غولرخ ايرايي ، أكثر تصميما من أي وقت مضى لإحداث ذلك التغيير الكبير

السجينة السياسية غولرخ ابراهيمي ايرايي التي أنهت إضرابها يوم 24 أبريل2018 عن الطعام لمدة 81 يوما أعيدت إلى عنبرالنساء في سجن إيفين كما كان طلبها. فيما يلي جوانب من الرسالة الأولى التي بعثت بها بعد عودتها إلى إيفين.

بدأت رسالتها لإحياء ذكرى الشهيد المعلم الكردي«فرزاد كمانغر»، الذي أُعدم في 9 مايو 2010 برفقة أربعة سجناء سياسيين أكراد آخرين. وتعبر بقية رسالتها عن شكرها لأولئك الذين وقفوا بجانبها أثناء إضرابها عن الطعام وجدّدت العهد بمواصلة النضال من أجل إيران حرة. وفيما يلي نص هذه الرسالة المفتوحة:

باسم القلم، وإذ نذكر «فرزاد كمانغر» رفيق الجبل والكتاب والذي تم إعدامه منذ فترة طويلة، ولا تزال تعاليمه همسات تتردد على شفتي أطفال كردستان ولحظات حنين أمه التي احتفظت ألم فراقه في صدرها وتذكر اسمه على شفتيها.

9 مايو ، بينما اجتزنا منطقة القصب في طريق ورامين  وبتركيز العيون على جبال «توجال» خلدنا ذكرى فرزاد العزيز.

ودارت علينا الدوائر لترسم حياتنا وفي هذا العصر المظلم يضغط كعب حذاء عسكري للرجعية على بدن المقاومة الصامدة المضرجة بالدماء في بلد انتظر إشراق الشمس منذ قرن وولد أبناءً من الحديد والصلب الذين يشيرون بأصابعهم إلى لمعان بصيص الأمل حتى يبشرون الناس اليائسين المحبطين بنور الضياء.

إنه عهد مليئ بالفوضى، يستهدفون بالرصاص الساخن كل حنجرة تصدح بالصراخ.

ونسكب آهات في أنفسنا.

فنصبح صرخات في دواخلنا، وتبحث أيادينا عن غد قدمنا أكثر من قرن من الزمان من أجله قرابين وضحايا رصاصات، ولكنها لا تفلح في الحصول عليه.

لأن السالكين في هذا الدرب هم قلة، لأن الناس قد حبسوا نطق اللسان في جدران الفم خوفا من خسارة الرؤوس  ملتزمين بالصمت.

إذن فماذا يليق لنا لولا نستفيد من حالنا اليوم للإسراع في إيصال هذا الحصان المسروج إلى مكان مقصود.

أشكركم فرداً فرداً ، على الرغم من أن شكري وتقديري لا تبلغه الكلمة.

وحصلتُ أنا قوة من وجودكم واستطعت أن أتحمّل كل الأيام الصعبة التي مرّت بي.

تحملتُ بشدة وقطعا لم أكن أستطيع أن أفعل شيئاً لولا وجودكم.

آملة أن أكون لائقة من شدّ يدي بأيديكم وبرفقتكم أن أقطع هذا الطريق الوعرة المنتهية إلى غداة الحرية.

حتى إطلاق سراح «زينب » والإفراج عن رامين … سأكون قطرة  من بحر وجودكم للوصول إلى مجتمع لا يوجد فيه الفقر ولا خوف من كسر القلم.

إضافة إلى شكري لجميع الرفاق والأحباء الذين كانوا بجانبي، أشكر جميع سجناء سجن قرجك بورامين الذين كانوا بجانبي وبجانب «آتنا» وصاروا كماً هائلاً من التجربة لنا.

هؤلاء الأعزاء الذين هم أنفسهم ضحايا الفقر وضحايا التمييز، وضحايا الاختلافات الطبقية البغيضة، وضحايا انعدام الوعي، وضحايا وجود قوانين كهنوتية غير منطقية و متخلفة.

الأعزاء الذين سيكونون كل منهم فصلًا من كتاب الآلام لهذا المجتمع المحموم ، عندما يكتب القلم.

مع لمس آلامهم كنت أكثر تصميما على إحداث التغيير الكبير الذي كان همسة يوم أمس واليوم تحول إلى صراخ فهزّ سماء مدينتي.

 

غولرخ ابراهيمي ايرايي

20 مايو 2018

عنبرالنساء بسجن إيفين

Exit mobile version