فضيلت علامة حائري اسم مرادف للشجاعة والتهور
فضيلت علامة حائري
تاريخ الميلاد: 1959
مكان الميلاد: مدينة شاهرود
المؤهل الدراسي: طالبة بكلية الهندسة الإلكترونية بجامعة طهران
الحالة الاجتماعية: عزباء
تاريخ الإستشهاد: أغسطس 1988
مكان الإستشهاد: طهران
طريقة الإستشهاد: الإعدام شنقًا
مكان الدفن: طهران – مقبرة بهشت زهراء
وُلدت فضيلت علامة حائري في عام 1959 في مدينة شاهرود. وأنهت دراستها في المرحلة الثانوية في سمنان. وكانت تتمتع بعبقرية فذة في دراسة الرياضيات لدرجة أنه على الرغم من أنه لم يكن في المنطقة مدرسة للبنات لتدريس الرياضيات، بيد أن وزارة التربية والتعليم سمحت لها بالدراسة في المدرسة الثانوية للبنين تقديرًا لعبقريتها وتلبيةً لرغبتها في دراسة الرياضيات.
وفازت فضيلت علامة حائري بالمركز الأول بين جميع خريجي المنطقة في شهادة الثانوية من قسم الرياضيات، والتحقت بقسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة الإلكترونية بجامعة طهران في عام 1978.
وكان والدها من رجال الدين الذين وقَّعوا على برقية أرسلوها إلى الشاه لإنقاذ حياة خميني. وبسبب معتقداتها الدينية القوية وانتمائها عن بعد لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية؛ انضمت فضيلت بعد انتصار الثورة، وتحديدًا في مطلع عام 1979 إلى تشكيل رابطة الطلاب المسلمين بكلية الهندسة الإلكترونية بجامعة طهران. وصارت منذ ذلك الحين من أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في القطاع الطلابي، ثم استمرت في نشاطها في قطاع الأحياء الجنوبية.
وكتبت إحدى رفيقاتها في النضال آنذاك: ” كنت زميلة لفضليت في نفس المجموعة خلال سنوات الاضطلاع بكشف النقاب عن الفضائح السياسية. وكانت فضيلت فتاة مفعمة بالحيوية إلى حد كبير ومبدعة ومتيمة بعشق منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وأعضائها. وكانت دائمًا ما تفكر في المجهول، وكانت مبدعة ومبتكرة إلى أبعد الحدود. ولهذا السبب كانت مجموعتنا أكثر نجاحًا من المجموعات الأخرى، ولم يكن سر هذا النجاح والتألق سوى شفقة فضيلت وتكريس طاقتها النفسية في تحقيق الهدف وإبداعها وموقفها الهجومي. وكانت شقيقتها الكبرى عضوة في حزب توده، وكانت والدتها مريضة، وتوفي شقيقها ووالدها وهي في مرحلة الطفولة. بيد أن فضيلت لم تستسلم لهذه المشاكل فحسب، بل كانت دائمًا سندًا لعائلتها”.
وأصبحت فضيلت علامة حائري عضوة في الفرق العسكرية الخاصة بعد 20 يونيو 1981 وبداية المقاومة العادلة ضد ديكتاتورية خميني في جميع أنحاء البلاد، وتم اعتقالها أثناء ممارسة نشاطها في المقاومة وزُج بها في السجن. وكان اثنان من خالها من قوات حرس نظام الملالي، ومن المحتمل أن تكون قد تم الكشف عنها عن طريقهما.
وكتبت إحدى زميلاتها في الزنزانة في مذكراتها عن فترة السجن: ” كانت فضيلت عضوة في تنظيم عنبر 209 في السجن، الذي كان له صلة بالخارج. وبعد فترة، تم الكشف عن هذا التنظيم وتعرَّض جميع أفراده للتعذيب والاستجواب مرة أخرى. واحتُجز هؤلاء الأفراد لمدة تتراوح ما بين عام إلى عامين في الحبس الانفرادي وفي سرداب 209 لدرجة أنه بحلول عام 1986 ظن الكثيرون أنهن قد أُعدمن. ونقلوهنّ إلى العنبر العام في عام 1986، ورأيت فضيلت مرة أخرى. وقالت إنهن كنّ يتوقعن في كل لحظة طوال هذه السنوات أن يقتادوهن إلى الإعدام. وكانوا ينقلوهن في الليل إلى الزنزانة بعد انتهاء الاستجواب. وكانوا يستدعوهن مرة أخرى للاستجواب قبل أن ينزعن حجابهن من على رؤوسهن ويطلبون منهن الخروج ثم يجبروهن على المشي مثل الغراب وتقليد صوت الغراب أو المشي على أربع على الأرض وتقليد صوت الكلب. وكانوا يستدعوهن في بعض الليالي أيضًا للإعدام، وكنّ دائمًا يعشن في حالة من الذعر والقلق. وكنّ في بعض الأحيان يستيقظنّ وهنّ يصرخن ويرتجفن من أدنى صوت يسمعنه. بيد أنه على الرغم من العيش في هذه الفترة الصعبة، إلا أن فضيلت كانت لا تزال تتمتع بالروح المعنوية العالية. وكانت تعلِّم زميلاتها في العنبر الرياضة، وعندما كنّا نجتمع مع بعضنا البعض في الليل كانت فضيلت تغني في أغلب الأوقات، وكانت أكثر حبًا للأغنية الخراسانية المحلية “نوائي نوائي”.
وكانت فضيلت علامة حائري واحدة من السجينات المناضلات اللاتي متمسكن على موقفهن حتى آخر لحظة في حياتهن، وكانت دائمًا ما تتعرض للتعذيب طوال فترة وجودها في السجن على مدى 7 سنوات، وخضعت لعمليتين جراحيتين في عام 1981. وكان لحم باطن قدميها متعفنًا ومتآكلًا، وكانوا مضطرين إلى زرع باطن قدميها من لحم فخذيها. هذا وأمضت فضيلت عامين أيضًا في الحبس الانفرادي بسبب أنشطتها في السجن. وبعد ذلك، لم يتوقف استجوابها وتعذيبها على الإطلاق إلى أن تم إعدامها شنقًا في نهاية المطاف في مجزرة عام 1988 بسبب مقاومتها وصمودها.
وهكذا، سُجلت جرأة فضيلت علامة حائري وشجاعتها وسمعتها السامية في تاريخ مقاومة الإيرانيات ضد قمع واستبداد ولاية الفقيه بصفتها امرأة مجاهدة شجاعة تتمتع بالتهورولا تعرف للخوف طريقًا.