عضوة في وحدات المقاومة تتحدث عن نضالها اليومي من أجل الحرية

عضوة في وحدات المقاومة تتحدث عن نضالها اليومي من أجل الحرية

عضوة في وحدات المقاومة تتحدث عن نضالها اليومي من أجل الحرية

المقال التالي بقلم ”مينا لطفي“، إحدى عضوات وحدات المقاومة في إيران، وقد نُشر على موقع “إنجليز إكسبرس“.

 انهاء أيام الملالي وسيتم تفكيكهم بهدوء أو بالقوة

لقد عملت كخياطة في إيران لسنوات عديدة، واكتسبت خبرة في كيفية استخدام الإبر وماكينات الخياطة في خياطة الملابس النسائية الأنيقة وإصلاحها.

بيد أن حياتي تغيَّرت تمامًا اعتبارًا من 16 سبتمبر 2022 حتى الآن، حيث أنني تعودت على استخدام أدوات أخرى واكتسبت مجموعة من المهارات الأخرى. والحقيقة هي أن حقيبة الظهر ضرورية هذه الأيام، وقد أتقنت استخدام بعض الأجهزة من قبيل جهاز تحييد الغاز المسيل للدموع الذي أحمله معي عند المشاركة في المظاهرات. إنني في الـ 25 من عمري، وأُعتبر واحدة من الشابات الإيرانيات اللواتي ناضلن في الشوارع طوال الشهرين الماضيين، وسعين إلى الإطاحة بالنظام الثيوقراطي وإقامة جمهورية ديمقراطية. إن ما يحدث في إيران الآن ثورة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وبصفتي عضوة في وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية؛ أقوم مساءً مع أصدقائي في جنوب مدينة شيراز بتشكيل فريقنا الخاص.

وبموجب ما هو مدرج على جدول أعمالنا، من الممكن أن نقوم بتنظيم المسيرات ونشارك فيها. كما نقوم بالإعلان عن تلك التجمعات وتوجيهها، ونشر شعارات من قبيل “الموت لخامنئي” أو “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو المرشد (خامنئي)”، أو أننا نقوم بحرق اللوحات الإعلانية التي تحتوي على صور خامنئي أو قاسم سليماني.

ونقوم صباحًا كلما كان لدينا وقت فراغ باستقطاب أشخاص جدد للانضمام لوحدات المقاومة.

لقد تغيَّرت إيران ببساطة. وأنا الآن عضوة في وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق منذ فترة. والحقيقة هي أنه دائمًا ما كان هناك تعاطف مع المقاومة الإيرانية، إلا أن الروح المعنوية العامة قد تغيَّرت تمامًا في الآونة الأخيرة. إذ أن هناك هالة من التضامن والوحدة لتحقيق هدف واحد وهو الحرية.

إن المواطنين يقومون بمساعدة بعضهم البعض، ويحاولون عدم ترك أي شخص بمفرده. إذ أنهم يتركون أبواب منازلهم مفتوحة للسماح للمتظاهرين بالاحتماء بهم.

إن نظام الملالي حاول لسنوات عديدة تقسيم المواطنين على أساس أعراقهم، بيد أن هذه الاستراتيجية باءت بالفشل. فعندما ارتكب نظام الملالي مجزرة بحق مواطنينا في زاهدان بمحافظة سيستان وبلوشستان الفقيرة، سارع المواطنون في المدن الأخرى بالتدفق في الشوارع مرددين هتاف “روحي فداء لإيران بدءًا من زاهدان وصولًا إلى كردستان حتى خوزستان”.

إن المواطنين قد عقدوا العزم على تحرير إيران واسترداد وطنهم.

لا أستطيع أن أصف قسوة ووحشية الملالي، حيث أنني أشعر بين الفينة والفينة أن حياتنا مهددة بالخطر إلى حدٍ بعيد. 

إذ أن قوات حرس نظام الملالي وقوات الباسيج هاجمتنا ذات مساء من جميع الجهات.

