات في طهران؛ بسبب ما تلقته من ضربات متتالية على رأسها بجسم صلب وحدوث كسر في فقرة من فقرات العنق، وتوفيت في المستشفى بعد 10 أيام، وتحديدًا في 22 أكتوبر 2022، جراء شدة اصاباتها. ونقلتها قوات الأمن عمدًا إلى مستشفى عسكري.
وادعى نظام الملالي، من خلال إجبار والدها على إجراء مقابلة تلفزيونية؛ أنها قفزت من فوق المبنى وانتحرت. وكتبت وسائل إعلام نظام الملالي على لسان والد نيكا، ساسان قائم مقامي، قوله إنه ليس لديه أي شكوى بشأن وفاة ابنته، وأنها لم تتعرض للضرب والإصابات خلال أعمال الشغب، وتوفيت بسبب السقوط.
وقال: “توجهت برفقة زوجتي صباح يوم السبت لإيقاظ ابنتنا للذهاب إلى المدرسة، ووجدنا أن النافذة كانت مفتوحة، وأن ابنتنا سقطت في الفناء. ووضعنا ابنتنا في سيارة الإسعاف بمساعدة البواب، ونقلوها إلى مستشفى كلستان نزاجا. وأصيبت بسكتة قلبية في الحال، في غرفة الطوارئ، وقاموا بإنعاشها، ووضعوا وركها في مكانه. وقضت 8 أيام في وحدة العناية المركزة، وتوفيت في يوم السبت التالي”.
تتعارض تصريحات والد آرنيكا هذه مع تصريحات ميثم حسين بور، المحقق الخاص في جرائم القتل بالفرع الـ 4 لمكتب المدعي العام للجرائم الجنائية بطهران، والذي ذكر أن آرنيكا استيقظت للتوجه إلى المدرسة في الساعة 5:45 صباحًا، بينما يقول إن باب الغرفة كان مقفلًا. وبدأ والدا المرحومة في البحث عنها، في الساعة 5:45 صباحًا، عندما لم تفتح باب غرفتها، ووجدوا جثتها في فناء المنزل”. (موقع “مشرق نيوز” الحكومي – 26 أكتوبر 2022).
![إسراء بناهي](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Asra-Panahi.jpg)
سيناريو مزيف للتستر على ضرب الطالبات وسبهن – إسراء بناهي، وهستي حسين بناهي
كانت إسراء بناهي طالبة في مدرسة شاهد الثانوية في أردبيل، وامتنعت مع صديقاتها يوم الثلاثاء، 13 أكتوبر 2022؛ عن ترديد نشيد لخامنئي، وردَّدن هتافات مناهضة لنظام الملالي. وطلبت مديرة المدرسة المساعدة من ضباط الأمن ورجال الأمن المتنكرين في ملابس مدنية؛ لتهدئة الطلاب المحتجين. وبمجرد دخولهم المدرسة، فعلوا مع هؤلاء الفتيات والمراهقات ما يفعلونه في السجون مع السجناء السياسيين والمحتجين المعتقلين. وأصيب ما لا يقل عن 10 طالبات وتم نقلهن إلى مستشفى فاطمي. وتوفيت إسراء بناهي، البالغة من العمر 15 عامًا؛ بسبب إصابتها بنزيف داخلي حاد. ودخلت طالبة أخرى في غيبوبة، تم التعرف عليها باسم آيتك فقط.
أجبر نظام الملالي أعمام إسراء وأخوالها وشقيقها على الظهور على شاشات التلفزيون والإدلاء باعترافات كاذبة تفيد بأنها توفيت بسبب مرض في القلب. وتفيد التقارير أن شقيق إسراء انتحر بعد أن أُجبر على الظهور على شاشة التلفزيون خلافًا لرغبته والإدلاء باعترافات كاذبة بشأن وفاة شقيقته.
![هستي حسين بناهي](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Hasti-Hossein-Panahi.jpg)
والحالة الأخرى هي حالة هستي حسين بناهي، الطالبة الكردية البالغة من العمر 16 عامًا، ومن أهالي دهكلان، والتي لا تزال في غيبوبة منذ 10 نوفمبر 2022.
وتشير بعض تقارير وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن هستي أصيبت بجروح خطيرة، أثناء احتجاجات دهكلان؛ جراء انهيال الضباط عليها بالضرب بالهراوات، ثم نُقلت إلى مستشفى كوثر في سنندج.
بيد أن بعض التقارير الأخرى تفيد بأن إدارة التربية والتعليم استدعت هستي؛ بسبب قيامها بتمزيق صورة خميني من كتابها المدرسي. وهناك هددوها بالطرد من المدرسة ومنعها من مواصلة الدراسة، وانهالوا عليها بالضرب بالهراوة والسب. ثم ألقوا بجسدها شبه الميت من الحافلة، وأعلنوا أنها ألقت بنفسها خارج الحافلة لتنتحر، على الرغم من محاولة أصدقائها والسائق منعها من الانتحار.
