ما لم يُذكر بشأن وضع المعلمات في نظام التعليم الفوضوي في البلاد
فقر المعلمين ووضع المعلمات في إيران
تمت إدارة التربية التعليم في السنوات العشر الأخيرة من قبل 5 وزراء و 4 مشرفي إدارات ؛ وضعية جعلت حتى خامنئي يعترف بأن هذه الوزارة وزراةٌ مرتبكة، وهذا هو نتيجة 40 عاماً من الإدارة المنكوبة المضللة للوزارة المسؤولة عن تعليم وتربية أبناء الشعب.
في ظل غياب المرافق والتجهيزات اللازمة في المدارس الحكومية وتهالك البنية التحتية فإن ذلك قائمٌ أيضا في ظل ظروف يكون فيها آلاف الطلاب بالمناطق المحرومة من البلاد بعيدين عن هذه المرافق، وبالإضافة إلى ذلك لا يرى نظام الملالي بأن المعلمين أحراراً: “ومن المؤسف أن زاد التجاهل للمعلم وتدنت مكانته واحترامه، وانخفضت سلطته ودوره في الصف الدراسي أحياناً إلى مستوى مراقب.” (موقع ألف الحكومي – 4 مايو 2023)
قال وزير تربية وتعليم النظام في شهر يناير الماضي: 64٪ من التربويين الآن في البلاد هم من الإناث. (وكالة الأنباء الحكومية برنا – 23 يناير 2023).
كما أعلنت مستشارة شؤون المرأة بوزارة التربية والتعليم أيضاً أن عدد المعلمات هو 500 ألف معلمة، وقالت إنه بالإضافة إلى ذلك هناك 50 ألف طالبة معلمة، ومن بين هذا العدد يعمل 32000 شخص بدرجة مدير في التربية والتعليم. (موقع اكونوميست الحكومي الإيراني 23 يناير 2023)
![فقر المعلمين](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/06/teachers-poverty-in-Iran-1-min.jpg)
نقص المعلمين في تربية وتعليم إيران
تواجه وزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى عدم وجود وزير نقصاً مقداره 300 ألف معلم و 50 ألف مدرب تربوي، وإذا استخدمنا المعايير العالمية كمعيار فإن نقص المعلمين أكبر من الرقم المعلن: “والمؤسف أن وزارة التربية والتعليم تواصل العمل بأساليب منهكة عفا عليها الزمن ، وبحسب قول الخبراء فإن إستثمار المعلمين سيمضي بعملهم قُدماً.” (صحيفة هم ميهن الحكومية 13 مايو 2023)
لم يكن لدى جامعة ”فرهنكيان“ التي كانت مسؤولة عن تدريب المعلمين رؤية واضحة ذلك لأنها لم تستطع تعويض نقص المعلمين بسبب الانخفاض في تعبئة الطلاب في سنوات 2014 حتى 2016. (موقع قدس الحكومي 2 مايو 2023)
يتم سد النقص المعلمين في الوقت الحاضر بطريقتين: “معلمو الخدمة” و “معلمو الخدمة المشتراة” حيث يذهب معظمهم إلى الفصول الدراسية دون إكمال الدورات التدريسية، وبسبب نوع العقد فإن أكثرهم لا يتمتع بالأمن الوظيفي ولا بالدافع الضروري للعمل. (موقع قدس الحكومي 2 مايو 2023)
![فقر المعلمين ووضع المعلمات](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/06/teachers-poverty-in-Iran-2-min.jpg)
يقول محمد محمدي مدير عام مكتب التعليم الابتدائي: المعلمون الذين تم توظيفهم في التعليم منذ بداية الثورة حتى عام 1991 تقاعدوا في السنوات الأخيرة مع 30 إلى 35 عاماً من الخدمة أو هم على وشك التقاعد، ونحن نتعامل مع عدد كبير من حالات تقاعد المعلمين من السنوات القليلة الماضية إلى السنوات القليلة القادمة، وسنواجه أن هذه المشكلة قد تسببت في نقص الموارد البشرية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وذلك بسبب حقيقة إغلاق دورات تدريب المعلم لمدة 15 عاما وهو ما أوصلنا الآن إلى وجود نقص في المعلمين، وبما أن عدد تعبئة الطلاب في جامعة ”فرهنكيان“ خلال السنوات 2014 حتى 2016 قد وصل إلى أقل عدد ممكن، وقد أدى مجموع هذه العوامل إلى ضرب الوضع الحالي. (موقع قدس الحكومي 2 مايو 2023)
