سلسلة من الأحاديث مع فرشته أخلاقي
قصص صمود المرأة الإيرانية عبارة عن مجموعة من القصص التي سوف تكون متاحة من الآن فصاعدًا لقراء الموقع الإلكتروني للجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. والجدير بالذكر أن هذه المجموعة من القصص مستمدة من سلسلة الأحاديث التي دارت مع السيدة فرشتة أخلاقي، إحدى مسؤولي وحدة البرهنة على شهداء المقاومة الإيرانية.
وللعلم، فإن قصص صمود المرأة الإيرانية رؤية وثائقية من خلال الاستشهاد بالأمثلة حول حقائق صمود المرأة الإيرانية ونضالها وتضحيتها بنفسها في السجون والمعتقلات وغرف الاستجواب والتعذيب، فضلًا عن نضالها ومقاومتها ضد الأصوليين المناهضين للمرأة على مدى ما يربو عن 4 عقود.
وهي المرأة التي لم تتواطأ مع الحكام المستبدين منذ اليوم الأول وعقدت العزم على رفع راية الحرية عاليًا في عنان السماء.
وهي المرأة التي ترى ”الجمال“ في ”الإخلاص للمثل الأعلى“ و”بقاء“ في ”الصمود والتضحية اللامحدودة“ و”الحب“ و”القلب العامر بالإيمان“ وهي في حقيقة الأمر صانعة التاريخ الحقيقية للأراضي الإيرانية الطيبة.
والجدير بالذكر أن مجموعة القصص المتوفرة لدينا ما هي إلا جزء صغير من ملحمة الصمود العظيمة لمثل هذه المرأة. حيث أن هذه السلسلة من الأحاديث تصور فترة النضال ضد الديكتاتورية الحاكمة لإيران بلغة الإحصاءات والأمثلة التي تم التحقق منها.
الجزء الأول – مجزرة عام 1988
إحصاءات مروعة
أشارت السيدة فرشتة أخلاقي في حديثها عن بعض الأمثلة والإحصاءات التي جاءت نتيجة لعمل طويل حافل بالجهود لجمع كل مثال على حدة وأسماء ومواصفات ضحايا الجريمة والمجزرة في إيران. وأسفر ذلك عن إعداد قائمة تضم 20,000 شخصًا بمواصفات وأسماء شهداء درب الحرية من إجمالي 120,000 شخصًا. وتعد هذه القائمة في حد ذاتها ورقة ذهبية ودائمة في البرهنة على وحشية العدو من جهة وصمود جيل من النساء والرجال الليبراليين في إيران من جهة أخرى.
وتطرقت فرشتة أخلاقي في الجزء الأول من حديثها إلى مجزرة عام 1988 وقدمت في دراسة إحصائية صورة للإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام خميني، على النحو التالي:
25 في المائة من شهداء المجزرة دون سن الـ 25 سنة.
من بينهم مراهقون تتراوح أعمارهم ما بين 13 إلى 15 سنة.
تصل أعمار 58 في المائة من الشهداء إلى 30 سنة.
تتراوح أعمار ما يقرب من 20 في المائة من شهداء المجزرة ما بين 50 إلى 65 سنة.
تتراوح أعمار بعض المعتقلين ما بين 13 إلى 14 سنة، وبعد قضاء سبع سنوات في السجن، تم إعدامهم عندما كانت تتراوح أعمارهم ما 20 إلى 21 سنة.
تم قتل 48 في المائة من شهداء المجزرة رميًا بالرصاص، وتم إعدام 38 في المائة من شهداء المجزرة شنقًا.
ويشير أحد الأمثلة إلى أنه تم إعدام 80 في المائة من السجناء بحلول شهر سبتمبر 1988 شنقًا أو رميًا بالرصاص، في ثلاثة عنابر للنساء في سجن إوين.
كما تم قتل 14 في المائة من شهداء المجزرة تحت التعذيب البربري البطيء أو الصعق الكهربائي أو الشنق على الملأ.
والجدير بالذكر أن هذه المجزرة طالت كافة شرائح المجتمع من التلاميذ والطلاب والمعلمين والممرضات والعمال والموظفين وربات البيوت والجامعيين والرياضيين والأطباء والمهندسين.
