مريم اكبري.. من له الحق في مقام منح العفو والتسامح هو انا ومواطيننا المكبلون

أرسلت السجينة السياسية «مريم اكبري» مؤخرا رسالة مفتوحة من عنبرالنساء بسجن إيفين بهدف ردا حازما إلى القاضي صلواتي سئ الصيت الذي أصدر حكما عليها بالحبس لمدة 15عاما.

وكان القاضي صلواتي  قد قال لزوج السيدة أكبري منفرد في المحكمة لمتابعته وضع ملفها: اتابع الأمر لأرى هل اسمها مدرج في قائمة العفو ام لا.

 وأرسلت مريم اكبري منفرد الرسالة المفتوحة صارم اللهجة وعددت فيها جرائم حكم الملالي خلال هذه السنوات وقالت: «من له الحق في مقام منح العفو والتسامح هو انا ومواطيننا المكبلون».

الملاحظة: والجدير بالذكر أن «مريم اكبري منفرد» اعتقلت في ديسمبر 2009 وأصدرت الشعبة الـ15 لمحكمة الثورة برئاسة القاضي صلواتي حكما عليها بالحبس التنفيذي لمدة 15عاما بتهمة «المحاربة» عن طريق العضوية في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

فيما يلي النص الكامل للرسالة التي نشرت يوم 30مارس 2018:

كان المجتمع الإيراني في خضم الثورة ، وظهرت أول «عيد نوروز» بعد الثورة وكانت الخلافة الإسلامية تحاول إخفاء طبيعتها الإستبدادية تحت ستار الديمقراطية (استفتاء للجمهورية الإسلامية) وتخفي قيمها المعادية للتاريخ والمعادية للإنسانية تحت هذا الستار. وبعد ذلك ظهرت الأيام السوداء الواحدة تلو الأخرى.

في تاريخ  حياة الأمم ، هناك أحداث تمتد آثارها وطبيعتها في بعض الأحيان إلى أجيال. إن أحداث عقد الثمانينات والحرب الإيرانية والعراقية التي استمرت ثماني سنوات  وجنود للاستهلاك مرة واحدة وطلاب المدارس للاستهلاك  مرة واحدة  لفتح حقول الألغام وإعدام أنبل أبناء إيران كانت أول هدية للجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب الإيراني. كانت البنية التحتية للمجتمع على وشك التدمير السريع ، وهي كارثة تأثرت منذ عقود بعد نهاية الحرب.

أخذ جدار الاضطهاد والقمع يتضح كل يوم، وأصبحت الطبيعة الشمولية للجمهورية الإسلامية ، التي حاولت دائمًا تمتلك المجتمع بكامله تحت أيديها، أكثر وضوحًا، ففي بيئة مظلمة تغيب أقل بصيص من نور الحرية والعدالة، لقد كشف جيل عاص عن طبيعة هذه السيادة اللاإنسانية والعائدة إلى عصور الظلام. تحية لشهداء  درب الحرية ، شهداء عقد الثمانينات شهداء مجزرة عام 1988، الذين نشروا بذور الاحتجاج والمقاومة في المجتمع الإيراني ، وخلقوا انتفاضة عظيمة يركع العالم أمام عظمتها.

مجزرة جماعية 1988 وإخفاء القبور وإخفاء أسماء الشهداء. منذ عام 1980 سجون وغرف التحقيق مع منطق إنكار وجود الضحية ظل يستمر وخارج السجون قام مقلدو النظام بترويج منطق انكار السجناء السياسيين حتى نفى وزير الخارجية في الحكومة الإعتدالية «محمد جواد ظريف » وجود سجين سياسي في إيران. لكن حركة المقاضاة قد تحدت له.

أصبحت مجزرة جماعية 1988 ركيزة لإنشاء نظام قائم على عقوبة الإعدام ودورة مستمرة من عمليات الإعدامات وتنفيذها حتى الآن ؛ الجمهورية الإسلامية لم تجلب أي شيء إلى إيران والإيراني إلا القتل والنهب واراقة الدماء و نهب ثروات وموارد البلاد و البنوك المفلسة ، وصناديق تقاعد مفلسة ، وموائد المواطنين الفارغة والاقتصاد المشلول في البلاد ، والانقسام بين عناصر الهيكل الحكومي، وتفسخ العقود والعلاقات وهكذا تتفاقم التناقضات.

في خضم كل حالات العجز والبؤس هذه التي شعروا بها في بداية نهايتهم يريدون أن يغطوا على كل هذه السنوات من القسوة و الخداع بغطاء العفو ويمحون كل ما فعلوه ضد أبناء الشعب الإيراني.

ما طرحته في الرسالة بشكل موجز  كان ردا على أبو القاسم صلواتي الذي ، قال في آخر مراجعة زوجي له: “إنه يتابع ما إذا كان اسمها على قائمة العفوام لا.

أنا فخورة ومشتاقة للغاية بقلب مفعم بالحيوية بعد  مضي 9 سنوات من السجن حيث احتضن كل لحظاته  ليس فقط لتقاضي المسؤولين عن دم شقيقتي واشقائي وليس فقط  لمقاضاة المعنيين عن كل حياتي  التي سلبت مني بل لتقاضيهم بسبب استلاب 9سنوات من حياة أطفالي وكما أقدم المقاضاة ضدكم بما سلبتم من لحظاتهم الطفولية. فلذلك من له الحق في مقام منح العفو والتسامح هو انا ومواطيننا المكبلون.

بكل حبي وإيماني  أقدم أحرّ تحياتي إلى شهداء الحرية ، شهداء انتفاضة  ديسمبر الذين هم شهود للصدق والفداء والصمود.

مريم اكبري منفرد – سجن إيفين – ربيع العام الإيراني «1397»

Exit mobile version