بالطبع كان هناك نقصاً في المعلمين بالبلاد لسنوات لكن آلافاً مؤلفةً من المعلمين المؤهلين يعيشون أيضا في ظروف مؤسفة بدون توظيف رسمي، وتقوم سياسة ترية وتعليم النظام في التخلص من النقص من خلال التوظيف المؤقت والتعاقد مع معلمين غير رسميين تحت مسميات مختلفة من أجل دفع رواتب أقل، ولا يتمتع المعلمين غير الرسميين بالحد الأدنى من الرواتب وتغطية التأمين ومزايا المعلمين الرسميين، وحتى هذه الرواتب الضئيلة لا تُدفع لأشهر للمعلمين الرسميين وغير الرسميين، ولا يوجد أمن وظيفي للمعلمين الناشطين في القطاع الخاص، وعقودهم مؤقتة وسنوية مثل عمال القطاع الخاص”. (صحيفة هم ميهن الحكومية 11 أبريل 2023)
![فقر المعلمات في إيران](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/06/teachers-poverty-in-Iran-3-min.jpg)
فقر المعلمات في إيران
وقال المتحدث باسم نقابة المعلمين: بالنظر إلى سقف رواتب المعلمين والذي يتراوح في المتوسط الآن ما بين 7 و 9 ملايين تومان ، واستنتاداً إلى الإحصائيات فإن خط الفقر يتخطى مبلغ الـ 20 مليون تومان، ونشهد الآن وجود فجوة كبيرة في الأجور، وحتى لو تم تنفيذ خطة التصنيف الوظيفي بشكل كامل فإنها لن تستطيع الاستجابة للظروف المعيشية للمعلمين في الظروف الحالية، وأضاف: “الفجوة بين الأجور وخط الفقر في تزايد مستمر على مر السنين وقد وصلت اليوم إلى أعلى مستوياتها. (صحيفة هم ميهن الحكومية 11 ابريل 2023)
الراتب الأساسي للمعلمين في الوقت الحاضر هو خمسة ملايين و600 ألف تومان، وإذا دخلوا في عملية التصنيف الوظيفي بخبرتهم العملية وظروف التربية والتعليم ذات الإعتبار فسيصنفون وفق الدرجة الأولى وستضاف نسبة 45٪ إلى رواتبهم، لكن نظام التصنيف الوظيفي هذا لم يدخل حيز التنفيذ بعد. (موقع إيران تحصيل الحكومي 16 أبريل 2023)
يقال إن رواتب الطلاب المعلمين ستبلغ سبعة ملايين و920ألف تومان في عام 2023، ولكن تنفيذ هذه الزيادة في الرواتب تحتاج أيضاً إلى مصادقة المجلس وموافقة مجلس صيانة الدستور، ومن هذا المبلغ سيتم استقطاع من 20 حتى 45٪ للخدمات الجامعية والسكن. (موقع إيران تحصيل الحكومي 16 أبريل 2023)
يقول أحد المعلمين في التربية والتعليم عن التصنيف الوظيفي: كان يجب تصنيف معظم المعلمين على الدرجة 3 بناءا على لوائح التصنيف، هذا بينما تم تصنيف 1200 شخصٍ فقط من أصل مليون معلم رسمي في التربية والتعليم على الدرجة 5 كحد أقصى، وبصفتي معلماً لما يقرب من 30 عاماً من الخبرة بدرجة الماجستير ولكوني ترجمت كتاباً فقد صُنِفت على الدرجة 2، ويتمتع العديد من المعلمين ومن ذوي الخبرة والمتعلمين لدينا بالحد الأدنى من التصنيف على الدرجة 1 و 2 من بين 5 درجات! وأضاف: إن أغلب المعلمين أي ما بين 60 إلى 70 في المائة منهم كانت رتبهم الوظيفية أقل من الدرجة 3 وهو ما يعني أنهم كانوا ضمن الدرجات صفر وواحد واثنين. (موقع إيران تحصيل الحكومي 16 أبريل 2023)
![ما لم يُذكر بشأن وضع المعلمات في نظام التعليم الفوضوي في البلاد](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/06/teachers-poverty-in-Iran-4-min.jpg)
يبلغ راتب معلمي المرحلة الابتدائية في الوقت الحاضر أيضاً 6 ملايين و 700 ألف تومان.( موقع ”باسخ ما“ الحكومي أبريل 2023)
لا يوجد ممثلاً حاضراً عن المعلمين في نظام التصنيف الوظيفي للمعلمين، وبدون النظر في المؤهلات التعليمية وخبرات العمل فإن رواتب 80٪ من المعلمين لا تصل إلى 8 ملايين تومان.
