أعلنت منظمة العمل الدولية يوم 12 يونيو اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال بهدف زيادة التوعية والنشاط على منع عمل الأطفال. ورغم ذلك ، بسبب انتشار الفقر على نطاق واسع ، يزداد عدد أطفال العمل في إيران الرازحة تحت حكم الملالي يوميًا.
يزاول بعض أطفال العمل بمهنة البسطية في مفترق الطرق. حتى أنهم يعملون على الطرق في الساعة 5 صباحًا على الطرق السريعة حيث لا يوجد الأمن الفردي للمارة. وبحسب ”زهراء ساعي“ عضو ة في مجلس شورى الملالي، «يتم إرسال عدد كبير منهم إلى مناطق حضرية كبيرة من مناطق محرومة بسبب الفقر الاقتصادي من قبل عائلاتهم، ممن يكونون أغلبيتهم من ذوي الدخل المنخفض». (موقع ”خانه ملت“ الحكومي ملات – 14 يوليو 2019)
وبعد انتشار كورونا على نطاق واسع وكان على الجميع البقاء في المنزل، تم إصدار مقطع صادم يظهر طفلًا عاملًا يبلغ من العمر 6-7 سنوات في الشارع يجمع القمامة. عندما سُئل عن سبب خروجه في تلك الظروف ، قال بمرارة ، «أنا أعمل … لا نمتلك شئ في منزلنا. لا أرز ولا زيت نباتي… لقد متنا من الجوع».
تزايد عدد أطفال العمل في إيران وتقاعس النظام
في سبتمبر 2017 ، قدّرت ”ناهيد تاج الدين“، عضوة هيئة رئاسة لجنة الشؤون الاجتماعية بمجلس شورى الملالي، عدد أطفال العمل في إيران بما يتراوح بين 3 و 7 ملايين، مشددة على أنه نظرًا لأن معظم أطفال العمل لا يمتلكون سجلات هوية، فلذلك لا يمكن تقديم إحصاءات دقيقة. (موقع ”سلامت نيوز“ الحكومي – 27 سبتمبر 2017)
ومن الواضح أن هذه الإحصائية تعود إلى 3 سنوات مضت ، وبسبب انتشار الفقر على نطاق واسع في السنوات الأخيرة، فإن عدد أطفال العمل في إيران أكثر بكثير.
وقالت زهراء ساعي بهذا الشأن: ”للأسف ، فإن عدد هؤلاء الأطفال في طهران آخذ في الارتفاع …“ (موقع ”خانه ملت“ الحكومي – 5 يوليو 2019)
كما أشارت وكالة أنباء ”إرنا“ الرسمية للنظام إلى «تزايد عدد أطفال العمل في إيران في تقرير 3 يونيو 1999.
وعلى الرغم من هذا الوضع ، فإن الحكومة والمؤسسات الحكومية لاتمتلك خطة عملية أو فعالة لتنظيم أطفال العمل و “مشكلة أطفال العمل ليست من أولويات النظام». (وكالة اانباء إرنا الرسمية – الأول من يونيو 2020)
يعتبر عدم تخصيص «ميزانية كافية» سببًا آخر لتقاعس المؤسسات الحكومية وعدم تنظيم أطفال العمل في إيران. (موقع ”خانه ملت“ الحكومي- 14 يوليو 2019)
من أجل تبرير تقاعسه في مواجهة هذه المشكلة الاجتماعية المتزايدة ، يلمح النظام الإيراني في وسائل إعلامه ومؤسساته الرسمية إلى أن الأطفال لا يمتلكون عوائل وأنهم أطفال فاقدي المعيل.
ومع ذلك، وفقًا لبعض المصادر الرسمية وغير الرسمية، أغلبية أطفال العمل في إيران لديهم أسر. وكثير منهم مسؤولون عن مساعدة الأسرة والبعض الآخر مسؤول عن نفقات الأسرة وحدها. (موقع ”عصرإيران“ الحكومي – 10 مايو 2020)
وبهذا الشأن أكد حسين مقصودي، عضو مجلس شورى الملالي قائلًا: ”لدينا مايقارب 15000 من يبحث في النفايات في العاصمة ، من بينهم 5000 طفل ، 40 % منهم معيلون في المنزل فقط ويتراوح أعمارهم بين 10 و 15 سنة. (وكالة أنباء ”خانه ملت“ الحكومية (-إيكانا- 18 أكتوبر 2019).
