رائدة العدالة وحقوق الإنسان: تخليداً لذكرى النائبة شيلا جاكسون لي (2024-1950)

رائدة العدالة وحقوق الإنسان: تخليداً لذكرى النائبة شيلا جاكسون لي (2024-1950)

الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية  يفقدان مدافعة قوية

السيرة الذاتية والتحصيل العلمي

   توفيت عضوة الكونغرس الأميركي شيلا جاكسون لي الداعمة الثابتة للعدالة وحقوق الإنسان يوم الجمعة 19 يوليو 2024 في هيوستن عن عمر يناهز 74 عاماً، وقد وُلِدت في 12 يناير 1950 في كوينز نيويورك، وعملت نائبةً عن الحزب الديمقراطي في تكساس لما يقرب من ثلاثة عقود؛ لقد كانت صوتاً عالياً صادحاً بالقضايا التقدمية والعدالة العرقية.

اشتهرت شيلا جاكسون لي بمتابعتها الدؤوبة لقضايا المساواة والتزامها بالمثل التي تؤمن بها.

تخرجت من جامعة ييل بإجازة في العلوم السياسية عام 1972، وحصلت على إجازتها في القانون من جامعة فيرجينيا عام 1975، وانتقلت بعد الزواج إلى مدينة هيوستن تكساس، وعملت كمحامية في البداية، ثم توجهت للعمل كقاضية عام 1987.

الاحتراف السياسي

بدأ احترافها السياسية بشكلٍ فعلي في عام 1990 عندما انضمت إلى مجلس مدينة هيوستن، وانتُخِبت بعد أربع سنوات كعضوة في مجلس نواب الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1994، واستمرت بدأب على خدمة موكليها، وكانت تُعرف كداعمة نقية بقدراتٍ عالية على خلق تغييرات ذات معنى طوال الفترة التي قضتها كعضو في المجلس.

إنجازاتها التشريعية

كان لـ شيلا جاكسون لي دور حيوي في الإنجازات التشريعية الهامة، ومن بينها تحويل ذكرى إلغاء عبودية السُود في أمريكا إلى عطلة فيدرالية في عام 2021، وإعادة إقرار قانون العنف ضد النساء الذي حمى النساء في مواجهة العنف المنزلي ووسع نطاق دعم المجتمعات المهمشة.

دعم المقاومة الإيرانية

بالإضافة إلى إنجازاتها الوطنية كانت شيلا جاكسون لي داعمةً صادقةً ملتزمةً للمقاومة الإيرانية وأعضاء مجاهدي خلق في مخيم أشرف في العراق، وبصفتها رئيسةً مشتركةً لمجموعة برلمانية في الكونغرس الأمريكي كان لها دور فعال في دعم العديد من القرارات المتعلقة بحقوق الإنسان من أجل الشعب الإيراني، وكان تعهدها بالدفاع عن حقوق وحريات الشعب الإيراني وخاصة نساء المقاومة الإيرانية دعماً دؤوباً متواصلاً، وقد وقفت بثبات في مواجهة نظام الملالي وسياسات الاسترضاء، ودعمت قيم العدالة والمبادئ الديمقراطية، وفي القمة العالمية لـ إيران حرة عام 2021 استذكرت بفخر جهودها من أجل إزالة التسميات غير العادلة عن المقاومة الإيرانية، وقالت يجب أن يعرف العالم قصة مناضلي الحرية في إيران.

كلمة أمام مجموعة النساء الإيرانيات في الكونغرس الأمريكي

كانت شيلا جاكسون لي الرئيسة المشتركة لمجموعة النساء الإيرانيات في الكونغرس الأمريكي، وفي أول اجتماع لهذه المجموعة في الكونغرس في 18 مايو 2023 قالت في جزء من كلمتها:

كرئيسة مشتركة مؤسِسة لمجموعة نساء إيران في الكونغرس أنا فخورة بوجودي هنا اليوم لعقد أول جلسة مشتركة لمجموعة  نساء إيران حديثة التأسيس، ويسعدني أن أكون هنا مع مجموعة حقوق الإنسان والديمقراطية الإيرانية بشأن وضع النساء وحقوق الإنسان في إيران والسعي إلى  ما يمكن أن يفعله الكونغرس من أجل مساعدة الشعب الإيراني على تحقيق حريته.

قامت في الشهر الماضي بتقديم القرار رقم 310 لكلا الحزبين الذي يدين تقاعس النظام الإيراني بشأن تسميم طالبات المدارس وفتيات الثورة الإيرانية، ويكرم هذا القرار شجاعة ومثابرة النساء اللائي تحملن العديد من التحديات في مسيرة نضالهن من أجل المساواة وحقوق الإنسان.

شهدنا جميعا شجاعة النساء والشباب في احتجاجات عام 2022 في إيران التي طالبت بالحرية الاجتماعية والتغيير السياسي، وكل ما يريدونه هو لحظة من الحرية والكرامة والاحترام، لكن ردهم على ذلك كان بالتسميم والموت، ولقد شهدنا جميعا شجاعة النساء والشباب في قيادة مظاهرات عام 2022 في إيران المُطالبة بالحرية الاجتماعية والتغيير السياسي، وكما جاء في القرار فإن هذه الاحتجاجات متجذرة لأكثر من أربعة عقود من المقاومة المنظمة ضد الدكتاتورية الإيرانية بقيادة النساء اللائي تعرضن للموت والتعذيب الجنسي والعنصري.

باعتباري مدافعة ومناضلة قديمة من أجل العدالة والمساواة فإن الثورة الجارية بقيادة النساء الإيرانيات قد ألهمتني، ولا أجد كلاماً أكثر لأقوله من أجلكم يا من لم تستسلموا منذ أكثر من 25 عاماً وحافظتو على معنوياتكم النضالية، وكما قالت عضوة الكونغرس ومناضلة حركتنا حركة الحقوق المدنية بأنكم لم ولن تستسلموا أبداً، وكنتم صوت من لا صوت له، ولهذا السبب نحن هنا للتحدث نيابة عن أولئك الذين لا يستطيعون التحدث.”

 العمل في لجان الكونغرس

خلال مسيرتها المهنية عملت السيدة جاكسون لي في العديد من اللجان المهمة، ومن بينها اللجان القضائية، والأمن الداخلي ولجنة الميزانية، وبصفتها رئيسةً لـ اللجنة الفرعية القضائية المعنية بالجريمة والإرهاب والأمن الداخلي عملت بدأب من أجل تعزيز الحقوق المدنية والأمن القومي والعدالة الاجتماعية.

على الرغم من تشخيص إصابتها بسرطان البنكرياس واصلت شيلا جاكسون لي خدمة موكليها وحملة ما كان من الممكن أن يصبح فترة ولايتها السادسة عشرة في الكونغرس، وقد كانت عزيمتها التي لا تقهر والتزامها بالخدمة العامة واضحين حتى في أيامها الأخيرة.

تراث وأثر شيلا جاكسون لي

 تركت شيلا جاكسون لي وراءها إرثاً من الدعم الدؤوب والإسهامات الكبيرة البارزة بالنضال من أجل العدالة والمساواة، وسيكون تأثيرها ملموساً واضحا على الأجيال القادمة، وسيكون مصدر إلهام لكل أولئك الذين يؤمنون بالحرية والعدالة والديمقراطية.

Exit mobile version