هناك بعض الوجوه التي ترمز إلى مقاومة مليئة بالمعاناة والجهد والتسامح، وبعض الأسماء، التي تذكر بالقيم الإنسانية و«فرشته اخلاقي» هي واحدة منها.
ولدت «فرشته اخلاقي» عام 1948 في عائلة متوسطة وسياسية، وكانت مرفهة نسبياً في حياتها. وتبلغ من العمر 70 عامًا وقد أمضت 33عامًا من حياتها في المقاومة الإيرانية.
لديها شقيقتان وشقيقان وهي أول ابنة للعائله. لها أربعة أولاد، ابنان وابنتان، جميعهم في صفوف المقاومة، وتصف نفسها سعيدة وشاكرة للغاية.
وجربت «فرشته اخلاقي» النضال وعالم المقاومة ضد الدكتاتورية منذ سن الخامسة وتوضح كما يلي:
لقد ترعرعت في أسرة سياسية. كنت في الخامسة من عمري عندما رأيت نهب منزلنا و سجن أبي عن كثب يوم 19 أغسطس 1953. كان جدي أيضا من المناضلين في عهد «ميرزا كوجك خان» وفقد حياته خلال نهضة الغابة.
بعد ذلك، تعرفت على مجاهدي خلق من خلال أحد أقاربي المقربين «قاسم باقر زاده» الذي كان سجينًا سياسيًا في عهد الشاه. بالنسبة للقائه، كنت أذهب إلى سجن «قصر» كل أسبوع، حيث رأيت لأول مرة زعيم المقاومة الإيرانية «مسعود رجوي» وراء قضبان السجن. ومنذ ذلك الحين، تحولت مجاهدي خلق أول هدفي وطموحي لأنني رأيت فيهم قيمًا إنسانية وكل ما كنت آمله.
إذا سألتني ما هي أسعد لحظة في حياتك، أقول لك صيف عام 1985 أنه في رحلة إلى باريس،أدركت عن طريق صديقة لي أنه بإمكاني من الانضمام إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
حتى ذلك اليوم، كنت أعتقد أنه عمري أكبر من أغلبية المناضلين وبرفقتي أربعة أولاد فلذلك لم يكن متوفر لي إمكانية الانضمام ولكن بعد إرشاد ذلك الصديق، وعندما كتبت رسميًا وأرسلت طلبي للانضمام، ووصلت بعد فترة وجيزة اليّ ردًا إيجابيًا. الحصول على الإجابة من هذا القبيل هي واحدة من أسعد اللحظات التي مرت في حياتي. أنا حقًا كنت في بالغ الفرح والسرور كأنه وجدت العالم بلون آخر. أنا أصبحت مجاهدة أخرى في درب الحرية وهذا معنى تحقيق أكبرأمنيتي.
وتوضح «فرشته اخلاقي» بما يفعلها الآن:
هنا وفي المقاومة الإيرانية، أنا مشغولة ليلا ونهارا في عمل أعتبره في بالغ الأهمية: متابعة وتسجيل وضع الشهداء وأسر الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في هذه المقاومة.
خلال السنوات الخمس والعشرين المنصرمة، كانت هذه وظيفتي، وربما أستطيع أن أقول، لقد أمضيت آلاف اللحظات والذكريات بذكرى الشباب والنساء والرجال الذين تدين الثورة الإيرانية لهم بالشكر بسبب تضحياتهم وتفانيهم.
في الوحدة البحثية للشهداء نسجل حياة كل من المناضلين الشهداء ونقوم بتحديثها بالحقائق التاريخية التي مرت بعائلاتهم أو أقاربهم. من حالات الحيرة حتى الوقوف خلف جدار السجون لمتابعة حالة أحبائهم، من الإهانات والتدنيس التي لحقت بهم حتى المصائب التي مرت على عائلة واحدة تلو الأخرى في السنوات الماضية.
ربما يصعب تصديق هذا الأمر، لكن هناك بعض العائلات التي تبحث عن مدافن أبنائهم أكثر من 30 عامًا، وليس يومًا أو شهرًا أو سنة واحدة …
من خلال مشاهدة كل هذه الصعوبات، في كثيرمن الأحيان أذرف الدموع وأصبح أكثر تصميماً ، لكن هناك لحظات ترتسم على وجهي ابتسامة اليقين. لأنني رأيت الثورة الحقيقية في إيران وأعرف أن أيام التحول هي أيام جميلة.
أتذكر جيدًا وقوع ثورة 1979، كانت أيام مليئة بالفرح. تم استبدال الشوارع من شوق المواطنين. أمضى الناس أسعد الأيام في الشجاعة والمحبة والصداقة ، وتنفست إيران الحرية الحقيقية.
على الرغم من أن ديكتاتورية «خميني» البغيضة قد اختطفت الحرية من شعبنا لسنوات عديدة، لكن ليس لدي شك في أنه بفضل هذه المقاومة ووجودها، ستعود الحرية أكثر جمالًا وشمولاً من عام 1979، وفي وقت محدود، ستشفي كل المعاناة والآلام و جروح من أجساد وأرواح أبناء الشعب في تضحيات النساء والرجال المقاومة لإيران الغد.
بغض النظر عن لحظات الفخر والشرف للشهداء، تتحدث «فرشته اخلاقي» عن بزوغ إيران الغد الجميلة في العلاقات الإنسانية بينها وبين زميلاتها:
يجب عدم التخلي عن نقطة واحدة، وهي انعكاس الغد، في اليوم نفسه في المقاومة و مقاتلي درب حرية إيران.
في صفوف المقاومة الإيرانية، نحن نساء من مختلف شرائح المجتمع ، مع وجهات النظر والرؤى، و التعليم، وظروف الأسرة، والفئات العمرية المختلفة. لقد جاء الجميع هنا من مختلف المدن والمناطق.
في كثير من الأحيان، قد يتبادر إلى الذهن بشأن أفراد مثلي وأمثالي ربما من منطلق العمر أو وضعنا الاجتماعي يبدو أن لدينا أكثرتجارب بالمقارنة بالنساء الأخريات فكيف نحن ننفذ أوامر بعض النساء اللواتي هن يعتبرن بناتنا؟ أو كيف يمكن أن نكون خاضعات بشكل حقيقي نحو النساء اللاتي هن أقل عمرًا منا؟
جوابي هو في القيم الإنسانية التي جذبتني أنا وجذبت جميعنا إلى هذه المقاومة. لقد رأينا وتعلمنا أنه في علاقات مجاهدي خلق وهنا – والعلاقات بين النساء – الحب واللطف والحميمية ، هي الأصلية وفي الأولوية بصرف النظر عن أي اختلاف في العمر والخبرة ، والكفاءة الشخصية،.
لقد جربنا أن نستطيع في النظر إلى النساء الأخريات ، يمكن أن نرى الصفات الإنسانية البارزة لكل واحدة منهن، واكتساب درس منها في الخضوع الحقيقي.
مع هذه الثقافة، يمكنني أن أقول لك بأنني أتعلم من كل من حولي، وأنا ممتنة لهن، وبالفعل، يمكنني أن أطيع جميع أخواتي وبناتي.
وبهذا النوع من المقاومة اليوم، نحن انعكاس للغد. غد مشرق والمواطنون الإيرانيون نساء ورجالا أحرار في مجتمع يحدوه الأمل الوحيد هذه المقاومة ومقاتلي درب الحرية المنخرطين فيها.