غياب الفريق الإيراني النسائي في مباريات كأس العالم للسيدات في فرنسا
يوم الخميس 6 يونيو 2019، عشية مباريات كأس العالم للسيدات في فرنسا، تعرضت النساء الإيرانيات اللائي ذهبن إلى ملعب آزادي (الحرية) مع تذكرة لمشاهدة مباراة بين المنتخبين الإيراني والسوري، للهجوم الوحشي من قبل عناصر الأمن الداخلي.
واعتقلت سيدتان على الأقل وتم نقلهما إلى معتقل في شارع «وزراء». لا توجد معلومات متاحة عن مصير المحتجزات.
وأوضحت عدد من النساء اللواتي تعرضن للهجوم من قبل الشرطة، في مقابلة مع المراسل الرياضي لصحيفة «إعتماد». وقالت إحدى النساء، وهي كانت تبكي: «أحد من رجال الشرطة وضع رجله على صدر المرأة، وأخذ هاتفها المحمول ومزق حمالة حقيبتها، وهاجم أفراد الشرطة بتشكيل هجومي، وسحلوا إحدى النساء على الأرض.
وقالت سيدة أخرى: «لقد ركلونا وضربونا باللكمة وكالوا لنا الشتائم دون أن نكون قد فعلنا أي شيء. نحن كنا عدد من السيدات وكنا نقف على المساحة الخضراء أمام الباب الغربي للملعب. نحن لم نهتف شعارات. ولم نتحدث. ولم يكن لدينا حتى علم إيران.
وكانت القضية هي أن موقعًا لاتحاد كرة القدم على الإنترنت في محاولة خادعة لإرضاء الاتحاد الدولي «فيفا» لكرة القدم قد أتاح بيع التذاكر في موقع مبيعات التذاكر للسيدات. ولكن بعد يوم من مبيعات التذاكر، صباح يوم الثلاثاء 4 يونيو، دون أي إيضاح ، اتضح أن خيار بيع التذاكر للنساء قد أزيل من هذا الموقع. وقامت عدد من النساء اللائي قد اشترن التذكرة بالتصوير عن التذاكر المشترية في الفضاء المجازي لإثبات ادعائهن.
ومع ذلك، أعلن مدير الحراسة في اتحاد كرة القدم إنه لم يتغير شيء، ولا تزال المرأة الإيرانية لا يحق لهن مشاهدة كرة القدم في الملعب. فيما بعد ادعى مسؤولو الاتحاد ومبيعات التذاكر أن عرض خيار النساء في نظام شراء التذاكر كان مجرد خطأ تقني ولم تتم أي إعادة النظر في قانون حظر دخول النساء في الملعب.
التمييز ضد المرأة الإيرانية
بينما كانت النساء الإيرانيات المهتمات بمشاهدة مباراة كرة القدم خلف الباب الغربي للملعب الحرية (آزادي) يتعرضن للضرب والهجوم فكانت في الوقت نفسه يسمح للنساء السوريات بدخول الملعب.
على مدار الأعوام القليلة الماضية واجه اتحاد كرة القدم مرارًا وتكرارًا إنذارًا من قبل فيفا، القاضي بحرمان كرة القدم الإيرانية بسبب الحظر المفروض على مشاهدة النساء لكرة القدم. ولكن يوم الخميس، 6 يونيو 2019، عشية كأس العالم للسيدات، تم التعامل مع النساء الإيرانيات اللائي كان بحوزتهن تذاكر لدخول الملعب كعنصر ارتكب جريمة.
وحُرمت النساء الإيرانيات من دخول الملاعب لمشاهدة كرة القدم أو أي رياضة أخرى منذ مجيء نظام الملالي على السلطة. من أجل مواجهة جهود المرأة الإيرانية للدخول إلى الملاعب، زاد نظام الملالي، من عدد شرطيات على حراسة الملاعب منذ أغسطس 2018 لمنع دخول النساء بالقيافة المتشبهة بالرجال. (وكالة أنباء «إيسنا» الحكومية – 17 سبتمبر 2018) وفقا لبعض التقارير، تم استخدام مايقارب 500 كاميرا المراقبة للتعرف على النساء في ملعب آزادي. (وكالة أنباء «ركنا» الحكومية – 27 سبتمبر2018)
وضع عراقيل متعددة أمام الرياضة النسائية
في حين تشارك ستة فرق من آسيا وأستراليا في كأس العالم للسيدات، لكن لا يشارك أي فريق من إيران.
يحاول النظام الحاكم في إيران بشطب النساء من البيئات الرياضية من خلال وضع عراقيل أمام النساء الإيرانيات. ورغم ذلك ، فإن النساء الإيرانيات الموهوبات والمثابرات وذات دوافع كبيرة قد أظهرن أهليتهن ولياقتهن في أي فرصة معينة على الرغم من حرمانهن من أي دعم حكومي.
وتعد لاعبات كرة القدم وكرة الصالات في إيران أكثر النساء الرياضيات رغبة في ممارسة الرياضة، على الرغم من عدم وجود أي دعم حكومي وغير حكومي، حققن البطولة الآسيوية بجهودهن ومثابرتهن .
ولم يتمتع المنتخب الوطني لكرة الصالات للسيدات الذي فاز بكأس البطولة الآسيوية بدعم من الداعمين. أحد أسباب عدم دعم الداعمين للفرق النسائية هو عدم بث هذه البطولات من وسائل الإعلام الوطنية، والذي لا يحفز أحدًا من المشاركة الاقتصادية من قبل القطاع الخاص. وحظر بث مسابقات النساء من وسائل الإعلام في إيران.
الحالة المالية للاعبات أيضا ليست جيدة. لم يؤثر كسب البطولة الآسيوية لكرة الصالات للسيدات على أجور اللاعبات في هذا الفرع. على الرغم من مضاعفة جميع الأسعار، بدلاً من زيادة مبالغ عقد اللاعبات بعد بطولة آسيا، تبرم بعض اللاعبات على نفس العقود في العام المنصرم أو أن البعض الآخريات واجهن تخفيضًا في العقود، مما أدى إلى خيبة آمالهن. (وكالة أنباء «إرنا» الحكومية – 22 سبتمبر 2018)
وفي الإطار ذي صلة في المباراة المحلية، يتم تخصيص مساحات غير مناسبة ومليئة بحفر للمباريات النسائية وفي بعض الحالات لا يوجد للفرق غرفة تبديل ملابس أو حتى المرافق الصحية. في بعض الحالات التي يصاب فيها لاعبات، لا توجد سيارة إسعاف لنقلهن على الفور إلى المستشفى، وعليهن أن يتحملن الأذى بجانب أرض الملعب حتى للحصول على إمكانية لنقلهن.
وبدلاً من توفير التسهيلات للنساء، حذر مراقب اتحاد كرة القدم خلال دوري كرة القدم للسيدات، اللاعبات من أنه إذا ظهر شعرهن، فإن الحكم سوف يعرض عليهن بطاقة صفراء و إذا تم تكرار ذلك فسيتم طردهن من أرض الملعب. (2017 نوفمبر)