كنا في نهاية ربيع 1987 في أحد عنابر سجن جوهر دشت و في استقرار جديد متأثرات من أحداث خارج السجن وهو تأسيس معسكر أشرف وتشكيل وحدات الأخوات وهذه محطة آمالنا جميعاً ..
كانت زميلاتنا السجينات في أعلى لحظات الفرح ويتابعن الأخبار بحثاً عن تطورات جديدة حول هذا الحدث الكبيربأي ثمن كان..
وأحد الحلول رأينها في السجناء من عائلة واحدة وهم كثيرون من حسن الحظ ولكن السماح كان صعباً لزيارة السجناء من أسرة واحدة ويستغل السجانون هذه الحالة لكسرالسجناء عن طريق تقديم الطلب لإدارة السجن من قبل أحد من هذه الأسرة للقاء مع بعض وقد لا يقبل في أكثرالأحيان أو كان اللقاء بحضور عملاء من الحرس وفي وقت قصير جداً وهذا كان مثاراً للجدي بين العوائل السجناء والسجانين الملالي..ورغم كل هذه الصعوبات كانت تطالب الأخوات باللقاء مع أزواجهن أو إخوانهن ..
إحدى السجينات ”طاهرة داوودي“والتي تم إعدام أخوها في عام 1981في سجن إيفين شنقاً حيث كان معلقاً جثمانه بعد الشنق لعدة أيام بغية اعتبار سائر السجناء .. وكان أخ أصغر لـ” طاهره“ باسم ”جمال“ وهو كان سجيناً في جوهردشت فقدمت طاهره الطلب لإجراء اللقاء معه حيث طلبوها بعد فترة للقاء مع أخوه.
هذا ولم نلبث فترة طويلة رجعت طاهرة إلى داخل العنبر تحمل معها رُزمة شوكليت صارخة بقية السجينات بأن جمال سلم عليكن وقال نحن مخلصون لكم ويجب أن تحلى كل سجينة حلقها بهذا الشوكليت وبهذا جاءت كل سجينة تأخذ شوكليت مما امتلأت العنبر من صوت شقشقة أغطية الشوكليت ..ولكن فاجأتنا إحدى السجينات عندما صرخت فرحانة يا أيها الرفاق في شوكليتي ورقة مكتوبة عليها..
اجتمعنا كلنا حول هذا الأخت بالذهول والتركيز على الورقة المكتوبة عليها بقلم رصاص وبكلمات صغيرة خبراً ساراً مصيرياً وهو انتخاب مريم رجوي على رأس منظمة تقود المقاومة الإيرانية فمعناه تفجر ثورة كبيرة في مقاومة الشعب الإيراني ورسالة انطلاق المرأة . نعم رسالة حضور النساء في مستوى قيادي من حركة مجاهدي خلق من أجل إسقاط ملالي المعادين للنساء ..
نعم ، لقد نفخت هذه الرسالة روحاً جديدة في جميع سجناء المقاومة أكثر من ذي قبل بوجه القمع والخنق والجلد وقرأنا الرسالة عدة مرات حتى حفظناها تماماً..
ومن ثم استخدمنا نفس المبادرة والإبداع مع الشوكليت بأشكال مختلفة لنقل الرسالة إلى سائر العنابر.. نعم ببسالة الآخت ”طاهره“ هذه المجاهدة البطلة أثبتت هذه الحقيقة يجب ويمكن إيصال رسالة تحرير الوطن بأيدي النساء حتى في غياهب سجون الخميني إلى جميع النساء الصامدات وتطبيقها..
الجدير بالذكر بأنه تم اعتقال ”طاهره“ مجدداً وبعد إطلاق سراحها من السجن وفقدت بشكل غامض كما تم إعدام شقيقها جمال داوودي شنقاً في مجزرة عام 1998في سجن جوهر دشت.