مترو تتحدث لفتاة من أعضاء وحدات المقاومة في إيران

مترو تتحدث لفتاة من أعضاء وحدات المقاومة في إيران

مترو تتحدث لفتاة من أعضاء وحدات المقاومة في إيران

مترو مقرها بالمملكة المتحدة وصدرت يوم الثلاثاء 10 نوفمبر 2022

و التقرير الذي أُعد بواسطة كيمبرلي بوند يحتوى على مقابلة مع إحدى الفتيات العضوات في وحدات المقاومة في إيران تلك التي تقودها المقاومة الإيرانية ، تابعوا النص في هذه المقالة:  

 أستعد للموت في كل مرة أغادر فيها البيت – الفتيات المراهقات يقدن الثورة الإيرانية.

في العاصمة الإيرانية طهران تستعد ”راحة“ 18 عامًا لمغادرة منزلها، لكنها على عكس الفتيات المراهقات الأخريات اللواتي في سنها بجميع أنحاء العالم اللائي ينشغلن بتعبئة حقائبهن ليوم حافل في المدرسة أو الكلية، فـ ”راحة“ تغادر للقتال حيث ستنزل إلى الشارع مع صديقاتها للاحتجاج على الحكم الديني المتشدد في إيران إلى جانب مع الآلاف من الأخرين، فهي تشكل جزءا من مظاهرات واسعة النطاق تنادي بـ شعار “الموت للديكتاتوريين” إلى جانب شعار “المرأة ، الحياة ، الحرية” وهي أنشودة وحدت البلاد ضد التهميش المستمر للمرأة وحقوقها من قبل نظام أصولي لديه في السلطة لمدة أربعة عقود.

 ومما لا غرابة فيه أن راحة تعترف بخوفها مما قد تواجهه كل يوم، لكنها تعلم أن هذه المعركة من أجل الحرية أهم من الشعور بالخوف.

لقد كن متخوفات في البداية، حيث تحدثت إلى مترو من خلال طراف ثالث لديه تواصل مباشر مع المتظاهرين ، كنت خائفة فأنا ذاهبة لكي أُقتل، لكنني رأيت أن آلاف الشباب قتلوا من أجل الحرية فقلت لنفسي إن دمي ليس ملونًا أكثر من دماء فتيات صغيرات أخريات فاخترت ألا أصمت أمام هذه الحكومة.

راحة هي مجرد واحدة من آلاف الشباب الذين هم جزءا من و حدات المقاومة الإيرانية  وكمجموعات من المتظاهرين المدربين والمنظمين الذين يتطلعون للقتال من أجل إيران حرة.

تم تحفيز العديد من هذه الوحدات التي كانت تتدرب منذ عام 2014 على العمل في أعقاب مقتل المأساوي لـ مهسا أميني في وقت سابق من هذا العام عندما أُوقفت الفتاة ذات الـ 22 عاما من قبل دورية الإرشاد الإيرانية سيئة السمعة، وهي عنصر في قوات إنفاذ القانون الإيرانية المعروفة بالعامية باسم شرطة الأخلاق  وتوفيت في المستشفى بعد أن ادعى شهود عيان أنها تعرضت للضرب بسبب إظهار شعرها.

وقد ظهرت تقارير عديدة متضاربة منذ مقتل أميني، وادعى قائد شرطة طهران حسين رحيمي أن الشابة عانت من قصور مفاجئ في القلب بعد احتجازها وهو أمر نفاه والد أميني نفسه الذي شكك في أن تعاني ابنته من ظروف صحية بالأساس، وقد ثَبُت أن موتها الفجيع كان حافزا لإحتداد الاحتجاجات الواسعة ضد النظام الإيراني  والتي كانت تغلي في البلاد لبعض الوقت، ومع ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع التضخم في البلاد فإن الكثيرين في إيران على استعداد الآن للقتال من أجل الإطاحة بحكومة يعتبرونها قمعية.

تتمتع النساء بحقوق أقل بموجب قانون الشريعة الصارم، وتسيء شرطة الأخلاق استخدام سلطاتها لاستهداف النساء بشكل غير عادل ومضايقتهن  لذلك ليس من المفاجئ أن تكون النساء والفتيات في مقدمة كل مظاهرة.

