إلهة عروجي

إلهة عروجي

كانت إلهة عروجي، البالغة من العمر 25 عامًا طالبة في كلية الهندسة المعمارية بالجامعة الإيرانية الوطنية.

وولدت ونشأت في أحضان أسرة مرفهة للغاية.

وتعرفت بمجاهدي خلق قبل الثورة ضد الشاه بواسطة زوجها «بهمن جوادي أصل». وكان التعرف على منظمة مجاهدي خلق يعني بالنسبة لإلهة التعرف على آلام أبناء الوطن. ولهذا السبب، وعلى الرغم من أنها لم تكن تعاني من أي نقص في الإمكانيات والثروة، إلا أنها كانت تعيش حياة بسيطة بوصفها امرأة ثورية ولم تكن تحب لنفسها على الإطلاق من الظواهر والإمكانيات ما هو أكثر مما لدى الآخرين. 

وجذبت هذه الميزة لها وللمنظمة العديد من الرفقاء والطلاب الذين كانوا على علاقة بها آنذاك. 

وبعد مضي فترة من التعرف على «إلهة» ونشاطها مع مجاهدي خلق تم اختيارها كرئيسة لجميعة الطلاب المسلمين.

ويصف بعض الأفراد الذين عاصروا إلهة آنذاك أو شاركوها في ممارسة أنشطتهم بأنها نشطة وعطوفة وتكرس طاقتها النفسية إلى حد بعيد في خدمة اللجمعية، لا سيما لزميلاتها من الطالبات.

فعلى سبيل المثال، عندما بادر خميني بإغلاق الجامعات بعد عام 1980 بسبب انتشار القاعدة الشعبية لمجاهدي خلق؛ وذلك بحجة الثورة الثقافية واصلت إلهة عروجي الحفاظ على سكن الطالبات في طهران. وتمكنت بجهد دؤوب لا يعرف الكلل أو الملل من الحفاظ على سكن الطالبات لعدة أشهر.

وتم استخدام أقسام داخلية للنشطاء من الطلاب المرتبطين بمجاهدي خلق لتلقي الدروس التعليمية وعقد الاجتماعات وممارسة الأنشطة السياسية.

وتصف إحدى طالبات الجامعة الوطنية تلك الأيام على النحو التالي: كانت إلهة رئيسة جمعيتنا. وكنا نستيقظ في الصباح الباكر ونمارس الرياضة في القسم الداخلي، ونتناول وجبة الإفطار سويًا، ثم نبدأ التدريبات. وأتذكر أن الظروف في القسم الداخلي كانت سيئة. وفي ظل نقص الأسرة كانت إلهة أولى من تنمن على الأرض لتترك مكانًا أكثر راحة للأخريات ليتمتعن بنومهن. وكانت ضعيفة الجسم، بيد أنها كانت أولى الطالبات اللاتي يؤثرن الآخرين على أنفسهن. 

وكانت إلهة شجاعة ومتمتعة بالنشاط والحيوية وسريعة في أداء الأعمال لدرجة أن الطالبات أطلقوا عليها لقب «الغزالة» … إلخ.

وأعتقلت إلهة عروجي وزوجها في تنفيذ موعد اللقاء في عام 1981. وكانت معروفة لعملاء نظام الملالي، وكانوا يلاحقونها. وعندما كانت في فترة الحمل اقتادوها إلى عنبر 209 في سجن إيفين مباشرة وتعرضت للتعذيب. 

وادعى نظام الملالي زورًا وبهتانًا في 8 فبراير 1982 أن اسم إلهة عروجي من بين الأشخاص الذين قتلوا خلال الهجوم على قاعدة أشرف رجوي وموسى خياباني. وكان الهدف من ذلك هو مواصلة تعذيبها للحصول على معلومات.

وتعرضت إلهة لأقسى أنواع التعذيب لمدة ما يقرب من 7 أشهر.

وتقول إحدى زميلاتها في العنبر: ” رأيت إلهة في تلك الأيام وعانقتها. والمثير للدهشة أن ما كان يشغلها هو وضع الطلاب الذين تم الزج بهم في السجون آنذاك وليس وضعها وما تتعرض له من ضغوط مكثفة. وكانت إلهة تقول يجب أن أخبرهم بمواقف الرابطة حتى يتمكنوا من الصمود والمقاومة“. 

وكانت إلهة جادة ومثابرة في كل ما تفعله. وكانت تقول: ” يجب على المرء أن يؤدي أي عمل بصبر ودقة. وهذا الأسلوب من الحياة مهم للغاية في النضال، إذ يجب على المرء أن يعمل على نحو يستغل فيه أقل قدر من طاقة المجموعة التي ينتمي إليها وأن يحصل على أكبر نتيجة”.

وفي نهاية المطاف، قام مرتزقة خميني في مشهدٍ صادم في عام 1983 بشنق إلهة عروجي بتشادرها الخاص في زنزانتها. وفي زيارة لأسرتها ادعى هؤلاء السفلة بحماقة أن إلهة شنقت نفسها.

وكانت إلهة قد أنجبت طفلها خلال إجازة قصيرة، بيد أن رجال الأمن لم يسمحوا لها على الإطلاق برؤية طفلها مهدي قبل إعدامها.

Exit mobile version