وعندها قامت قوات حرس نظام الملالي بإطلاق الرصاصات الكروية، وقامت قوات الباسيج بالهجوم علينا بكل ما في أيديهم، ومن بينها الهراوات والسكاكين.

وبدأوا بضرب المواطنين رجالًا ونساءً – ومسنين وصغارًا بكل قوة وبلا رحمة.

وبينما كنَّا منهمكين في تنظيم المواطنين للبقاء في أماكنهم، حاول أحد أفراد الباسيج أن يمسك بذراعي، وعندها انقض عليه أحد أصدقائي وهاجمه بشجاعة، ومنحنى الفرصة للهروب في ثانية واحدة. وما زلت لا أستطيع تصوُّر مصيري لو كان قد تم اعتقالي. لقد أظهر المواطنون شجاعة ورجولة منقطعة النظير في هذه الانتفاضة.

ولم يُقصِّر المواطنون، في مساء اليوم نفسه، في مواجهة كل أشكال وحشية قوات حرس نظام الملالي والباسيج. ولم ينتابهم الخوف، وواجهوهم. وهذا الموقف البطولي ليس بالشيء الجديد، فالخوف يتلاشى.

ألاحظ في كل يوم نتظاهر فيه أن المواطنين لم يعودوا خائفين من قوات حرس نظام الملالي ولا يهربون منهم. إذ أن المواطنين لا يتراجعون، بل إنهم على العكس من ذلك يبادرون بالمقاومة. ونؤكد ببساطة على أن قمع نظام الملالي لم يعد فعالًا ولا جدوى منه …إلخ.

والجدير بالذكر أن هذه الثورة تنطوي على الشعور بالنضج السياسي، لا سيما بين الشباب. إذ أنهم لديهم رؤية واضحة لأحلامهم. فهم يسعون إلى الإطاحة بنظام الملالي.

والحقيقة المؤكدة هي أنهم لا يريدون الملالي ولا الشاه. فهم بكل بساطة لا يريدون أي شكلٍ من أشكال الديكتاتورية. حيث أنهم يسعون إلى نيل الحريات الحقيقية في كنف جمهورية ديمقراطية. إن إيران تعيش فوق صفيح ساخن، وقد عقد أبناء الوطن المتحدين العزم على المضي قدمًا في النضال، وهم على استعداد تام للترحيب بالديمقراطية والحرية، ويتطلعون إلى إحراق جذور كل أشكال الظلم والاستبداد.

هذه هي الحرية التي سوف ننالها بعملنا الجاد وتحمل المشقة وبدمائنا. هذا هو ما نؤمن به. بيد أنه يبدو في هذه اللحظة أن الغرب يريد فقط أن يراقب ويقف موقف المتفرج ولا يحرك ساكنًا.

إن الغرب كان يصغى حتى هذه اللحظة إلى تصريحات الولي الفقيه، وكان يسعى إلى التوصل إلى تسوية مذلة معه، بيد أن هذا لم يحدث. إذ أن هذا النظام الفاشي لا يرغب في التفاوض أوغير قادر عليه. والمواطنون يملأون الشوارع الآن ومنهمكون في صناعة التاريخ. ويجب على الغرب ألا يقف بجانب الإيرانيين بالكلام فحسب، بل بالعمل.

ويجب على الغرب أن يعترف رسميًا بحقنا المشروع في المقاومة والدفاع عن أنفسنا.

إن مطلبنا الوحيد هو الاعتراف رسميًا بحقوقنا المشروعة. كيف للغرب أن يتوقع أن يصمد أمثالي خاليي الوفاض في مواجهة قوات حرس نظام الملالي والباسيج المسلحين؟

يجب عليكم مقاطعة قوات حرس نظام الملالي بوصفها كيانًا إرهابيًا، وإغلاق السفارات الإيرانية، وضمان وصولنا إلى الإنترنت دون عوائق.

يجب على الغرب أن يتخذ هذه الإجراءات، وسوف نطيح بالملالي بأنفسنا. ولم يعد هذا الأمر حلمًا، بل إننا نشعر به وسنواصل السعي لتحقيقه.

Exit mobile version