  مر ما يقرب من 60 يوما من الاضطرابات المدنية في إيران، حيث تجادل المناضلات من أجل الحرية قائلات  بأن هذا لم يعد احتجاجا على الحكومة بل إنها ثورة شاملة، وعلى الرغم من محاولات قمع المعارضين كانت هناك احتجاجات في جميع المحافظات الـ 31 في إيران.

لقد أُغلِقت الأسواق دعما للمتظاهرين، وأعلن سائقو الشاحنات إضرابهم بينما يتدفق طلاب الجامعات والمدارس الثانوية إلى الشوارع  يوميا للاحتجاج على الرغم من أنهم قد يتعرضون للضرب أو إطلاق النار من قبل القوات الحكومية.

توضح راحة: أثرت حالة البلد الملتهبة على الناس بجميع مناحي الحياة، وعندما سمعت عن مقتل مهسا على يد هذه الحكومة كنت أشعر بالغضب وبكيت.

لكنني علمت أن هذه مشكلةٌ لا تُحَلَ ببكائي لذلك إنضممت إلى أصدقائي في الشوارع للهتاف من أجل نيل الحرية والديمقراطية من هذه الحكومة القمعية.

لقد تواجهت راحة نفسها مع شرطة الأخلاق بينما هي قد اختارت ارتداء الحجاب، انتقدها أحد الضباط لكون رأسها كانت مكشوفة كثيرا، وكان ذلك فقط  بسبب عنادها وإصرار عائلتها لكي لا تُقاد إلى مصير مجهول.

وتوضح قائلة: لقد جاءني عناصر الدورية وأخبروني أن حجابي منزوع، وقلت لهم أنه أمر لا علاقة لهم به فأهانوني وأمسكوا بيدي وأخذوني بعيدا إلا  أن عائلتي لم تسمح لهم بذلك.

 بطبيعة الحال ، فإن الاحتجاج على الحكومة في إيران لا يخلو من مخاطره، وأفادت تقارير من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بأن أكثر من 25 ألف مواطن إيراني قد أُعتُقِلوا منذ بدء الاحتجاجات وأنه قُتِل ما لا يقل عن 480 شخصا 40 منهم من الأطفال والمراهقين.

وأفادت التقارير أن نيكا شاكرمي ذات الـ 17 عاما قد تعرضت للتعذيب والقتل على أيدي القوات الأمنية الإيرانية خلال الاحتجاجات بينما تعرضت المدونة المرئية سارينا إسماعيل زاده 16 عاما للضرب حتى الموت في مظاهرة في كوهردشت في محافظة البرز وفقا لمنظمة العفو الدولية.

وفي مكان آخر ذكرت بي بي سي أن التلميذة إسراء بناهي 15 عاما تعرضت للضرب على أيدي قوات الأمن التي داهمت مدرستها بعد أن رفضت غناء نشيد يمدح المرشد الأعلى، ونفت السلطات الإيرانية ذلك وقالت في التلفزيون الرسمي إن إسراء توفيت بسبب مشكلة في القلب.

على الرغم من صغر سن العديد من المتظاهرين تتخذ الحكومة الإيرانية موقفًا متشددا ضد المعارضين، ووصف الرئيس إبراهيم رئيسي متظاهري الشوارع بأنهم أعداء الجمهورية الإسلامية وألقى باللوم على المتآمرين في التحريض على الاضطرابات وتعهد بالهجوم الشديد على أولئك الذين يتعرضون لأمن البلد وأمانه.

تقول راحة: وصفتنا الحكومة بأننا مثيري الشغب، إنهم لا يحترمون الشعب وحقوقه، وقد رأى العالم كله [ما حدث لمهسا]، مع ذلك تتقدم راحة والآخرون في وحدات المقاومة بحذر لمنع المزيد من إراقة الدماء والاعتقالات.