وكتب الموقع الرسمي لمجلس شورى النظام في تقرير أن أطفال العمل الذين تم تحديدهم في محافظة خوزستان ”جميعهم لديهم أسر“. (موقع” خانه ملت“ الحكومي – 14 يوليو 2019)
أطفال العمل يتعرضون لمجموعة متنوعة من الأمراض
وفيما يتعلق بأطفال العمل في إيران، قالت زهراء ساعي: «معظم هؤلاء الأطفال يكسبون المال بطرق صعبة، حتى لو كانوا في الطقس الحار أو البارد ، يحملون كيسًا ويجمعون القمامة، والتي يطلق عليها الذهب القذر، لكن فقط، إنهم يحصلون على حصة صغيرة، وهذا نوع جديد من نظام الرق الجديد في عصر التكنولوجيا والتقني». (موقع ”خانه ملت“ الرسمي – 14 يوليو 2019)
وبدورها قالت ”مينو محرز“، رئيسة مركز أبحاث الإيدز في إيران: «أربعة إلى خمسة بالمائة من أطفال العمل في الشوارع مصابون بالإيدز». وفقًا للبحث المنجز ، فإن 66 ٪ من أطفال العمل في الشوارع يعانون من التهابات معوية طفيلية ، و 10 ٪ يعانون من التهابات المسالك البولية، و 96 ٪ يعانون من تسوس الأسنان وأمراض اللثة، و 24 ٪ يعانون من التهابات الجلد. وإضافة إلى ذلك، هؤلاء الأطفال يعانون من الاكتئاب ولديهم أفكار انتحارية». (موقع ”خانه ملت“ – 14 يوليو 2019)
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 12 عامًا هم من جامعي القمامة، ويعيشون في أكواخ بسيطة من القمامة، ونقص المراحيض والحمامات لهؤلاء الأطفال، وانتشار الأمراض والصراع مع الحشرات ، ليست سوى بعض المشاكل التي يواجهها هؤلاء الأطفال. نقص الحديد، قمل الرأس، الالتهابات الجلدية ، التهابات الأذن، سوء التغذية الحاد، التهاب الكبد و الإيدز هي أمراض أخرى لأطفال العمل.
وكتبت وسائل الإعلام الحكومية عن الأطفال ممن يبحثون في النفايات أن القاصرات الباحثات في النفايات هن أكثر عرضة للخطر بالمقارنة بالأولاد. وهن أكثر عرضة للإصابة بالمرض. شعرهن طويل والقمل لا يترك رؤوسهن. ليس لديهن ما يكفي من الماء للغسيل، والمياه الموجودة ملوثة. (وكالة أنباء ”خانه ملت“ الحكومية – 20 أكتوبر2019)
وفي هذا المجال قال ناشط اجتماعي: ”الأطفال الذين يبحثون في القمامة يعملون في المتوسط أكثر من 10 ساعات في اليوم“. “كان هناك أطفال يعملون 20 ساعة في اليوم. هذا نوع من الرق الحديث. (موقع ”تحليل إيران“ الحكومي – 8 يونيو- 2017)
وسبق أن قالت ”إلهام فخاري“ عضوة في المجلس البلدي في طهران «معظم هؤلاء الأطفال مصابون بالمرض، لكن قضية المرض ليست أولوية على المشاكل الأخرى لهؤلاء الأطفال لأن معظم هؤلاء الأطفال والطفلات يتعرضون للاستغلال الجنسي». (وكالة أنباء إيلنا الحكومية – 12 يونيو 2019)
وضع الفتيات العاملات في إيران
تتعرض الفتيات العاملات لجميع أنواع الأضرار الاجتماعية.
وبحسب أحد أعضاء هيئة رئاسة اللجنة الاجتماعية بمجلس شورى الملالي «فإن أكبر ضرر يحدث بشأن الفتيات اللواتي يعملن بصفتهن الفتيات العاملات. من الممكن بتنفيذ خطة جمع أطفال العمل ، قد يزداد معدل زيجات الفتيات دون سن الخامسة عشرة بشكل كبير.” (وكالة تسنيم للأنباء الحكومية – 27 سبتمبر 2017)
الفتيات الصغيرات اللواتي يضطررن للعمل في الشوارع لكسب بعض المال يتعرضن للاستغلال الجنسي والتحرشات على يد الأوباش والإنذال التابعين للبلدية واللصوص.
في 23 أبريل 2020 ، في مدينة اصفهان، قام عدد من الرجال بمضايقة فتاة عاملة وحاولوا سرقة حصيلة عملها في اليوم ذاته، مما أدى إلى مقاومة الفتاة. ثم هؤلاء السارقين سكبوا البنزين على الفتاة الصغيرة وأضرموا النار في جسدها.
وفي الإطار ذاته هاجمت مجموعة من الكلاب السائبة طفلة بائعة الزهور تبلغ من العمر 7 أعوام فقط في ليلة شتاء باردة في شوارع «شهرري» إحدى ضواحي طهران يوم 28 يناير2020 وهي أصيبت بجروح خطيرة في الرأس والرقبة والكتف والظهر والساق وتم نقلها إلى المستشفى من قبل المواطنين. (وكالة أنباء «تسنيم » الحكومية – 29 يناير 2020)
وتشير تقارير أخرى إلى أن رجال البلدية اعتدوا جنسياً على الفتيات العاملات في جميع أنحاء المدينة عند التقاطعات.
وأخيرًا ، من المناسب أن نسأل ، بينما يتم إضافة عشرات ومئات الأطفال إلى صفوف أطفال العمل كل يوم ، من المستغيث والمستجيب للوضع المزري لأطفال العمل في إيران؟