ثم تطرقت السيدة فرشته أخلاقي إلى تقديم شرح موجز لبعض الأمثلة عن مجزرة النساء في عام 1988، وفيما يلي نصه:
الإعدام والجلد أمام أعين السجينات الأخريات
رضية آيت الله زاده شيرازي، حاصلة على بكالوريوس من قسم الفيزياء بجامعة طهران ولديها طفل واحد، تم إعدامها في 1 نوفمبر 1988 باستخدام رافعة الاثقال أمام أعين السجينات الأخريات.
بروين حائري، تبلغ من العمر 29 عامًا، وحاصلة على درجة الماجستير من قسم اللغة الإنجليزية، تم شنقها في سجن إوين في أغسطس 1988. والجدير بالذكر أن بروين قضت 7 سنوات تحت الضغط وأشد أنواع التعذيب. وفي أحد الأمثلة على محاولة تحطيمها وضعها مأمورون في فناء سجن كوهردشت وأجبروها على النوم على سرير التعذيب وبدأوا في جلدها ببربرية لدرجة أن قواهم خارت. وعلى الرغم من ذلك لم تستسلم بروين واحتملت التعذيب ثابتة الجأش.
إعدام الفنانين
آسيه أحمد زاده، فنانة تبلغ من العمر 27 عامًا، تم أعدامها شنقًا في سجون إوين. ويقال إنها كانت فنانةً بارعة في فن الخط ورسم اللوحات الفنية.
إعدام الأطباء والطلاب ذوي الروابط الأسرية المشتركة
حميدة سياحي، طبيبة أطفال من الأهواز، تم إعدامها في نفس الوقت مع شقيقها مهندس الإلكترونيات.
الدكتورة معصومة (شورانكيز) كريميان، أخصائية علاج طبيعي، قُتلت رميًا بالرصاص مع شقيقتها الطالبة مهري، التي كانت دون سن الـ 30، في سجن إوين في 30 يوليو 1988. ويُذكر أن شورانكيز تلقت تعليمها فى ألمانيا.
ميترا جلالي، طالبة في كلية طب الأسنان، تم إعدامها شنقًا في سجن كوهردشت في سبتمبر 1988.
ناهد تحصيلي، حاصلة على دبلوم في الرياضيات من مدرسة خوارزمي الثانوية، تم إعدامها شنقًا في الوقت نفسه مع شقيقها حميد. أحدهما في سجن إوين والآخر في سجن كوهردشت. ويُذكر أنه كان قد تم إعدام شقيقتها وشقيقها الآخرين في وقت سابق بسنوات.
إعدام الأمهات الناشطات
أشرف أحمدي، السجينات السياسيات في عهد الشاه، ولديها 4 أبناء، وتم إعدامها في سجن إوين في أغسطس 1988، بعد أن قضت 7 سنوات في السجن.
رقية أكبري منفرد، لديها طفل قاصر، وتم إعدامها شنقًا مع شقيقها عبدالرضا في أغسطس 1988.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمثلة المذكورة أعلاه لا تنطوي سوى على جزء صغير من الحقيقة كدليل على حفنة من حالات كثيرة.
رد المرأة الإيرانية الشجاعة على الجريمة يعني الصمود مهما كان الثمن
أكدت السيدة فرشتة أخلاقي في ختام هذا الجزء من حديثها على أن ما لفت ويُلفت انتباه كل مراقب أكثر من جميع الملاحم الحماسية، هو عزم المرأة الإيرانية على الصمود وشجاعتها في الصراع ضد الديكتاتورية التي جعلت المرأة كبش فداها الأول فكريًا وعمليًا على مدى أكثر من 4 عقود من الحكم.
وفي ظل هذه النظرة يمكننا أن ندرك إلى حد ما قيمة صراع المرأة الإيرانية وأهميته الحقيقية، في الزنازين الباردة والمظلمة في السجون، وعلى أسرّة التعذيب والمشانق أيضًا من أجل الحرية.
يرجى قراءة المزيد…..
قصص صمود المرأة الإيرانية 1988