التضامن مع غزل رنجكش في اليوم الـ 74 للانتفاضة الوطنية للشعب الإيراني

التضامن مع غزل رنجكش في اليوم الـ 74 للانتفاضة الوطنية للشعب الإيراني

على اليمين صورة غزل رنجكش قبل إصابتها بالرصاص وفقدان عينها. وعلى اليسار صورة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن معها.

التضامن مع غزل رنجكش في اليوم الـ 74 للانتفاضة الوطنية للشعب الإيراني

إصابة غزل رنجكش بالعمى بعد أن أطلقت قوات الأمن النار على عينها

تضامن الطلاب والمتظاهرون الإيرانيون بشكل رمزي، اليوم، الـ 74 للانتفاضة الإيرانية، مع امرأة شابة أصيبت بالعمى جراء إطلاق قوات الأمن النار عليها في بندر عباس الواقعة جنوب إيران، من خلال هاشتاج “غزل – رنجكش #”. والجدير بالذكر أن الشابة غزل رنجكش طالبة في كلية الحقوق. والقصة وما فيها هي أنها أصيبت في عينها بالرصاص، في 15 نوفمبر 2022، عندما كانت عائدة إلى المنزل مع والدتها.

بعد ساعات قليلة من إجراء العملية الجراحية، أوضحت الشابة غزل رنجكش قصتها على إنستغرام، حيث قالت: “كنت في طريقي عائدة إلى المنزل لأستريح بعد قضاء 4 ساعات في الدراسة و 9 ساعات في العمل …إلخ. وكانت ابتسامة ذلك الشخص عندما أطلق النار عليَّ آخر صورة رأيتها بعيني اليمنى.

إن الشخص الذي أطلق النار عليَّ لم يكن يعلم أنني مضاد للرصاص، ولم يكن يعلم أن روحي وجسدي أكبر من أن أرتجف عندما أراه يمسك بالبندقية، وتراجعت لحماية والدتي حتى لا تصاب بالرصاص…إلخ.

كلَّا، فأنا غزل، لم أقل عندما لم أستطع التنفس بسبب الألم الشديد في عيني سوى:

“هل أُصبت يا أمي، هل أنت بخير؟”


غزل رنجكش قبل أن تفقد عينها
تُظهر الرسومات البيانية لوسائل التواصل الاجتماعي تضامنًا مع غزل رنجكش في أسفل الصورة على اليمين؛ علامة النصر على الرغم من إصابتها بالرصاص في عينها.

لقد دمَّرت الرصاصات الكروية المتعددة مقلة عينها وجفنها وجزء من وجهها. وكتبت غزل في هامش هذا استوري: “تم إخراج الرصاصات الكروية من عيني بعد عملية جراحية استمرت 3 ساعات، وتم إصلاح جفني بجراحة تجميلية. ويوجد حوالي 52 غرزة في عيني اليمنى”. ولم تعد غزل قادرة على الرؤية ؛ نظرًا لأن شبكية عينها تضررت تمامًا، وليس هناك إمكانية لزرع قرنية…إلخ.

وعبَّر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عن تعاطفهم وتضامنهم ودعمهم لغزل رنجكش التي جعلت من نفسها درعًا لحماية والدتها.

وأعرب طلاب جامعة طهران للفنون، وركاب مترو الأنفاق عن تضامنهم مع غزل رنجكش باتخاذ إجراءات رمزية، نورد فيما يلي بعض صورها:

طلاب جامعة طهران للفنون – علَّقت شابة لافتة حول رقبتها مكتوب عليها: “أنا غزل. لدي سؤال واحد. لماذا تطلق النار عليَّ؟ لماذا كنت تبتسم؟” وتبعها طلاب آخرون، واصطفوا خلفها.
وغطَّت شابة عينيها بضمادة في عربة مترو الأنفاق الخاصة بالنساء، وكتبت عليها “غزل رنجكش”.

مئات المتظاهرين يفقدون عيونهم

غزل واحدة من مئات المتظاهرين الذين تسبَّبت قوات الأمن في إصابتهم بالعمى.

كتبت مجموعة مكونة من 140 طبيب عيون في إيران، يوم الجمعة، 25 نوفمبر 2022، رسالة إلى الرئيس العام للجهاز الطبي يحذرون فيها من أن العديد من الأشخاص الذين يخضعون للعلاج في المراكز الطبية قد فقدوا الرؤية بإحدى أو بكلتا العينين؛ بسبب إصابتهم بالرصاص وكرات الطلاء.

وأُصيبت القابلة نيلوفر آقائي، الشهر الماضي، بالرصاص في عينها، أثناء احتجاجات الأطباء أمام مبنى الجهاز الطبي.

وأُصيبت القابلة نيلوفر آقائي، الشهر الماضي، بالرصاص في عينها، أثناء الاحتجاجات وفقدت عينها.

ذكرت صحيفة “نيورورك تايمرز“، في 19 نوفمبر 2022، على لسان الأطباء والمراكز الطبية أن قوات الأمن الإيرانية تسبَّبت في إصابة مئات الضحايا بجروح خطيرة في العين، اعتبارًا من منتصف سبتمبر حتى الآن. إن إصابة المشاركين في الانتفاضة بالعمى تُعتبر من أكثر الإصابات التي لا يمكن إصلاحها والناجمة عن مساعي الحكومة لقمع الانتفاضة. إن عددًا كبيرًا من المتظاهرين في جميع أنحاء إيران، توجَّهوا إلى المستشفيات وأعينهم ممزقة؛ بسبب إطلاق قوات الأمن الرصاصات الكروية المعدنية والرصاصات المطاطية عليهم لتفريق الحشود.

“لقد تم إخفاء الأبعاد الكاملة للإصابات في إيران إلى حد كبير؛ بسبب قطع الإنترنت. بيد أن الأدلة الطبية التي قدمها الأطباء والمتظاهرون وأفراد عائلات المرضى وجماعات حقوق الإنسان إلى صحيفة “نيورورك تايمرز” تظهر أن أقسام طب العيون في المستشفيات تكتظ بمئات الضحايا الذين أصيبوا في عيونهم. وتكشف روايات شهود العيان، وأكثر من 80 صفحة من السجلات الطبية من عدة مستشفيات وعيادات عن أن المتظاهرين تعرضوا لمجموعة كبيرة من الإصابات، من بينها تشويه شبكية العين، وقطع الأعصاب البصرية، وثْقب قزحية العين.”

بالتزامن مع اليوم الـ 16 من الأنشطة للقضاء على العنف ضد المرأة، تلفت لجنة المرأة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الانتباه إلى انتهاك حقوق مئات المتظاهرين الإيرانيين الذين تعرضوا لإصابات في العين. لقد تم انتهاك حقهم في السلامة الجسدية، من خلال اتخاذ قوات الأمن في إيران إجراءات قسرية مفرطة.

إن إصابات العين تنطوي على عواقب كثيرة على حياة المصاب؛ بسبب ما تتركه من آثار سلبية عديدة على الصحة الجسدية والنفسية، ووضع العمل والبيئة الأسرية للضحايا.

ونطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولجنة تقصي الحقائق بالتحقيق في هذه القضايا وتقديم الجناة إلى العدالة.

Exit mobile version