وتوضح قائلة: إننا نحول دون كشف أنفسنا  لذلك نغطي وجوهنا بالاقنعة ونتشارك المسؤولية أثناء المظاهرات فيراقب أحد الأشخاص  المناطق المحيطة حتى نتمكن من الرد على اقتراب الجنود دون أن نتفاجىء، وصدقوني كل يوم عندما أغادر المنزل وأنا يجب أن أكون مستعدة كما لو أنني  لن أعود إلى البيت أبدا.

الخوف عامل رئيسي لكن دفع ثمن الحرية  ضرورة للإطاحة بالحكومة..

 أصدقائي يجعلونني أقوى لأننا معا سوية، لكن لأن والدتي خائفة قد قطعت علي عهدا بأنني سأعتني بنفسي، لقد قالت إنها لا تستطيع تحمل ذلك إذا حدث لي شيء .. قالت إنها ستصاب بجلطة دماغية إن حدث لي مكروه.

تقول راحة إنها تلهمها للمتابعة من خلال معرفتها بأنها تقف جنبا إلى جنب مع فتيات ونساء أخريات في معركتهن من أجل الحرية.

تقول: النساء في طليعة هذه الاحتجاجات، وإن رؤية عددا من الفتيات الصغيرات الأخريات يمنحني القوة.

تقول صديقتي  التي تلعب دور قيادة [لوحدتنا المقاومة] إن المرأة هي قوة التغيير وسيتم الإطاحة بالملالي.

لا اعتبار للنساء، لكن المضطهدين اليوم هم فاتحي الغد، وهذه الكلمات تعطينا الشجاعة وليس لدينا أي حل وسط مع هؤلاء الملالي، وإن رؤية الفتيات والنساء يخرجن إلى الشوارع للمطالبة بحرياتهن هو أمر مؤثر بشكل خاص للدكتورة آلاء ذبيحي محاضرة جامعية وعضو لجنة نساء من أجل إيران حرة، والتي هي مجموعة دعم مكونة من نساء مهنيات يعشن في المملكة المتحدة  ويتطلعن إلى ذلك بمثابة صوت للنساء المضطهدات في النظام.

وتوضح قائلة: نشعر بإيجابية كبيرة برؤية النساء في وحدات المقاومة ينظمن الاحتجاجات بنشاط، وتحاول الحكومة الإيرانية تجاهل هذا الأمر لأن النساء يرغبن في مزيد من الحرية ولا يرغبن في ارتداء الحجاب، ولكن الأمر يتعلق بما هو أكثر بكثير من مجرد الحجاب الإجباري، إنه يتعلق لما يقرب من 40 سنة من انتهاكات حقوق المرأة والناس قد فاض بها.

يخرج الشباب وخاصة الفتيات إلى الشوارع لأنهم يعرفون أنه لا مستقبل في ظل هذا النظام ولا جدوى هناك فائدة من دراستهم في المدرسة، ولديهم روح قتالية وهم يخاطرون بحياتهم ، لذلك من المهم أن تُسمَعَ أصواتهم.

وحدات المقاومة مثل وحدة راحة و التي هي جزءا منها يشرف عليها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

والمجموعة (أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية) كما يوضح نائب ممثلها بالمملكة المتحدة حسين عابديني هي بالفعل برلمان إيراني في المنفى، وتضغط من أجل الإطاحة بالحكومة الحالية وإقرار نظام ديمقراطي، وإنها تعمل على جعل  الاحتجاجات أكثر تنظيما ما قد يؤدي إلى اضطرابات طويلة الأمد تؤدي إلى تغيير حقيقي في إيران.

ويوضح قائلاً: نحن على اتصال منتظم مع وحدات المقاومة، نحن نساعد في توجيه المظاهرات خطوة بخطوة للتأكد من تقليل إراقة الدماء

على عكس الانتفاضات السابقة في إيران والتي تم قمعها بسرعة من قبل الحكومة، فإن الجهود المستمرة والمنظمة لوحدات المقاومة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد تعني أنه كان من الصعب بشكل كبير قمع الأصوات المعارضة.

ويقول عابديني: قوات النظام محبطة ولا يمكنها الاستمرار بنفس الزخم، فهناك 210 مدينة في 31 محافظة إيرانية منتفضة، وهناك الآلاف من وحدات المقاومة، ويجب أن يكون للشعب الحق في الدفاع عن نفسه ضد مثل هذا النظام القمعي.