قال خبير اقتصادي لصحيفة شرق: بناءا على الدراسات التي أجريناها فإن دخل 54٪ من المعلمين في طهران تحت خط الفقر، بالطبع يزداد فقر المعلمين يوماً بعد يوم.(صحيفة شرق الحكومية 2 ديسمبر 2022)
واستناداً إلى آخر رقم أعلنته الحكومة فإن متوسط ما يحصل عليه التربويين المتقاعدين لا يصل حتى إلى 6 ملايين تومان، والآن ووفقاً لخط الفقر والتضخم فإن دخل المعلمين والمتقاعدين لدينا إن لم نقل بأنه تحت خط الفقر المدقع ولكن على الأقل مساوياً لخط الفقر المدقع. (موقع خبراونلاين الحكومي 16 ديسمبر 2021)
وأضاف إبراهيم سحرخيز الوكيل السابق للتربية والتعليم: إن ميزانيتنا للتربية والتعليم ليست حقيقية وتشغيلية عاما، ولم تكن اعتمادات هذه الوزارة لمدة 30 متطابقة مع الحقائق، كما تناول نقص 300 ألف معلم وقال: نستعين بالمعلمين المتقاعدين لسد النقص، فهم يعملون 24 ساعة إضافية بالإضافة إلى الـ 24 ساعة في الأسبوع لكنهم يتقاضون بعد سنةٍ ثلثاً من رواتبهم، وكانت هذه المتأخرات مزعجة وسوف تؤدي إلى الاحتجاج. (موقع شفقنا الحكومي 29 ديسمبر 2021)
![احتجاجات المعلمين](https://women.ncr-iran.org/ar/wp-content/uploads/2023/06/teachers-poverty-in-Iran-5-min.jpg)
احتجاجات المعلمين
كان التربويون يحتجون خلال العقود الثلاثة المنصرمة على حالة التعليم غير المنضبطة ونقص التعليم والأوضاع المعيشية غير العادلة، وتوسعت احتجاجات المعلمين وتظاهراتهم مؤخراً على مستوى البلاد، وقد لعبت المعلمات دوراً بارزاً فيها.
وبالطبع لا بد من القول أن هذه المطالب لا تقتصر على قضايا معيشية فقط بل على قلة الموارد البشرية، وقلة الميزانية المخصصة لوزارة التربية والتعليم، ومحتوى الكتب المدرسية، وغياب العدالة التعليمية، والتمييز في الرواتب والمزايا مقارنة بموظفي الحكومة الآخرين، واللعب بروح ونفسية التربويين مع المخططات الظالمة وغير المهنية مثل التصنيف الوظيفي ومعلم بدوام كامل، وتجاهل الشأن المعنوي للمعلم، والتأمين غير المجدي للمعلمين، وما إلى ذلك من المشاكل التي يحتج عليها مجتمع كبير من التربويين.
تجاهل الحكومة وعدم التفاتها لمطالب التربويين وعدم دعم وزير التربية والتعليم وحتى التهديد بطرد التربويين المحتجين وخلق عقبات عديدة أمام مطالب التربويين، ولم يقتصر الأمر على عدم تمكنهم من إسكات الاحتجاجات بل كان سبباً في دفع التربويين إلى متابعة مطالبهم بصلابة وحزم أكثر على أرضية الشارع.
قال خبير تربوي: يحتج المعلمون منذ عقود بشأن ابتعادهم عن خط الفقر وعن أوساط المجتمع العادي، وقال عن الصندوق الاحتياطي للتربويين: هذا الصندوق مرتبط بالتربويين الذين يودعون مبلغاً شهرياً من رواتبهم في هذا الصندوق، ولكن عندما يرون أن المعلم الحاصل على درجة الدكتوراه يحصل على راتب قدره 8.5 مليون تومان، لكن المدير التنفيذي دنا للبتروكيماويات ليحتج على راتب 73 مليون. (وكالة الأنباء الحكومية برنا11 يناير 2022).
تواصلت احتجاجات ومظاهرات المعلمين هذا العام وتجمعوا في 14 محافظة من محافظات البلاد بشأن إطلاق سراح المعلمين السجناء، واحتجاجاً على التصنيف الوظيفي غير العادل وعدم كفاءة النظام حتى لو كان ثمن ذلك السجن والأسر وطرد الشرفاء من معلمي الوطن، أولئك الذين كانوا يتمتعون على الأقل بمعيشة مستقرة يصرخون اليوم مثل ملايين العمال والفقراء والمتقاعدين في المجتمع على ضآلة حقوقهم في مواجهة التضخم صنيعة نظام ولاية الفقيه.
يصيح المعلمون: ” يا معلم أُصرخ أُصرخ – ونادي بحقوقك” أو “يجب إطلاق سراح المعلم المسجون”.
اليوم المعلمون الذين يعانون من عدم توفير خبز المعيشة، والتلاميذ الذين تحولوا الى عمالة الأطفا ل، وكذلك الكادحين والعمال ليس لديهم خيار سوى تفكيك نظام العار هذا، وخيارهم الأول والأخير هو الغضب والانتفاض على أرضية الشارع.