هذا وتمارس قوات الأمن ضغوطًا على عائلة هستي ليعلنوا أن ابنتهم انتحرت بسبب الاكتئاب. وهذا هو ما فعلوه مع عائلة إسراء بناهي، بيد أن عائلة هستي لم تقبل بالإدلاء بأي اعتراف قسري.
“هددت الأجهزة الأمنية والد هستي، وهو نفسه مدرس في وزارة التربية والتعليم أيضًا؛ بعدم الإدلاء بأي معلومات حول هذا الأمر”. (وكالة أنباء “هيه نجاو لحقوق الإنسان” – 10 نوفمبر 2022).
![سيناريو مزيف للتستر على قتل كيان بيرفلك](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/01/Kian-Pirfalak.jpg)
سيناريو مزيف للتستر على قتل كيان بيرفلك
قتل رجال الأمن طفلًا يبلغ من العمر 9 سنوات، يدعى كيان بيرفلك، وأصابوا والده، ميثم بيرفلك؛ أثناء قمع احتجاجات إيذه في ليلة 16 نوفمبر 2022، عندما أطلقوا النار على سيارة عائلة كانت تعبر الشارع.
أعلنت السيدة زينب مولائي، والدة كيان بيرفلك صراحةً أن رجال الأمن هم قتلة طفلها. وقالت إن ضباط الأمن ورجال الأمن المتنكرين في ملابس مدنية طلبوا من زوجها أن يستدير، ولكن عندما استدار، أطلقوا عليهم النار.
لكن وسائل الإعلام الحكومية رفضت تصريحاتها وكتبت أنه لا توجد وثيقة أو دليل على ما تقوله السيدة مولائي، واعتبرت أن تصريحاتها ناجمة عن تحريض ضد الثورة في اللحظات الأولى من هذا الحادث. واعتقلت الأجهزة الأمنية بعد ذلك عددًا من المواطنين والمتظاهرين في إيذه بوصفهم قتلة كيان وتنوي إعدامهم.
أعلنت عائلة بيرفلك في بيان صدر يوم 28 ديسمبر 2022، أن “هوية مَن أطلقوا النار على سيارة ميثم بيرفلك” في 16 نوفمبر 2022، معروفة لديها تمامًا، ومن غير الممكن تغييرها، وأنها لن تقبل تحت أي ظرف من الظروف الروايات المزيفة التي لا أساس لها من الصحة عن مقتل الخالد كيان بيرفلك وإصابة والده ميثم”. وإذا كان لدى المسؤولين المختصين إرادة لتقديم قتلة كيان بيرفلك، فإننا نرحب بذلك. بخلاف ذلك، فإننا نعرب عن ارتياحنا مقدمًا لجميع أولئك الذين تم تقديمهم من أهالي إيذه على أنهم قتلة كيان بيرفلك، بمقتضى تحريف المعلومات حول ما حدث وتزوير الرواية الخاصة بالحادث.
ماذا يجب علينا أن نفعل في مواجهة مثل هذا النظام الوحشي المنتهك للقانون؟
تقوم سلطات نظام الملالي بشكل منهجي باضطهاد أهالي الضحايا وتهديدهم للتستر على الحقيقة. والجدير بالذكر أن موجة قتل المتظاهرين الأخيرة متجذرة في أزمة الحصانة العميقة السائدة في إيران لفترة طويلة لارتكاب أخطر الجرائم بموجب القانون الدولي.
وتؤكد هذه الأساليب المثيرة للاشمئزاز بشكل غير مسبوق على مدى فساد المسؤولين عن القمع. وتثبت مرة أخرى أن جميع سبل البحث عن الحقيقة والعدالة مغلقة على المستوى المحلي.
بالنظر إلى أبعاد انتهاكات حقوق الإنسان وخطورتها في الماضي والحاضر، لم يعالج مجلس حقوق الإنسان، وغيره من المؤسسات المسؤولة عن حقوق الإنسان هذه القضايا بشكل كافٍ. ونحن ندعو الدول الديمقراطية إلى أن ترهن علاقاتها مع نظام الملالي بتحسين أوضاع حقوق الإنسان في إيران، ووضع حدٍ للإعدام، وإطلاق سراح جميع المتظاهرين المسجونين. ونطالب بإغلاق سفارات نظام الملالي في الدول، وطرد جلاوزة هذا النظام الفاشي وعملائه، وقيام الدول باستدعاء سفرائهم من إيران.
إن نظام الملالي لا يفهم سوى لغة القوة، ويجب إجباره بهذه الطريقة على الكف عن قمع المرأة وأبناء الشعب الإيراني.