 نحن نحاول أن نكون صوتهم في العالم الخارجي ، ونتحدث إلى الحكومات والهيئاات الدولية لنطلب منهم الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني وليس في جانب الديكتاتورية الوحشية.

في محاولة لكبح المزيد من المظاهرات ، يتعرض الشعب الإيراني لانقطاع مستمر على الإنترنت، فقد كانت تطبيقات مثل انستغرام و واتس آب مقيدة تماما وصعب الوصول إليها، بينما كانت تطبيقات مثل تيك توك ويوتيوب وتليغرام مغلقة، ومع ذلك فإن هذا لم يمنع وحدات المقاومة من العمل جنبا إلى جنب مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لإيصال رسالة وحشية النظام إلى العالم لكي يراها.

ويوضح عابديني أن هناك قناة فضائية للمقاومة تبث على مدار 24 ساعة في اليوم، ويرسل الناس لقطات للقناة الفضائية،وهناك الكثير من اللقطات التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي وهذا أمر يخيف النظام الإيراني، وعلى الرغم من قطع الإنترنت لا يزال هناك الأطنان، ونحن نسلط الضوء على هذه القضايا ونستخدم هذه اللقطات لمحاولة إقناع المجتمع الدولي بإدخال تدابير عقابية ضد النظام الإيراني.

وفي المقابل يخبرهم أولئك الذين هم على اتصال بوحدات المقاومة بكيفية رؤية احتجاجاتهم ودعمها من قبل العالم الخارجي  لكن العبارات المنددة وحسن النية وحدها لا يمكن أن تكون عوامل قرب من المتظاهرين.

تقول راحة: نحن على دراية بردود أفعال الناس في الدول الغربية ودعمهم الروحي الذي يقدمونه لمظاهراتنا وهذا يمنحنا دعما معنويا، لكننا نحتاج إلى ما هو أبعد من الدعم الروحي.

يطالب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بمزيد من العقوبات ضد إيران، ويضغط على الحكومات لإجراء تغييرات من أجل إظهار أنها لا تدعم النظام هناك.

يقول عابديني: نحن ندعو المملكة المتحدة إلى إغلاق السفارة الإيرانية في لندن لأن من يسمون بالدبلوماسيين لا يمثلون الشعب الإيراني لكنهم يمثلون الديكتاتورية الدينية التي تضطهده.

ونحن نطلب أيضا من حكومة المملكة المتحدة أن تنظر حقا في علاقاتها بإيران، وندعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجين والسجناء السياسيين الذين تم اعتقالهم.

ونتفق الدكتورة آلاء ذبيحي على أنه يجب القيام بالمزيد على نطاق عالمي أوسع: كل يوم يضيع والدول الغربية التي تصمت ولا تفعل أي شيء حيال حياة شخص ما في إيران، وكلما عملنا أكثر كلما تغيرت الأمور بشكل أسرع.

ومع عدم ظهور أي بوادر على تراجع وحدات المقاومة عن احتجاجاتهم يعتقد الكثيرون أن هذه هي بداية نهاية الحكم الديني الإيراني المقرر الإطاحة به من أجل إقامة نظام ديمقراطي.

يقول عابديني: وفي هذا كله كل ملامح الثورة، وبعض الأحداث تعكس مرحلة سقوط الشاه في عام 1979عندما كان هناك أطفال في الشوارع يهتفون من أجل الحرية، وهذا مجرد منحدر زلق نحو زوال الحكومة.

إن ذلك كسد مكسور الآن ولا يمكنهم في الواقع إيقافه بعد الآن، قد يكونون قادرين على قمعها إلى حد ما ولكن هذا لن يؤدي إلى الإيقاف.

راحة على الرغم من صباها إلا أنها مصممة بنفس القدر إذ تقول: سنواصل حتى نطيح بهذا النظام القذر، والطغاة ليسوا آلهة، وكل احتجاج  وكل خطوة نخطوها هي خطوة أقرب للإطاحة بهذه الحكومة المعادية للإنسان، ولن نتوقف.

Exit mobile version