مجكان كوكبي

مجكان كوكبي

مجكان كوكبي

توفيت مجكان كوكبي، عضوة المجلس المركزي وإحدى المسؤولات في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، في 28 أغسطس 2021، في مستشفى بألبانيا نتيجة لإصابتها بمرض السرطان في الدماغ، بعد 41 عامًا من النضال ضد الدكتاتورية الدينية.

وُلدت مجكان كوكبي، في عام 1966 في طهران، واعتُقلت في 20 يونيو 1981 بمعية صديقاتها الآخريات في مدينة ساري موطن تربية المجاهدين، بتهمة المشاركة في مظاهرة 20 يونيو، ومكثت في سجن الشرطة لمدة عام تحت الضغط والتعذيب.

وعندما تم اعتقال مجكان كان قد مرَّ على انضمامها إلى القسم الطلابي لمجاهدي خلق شهر واحد.

واستطاع والدها الذي كان قد انتقل آنذاك من طهران إلى ساري أن يخفف فترة السجن من عامين إلى عام ويوم واحد بعد تحمُّل تكلفة باهظة والقيام بتحركات عديدة وأن يطلق سراحها وهي في عمر لا يتجاوز الـ 15.

وتقول مجكان نفسها في هذا الصدد: «كنت طالبة عندما بدأت نشاطي في مناصرة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ، لكن لم يمض وقت طويل حتى اعتقلني عناصر خميني وُزج بي في السجن، وسرعان ما تعرضت للتعذيب والجلد عندما بلغت الـ 14 من العمر، ورأيت بأم عيني أسوأ أشكال المضايقات والاضطهاد في السجن. بيد أن الحقيقية هي أن العدو ظن أنه بإمكانه أن يقهرنا بالزج بنا في السجون، غير أن الاستسلام هو الأمر الذي لم يكن مدرجًا في قاموس وثقافة مجاهدي خلق، وجعلنا العدو يتخبط في العجز!

والجدير بالذكر أن سجن شرطة ساري ومعاملة جلادي خميني للنساء المضطهدات اللاتي تم اعتقالهن بموجب اتهامات لفَّقها لهن الملالي وتعرضهن للضغوط والتعذيب والمضايقات وتشويه السمعة عزَّزت ما أمكن من دافع مجكان للنضال ضد هذا النظام الفاشي. 

وما يثلج الصدور هو أن مجكان حاولت بكل ما أعطاها الله من قوة بعد إطلاق سراحها من السجن أن تصل إلى المنطقة الحدودية وتنضم إلى منظمتها المحبوبة، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، على الرغم من كافة القيود المفروضة عليها. وفي نهاية المطاف، نجحت في تحقيق هدفها بعد أن بذلت قصارى جهدها. 

وقالت في هذا الصدد في مقابلة بقيت من ذكرياتها: ” بعد إطلاق سراحي من السجن لم يكن لديَّ أي هدف سوى الانضمام إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وتمكنت من الوصول إلى المنطقة الحدودية بأي ثمن وأتيت إلى العراق. وانضممت إلى جيش التحريرالوطني الإيراني في عام 1986، وبدأت نشاطي هناك في مختلف أقسام جيش التحرير”.

وأسرعت مجكان كوكبي إلى ساحات قتال جيش التحرير ضمن الوحدات القتالية النسائية في مجاهدي خلق، وتألقت كإمرأة شجاعة وجريئة وبطلة في عمليات «آفتاب» (الشمس) و «جلجراغ» (الثريا) و«فروغ جاويدان» (الضياء الخالد).

وكان وصول مريم رجوي لقيادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تطورًا كبيرًا لجميع النساء المجاهدات، ومن بينهن مجكان كوكبي. وقالت مجكان في هذا الصدد: “إن السيدة مريم رجوي علمتنا أشياء وقادتني إلى عالم من القيم السامية لمجاهدي خلق والتي تعتبر مثيرة للدهشة بالنسبة لي. إذ أنها علمتني وعلمتنا جميعًا وجيل من النساء المجاهدات والرجال المجاهدين أنه لا يوجد شيء مستحيل في الحياة. وعلمتنا ألا نُطأطئ رؤوسنا في أي صراع. لذا أقول لكم من كل قلبي أنني عشت ذلك بكل كياني … إلخ. ومن غير الممكن ولا ينبغي أن يكون ذلك مجرد شعار، بل هذا هدف ومن الممكن تحقيقه”.

ومن الفصول الأخرى من كتاب حياة المجاهدة المخلصة، مجكان كوكبي، هو مرور 14 عامًا من الصمود البطولي الرائع في مخيمي أشرف وليبرتي. والحقيقة هي أن صمودها وخوضها حروب جُمجُمية طاحنة ضد كل الضغوط وأشكال الحصار والهجمات البرية والجوية والقصف المستمر والمتكرر بالصواريخ يعتبر مظهرًا لما يمكن ويجب اعتباره ليس مجرد شعار حسبما تقول مجكان، بل هو ارتقاء لهدف لابد من تحقيقه. وكتب أحد مسؤوليها عن هذه الفترة:

“كانت لدى مجكان روح معنوية قتالية عالية أثناء القصف على مخيمي أشرف وليبرتي في العراق. ودائمًا ما كانت متواجدة في ساحات القتال ونشطة ومقاتلة إلى حد بعيد. إذ كانت دائمًا متطوعة للذهاب إلى خط الجبهة في ساحة القتال في جميع الهجمات على أشرف ومصرة على التقدم والدفاع عن أشرف، وكانت في كل مرة تنضم إلى الصفوف الأولى لمواجهة المرتزقة البرابرة في المعارك التي دارت رحاها في 28 و 29 يوليو وفي 21 مارس، وكانت صامدة في ساحة المعركة بشجاعة، ودائمًا ما كان المقربون منها يتحدثون عن مظاهر بطولاتها وما أبلته من بلاء حسن في القتال”.

وفارقت مجكان كوكبي هذا العالم بعد أن صبرت وعاشت مرحلة صعبة من المرض لمدة عامين في صراع مثير للدهشة مع مرض السرطان وهي في ذروة الحماس والدافع للنضال، وكانت مؤمنة بالتزامها بتحرير الشعب الإيراني حتى آخر نفس في حياتها. 

Exit mobile version